طوفان غزة .. وضمير اليمن النابض

طوفان غزة .. وضمير اليمن النابض

نهضت غزة بطوفان هادر من بين ركام المؤامرات لتقول للعالم حقيقة طوتها لفافة نفاق دعاة الإنسانية حقيقة مفادها “أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بها”

نهضت لتبرهن للإنسانية بلسان حالها أن وحشية اليهود أسوء بكثير من وحشية السباع الضواري فتلك تقتل للبقاء بينما هم يقتلون بدافع الحقد والكراهية وفيما هي تلتزم بطبيعتها الحيوانية يتقلبون هم بين طباع شتى فيستحمرون أمام الأقوياء ويستأسدون على الضعفاء.

نهضت لتكشف لكل إنسان ما في ضميره من نوايا حق أو وساوس شيطان حتى يرى كل إنسان نفسه على حقيقتها فيعرف من أي الفريقين هو.

نهضت غزة من ركام آلامها لتذكي جذوة الخذلان العربي الذي اكتوت به لعقود من الزمن ولتقول للتاريخ إن فلسطين تذبح بثلاثة أساليب: الوعد الكاذب، والفناء البطيء، والطمع اليهودي المتوحش.

ليست غزة محنة فلسطين وحدها ولكنها محنة الإسلام والعروبة والإنسانية والضمير العالمي فقضية فلسطين كاشفة حق في زمن كثر فيه الدجل والزيف والنفاق والإرهاب الدولي زمن كثر فيه التخويف  والتحريف وهيمنة النفط والمال والرذيلة زمن قلبت فيه الموازين فالحق أضحى باطلا والباطل أصبح حقا فساد الفساد على أيدي أربابه من اليهود والنصارى الذين يريدون للشعب الفلسطيني ألا يثبت شخصيته العزيزة الحرة.

ألا أيها المسلمون لماذا الصمت المهين أمام التحرك الغشوم لأولئك المتوحشين الذين هرعوا لنجدة الظالم ضد المظلوم ونصرة المفترس ضد الفريسة فلم يبخلوا عليه بمال ولا بكلام ولا بموقف بينما هرول الكثير من الأنظمة العربية للوقوف في صف المعتدي الإسرائيلي ضاربة بكل قيم الدين والعروبة والإنسانية عرض الحائط.

موقف اليمن المشرف يعيد لسمع الدنيا وبصرها قضية فلسطين

ولليمن وشعبها موقف مشرف مع أبناء غزة أعاد لسمع الدنيا وبصرها قضية بلد مسلوب وشعب مهجر منكوب كما أعاد للأمة روحيتها وثقتها بذاتها وبصرها طريقها التي رسمها الله لها وهو يعيد لها شعورها بمسؤوليتها لتكون خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.

وهاهو ضمير اليمن نابضا في الميدان يقول لأبناء فلسطين أنتم إخواننا ؛ وألمكم ألمنا وحصاركم حصارنا.. لن نسكت ولن نتفرج ولن تلجمنا التهديدات الأمريكية ولن تقف أمامنا المؤامرات الصهيونية ولن يوهننا حالة الخذلان العربي والإسلامي نحن إلى جانبكم ودمنا قد أمتزج بدمكم في وسط البحر وهيهات منا الذلة وهيهات أن نستلذ بعيش وأنتم تواجهون عدونا وعدو أمتنا فنحن في الخندق المشترك..وهاهي كلمتنا في الساحات والميادين وفعلنا في الميدان وقد لمسه العالم

وماذا تكون نكبة الأخ إلا أن تكون اسما آخر لمروءة سائر إخوته أو مذلتهم؟

إن اليمن قد اتخذ قرار لا رجعة فيه وهو أن الوقوف بكل ما يملكه لوقف ذلك العربيد الصهيوني الهائج حتى يقصر من غيه ويحد من إجرامه ويخفف من الإفراط في طمعه ويخفض من سقف أهوائه المسعورة بجنون العظمة.

وحتى يعي العالم المستكبر الذي يحمي هؤلاء القتلة المجرمين أن يعي ألف مرة أن فلسطين حق اغتصبه اليهود وكرامة شعب هدروها ومظلومية أمة فاقت كل مظلوميات البشرية بأسرها وأن أهل فلسطين ابتلوا بيهود يحملون في دمائهم قبيحتين: طمعهم الشديد وفسقهم الأكيد وكلاهما اكتسبوهما من كتب حرفوها وثقافة مغلوطة صنعوها.

كما يحملون في قلوبهم نقمتين طاغيتين: إحداهما من ذهبهم، والأخرى من رذائلهم.

ويخبئون في أدمغتهم فكرتين خبيثتين: أن يكون العرب أقلية، ثم أن يكونوا بعد ذلك خدم اليهود.

إن اليهود في أنفسهم الحقد، وفي خيالهم العصبية، وفي عقولهم المكر، وفي أيديهم الذهب الذي أصبح لئيما لأنه في أيديهم.

ولذلك فإن كل موقف يقفه اليمن إلى جانب كل موقف شجاع ومشرف مع فلسطين لن يتوقف حتى يعي العقل اليهودي خطورة إجرامه وللعقل المطبع سوء ما هو فيه من ذلة ومسكنة وللعقل الفلسطيني الحر قداسة قضيته ولكل عقل استنكر جرائم اليهود في غزة صوابية موقفه.

إن الشعب اليمني بثقافته القرآنية بات يدرك حقيقة وطبيعة اليهود وأساليب الصراع معهم ونفسياتهم الخبيثة وأنه لم يعد ينفع معهم سوى القوة فقد أصبحوا ينزون على القرارات الدولية نزو القردة على الزرع المباح فيتلاعبون به كدنانير الربا الفاحش في أيدي السفهاء يرون أن مائة يهودي يجب أن يكونوا ألفا في سنة واحدة وأن مليون فلسطيني يجب أن يبادوا بضربة واحدة حساب فاسد يبدأ بشيء من الخبث، وما ذلك إلا أن سياسة الاستكبار العالمي وراء اليهود، واليهود وراء خيالهم الديني، وخيالهم الديني وراء شعارهم (دمروا الإسلام أبيدوا أهله).

ألم يوهموا العالم أنهم شعب مضطهد في جميع بلاد العالم ويزعمون: أن من حقهم أن يعيشوا أحرارًا وإن فلسطين هي أرضهم الموعودة وقد لاقت هذه الفكرة استحسان الإنجليز الذين احتلوا فلسطين فلم يترددوا من تسليمها لليهود وبعد أن أنحسر الانجليز تبنت أمريكا ذلك الوليد الذي غرز في جسد الأمة العربية فينمو كغدة سرطانية ليلتهم جسد هذه الأمة ليتفشى في جسد العالم بكله كغدة سرطانية.

ألا كم حاولتم أيها اليهود أن تقنعوا العالم بأنكم شعب الله المختار بما أنتم عليه من الفساد والضلال فكنستكم أمم الأرض من أصقاعها ولم تقبل بكم أي أمة حتى الشعوب الأوروبية نفسها ألم يعتبركم الغرب أبناء الشيطان ودعاة الشر؟ ألم يقولوا بأنكم وراء كل جريمة؟ أليس هم من زجوا بكم في محرقة فلسطين ليتخلصوا منكم وليرموا بكم الإسلام حقدا منهم عليه.

أجهلتم يا أحفاد القردة قوة الإسلام الكامنة فيه أنسيتم أن في كل أسد قوة تخرج سلاحها بنفسها، لأنه مخلوق لم يوجد ليؤكل، ولم يخلق ليذل ففيه قوة تجعل صوته حين يزمجر، بمثابة إعلان لكل الجهات أنه لا يزال أسدا وإن نام أو انبطح فتخفت الحيوانات أصواتها مهابة منه وإجلالا لقوته لأنها قوة وراءها قلب مشتعل كالبركان، تتحول فيه كل قطرة دم إلى شرارة دم ولئن كانت الحوافر تهيئ مخلوقاتها ليركبها الراكب، فإن المخالب والأنياب تهيئ مخلوقاتها لمعنى آخر.

فلو سألتم ما الإسلام في معناه الاجتماعي؟ لأجبتكم: كم عدد المسلمين؟ فإن قلتم مليار ونصف المليار مسلم قلت لكم: إن الإسلام هو الفكرة التي يجب أن يكون لها مليار ونصف المليار من القوة.

اليمن بركان الإسلام الذي سيقضي على فساد اليهود

وإني لأرى في شعب اليمن المسلم وفي قيادته الربانية قوة الإسلام الكامنة وإني لأرى فيهم عظمة الرسالة المحمدية وإني لأرى فيهم القوم الموعودون بتطهير الأرض من فسادكم وإجرامكم  يا أحفاد القردة والخنازير..

وهاهم يتوثبون بكل رغبة وبكل عزيمة وبكل إيمان ويتوقون لقتالكم وقتال أسيادكم الأمريكان وجها لوجه ورأسا برأس..

هاهي ميادين اليمن تغص بملايين اليمنيين الهاتفين بالويل لكم وإنكم لتعرفونهم في صهيل أصواتهم وصليل سيوفهم وتعلمون منهم وأيما الله ليصلونكم أشد العذاب..

إنها سنة الله القائل : { وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ } وقد ضاقت الأرض بفسادكم وآن الوقت لدفع شركم وإجرامكم ولا أراه إلا على أيدي الشعب اليمني المستضعف، شعب الإيمان والحكمة من نصر الرسالة وكان على يديه شرف طردكم من قلاعكم المحصنة في يثرب وتتذكرون خيبر يا يهود ..

ولأمريكا.. اليمن أكبر من تهديدكم

 وإلى الشيطان الأكبر وعدو البشرية الأطغى وفرغون العصر أمريكا وأذيالها يقول لكم الشعب اليميني بلغة الفعل إنه سيبقى في الصدارة إسنادًا وانتصارًا للقضية الفلسطينية ولغزة الجريحة، فصواريخ  اليمن ومسيّراته وتظاهرات أبنائه التي ستمتد إلى مواقف أقوى وأنكى وأن الرد اليمني آت لا محالة على غدركم برجاله الأبطال وسط البحر الأحمر..وهذا دين الأحرار ولن يحتاج اليمن لمن يوجهه كيف ومتى يرد وما هو مؤكد أن الثأر دين لابد أن يقضى، كما أنكم قد رأيتم الشعب اليمني في الميادين والساحات وما هو مؤكد أن لا أحد  يستطيع أن يمنع هذا الشعب أو يكبح جماح موقفه؛ ولن تستطيعون وقف عملياتهم العسكرية إزاء ما يتعرض له أشقائه في غزة وكل فلسطينّ؛ مهما هددتم وحشدتم ومهما كان موقفكم ولو حشدتم أهل الأرض قاطبة أو جئتم بكل ما تملكون من أسلحة وآلات الدمار ومحوتم اليمن من الخارطة فإن موقف اليمن المساند لغزة سيتواصل حتى وقف العدوان الصهيوني الإجرامي على الشعب الفلسطيني>

وسيسعى شعبنا ليصل في موقفه هذا إلى أقصى مدى ممكن دون تحرج ولا تردد، فهو يراه موقفاً يستحق التضحية، والبذل، والعطاء، والثبات مهما كانت النتائج، فإذا ما أراد الأمريكي أن يفرض باطله على شعوب أمتنا، وأن يخضعها ويركعها لتبقى متفرجة على جرائم الإبادة الجماعية، التي يمارسها العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني.

إن شعبنا قرر ألَّا يخنع وألَّا يخضع، وألًّا يركع للأمريكي، وألَّا يتراجع عن هذا الموقف المبدئي، والأخلاقي، والديني، والإنساني حتى وإن كبر حجم الخذلان العربي والإسلامي حتى وإن تعاون من تعاون مع كيان العدو فإن شعبنا سيواصل تطوير أسلحته وتكثيف ضرباته وتفعيل أي موقف يؤثر على كيان هذا العدو حتى يكف عن ظلمه وجبروته واستكباره بحق شعب فلسطين الذي يباد بشتى الوسائل والأساليب.

نداء للمسلمين

يا أيها المسلمون أيرضيكم أن يجوع إخوانكم في غزة وتشبعون؟ ألا إن هذا لشبع يعاقب الله عليه كما يعاقب على الذنب وهل ضاعف الله حسنات الإنفاق في سبيله سبعمائة ضعف إلا ليبادر الأغنياء لإثراء ثروتهم بالعطاء في سبيل الله ويزداد الفقراء غنىً بالإنفاق من سعتهم أوليس الإنفاق كالجهاد تجارة رابحة في سبيل الله قال تعالى {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ هَلۡ أَدُلُّكُمۡ عَلَىٰ تِجَٰرَةٖ تُنجِيكُم مِّنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ(*)تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَتُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمۡوَٰلِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ}.

وما قيمة المال إن ضنّ به صاحبه عن سد رمق طفل جائع أو ستر عورة امرأة نبذت في العراء بعد هدم منزلها وقتل معيلها، ما قيمة مال يكدس في خزائن أصحابه في وقت يتضور أطفال غزة ونساؤها جوعا ويتلوون ألما. ما قيمة مال لا تستفيد منه أسرة هجرت من مسكنها وحرمت من كل مقومات حياتها.

وما الفائدة من غني ميت الضمير فقير الإنسانية عديم المروءة، هل من تفسير لذلك الشخص إلا خساسة الطبع وموت الضمير، أوليس كل ما يبذله المسلمون لفلسطين، له دلالات كثيرة، أقلها أنها جزء من سياسة الجهاد والمقاومة.

وما تفسير القبلة الواحدة في الإسلام إلا لتعتاد الوجوه كلها أن تتحول إلى الجهة الواحدة؟ وما ارتفاع المآذن إلا ليعتاد المسلمون رفع الصوت في الحق؟

فلو صام العالم الإسلامي كله يوما واحدًا وبذل نفقات هذا اليوم لفلسطين لأغناها ولأدَّوا واجبا يؤجرون عليه.

أيها المسلمون! هذا موطن يزيدكم فيه الموقف الحر الشجاع قوة والمال المبذول حسنات فيتكلم العملان يوم الحساب يقولان: يا رب، إنا إيمان فلان.

 

قد يعجبك ايضا