صراع الأعراب|| عابد حمزة

 

مضى العام الأول وهاهو العام الثاني يشارف على الانتهاء من العدوان الأمريكي على اليمن تكفلت السعودية بالإشراف عليه وتمويله وتسخير كل قدرتها العسكرية والمالية في شراء الأسلحة والآليات والذمم والمرتزقة وكل ما من شأنه أن يساعدها في احتلال اليمن والمحافظة على الصدارة كعميل أول لأمريكا في المنطقة ولأنها دخلت الحرب بهستيريا وجنون الزهايمر فقد أنهكها العدوان وكلفها من الخسائر ما لا يمكن حصره ظهر ذلك جليا مع تراجعها اللافت عن الصدارة في معركة الساحل وظهور دويلة الإمارات كأكبر قوة تدير هذه المعركة بعد أن جندت عشرات الآلاف من مرتزقة الجنوب ودفعت بهم إلى محرقة الساحل لا لشيء إلا لتقول لأمريكا بأنه يمكنها الاعتماد عليها كبديل للسعودية في حال وصلت السعودية إلى حافة الإفلاس وعجزت عن مواصلة الحرب على اليمن هذا التصرف الإماراتي أزعج السعودية وأوجد حالة من الاحتقان بينهما انعكس بدوره على مرتزقتهما في الداخل وأوجد حالة من الصراع وصل حد التناحر والاقتتال في محافظتي تعز وأبين وفي الجبهات أيضا هناك عمليات تصفية واسعة للمنافقين وقياداتهم وعشرات الضربات الجوية التي تستهدف تارة مرتزقة الإمارات وتارة أخرى مرتزقة السعودية حتى على المستوى الإعلامي رأينا تفاعل الإعلام السعودي وإعلام الإصلاح وناشطيه باهتا مع معركة الساحل بعكس تفاعلهما الحيوي والنشط مع معارك المناطق الشرقية كون السعودية هي المعنية بإدارة هذه المعارك ولأنها معارك انتهت بالفشل والهزيمة وخسائر مهولة في الأرواح والعتاد فالسعودية هنا لا تريد أن يتحقق للإمارات في الساحل الغربي ما لم يتحقق لها في المناطق الشرقية وبالتالي تصبح الإمارات أكثر حظوة وأمتن علاقة بالأمريكيين منها

أمريكا بدورها تشجع على هذا التنافس لكنها تريد له أن يكون تنافسا محمودا يصب في صالح العدوان والاستمرار فيه لا أن يصل إلى مرحلة من التنازع والاقتتال يشل حركتها ويصيب مخططها العدواني على اليمن في مقتل وعليه فعندما نراها مطلع الأسبوع تباغت قادة القاعدة من آل الذهب في محافظة البيضاء بإنزال جوي وتقتل العشرات بينهم 11 امرأة و6 أطفال فإنما ذلك لتأديب السعودية على دفعها بعناصر القاعدة الموالين لها لمهاجمة عناصر الحزام الأمني التابع للإمارات في محافظة أبين وتريد أيضا أن توجه رسالة للحميقاني والعرادة وأبكر والعكيمي والحنق وغيرهم كثير من مشائخ وقادة الإصلاح في المناطق الشرقية أنها قادرة للوصول إليهم وأنه لا مجال للتراجع أو التخاذل عن مواصلة الحرب وما لم يتحركوا بنشاط وهمة ويحشدوا الأتباع ويستقطبوا المرتزقة للقتال فإن ما حصل لآلـ الذهب في البيضاء ليس بعيدا عنهم هكذا تدير أمريكا معركتها في اليمن وهكذا تحكم قبضتها على عملائها وتدفع بهم لخوض حروبها وتنفيذ مخططاتها إما بسياسة العصا أو بسياسة الجزرة

قد يعجبك ايضا