صنعاء بعد تحرير مأرب: الإدارة بمساندة أبناء القبائل

 

استطاع الجيش واللجان الشعبية نصب كمين محكم لقوات العمالقة والقوات المدعومة من الامارات في الساحل الغربي، حيث استهدف اللواء التاسع بعد محاصرته، وكبّده خسائر فادحة. وتأتي هذه العملية ضمن سلسلة العمليات العسكرية التي تشهدها منطقة حيس.

لجهة مأرب، فإن التحالف كما أدواته المحليين مما يسمى بالـ “الشرعية” المدعومة سعودياً والمجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً يدركون ان سقوط مأرب في قبضة قوات صنعاء يعني نصراً استراتيجياً لحكومة الإنقاذ الوطني، تلك التي لم يكن معترفاً بها في بداية الحرب، لكنها انتزعت ذلك واضطرت جميع الدول الفاعلة دولياً إلى الجلوس معها على طاولة المفاوضات بعدما جمعت في جعبتها عدداً من أوراق القوة الميدانية والعسكرية والسياسية مع ما يعادلها من هزائم متتالية منيت بها قوات التحالف وكان آخرها اضطرار الامارات من الانسحاب من الحديدة رغم تمسكها بها طيلة السنوات الماضية.

يؤكد اقتصاديون متابعون أن سيطرة الجيش واللجان على مدينة مأرب بما فيها من منشآت نفطية وغازية وكهربائية سينعكس مباشرة وبشكل فعال على اليمنيين، وان الوضع الاقتصادي الذي كان قبل تحريرها سيتغيّر بشكل كبير. خاصة بعد أن كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن ان صنعاء سيكون لها الدور الأكبر إلى جانب القبائل في إدارة شؤون المحافظة، وان هناك مبادرة واضحة في قيام صنعاء بتمكين ومساعدة أبناء القبائل لاستلام وإدارة هذه الشؤون، إضافة لتمكينهم من نصف عوائد ثروات الغاز والنفط، مع الحفاظ على حصص بقية المحافظات من هذه الثروات.

من جهة أخرى، يواصل الجيش واللجان الشعبية التقدم باتجاه مدينة مأرب، بعد ان تمت محاصرتها من الجهات الجنوبية والشمالية والغربية. هذه التطورات الميدانية مؤشر واضح على خسارة المراهنات التي تنم عن استحالة قوات صنعاء من تحقيق أي تقدم باتجاه المحافظات النفطية، خاصة فيما يتعلق بصافر، الأمر الذي انعكس قلقاً على دول التحالف خاصة تلك التي تستفيد من نهب الثروات النفطية بشكل مباشر.

رئيس المجلس السياسي مهدي المشاط، أكد في كلمته التي ألقاها بمناسبة ذكرى مرور 54 عاماً على الاستقلال ان “لا أَسَاس ولا صحة لكل ما يثار من مخاوف حول دخول مأرب، لا بل نعتبر دخول مأرب خطوة إيجابية تصب في مصلحة السلم والأمن لليمن والمحيط بشكل عام”. مضيفاً “يمكن لكل القلقين النظر إلى هذه المسألة على هذا الأَسَاس”.

متابعاً “قدمنا الكثير من المبادرات والتنازلات في سبيل تحقيق هذه الغاية، وآخرها مبادرة السيد القائد التي قدّمها عبر الأشقاء في عُمان، ولكنهم أبوا ورفضوا كُـلّ محاولاتنا للحلول السلمية، وصنعوا من مأرب قاعدة عسكرية للقوات الأجنبية، ووكرا للتنظيمات الظلامية، ومنطلقا للعمليات العسكرية والأمنية، ومكنوا تلك التنظيمات الإرهابية الإجرامية من اضطهاد المسافرين والمقيمين في مأرب، والعبث بثروات الشعب، حتى صارت المحافظة مصدر تهديد لأمن ومصالح الشعب اليمني ككل”.

وكانت السعودية قد شنّت حربًا على اليمن في آذار عام 2015 دعماً للرئيس المنتهية ولايته منصور هادي، أُطلق عليها اسم “عاصفة الحزم”، وقد شارك فيها العديد من الدول الخليجية والعربية ضمن تحالف تقوده الرياض، إضافة للدعم اللوجستي والاستخباري من الثلاثي الأميركي- البريطاني-الإسرائيلي، حيث انتهك التحالف خلالها القوانين الدولية والإنسانية، وارتكب فظائع وجرائم حرب بحق المدنيين

 

قد يعجبك ايضا