صنعاء للعدوّ: لا خطوط حمراً بعد «رفح» ..موجة جديدة من الاستهدافات للسفن المرتبطة بإسرائيل

 أتبَع قائد حركة «أنصار الله»، السيد عبد الملك الحوثي، التصعيد المستمر ضد السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، بتهديد إسرائيل وأميركا بعمليات عسكرية لا تتوقّعانها خلال الفترة المقبلة، إذا أقدمت الأولى على اقتحام أحياء مدينة رفح في جنوب قطاع غزة.

وبعد إعلانه قبل أسبوع دخول العمليات اليمنية «مرحلة رابعة» تشمل استهداف السفن المرتبطة بالكيان في البحر الأبيض المتوسط، أكد الحوثي، في خطابه الأسبوعي، أمس، أن «قواته تتحضّر لعملية تصعيد عسكرية بحرية وجوية خامسة وسادسة لا خطوط حمراً أمامها»، معتبراً أن «ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي من جرائم إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني، بإسناد أميركي، في غزة، يهدّد الأمن والسلم الدوليين»، لافتاً إلى أن «العدوّ الإسرائيلي لا يفهم سوى بالقوة ويجب التعامل معه على هذا النحو». وأكد الحوثي أن قوات بلاده البحرية «استهدفت 112 سفينة تابعة للعدوّ الإسرائيلي والأميركي والبريطاني في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي منذ بدء عملياتها قبل ستة أشهر»، وتوعّد بعمليات ضد السفن التي ستحاول اختراق قرار الحظر اليمني الجديد في «المتوسط».

وبالتزامن مع استمرار التصعيد العسكري في خليج عدن والمحيط الهندي خلال الساعات الماضية، علمت «الأخبار»، من مصادر عسكرية مطّلعة، أن اشتباكات بحرية جرت في البحر الأحمر مع سفن عسكرية أميركية، وأن عمليات قوات صنعاء ضد السفن الأميركية نجحت في إجبار بوارج ومدمّرات أميركية على تغيير تموضعها في البحر الأحمر، والخروج من نطاق الممر الملاحي الدولي بالقرب من جزيرة حنيش وجزر الزبير، وصولاً إلى قبالة مضيق باب المندب، واتجهت تحت الضغط العسكري نحو المياه الأفريقية. وقالت المصادر إن «قوات صنعاء تقوم بدورها القانوني في تأمين الممر الملاحي الدولي من الوجود العسكري الأميركي والبريطاني، ولن تسمح بأي تهديدات أميركية وبريطانية على خط التجارة الدولية».

وكان الناطق باسم القوات المسلّحة اليمنية، العميد يحيى سريع، قد أعلن، أمس، تنفيذ قواته ثلاث عمليات استهدفت سفينتين إسرائيليتين في خليج عدن، وثالثة في المحيط الهندي. وقال سريع إن القوات البحرية ومعها سلاح الجو المسيرّ والقوة الصاروخية نفذت عملية مشتركة، استهدفت السفينتين الإسرائيليتين «إم سي إس ديغو» و«أم سي إس غينا» في خليج عدن بعدد من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، مشيراً إلى تحقيق إصابات دقيقة. وأضاف أن القوة الصاروخية التابعة لصنعاء استهدفت السفينة «أم سي إس فيتوريا» على مرحلتين، الأولى في المحيط الهندي والثانية في البحر العربي. ولفت إلى أن قوات بلاده «تتابع تطورات الموقف في قطاع غزة ولن تتردّد في تصعيد عملياتها العسكرية انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني، مع تأكيد استمرارها في منع الملاحة الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة في منطقة العمليات المعلن عنها، وذلك حتى رفع الحصار ووقف العدوان في قطاع غزة».

من ناحية ثانية، قالت مصادر ديبلوماسية مقرّبة من الحكومة الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي، لـ«الأخبار»، إن حراكاً أميركياً سياسياً جديداً بدأ، أمس، وإن واشنطن طرحت مبادرة جديدة للسلام في اليمن بديلة لـ«خريطة الطريق» الأممية، في محاولة منها لخلط الأوراق وإرباك مسار السلام بعد توافق حركة «أنصار الله» والسعودية على تلك الخريطة، أواخر العام الفائت. وأشارت المصادر إلى أن الولايات المتحدة سلّمت المملكة المبادرة الجديدة، من دون كشف تفاصيل عن مضمونها. جاء ذلك بالتزامن مع حراك يقوم به المبعوث الأممي، هانس غروندبرغ، للدفع نحو استئناف المفاوضات اليمنية. وبحسب تقارير إعلامية، فإنّ الأمم المتحدة تضغط بقوة لاستئناف مفاوضات تبادل الأسرى، وعقدت لقاءً مع صنعاء بشأن الدفع باتفاق التبادل إلى الأمام، على أن تعقب تنفيذه إجراءات في ملفّات أخرى كالطرقات والمرتّبات.

 

رشيد الحداد

قد يعجبك ايضا