على أعتاب العام الـ 9 من الصمود الوطني : قيادة حكيمة وحنكة سياسية وشعب حريته واستقلاله خيار استراتيجي

مثل صمود شعبنا اليمني بوجه العدوان السعودي الأمريكي على مدى ثماني سنوات، سابقة تاريخية منقطعة النظير سطر فيها اليمانيون الأبطال ملاحم خالدة على مستوى التصدي للعدوان السعودي ـ الإماراتي – الأمريكي المسعور ،

وإفشال كافة مؤامراته السياسية وأكدوا بأن الشعب اليمني ليس بحاجة لأن ينتظر المستقبل حتى يكشف له عن الهزيمة المرتقبة للمعتدين؛ فما تحقق على أرض الصمود المذهل في الميدان العسكري والسياسي يمكن البناء عليه والجزم بأن النصر المؤزر آتٍ وسيكون حليف الشعب اليمني الذي ضرب أروع الأمثلة في الثبات والتصدي وتلقين الأعداء والغزاة دروسا قاسية لن ينسوها أبدا.

لقد استطاعت الروح اليمنية المتطلعة للحرية والكرامة أن ترسم بدمائها خطوطا واضحة المعالم ومبادئ ثابتة رسخت على أساس قوي لا يقبل بأي شكل من أشكال الوصاية والارتهان للخارج، ليصبح معها صمود شعبنا اليمني نموذجا ملهما للشعوب والمجتمعات المضطهدة والمستضعفة.
وبفضل قيادته الحكيمة ممثلة بقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي يقف شعبنا اليمني على أعتاب عهد جديد من الحرية والاستقلال والكرامة التي تصون لليمنيين حقوقهم وحريتهم بالعيش بعزة وشموخ بعيداً عن تدخلات الغرب الأمريكي والصهيوني وفرض قراره على سيادة ومعيشة اليمن واليمنيين بعد أن أفسد ذلك العدو وعاث بحياته أعواما وقرونا.

عظمة وحنكة سياسية
وبقدر ما أظهر شعبنا اليمني العزيز والكريم للعالم أجمع عظمة وحنكة وحكمة قيادته الثورية والسياسية والثورية، فقد أظهر للعالم أجمع مدرسة عسكرية قتالية مقاومة جديدة في المنطقة تضاهي مدرسة المقاومة الإسلامية في لبنان أثناء عدوان تموز صيف 2006 التي حطمت أسطورة دبابة «الميركافا» وحققت النصر الاستراتيجي على الكيان الصهيوني، هذه المدرسة العسكرية اليمنية تمثلت في الجيش المسنود باللجان الشعبية والثورية ورجال القبائل الشرفاء، الذين استطاعوا تحطيم أسطورة جيوش التحالف الشيطاني وكسر هيبة جيش الكيان السعودي ، بل وتحطيم أسطورة السلاح الأمريكي من طائرات وصواريخ حديثة ودبابات «الأبرامز» وعربات «البرادلي» مفخرة الصناعات الأمريكية.
قيادة حكيمة وملهمة
قيادة حكيمة وشعب عظيم بعظمة قيادته وأبنائه ورجاله الأبطال، الذين أثبتوا بإيمانهم بقضيتّهم، وبرّبهم وبتمسكهم بوحدتهم الوطنية، أن الإنجازات مرتبطة بالإيمان بالله وبعناصر القوة الداخلية أكثر مما هي مرتبطة بالإمكانات المادية والعسكرية.
ولأنّ قيادة هذا الشعب الثورية والسياسية عرفت حقيقة الأعداء ومشاريعهم وأهدافهم ومطامعهم، وعرفت في الوقت ذاته حقيقة شعبها اليمني العظيم ، ورصيده الهائل من الكرامة والعزّة، وقُدراته الصموديّة العالية في مُواجهة العُدوان، ودحره، فقد كان النصر حليفها على كافة المستويات لا سيما المستوى السياسي والعسكري.
وعلى مدى ثمانية أعوام كان صمود شعبنا اليمني العزيز والكريم وثبات قيادته الثورية والسياسية والعسكرية المصحوب بقوة ردع وإرادة صلبة في اتخاذ القرار كلها عوامل مجتمعة أدت إلى هزيمة وإفشال كافة مشاريع ومخططات الأعداء ومناوراتهم السياسية.

توظيف سياسي فاشل
على الرغم من محاولة قوى العدوان وفي مقدمتها مملكة العدوان السعودية استغلال وتوظيف كل المفاوضات والاتفاقات السياسية للتهرب من حقيقة أنها الطرف الرئيسي الذي قاد العدوان على وطننا وشعبنا اليمني واعتبار نفسها وسيطاً إقليمياً، كانت مواقف قيادة شعبنا اليمني الثورية والسياسية صريحة وواضحة، تؤكد أنه لا تفريط بسيادة اليمن ووحدته واستقراره، وتشدد دائما أن اليمن ليست حديقة خلفية لأحد، ولا يزال موقف القيادة الحكيمة هو ذلك الموقف المبدئي الثابت المعبر عن خيار شعبنا اليمني الاستراتيجي المطالب برحيل الاحتلال ووقف العدوان ورفع الحصار .
ولذلك وشعبنا اليمني يقف على أعتاب العام التاسع من الصمود الوطني يجب على جميع الأنظمة الإقليمية والدولية المشاركة في العدوان والحصار الاقتصادي المفروض منذ ثمانية أعوام أن تعي وتدرك حقيقة أن موقف قيادة شعبنا الثورية والسياسية والعسكرية لن يتغير أبدا.
وعلى النظام السعودي الذي تزعم شن العدوان منذ لحظته الأولى في الـ26 من مارس 2015م، أن يدرك حقيقة أن أي توافق سياسي مستقبلي مرهون بتنفيذ مطالب شعبنا المتمثلة في وقف العدوان ورفع الحصار ورحيل قوى الاحتلال.
وفي الوقت ذاته على كافة المنضوين في جميع التشكيلات والمكونات الموالية لتحالف العدوان أن تدرك أن باب التوبة مفتوح والفرصة لا تزال مواتية لمن يريد العودة إلى حضن الوطن.

انتصار كامل
وعلى الجميع قوى وأنظمة عدوان ومكونات ومليشيات عمالة وارتزاق أن يدركوا أن الصمود اليمني صمود أسطوري بطولي ينتمي إلى التاريخ الإسلامي العريق والمبادئ الإسلامية العريقة وهو صمود سيصنع ويحقق الانتصار الكامل والناجز دون أدنى شك وفي القريب العاجل بإذن الله.
 وعليهم أن يدركوا أيضا أن اليمن اليوم غير الأمس فهو قوة مؤثرة فاعلة في شبه الجزيرة العربية، له دوره الأساسي بصناعة القرار السياسي، وبالرغم من استمرار العدوان والحصار الأمريكي السعودي الإماراتي للعام التاسع فإن أبطال اليمن من رجال الجيش واللجان الشعبية ، قادرون على الاستمرار في قلب المعادلة رأسا على عقب، بالتزامن مع قدرة القيادة الثورية والسياسية اليمنية الحكيمة على  إفشال غطرسة العدوان ومطامعه وأهدافه وخططه والحيلولة دون نجاحه في تحقيق أي نتائج سياسية أو عسكرية مستقبلية .

أوهام شيطانية
وحتما ستتبخر كل أحلام وأجندات قوى العدوان الهادفة إلى تدمير اليمن وتفكيك روابطه المجتمعية وستظل تلك المناورات السياسية والذرائع الإنسانية التي يروجون لها ويسعون من ورائها إلى الحصول على صك الاحتلال لليمن مجرد أوهام شيطانية، لن يمنحهم شعبنا اليمني وقيادته الحكيمة فرصة تحقيقها أبدا، وسيقف الشعب والجيش كتلة واحدة في وجه العدوان، حتى تحقيق النصر المبين الذي ارتسمت أولى ملامحه في مشهد المسيرة الجماهيرية المليونية الحاشدة التي خرجت يوم أمس لإحياء يوم الصمود العظيم، والتي تجلت دلالتها ومضامينها وأهميتها الدينية والوطنية والتاريخية في كونها مسيرة وطنية شعبية يمنية شاملة تؤكد على استمرار الصمود الوطني اليمني في وجه العدوان والاستمرار في الذود والدفاع عن الوطن وسيادته وكرامة الإنسان اليمني الحر المعتز بنفسه وأرضه وقوميته وعروبته الرافض للوصاية والاحتلال الأجنبي .

المصدر: 26-سبتمبر

قد يعجبك ايضا