طريقة تعاطي الأمة مع قضيتها الكبرى.. الأسباب والعوامل

 

ما هي العوامل التي جعلت واقع الأمة يتعاطى مع هذه القضية الكبرى من موقع الضعف والعجز والاضطراب والتجاهل إلى حد كبير؟

ما هي العوامل السلبية المؤثرة على موقف الأمة تجاه هذه القضة؟

ما هي العوامل الإيجابية التي يمكن تفعيلها حتى تكون الأمة في المستوى المطلوب؟

 

عندما نطل من هذا الأُفق الواسع، إلى هذه القضية بكل أبعادها، بالأسباب والمسببات والحيثيات والأبعاد والمستقبل نرى أن هناك عوامل كثيرة ومتعددة على مستوى الضعف، وهناك عوامل يمكن أن تكون عوامل قوة.

أولاً عوامل الضعف:

في مقدمة العوامل السلبية المؤثرة على موقف الأمة، يبرز

  • التعاطي الرسمي للحكومات، الحكومات والدول والجيوش والزعماء في العالم الإسلامي -في الأعم الأغلب -تعاطت تعاطياً سلبياً لا مسؤولاً مع هذه القضية!

على المستوى الأعم الأغلب لعبت الحكومات العربية والإسلامية -إلا القليل منها -دوراً سلبياً في إضعاف الموقف العام للأمة الإسلامية ويتمثل في:

  1. إقصاء الشعوب عن أن يكون لها دور تجاه هذه القضية التي تعنيها والتي تتحمل مسؤولية تجاهها.
  2. الدور السلبي المتواطئ لتصفية هذه القضية، تهميشها ومن ثَمَّ تصفيتها.
  3. إشغال الشعوب بقضايا ثانوية أخرى وإغراقها في مشاكل من الداخل تلهيها وتبعدها عن الالتفاف إلى قضية بهذا الحجم وتمثل القضية المركزية والرئيسية للأمة.
  4. الحكومات العربية -في الأعم الأغلب- خذلت الشعب الفلسطيني على كل المستويات، على مستوى الدعم السياسي، الدعم المعنوي، الدعم المادي.
  5. تواطأت مع العدو، والبعض منها أقام علاقات قوية وحميمة مع إسرائيل، البعض في السر والبعض في العلن، والبعض قام بدور مشبوه في كثير من المواقف التي تُضعف الموقف الفلسطيني وتساعد الإسرائيليين على استحكام سيطرتهم.

فالتعاطي الرسمي اللامسؤول للحكومات كان سبباً مهماً في أن يكون موقف الأمة الموقف العام موقفاً سلبياً لا يليق بها، وليس في مستوى المسؤولية.

 

  • التخاذل، التجاهل، حذْف هذه القضية عن مستوى الاهتمام بها، وتحويلها إلى قضية هامشية، وأحياناً الاكتفاء بمجرد الاستغلال بالشكل الذي لا يضر بالعدو الإسرائيلي، بل مستوى الاستهلاك والاستغلال في حالة ترميز أو ما شابه لدى الشعوب الإسلامية.

من عوامل الضعف… الواقع الداخلي للأمة الإسلامية

الواقع الداخلي للأمة الإسلامية -أيضاً- له أثر كبير جداً في إضعاف موقف الأمة وفي أن تكون الشعوب في واقعها الداخلي أشبه ما تكون بمكبلة ومقيدة عن أي تحرك جاد في مستوى المسؤولية، وفي مستوى المظلومية الكبرى للشعب الفلسطيني العزيز، وفي مستوى المسؤولية تجاه المقدسات بكل ما للمقدسات من رمزية ومكانة وأهمية كبيرة في الوجدان الإسلامي.

 من أهم مظاهر الضعف في واقع الأمة

الواقع الداخلي للشعوب العربية والإسلامية -في الأعم الأغلب -واقع الظلم والمعاناة والشقاء، واقع يسوده

1-حالة كبيرة من التفرق

2-حالة كبيرة من غياب الوعي

3-لا يوجد مشروع يبني الأمة بناءً سليماً صحيحاً

4-غياب الهدف في واقع الأمة

5-حكومات أقامت واقعها على الاستبداد والظلم وبالتالي كان كل همها إضعاف شعوبها لتكون هي القوية والأقدر على التحكم بشعوبها لتمارس الاستبداد وتمارس الظلم وتستطيع أن تبقى في موقع الحكم، في موقع الدول، في موقع المسؤولية.

هذا الواقع المؤلم الذي يعود جزء كبير من سببه إلى الحكومات نفسها، الحكومات المستبدة والظالمة التي سعت ولا زالت تسعى وتواصل السعي على قهر الشعوب، على إذلالها، على استهدافها في عزتها في إبائها؛ لتكون مدجّنة، لتكون عاجزة، لتكون مستسلمة لتستمر للحكومات الهيمنة والاستبداد.

 

ثانيا عوامل القوة

ثم عندما نعود إلى هذه القضية ومسؤوليتنا تجاهها نجد أن في مقدمة ما نحتاج إليه: النظرة الواعية: النظرة الواعية هي أولى متطلبات الموقف الصحيح السليم تجاه هذه القضية.

 وأهم مرتكز لها قراءة الواقع: متابعة الأحداث، المتابعة الصحيحة والعميقة والواقعية. الرجوع إلى القرآن الكريم: فيما يقدمه من هدى ونور وبصائر، وفيما يرسمه من مواقف حكيمة وسليمة وصحيحة عمْقها هو حكمة الله سبحانه وتعالى، الخبير بعباده، ومع هذه الرؤيا التي يرسمها الله في القرآن الكريم من عمق حكمته من رحمته، الموقف الإلهي الذي هو سند لتلك الرؤية القرآنية.

 

الوقوف مع حركات المقاومة الإسلامية: في مقدمة ما يجب أن تحرص عليه الشعوب المسلمة هو الوقوف مع المقاومة في فلسطين ولبنان.

 

 

مسارات التحرك الصهيوني:

الصهاينة ومن خلفهم الأمريكان تَحَـرّكوا في ثلاثة مسارات هي:

مسار التعطيل: عملوا على التعطيل.. تعطيل أي تَحَـرّك في الأُمَّـة، أي تَحَـرّك نهضوي واعٍ وفاعل في أَوْسَـاط الأُمَّـة يُستهدف، لا يريدون أن يتَحَـرّكَ أحد ضد إسْرَائيْل، ليس من المسموح لأحد من جانبهم أن يتَحَـرّك، أي صوت يريدون أن يخرسوه، أية خطوات عملية يتصدّون لها.

مسار التطبيع: اتجهوا بعد ذلك إِلَـى مسار آخر هو مسار التطبيع وتقديم إسْرَائيْل على أنها صديق؛ وأن الخيار معها هو السلام، وأن الخيار معها هو الصداقة، العلاقات العادية، وأنه كيان مقبول مرحَّب به في داخل الأُمَّـة، شريكاً للأُمَّـة في قضاياها وأمورها وشؤونها.

 

مسار التحالف: المسار الثالث التحالفُ مع إسْرَائيْل ضد مَن يعادي إسْرَائيْل واعتباره عدواً مشتركاً، اليوم إيْــرَان البلد المسلم الذي هو جزءٌ من هذه الأُمَّـة من كيانها، إيْــرَان الذين تقولون عنهم فُرس مجوس كلمات أُخْــرَى هم جزء ومكوّن رئيسي في هذه الأُمَّـة، هم مسلمون من هذه الأُمَّـة ومن خيرة المسلمين.

 

المصدر/أنصارالله

قد يعجبك ايضا