طردُ الاحتلال من الجزر والمياه اليمنية ..خيارُ صنعاء الاستراتيجي .

مؤشراتٌ جديدةٌ تنبئُ بمرحلةٍ تصعيديةٍ قادمةٍ؛ لتحرير الجزر والموانئ اليمنية، التي تسيطر عليها قوى الغزو والعدوان، وذلك في إطار تحقيق أهداف ثورة 21 سبتمبر التي تقضي بالاستقلال وتحرير كُـلّ شبر مستعمر.

ومن جديدٍ، تتأهب القوات العسكرية البحرية للقضاء على كُـلّ ما يهدّد الملاحة البحرية اليمنية، وتستعد لتطهير الموانئ والجزر؛ وهي تجهيزاتٌ تخبر قوى العدوان بانتهاء فترة بقائهم وأن ما عليهم هو المغادرة فورًا قبل اشتعال وطيس معركة التحرّر.

ومما يعزز ذلك هو التقاء رئيس المجلس السياسي الأعلى، المشير الركن مهدي محمد المشاط، قبل أَيَّـام، برئيس أركان القوات البحرية والدفاع الساحلي، العميد منصور أحمد السعادي، والذي ناقش معه نتائجَ عمليات تطوير برامج تأهيل القوات البحرية لتنفيذ مختلف العمليات المناطة بها لحماية المياه الإقليمية اليمنية والذود عن الحمى في المياه اليمنية والتي تمثل مسؤولية كبيرة، وكذا الوقوف على مستوى التسليح النوعي الذي باتت تمتلكه القوات البحرية؛ بما يمكِّنُها من مواجهة العدوّ بكل جدارة واقتدار ويضعها بمستوى التحديات.

ويأتي هذا اللقاء على ضوء تلك التصريحات السابقة التي أدلى بها الرئيس المشاط قبل أَيَّـام والذي قال فيها: “إننا سنعمل في الأيّام القادمة على تطوير ترسانتنا العسكرية، وسنجري في المستقبل تجارب إلى بعض الجزر اليمنية بإذن الله”، مؤكّـداً أن “عدونا متغطرس متكبر لا يعرف إلا لغة القوة، وسنعمل كُـلّ ما نستطيع لردع العدوان”، وهي رسائل واضحة تأتي في سياق الدفاع المشروع عن الوطن والمياه الإقليمية اليمنية، ترسلُها صنعاءُ لدول تحالف العدوان، وما على المحتلّين إلا استيعابُها جيِّدًا قبل تلقيها الضرباتِ القاسيةَ والموجعةَ؛ وهو الأمرُ ذاته الذي أكّـد عليه قائدُ الثورةِ، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في أكثرَ من خطاب ومناسبة.

ويرى خبراء عسكريون أن هذه الرسائل عبارة عن مؤشرات توحي بأن المرحلةَ القادمةَ ستشهدُ نقلةً نوعيةً للقوة العسكرية من مرحلة الدفاع إلى مرحلة التطهير وطرد الاحتلال من كُـلّ شبر من بقاع اليمن، بما في ذلك الموانئ والجزر اليمنية المحتلّة، مؤكّـدين أن المحتلّ لن يرحل إلا باستخدام القوة الصاروخية التي أركعت العدوّ وأرعبته وخلقت لديه هزيمةً نكراءَ قلبت لديه الموازينَ، وغيَّرت المعادلة العسكرية التي اعتمد عليها، وأن التجارِبَ سيكونُ لها الأثرُ الكبيرُ الذي يقصمُ ظهرَ العدوّ ويُفشِلُ كافةَ رهاناتِه الخاسرة.

 

جهوزيةٌ عالية:

وفي هذا السياق، يقول اللواء يحيى المهدي -رئيسُ مجلس الدفاع والأمن بمجلس الشورى: “إن ما تم الإعلانُ عنه على لسان القائد الأعلى للقوات المسلحة، المشير الركن مهدي محمد المشاط، من عزم وإرادَة القوات المسلحة بالقيام بتجارِبَ صاروخية بحرية لبعض الجزر اليمنية له دلالاتٌ عدة، أولاً: الجهوزية العالية لدى القيادة العليا للدفاع عن الوطن كُـلّ الوطن، ممثلاً في الجمهورية اليمنية بجميع أراضيها وجزرها وموانئها ومياهها، وأن التفريط فيها خيانة عظمى لله ولرسوله وللشعب اليمني بأكمله، وأن القيادة في صنعاء تستمد قوتها من الله القوي الجبار لا من دول الطغيان والاستكبار”.

ويضيف اللواء المهدي لصحيفة المسيرة، أن “من الدلالات امتلاك الحق لرئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة باستخدام الوسائل والأساليب الممكنة لتحرير الموانئ والجزر اليمنية التي وطأتها قدم الاحتلال الأمريكي والسعوديّ والإماراتي”.

ويزيد قائلاً: “إن تطور القوة الصاروخية البحرية بشكل كبير يدخلها في خلق معادلة الردع العسكرية والقوة اليمنية التي ستكون لها كلمة الفصل بتأييد الله وتمكينه”، مُشيراً إلى أن “تنفيذ توجيهات قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- بتحرير كُـلّ شبر من أراضي وجزر وموانئ اليمن التي أعلنها مراراً بقوله: “ارحل يا أمريكي.. ارحل يا سعوديّ.. ارحل يا إماراتي.. ارحل يا محتلّ”، مؤكّـداً أن “المحتلّ لن يرحل إلا باستخدام القوة الصاروخية التي أركعت العدوَّ وأرعبته وخلقت لديه هزيمةً نكراءَ قلبت لديه الموازينَ، وغيَّرت المعادلةَ العسكريةَ التي اعتمد عليها بدايةَ العدوان”.

كما يتابع اللواء المهدي أن “من ضمن الدلالات هو تحقّق نيل السيادة والاستقلال، بفضل قيام ثوره 21 سبتمبر، التي حاولت دول التحالف العدوان إجهاضَها بحرب عالمية كبرى استخدمت فيها أكبرَ وأحدثَ الأسلحة المتطورة في العالم، وشنت على اليمن نحو خمسمِئة ألف غارة جوية خلال ثماني سنوات متواصلة، وزحفت بالجيوش من مختلف دول العالم؛ فلم تزد الثورةَ إلَّا قوةً وصلابةً ونماءً منقطعَ النظير مكَّنها من ترسيخ دعائمها وبناء جيشها وتصنيع وتطور أسلحتها”.

ويقول إن “من ضمن دلالات التجارب هو فشلُ الحصار الخانق على الشعب اليمني؛ بذريعة منع دخول الأسلحة إليه، حَيثُ أثبتت القوة الصاروخية نجاحها الكبير بدقة إصابتها للأهداف وتجاوز منظومات الدفاعات الجوية التي تمتلكها أكبر دول العالم”.

ويرى أن “التجارِبَ الصاروخية البحرية سيكونُ لها الأثرُ الكبيرُ والفاعلُ الذي سيقصمُ ظهرَ العدوّ ويُفشِلُ جميعَ رهاناتِه الخاسرة التي اعتمد فيها على حفنة من المرتزِقة والخونة، وَلن تغني عنهم فئتهم شيئاً ولو كَثُرَت، وإنها تحقيقُ وعد الله للمؤمنين بالنصر والغلبة على الأعداء المحتلّين والمعتدين بما يتوفر لديهم من القوة والإمْكَانات التي سترعب الأعداء، حَيثُ أمر الله سبحانه وتعالى بالإعدادِ للعدو بكل ما يستطيع المؤمنون من قوة ترعبُهم وترهبُهم وتذلهم وتخزيهم وتعرِّيهم وتفشل كُـلّ مؤامراتهم ومساعيهم” كما يقول اللواء المهدي.

 

أسلحةٌ متطورة:

بدوره، يشير الخبير العسكري زين العابدين عثمان، إلى أن “ما وصلت إليه قواتنا البحرية -بفضل الله تعالى- من قدرات وتسليح خلال هذه المرحلة، وحجم الإعداد والإمْكَانات التي تمتلكُها، خُصُوصاً الأسلحة الهجومية، يُعتبَرُ كبيراً وعاليَ المستوى يتجاوزُ ما كانت عليه في السنوات الماضية”، مُضيفاً أن “القوات البحرية أصبحت عمليًّا تمتلك أسلحة بحرية متطورة في الميدان، وبعضُها لا يتوقف على الواقع التكتيكي، بل يأخذ مساراتٍ استراتيجيةً تخوِّلُها لمواجهة أي تهديد بحري يصدر من القوى المعادية في كامل جغرافيا البحر الأحمر والبحر العربي”.

ويضيف عثمان في حديثه لصحيفة “المسيرة” أن “القدرات التي تملكُها القواتُ البحرية يتصدَّرُها أسطولُ الزوارق المتطورة، والألغامُ البحرية، وأفواجٌ من الصواريخ الهجومية بر-بحر التي تعتبر طليعةَ أهم عناصر القوة الضاربة”، مُشيراً إلى أن “هناك أجيالاً متقدمة من هذه المنظومات التي كشف عنها لأول مرة، كصواريخ فالق1 FALEG ومندب 2 وصواريخ البحر الأحمر وعاصف والمنظومة الروسية من صواريخ روبيج، التي تمتلك جميعُها خصائصَ تقنيةً تؤهلها لاستهداف القطع والأساطيل المعادية المختلفة على طول وعرض البحر الأحمر وباب المندب”.

ويوضح أن صاروخ “فالق1 وروبيج وَمنظومة عاصف” المثلث الناري المتطور التي تتميز بقدرات محورية توازي نظائرها من الصواريخ البحرية التي تملكها الدول المتقدمة، هي تمتلك الدقة العالية في ضرب الأهداف البحرية المختلفة في المياه الإقليمية والدولية والقدرة الفائقة على المناورة ومواجهة الحرب الإلكترونية والتشويش والنظم الدفاعية والقدرة على تدمير مختلف القطع العائمة كالمدمّـرات والفرقاطات، وُصُـولاً إلى حاملة الطائرات؛ إذ ما يميزها أنها تستطيعُ حملَ رؤوس حربية كبيرة تستطيعُ -بعون الله وتسديده- أن توفر قوة نيرانية كافيةً لاختراق هياكل السفن الضخمة كحاملة الطائرات الأمريكية U. S. S ليكولن، مؤكّـداً أن “هذه الصواريخ يمكنها ضرب أي هدف قريب أَو بعيد المدى في طول وعرض البحر، وأن جميع القطع والأساطيل البحرية التابعة لتحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي -التي تتمركز في البحر الأحمر وباب المندب والبحر العربي خُصُوصاً مجموعات الأسطول الخامس الأمريكي- هي عمليًّا في مرمى العمليات.

وفيما يتعلق بالإعلان عن تجارب جديدة لمجموعة من المنظومات البحرية “الصاروخية والزوارق” خُصُوصاً في هذا التوقيت يرى الخبير العسكري زين العابدين عثمان، أنها “دليل على استمرار حالة التطوير لقدرات القوة البحرية والعمل المتواصل لرفد ترسانتها بنظم جديدة تحقّق الغايات والطموحات للتفوق في أية مواجهة قادمة وتعزز من القوة التأثيرية المدمّـرة لقواتنا البحرية في موازين المواجهة ضد أساطيل دول العدوان”.

ويؤكّـد عثمان أن “قواتنا البحرية -مع ما تتمتَّعُ به اليومَ من اقتدار- أصبحت بفضل الله تعالى على مستوى الجاهزية الشاملة لمواجهة كُـلّ الاحتمالات وخوض معركة بحرية بمعيار استراتيجي لا تتصوره دول العدوان وفي المقدمة أمريكا وبريطانيا”، مُضيفاً أنها “تستطيع تحقيقَ الحماية الكاملة للسواحل والمياه الإقليمية وكسر الحصار البحري المفروض على الجغرافيا اليمنية”.

 

المسيرة | أيمن قائد

قد يعجبك ايضا