زيد البعوه يكتب عن صعدة في عيد الفطر المبارك. ؟

مرت أعياد كثيرة ومناسبات عديده على اليمن بشكل عام في ظل العدوان الذي تشنه قوى الاستكبار العالمي على اليمن الا ان محافظة صعدة تتميز عن غيرها بالمظلومية الأبرز والاكبر فمحافظة صعده عانت الكثير والكثير خلال الصراعات والحروب التي مرت عليها في السنوات الماضية حيث حرم أبناء صعده من الاحتفال والابتهاج بعدد من الأعياد والمناسبات طوال السنين الماضية فمنذ الحرب الأولى الى اليوم وهي ماتزال تعاني من ويلات الخراب والدمار والحصار فعلى سبيل المثال انتهت الحرب الأولى قبل شهر رمضان بأيام وصام الناس حينها اغلبهم في السجون والبقية جرحى ومشردين وبلا منازل فاقدين للكثير من أهلهم الذين سقطوا شهداء جراء العدوان على صعده في عام 2004 وفي الحرب السادسة التي شنها النظام السابق وانضمت اليه السعودية صام أهالي صعده شهر رمضان في ظل الحرب واقبل عليهم عيد الفطر وعيد الأضحى في ظل العدوان والعام الماضي كذلك وهذا العام نفس الشيء ليس هذا فحسب فأهالي صعده متعودين على احياء عدد من المناسبات العظيمة التي تعبر عن دينهم ومبادئهم كــ يوم القدس العالمي والمولد النبوي وغيرها من المناسبات الا ان الصراعات والحروب والعدوان التي تشنها دول الطغيان والاستكبار حالت بينهم وبين ذلك 

يخرج المسلمون في كل انحاء العالم لأداء صلاة العيد سواءً عيد الفطر او عيد الأضحى الا ان أهالي صعده المسلمون يضطرون لأداء صلاة العيد فرادى وكأنها صلاة الخوف وليست صلاة الفرحة والابتهاج نتيجة حصار وعدوان المجرمون والمفسدون في الأرض …
ورغم هذا كله لم تستطع هذه الاحداث الاجرامية والعدوانية ان توهن من عزيمة أبناء صعده او تكسر نفسياتهم ابداً فقد الفوا هذا الصراع وصار بالنسبة لهم شيئاً طبيعياً مع مرور الأيام وكثرة الاحداث فهم يعتبرون هذا جهاد في سبيل الله تعالى ومعاناة سيتحقق بعده النصر والفرج كما وعد الله ان أهالي صعد المؤمنين يعيشون قوله تعالى (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) يعيشونها واقعاً وسنةً الهية ستتحقق بفضل الله …
سوف يحتفل أهالي صعدة بعيد الفطر المبارك ولكن على طريقتهم الخاصة فبدلاً من الذهاب الى مصلى العيد المعرض للقصف سيذهب الشباب الى الجبهات لملاقاة المعتدين ودحرهم وصناعة النصر الذي سيكون العيد الأكبر وسوف يذهب المسنين والنساء والأطفال الى روضات الشهداء لقراءة الفاتحة على ارواحهم الطاهرة في عيد الله …
وسوف يتمسك اهالي صعده بأثار بركة شهر الصيام لكي يفعلوها في الواقع فيما بينهم كأسر شهداء وعوائل منكوبة بالتراحم والتكاتف والتكافل الاجتماعي الإيماني والانفاق والصبر مهما طال امد العدوان فهم يؤمنون بصدق وعد الله الذي قال ( فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ وبقوله سبحانه وتعالى (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ…
ومن خلال التجربة الطويلة التي خاضها أبناء صعدة المؤمنون لا يمكن ان تجد الحزن او اليأس او الإحباط على وجوههم ابداً لانهم يؤمنون بسنن الله التي تقول ان العاقبة للمتقين فكل ماحل بهم من نقص في الانفس والأموال يعتبرونه رصيد عند الله في ميزان حسناتهم يوم يلقونه فبدلاً من منازلهم المدمرة سيبني لهم الله قصوراً في جنته وبدلاً من تلف مزارعهم واموالهم ومحلاتهم التجارية قد اعد الله لهم جنة عرضها السماوات والأرض وقبل ذلك كله وعد الله وبشارته هنا في الدنيا بالتمكين والاستخلاف حين قال (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ…
باختصار اهل صعده والشعب اليمني بشكل عام مستهم البأساء والضراء وزلزلوا لم يتبقى امامهم الا ان يتحقق ما وعدهم الله به في سورة الصف وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا ۖ نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ وهذا ما سيحصل ان شاء الله .
‫#‏عيدنا_جبهاتنا‬

قد يعجبك ايضا