صنعاء تتجاهل قرار مجلس الأمن: مستمرّون

 لم تُفاجأ صنعاء بقرار مجلس الأمن الدولي، الذي فشل، على مدى أكثر من 90 يوماً، في وقف جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، لإدراكها أن المجلس مجرد أداة غربية سبق لها أن شرعنت العدوان على اليمن وفق القرار الدولي 2216، ومنحت دول «التحالف» ضوءاً أخضر لفرض حصار على الشعب اليمني. وفي الوقت الذي تجاهل فيه قائد حركة «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي، الإشارة إلى القرار، في كلمة له أمس، أكد فيها أن «أيّ عدوان أميركي على اليمن لن يمرّ من دون ردّ»، قالت مصادر مطلعة، لـ«الأخبار»، إن الرد الرسمي على قرار مجلس الأمن الذي يخوّل الدول شن هجمات ضد صنعاء في حال استمرارها في منع مرور سفن الكيان الإسرائيلي، سيكون بالانتقال إلى مرحلة جديدة من العمليات العسكرية في البحر الأحمر، وتنفيذ هجمات على نطاق أوسع ضد المصالح الأميركية والإسرائيلية.وأكد رئيس وفد صنعاء المفاوض، محمد عبد السلام، بدوره، في تعليقه على القرار، أن هذا الأخير «لن يثني القوات المسلّحة عن استهداف السفن الإسرائيلية أو تلك المتّجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة»، مضيفاً أن «العمليات مستمرة حتى يتوقّف العدوان ويُرفع الحصار عن قطاع غزة». وأشار إلى أن «الملاحة الدولية في البحر الأحمر والبحر العربي آمنة»، متهماً واشنطن «بتعمد تضليل العالم حول مخاطر تهدّد الملاحة الدولية في البحرين المذكورين». وأهاب بجميع الدول «الحذر من الوقوع في شراك أميركا الرامية إلى عسكرة البحر الأحمر خدمة لإسرائيل وتشجيعاً لها على مواصلة عدوانها الغاشم على قطاع غزة». من جهتهم، اعتبر مراقبون أن قرار مجلس الأمن الرقم 2722، الذي دان عمليات قوات صنعاء، وطالب بالإفراج الفوري عن السفينة «غالاكسي ليدر» وطاقم بحارتها، اعترف بأن هذه العمليات يمنية خالصة ولم يذكر إيران، رغم أن المسؤولين الأميركيين والبريطانيين والإسرائيليين حاولوا ربطها بطهران، فضلاً عن أن القرار لا يندرج تحت الفصل السابع، ولا يخوّل مجلس الأمن استخدام القوة حال عدم تنفيذه، ولكنه قد يستخدم من قبل دول لتوجيه ضربات في حال استهداف سفن تابعة لها.

الردّ سيكون بالانتقال إلى مرحلة جديدة من العمليات العسكرية في البحر الأحمر

ويرى عضو المكتب السياسي لـ«أنصار الله»، علي القحوم، في حديث إلى «الأخبار»، أن «جلسة مجلس الأمن الدولي لم تأت بجديد، فالقرار يحاول شرعنة التوجّهات الأميركية والبريطانية العدائية تجاه اليمن، وحماية الكيان الصهيوني وإدامة دعمه في حرب الإبادة التي يشنها على الشعب الفلسطيني. وهذا ديدن هذا المجلس الذي لم يقف يوماً مع حق الشعوب، بل يكرس الهيمنة الغربية ويشرعن التحرّكات الاستعمارية ضد دول المنطقة وشعوبها، ونهب خيراتها وثرواتها، بعيداً عن الشعارات الزائفة التي يرفعونها». بدورهم، علّق المئات من الناشطين اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي على القرار تحت وسم: «قرار مجلس الأمن تحت أقدامنا»، وهي العبارة التي سبق أن قالها عضو المكتب السياسي لحركة «أنصار الله»، محمد البخيتي، مشيرين إلى أن مجلس الأمن الذي فشل في إلزام إسرائيل بتنفيذ قراره الأخير بشأن إدخال المساعدات إلى سكان قطاع غزة، لا يمكن أن يفرض قراره المنحاز لمصلحة الكيان في اليمن.

 

قد يعجبك ايضا