عائلات فلسطينية في اليمن لـــ موقع الميادين نت: وجدنا في البلاد وطناً يقاسمنا المصير والدم

 

أكثر من 500 أسرةٍ فلسطينية تقطنُ في اليمن، منهم من انتقلوا إليها قديماً منذ عشرات السنين وعاشوا فيها، ومنهم من قدم إليها حديثاً خلال السنوات الأخيرة، يؤكدون أنهم يتلقون الرعاية الأخوية من الشعب اليمني، ويتقاسمون معه العزة والكرامة والعيش الكريم.

في اليمن لا تشعر بالغربة. هكذا يعبّر عدد من أبناء الجالية الفلسطينية في اليمن عن انطباعهم تجاه الشعب اليمني الذي اختبر معه محطات كثيرة في السلم والحرب.

أكثر من 500 أسرةٍ فلسطينية تقطنُ في اليمن، منهم من انتقلوا إليها قديماً منذ عشرات السنين وعاشوا فيها، ومنهم من قدم إليها حديثاً خلال السنوات الأخيرة. ومع بدء العدوان على اليمن، غادر أبناء معظم الجاليات، فيما بقي أبناء الجالية الفلسطينية يشاركون اليمنيين المعاناة والألم، ويقتسمون معهم رغيف الخبز ولظى الحرب وشظف العيش.

بلاد تحتضن أبناء القضية

انتقل الباحث التربوي الفلسطيني رمضان النجار من شرق مدينة خان يونس في قطاع غزة، انتقل إلى اليمن عام 1977، بعد تخرّجه من جامعة الإسكندرية، عمل في مجال التعليم والبحوث التربوية وتطوير المناهج، يقول للميادين نت: “اتسمت علاقتي بالأهل في اليمن العزيز طوال هذه الفترة بالمحبة والإخاء والاحتضان الدافئ لي ولأسرتي”.

وعن فكرة العودة إلى غزة يقول: “زرتها عدّة مرات. ولا ينقطع تفكيري عن العودة إليها”.

تتحدث المحامية الفلسطينية هنية خطاب، وهي من مدينة رام الله، عاشت في سوريا ثم الأردن ثم انتقلت للعيش في اليمن، عن تجربة العيش في اليمن، قائلة إنها بلاد لم تشعرهم بالغربة، “على العكس تماماً، شعرت بأنني بين أهلي، وذلك بسبب طبيعة أهل اليمن التي تميّزهم عن غيرهم من الشعوب، حيث الطيبة والمروءة وأخوة الإسلام الحقيقية في قلوبهم، وجدت في اليمن وطناً دافئاً يعوّض بعدي عن بلدي فلسطين”.

وتضيف خطاب: “لم نستوعب مثل الكثير أن يتحالف العرب على بلد العروبة والإسلام فقط إرضاءً لأميركا! لكنني كنت على يقين بأن اليمن على رغم الجراح والدمار والحصار منتصر لا محالة، وكنت على يقين بأنّ اليمن بعد العدوان الظالم عليه سوف يكون أقوى وسيكون الرقم الصعب الذي سيغيّر خريطة المنطقة”.

نضالٌ مشترك 

يعتبر النجار أنّ العلاقة التاريخية والطيبة بين البلدين، تجسدت اليوم في تعزيز موقف صنعاء قيادة وشعباً في دعم نضالات الشعبين اليمني والفلسطيني وفق الهوية الإيمانية والموقف الإنساني.

فيما أكد أنّ أبناء الجالية الفلسطينية في اليمن يتلقون الرعاية الأخوية من الشعب اليمني، ويتقاسمون معه العزة والكرامة والعيش الكريم.

مسيّراتٌ ورشقاتٌ صاروخية وتصدٍ جريء للبارجات في البحر الأحمر، كلها تخطت وهم الحدود لتعلن للعالم أنّ فلسطين في قلب اليمن ولا شيء يمنع اليمنيين عن الثأر لدماء الفلسطينيين والانتصارِ للقضية.

يقول النجار: “تفاعل السيد عبد الملك الحوثي قائد الثورة واتخاذ قراره الشجاع ترجمة عملية للتوافق بين القيادة والشعب، وترجمة للموقف الإيماني المشترك لنصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، وتجاوز بُعد المسافات عن حدود فلسطين، كل ذلك مكّنه من مواجهة العدوان والمجازر العنصرية الفاشية للكيان الصهيوني”.

وحدة المصير والدم 

مؤخراً، ومع شنّ عدوان بريطاني أميركي استهدف عدداً من المواقع على الأراضي اليمنية نتيجة لمواقف الأخيرة من الحرب على غزة، وانخراطها في طوفان الأقصى، استهجن الشارع العربي والأوروبي هذا العدوان واصفاً إياه بالأحمق والمتهور!

تقول خطاب: “لم نخَفْ من عدوان استمر تسع سنوات، فهل سنخاف الآن؟! أقصى ما نتمنّاه الشهادة على طريق القدس، ونحمد الله أن العالم أصبح يعرف ما هو اليمن”.

وعن اعتزازها بموقف أهلها من أبناء فلسطين تعبّر خطاب بالقول: “اليوم شعرت بالعزة والكرامة عندما شاهدت أهلي في فلسطين يخرجون رافعين صور السيد عبد الملك الحوثي، ويهتفون لليمن، لتتجسّد وحدة المصير والدم والساحات”.

أما رمضان النجار فيقول: “ساهم تطوّر الموقف اليمني شعباً وقيادة في تكامل أدوار محور المقاومة وزيادة قدراته وتنوّع مجالاته، بحيث أصبح أكثر فاعلية وأثراً، وسيؤدي إن شاء الله إلى رفع الظلم ووقف العدوان والحصار عن شعبنا”.

ويشير النجار إلى أن “موقف اليمن من معركة طوفان الأقصى نموذجاً يحتذى به من حيث شموليته واستمراره وتأثيره وإرباكه لحسابات العدو”، معتبراً أنّ هذا هو السبب من وراء العدوان الأميركي – البريطاني الأخير على اليمن.

 

 

قد يعجبك ايضا