عملية ” البأس الشديد” .. أنموذجا لمعارك التحرير

 

تم خلال عملية البأس الشديد :

تحرير ألف و600 كم مربع وتدمير ألف و500 آلية

قتل وجرح وأسر 15 ألف مرتزق

161 عملية للقوة الصاروخية و319عملية لسلاح الجو المسير

3290 غارة جوية تسند المرتزقة دون جدوى

 

من خلال المعطيات العسكرية والميدانية بات وضع مرتزقة العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في أسوأ حالاته وفي حالة انهيار دراماتيكي على جميع الصعد التكتيكية والعملياتية والاستراتيجية، فبعد وقع الانتصارات والتقدمات السريعة التي حققها مجاهدو الجيش واللجان الشعبية في جبهات مأرب وباتجاه المدينة ” جنوب وشمال غرب وشمال شرق ” انتقل وضع مرتزقة العدوان من السيئ إلى الأسوأ فقد بدأت تتقلص المسافة نحو المدينة وكذلك مسألة تطويقها إضافة إلى حسم وإسقاط جبهات بالكامل.

 بتطهير المديريات والمعسكرات التي يتمركز فيها مرتزقة العدوان وتدمير خط الدفاع الأول لمدينة مأرب تحددت الجغرافيا التي يسيطر عليها المرتزقة، وبدأوا في الانحسار والانكماش التدريجي، وبدأ المرتزقة بالبحث عن بدائل لهم عن مدينة مأرب على اعتبار أن مسار الاشتباكات أصبحت في محيط المدينة ولم تعد المنطقة آمنة لتمركز العمليات والقيادة وأيضاً انكماش فسحة المناورة للقوات واستحالة إطلاق عمليات مضادة لكبح تقدمات الجيش واللجان الشعبية السريعة باتجاه المدينة.

بالتالي، فوضع المرتزقة سيئ للغاية، وهناك فراغ بشري في جميع التشكيلات المقاتلة وفوضى في الخطوط الدفاعية، وأيضاً انهيار معنوي كبير يعصف بالمرتزقة الذين أصبحوا يعيشون حالةً من التخوين وعدم القدرة على القتال، والإيمان بأن المعركة التي يخوضونها حالياً دخلت مرحلة الانتحار، وأن المسألة لم تعد سوى عملية وقت لا غير حتى يرتطم وضعهم بالهزيمة الكاملة.

بالنسبة لموقف السعودية الممول والقائد الرئيس لمعركة مأرب، فقد أوعزت بدعم وإسناد بريطاني وأمريكي بتكثيف العمليات الجوية إلى مستوى الذروة وتشكيل غطاء جوي كبير تكون مهمته تخفيف الضغط على الجبهات وحماية ما تبقى من المرتزقة والقوات على الأرض وتعزيز عوامل الثبات والصمود فيها لأكبر مدة، كذلك محاولة إرباك وإعاقة مجاهدي الجيش واللجان بإفشال عملياتهم الهجومية عبر شن مئات الغارات الجوية يومياً.

وكل هذه الخطوات الإجرائية كانت إحدى التأكيدات على أن الوضع العسكري في مأرب لم يعد في صالح السعودية ومرتزقتها من حزب الإخوان على الإطلاق، وأن مسارها العملياتي والاستراتيجي خارج السيطرة، لذلك لزم الأمر على النظام السعودي وبمعية بريطانيا وأمريكا أن يتم تفعيل سلاح الجو بقوة في المعركة واستقطاب التعزيزات من داخل وخارج اليمن للدفاع عن مأرب قدر المستطاع.

لذلك بلا شك فإن السعودية حالياً ومن خلفها أمريكا وبريطانيا أصبحت في حالة قلق وارتباك شديد وهذا واضح.. فالوضع في مأرب خارج السيطرة ومسألة سيطرة الجيش واللجان الشعبية مسألة وقت لا أكثر وسيشكل نقطة فارقة في موازين الحرب بشكل كامل.. فأهمية مأرب وعمقها الحيوي والاستراتيجي له وقعه الخاص بالنسبة للسعودية وبريطانيا وأمريكا، وسيطرة مجاهدي الجيش واللجان عليها سيكون بمثابة ضربة قاصمة لهذا المثلث عسكرياً واستراتيجياً وانتقال الوضع من مرحلة إلى مرحلة يكون فيها الجيش واللجان قد استعادا أهم منطقة نفطية في اليمن.

اليوم نحن أمام كبرى العلميات العسكرية في محافظة مأرب كشفت عنها القوات المسلحة بعد أشهر من تنفيذها وهذه الخطوة تمهيد للإعلان عن الدخول في مرحلة الحسم النهائي للمعركة في مأرب وأن الوضع بات أقرب من أي وقت مضى.

ولأهمية محافظة مأرب الاستراتيجية فقد ركز أبطال الجيش واللجان الشعبية عملياتهم الكبرى الواسعة نحوها كونها المعركة الفاصلة التي يمكن الرهان عليها في كسر العمود الفقري لتحالف العدوان، وهي الورقة الرابحة التي يمكن من خلالها قلب الطاولة على تحالف العدوان.

 

تحرير ألف و600 كم مربع

في مؤتمر صحفي مزود بالمشاهد الحية من أرض المعركة، كشف المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع عن تفاصيل عملية البأس الشديد في محافظة مأرب والتي استمر تنفيذها عدة أشهر.

وأكد العميد يحيى سريع أن القوات المسلحة تمكنت بعون الله خلال عملية البأس الشديد من تحرير ما يقارب 1600كم، ونجحت في استعادة ما كان في هذه المساحة من معسكرات ومقرات للقوات المسلحة بعد أن كان قد استولى عليها الغزاة وأذنابهم من العملاء والخونة.

وأضاف: إن من أبرز نتائج العملية تحرير وتطهير مديريتي مدغل ومجزر بمحافظة مارب، كما تم تحرير وتطهير معسكر ماس والذي كان يعتبر من أكبر المعسكرات التي استخدمها العدو خلال السنوات الماضية وحشد إليه آلاف المرتزقة وكذلك عناصر ما يسمى القاعدة وداعش، إضافة إلى ضباط من جيش العدو السعودي.

وقال العميد سريع: اليوم وبعد مرور عدة أشهر على تنفيذ العملية نضع الجميع أمام تفاصيلها بالصوت والصورة :

أولاً: الجغرافيا

  • أدت العملية إلى تحرير مناطق واسعة في محافظة مأرب ودحر المرتزقة من تلك المناطق.

ثانياً: تفاصيل العملية

  • بعد صدور الأمر العملياتي باشرت الوحدات العسكرية المختلفة تنفيذ مهامها الميدانية.
  • ومن خلال شن الهجوم من عدة مسارات دشنت قواتنا المسلحة مرحلة جديدة من مراحل تحرير اليمن من الغزاة والمحتلين.
  • عززت القوات المسلحة من العملية الهجومية من خلال فتح مسارات جديدة واتباع تكتيكات تتناسب وجغرافيا العملية العسكرية.
  • ضاعفت القوات المسلحة من ضغطها على العدو الذي دفع بالمزيد من المرتزقة مدججين بمختلف أنواع الأسلحة إلى المعركة.
  • كان من ضمن الخطة العملياتية تنفيذ عمليات عسكرية نوعية استهدفت أبرز مراكز تجمعات العدو وكذلك تعزيزاته ومنشآته العسكرية.

 

480 عملية للقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير

 

وأكد العميد سريع أن القوات المسلحة نجحت بعون الله في تنفيذ العملية العسكرية المطلوبة وكانت مستعدة لمواجهة كل الاحتمالات.. مضيفا أنه وفي إطار التكامل بين مختلف الوحدات العسكرية فقد نفذت بعون الله القوة الصاروخية وكذلك سلاح الجو المسير العشرات من العمليات العسكرية الناجحة.

وأضاف: إن من عمليات القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير ما استهدفت تجمعات ومواقع المرتزقة وتحالف العدوان داخل اليمن وتحديداً في المناطق المحتلة ومنها عمليات استهدفت مقرات ومنشآت وتجمعات عسكرية تابعة لتحالف العدوان وتحديداً العدو السعودي.

وأوضح أن إجمالي عدد عمليات القوة الصاروخية بلغ 161 عملية، منها:

  • 128 عملية داخلية.
  • 33 عملية في العمق السعودي.
  • حيث تم الاستهداف بصواريخ بدر ونكال وسعير وقاصم وذو الفقار وقدس2.
  • وعمليات سلاح الجو المسير 319عملية، منها 136عملية استهدفت العدو في أراضيه و183 عملية استهدفت العدو في أراضينا المحتلة.

 

دور وحدات المدفعية والهندسة والدروع

كما أكد العميد سريع أن تفاصيل عملية البأس الشديد لا يمكن حصرها في مؤتمر صحفي واحد ولهذا سنترك لوسائل إعلامنا الوطنية الحديث عن المزيد من التفاصيل وسنوافيها بالمزيد من المعلومات.

وأضاف: إن مختلف وحدات قواتنا المسلحة شاركت في عملية البأس الشديد، منها وحدة المدفعية التي نجحت بفضل الله في دك تجمعات العدو بكل كفاءة واقتدار.. موضحا أن المجاهدين أثبتوا في وحدة المدفعية حقيقة الشخصية اليمنية المؤمنة بالله عز وجل الواثقة بنصره وبتأييده، وكذلك وحدة القناصة التي تمكن رجالها البواسل من اقتناص مرتزقة العدو وإثارة الرعب في صفوفهم.

أما وحدات الهندسة وضد الدروع وسلاح المدرعات فأكد العميد سريع أنه كان لها دور كبير ساهم في إيقاع المزيد من الخسائر في صفوف وعتاد العدو.. مؤكدا أن المجاهدون الأبطال في وحدات الهندسة وضد الدروع وسلاح المدرعات نجحوا في تنفيذ ما يقع على عاتقهم من واجبات جهادية في إطار تنفيذ الأوامر العملياتية في الزمان والمكان فكان دورهم رئيسياً في هذه المعركة.

كما أوضح العميد سريع أنه كان هناك أدوار رئيسية أخرى لبقية الوحدات من المشاة إلى الاستطلاع وكذلك الدفاع الجوي.

وقال العميد سريع: إن قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان تحيي كافة المجاهدين الأبطال الذين شاركوا في عملية البأس الشديد وكل من ساهم في تقديم الدعم للمؤسسة العسكرية أثناء تنفيذ تلك العملية من مختلف أبناء شعبنا العزيز الكريم من القبائل الوفية إلى الشرفاء الأحرار في المدن والقرى.

 

 3290غارة جوية

سعى تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي لإعاقة تقدمات المجاهدين بكل الطرق والوسائل الممكنة والتي كان من أهمها: الغارات الجوية المكثفة ولكن دون جدوى أمام صمود وثبات واستبسال أبطال الجيش واللجان الشعبية.

العميد سريع في مؤتمره الصحفي أوضح أن تحالف العدوان شن خلال مراحل تنفيذ عملية البأس الشديد ليس العشرات من الغارات بل المئات.. لافتا إلى أن الجهات المختصة في القوات المسلحة تمكنت من رصد ما يزيد على 3290غارة، وجميع تلك الغارات حاولت إعاقة تقدم قواتنا، إضافة إلى استهداف المدنيين في المناطق المحررة.

 

إحراق ألف و500 مدرعة وآلية

 

وفيما يتعلق بنتائج عملية البأس الشديد على مستوى خسائر العدو، فقد تكبد خسائر فادحة في العديد والعتاد وتمكنت قواتنا من إحصاء تدمير وإعطاب وإحراق ما يقارب 1500آلية ومدرعة وعربة عسكرية وناقلة جند إضافة إلى تدمير عدة مخازن أسلحة.

وأضاف العميد سريع أن من أبرز نتائج عملية البأس الشديد اغتنام كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة وهي الأسلحة التي أصبحت اليوم حاضرة في المعركة ضد العدو ومرتزقته.

 

قتل وجرح وأسر أكثر من 15 ألف مرتزق

أما الخسائر في صفوف المرتزقة من الخونة والعملاء فأكد العميد سريع وقوع أكثر من خمسة عشر ألف ما بين قتيل ومصاب وأسير وذلك خلال كامل الفترة التي نفذت فيها العملية أي ما بين مارس 2020م ونوفمبر 2020م.

وأكد العميد سريع أن القوات المسلحة تمكنت من قتل أكثر من ثلاثة آلاف مرتزق وجرح 12 ألف و400 آخرين بالإضافة لأسر 550 مرتزقا.

ولفت العميد سريع إلى أن المرتزقة تعرضوا لخسائر كبيرة خلال هذه العملية.. موضحا أن تحالف العدوان كان يدفع بالمئات من المرتزقة إلى الجبهات ليلاقوا مصيرهم على أيدي المجاهدين الأبطال من منتسبي قواتنا المسلحة ولجاننا الشعبية.

وأوضح أن هذه العملية النوعية مثلت صفعة مدوية لتحالف العدوان ولمرتزقته على الأرض وهم العملاء والخونة الذين يقاتلون في صفوف أعداء الشعب وأعداء الوطن.

 

خطة تحرير مديرية مجزر

 

كانت بداية تحرير مديرية مجزر من تحرير معسكر الجفرة والمناطق المحيطة به وصولاً إلى محيط معسكر ماس، في عملية واسعة نفذت على ثلاث مراحل.

– المرحلة الأولى: السيطرة على المواقع والوديان المحيطة بمعسكر الجفرة وصولاً لاستكمال تحرير المعسكر.

– المرحلة الثانية: مواصلة التقدم وتحرير مركز الجفرة والتقدم باتجاه ردمية صلب وتأمينها مع محيطها وصولاً إلى مفرق سعيد الراعي.

– الثالثة: مواصلة التقدم وتحرير “جبل بحرة، العصيدة، الأمشاط ، التبة السوداء، التبة الحمراء، وصولا إلى جبال الجميدر ومعسكر اللواء الأول المحاذي لمعسكر ماس.

ونفذ مجاهدو الجيش واللجان الشعبية العملية من عدة مسارات وفق الخطة العملياتية المعدة بمشاركة مختلف الوحدات العسكرية.


تحرير مديرية مدغل الجدعان وتطويق معسكر ماس

 خلال تنفيذ عملية ” البأس الشديد” تمكن مجاهدو الجيش واللجان الشعبية -بفضل الله- من تحرير مديرية مدغل الجدعان وصولاً لتطويق معسكر ماس من الجهة الجنوبية.. حيث نفذ مجاهدو الجيش واللجان الشعبية العملية من عدة مسارات وفق الخطة العملياتية المعدة بمشاركة مختلف الوحدات العسكرية، بدءاً من جبهة المخدرة تجاه معسكر ماس والمناطق المحيطة به من الجهة الجنوبية، بعد استكمال تطهير الأماكن الغربية للمعسكر ابتداء من الجفرة وصولاً إلى جوار معسكر ماس من اتجاه الغرب.

وبدأ المجاهدين العملية من اتجاه المخدرة من ثلاث مسارات متزامنة” مسار النجد – مسار الضيق – مسار المخدرة” وتمكنوا خلالها من تطهير عشرات المواقع والتباب والقرى، بينها التباب السود وتباب الصياد وتباب عصيدة وقرية الجدعان وقلعة الجدعان التاريخية.

وقطع المجاهدون القادمون من مسار النجد خط هيلان الرابط بالمخدرة والجبهات المحيطة بها، ليتمكنوا من السيطرة على مثلث هيلان وإيقاف تعزيزات العدو وإجبارهم على محاولة اتخاذ طرق فرعية ترابية لمواجهة تقدمات المجاهدين.

وواصل المجاهدون تقدماتهم من المسارات الثلاثة حتى تطهير مديرية مدغل الجدعان بالكامل وقطع الخط الاسفلتي الذي يربط معسكر ماس بمدينة مأرب وصولاً إلى جبل وتباب “تبين” المطلة على المعسكر.

وتمكن المجاهدين -بفضل الله- من تكبيد العدو خسائر مادية وبشرية فادحة، بينها إعطاب وتدمير أكثر من 80 آلية في المسارات الثلاثة، وقتل وجرح أكثر من 200 مرتزق بينهم قيادات لمرتزقة العدوان إضافة إلى عدد من قيادات تنظيم القاعدة التكفيري.

 

مسار عملية تطهير معسكر ماس

واصل مجاهدو الجيش واللجان الشعبية تقدماتهم تجاه معسكر ماس من عدة مسارات والالتفاف على المعسكر من جهة الشرق بعد تطويقه من الجنوب والغرب متمكنين من تحرير المعسكر بخطة عسكرية فاجأت العدو وأجبرت من تبقى من عناصره على الفرار.

وبعد تطويق المجاهدين المعسكر من الجهة الجنوبية والغربية في العمليات السابقة التف أبطال الجيش واللجان الشعبية على العدو من جهة المحزام ومن جهة السد شرق المعسكر ومحاصرة المنافقين جهة حصون آل شيبان ووادي حلحلان وقطع خط الردمية الواصل بين رغوان وماس متقدمين على المعسكر بخطوات متسارعة لضمان إلحاق العدو أكبر الخسائر المادية والبشرية ومنع المرتزقة من الفرار بآلياتهم.

وتمكن المجاهدون خلال العملية من اقتحام معسكر ماس من ثلاث جهات بعد العملية الالتفافية من جهة الشرق وقتل وجرح عشرات المرتزقة في المعسكر وأسر من تبقى منهم واغتنام عتاد عسكري كبير لم يتمكن العدو من اخراجه سابقا.

وساندت القوة الصاروخية المجاهدين اثناء عملية الاقتحام بعدة ضربات صاروخية منعت وصول تعزيزات العدو والحقته خسائر مادية وبشريه كبيرة أهم هذه الضربات استهداف تجمع للمرتزقة في رغوان أسفرت عن قتل وجرح أكثر من 70 مرتزقا بينهم قيادات وإحراق عدد كبير من الآليات.

وقتل وجرح أكثر 340 مرتزقا خلال عملية تطهير ماس وفي جميع مساراتها من بين القتلى قيادات عسكرية للعدو من الصف الثاني وقيادات أخرى للتنظيمات التكفيرية التي استقدمها العدو لمساندته.

 

رسائل القوات المسلحة:

وفي ختام المؤتمر الصحفي أكدت القوات المسلحة على الآتي:

  • إن هذا النصر الذي تحقق بفضل الله وبعونه.. تزفه القوات المسلحة إلى كل أبناء شعبنا العظيم ونحن على مقربة من عيد الثورة المجيدة ثورة الحرية والاستقلال ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، وهي الثورة التي أكد فيها شعبنا رفضه الوصاية والهيمنة ويؤكد اليوم رفضه الاحتلال والغزو ورفضه عودة الوصاية والهيمنة ورفضه الارتزاق والعمالة.
  • إن القوات المسلحة ومعها كل أحرار الشعب ماضية بعون الله نحو تحرير كافة أراضي الجمهورية حتى تحقيق الحرية والاستقلال، وهو عهدنا للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي ـ يحفظه الله ـ الذي نؤكد اليوم ما جاء في خطابه الأخير:
  • سنحرر كل بلدنا ونستعيد كل المناطق التي احتلها تحالف العدوا..
  • سنضمن لبلدنا أن يكون حراً مستقلاً لا يخضع لأي احتلال ولا يخضع لأي وصاية.
  • سنواصل مشوارنا في التصدي للعدوان على بلدنا وفي نصرة أمتنا في قضاياها الكبرى.
  • وسيكون شعبنا حراً كريماً عزيزاً.

 

رسالة القوات المسلحة للشعب اليمني

خاطب متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع أبناء الشعب اليمني قائلا: أبناء يمننا العظيم .. أبناء شعبنا العزيز.. أحرار اليمن الأبي الصامد” لقد خاضت قواتكم المسلحة خلال هذه المعركة ملاحم بطولية تمكنت عدسة الإعلام الحربي من توثيق جزء منها، وضربت القوات المسلحة المثل الأعلى في التضحية والصمود، فكانت عملية البأس الشديد درساً آخر يقدمه المجاهدون الأبطال يحفظهم الله ويرعاهم للجميع وهو ما يؤكد أن القوات المسلحة اليمنية مستمرة في فدائيتها المجيدة حتى يتحقق الاستقلال لبلدنا والحرية لشعبنا.

وثمنت القوات المسلحة الدور الجهادي لأبناء مأرب في هذه العملية وفي العمليات الأخرى التي شهدتها وتشهدها محافظة مأرب، موضحا أنه كان لأبناء مأرب دور مهم في عملية البأس الشديد كما سيكون لهم الدور المهم في تحرير باقي أراضينا المحتلة وتطهيرها حتى يتحقق لشعبنا الحرية ولبلدنا الاستقلال.

 

وفي المؤتمر الصحفي استعرض العميد سريع مشاهد العملية والتي كشفت كيف سمحت قواتنا لمن يقرر الفرار من المعركة بالفرار وكيف تعامل مجاهدونا الأبطال مع أسري العدو، وكيف أن مجاهدينا قاتلوا بكل شجاعة في جغرافيا متنوعة ما بين الجبل والسهل والصحراء وفي كل ذلك كان المرتزقة يفرون وكان مجاهدونا أكثر ثباتاً وصموداً وتضحية..

وقال العميد سريع: لأننا نقاتل دفاعاً عن بلدنا وعن شعبنا … نقاتل في سبيل الله، ولنا قضية هي تحرير اليمن أما أنتم أيها المرتزقة فتقاتلون دفاعاً عن أعداء اليمن، السعودي الإماراتي الأمريكي، فيا للخزي ويا للعار أن تنسبوا إلى اليمن وأنتم خونة وعملاء ومرتزقة، وأنتم مجرد أدوات وأذناب وخناجر غدر ضد شعبكم وبلدكم 

وجدد التأكيد أن النصر بعون الله سيكون حليف مجاهدي اليمن وشعب اليمن وأحرار اليمن، ولن يكون مصير خونة اليمن وشعب اليمن من عملاء العملاء عملاء الأمريكي والصهيوني إلا الهزيمة والذل والعار لو كانوا يعقلون.

 

أهمية التقدمات في مأرب

 

خلال الأيام الماضية تتالت أنباء التطورات الميدانية في مأرب، وحظيت باهتمام واسع، المحافظة التي تعتبر القاعدة العسكرية الأولى والأكبر لقوات تحالف العدوان ومرتزقتهم جعلها موقعها الجغرافي واحدة من أهم المواقع العسكرية.

الموقع الجغرافي المميز منح محافظة مأرب أهمية استراتيجية عالية، حيث تضم مقار “وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة وقيادتي المنطقتين العسكريتين الثالثة والسابعة ” في حكومة الخائن عبدربه منصور.. كما أن للمحافظة أهمية اقتصادية أيضاً، تتثمل بوجود الغاز وآبار للنفط فيها.

مع انطلاق العمليات العسكرية في مأرب عمد تحالف العدوان إلى التصعيد في كل الجبهات للتغطية على معركة مأرب، خصوصاً أن معظم أبناء هذه المدينة هم ضد العدوان.. ولأن محافظة مأرب تشكل بموقعها الجغرافي الذي يجعلها تتوسط أهم المحافظات النفطية، كمحافظة شبوة وحضرموت والجوف بالإضافة إلى محافظتي البيضاء ومحافظة صنعاء، أهمية استراتيجية فريدة وهذا ما جعل العدوان يضع كل ثقله العسكري في هذه المحافظة ومنطلقاً لكل عملياته العدوانية ضد الشعب اليمني.

ولذلك تمثل عملية حسم المعركة في مأرب قصماً لظهر العدوان، حيث تعتبر هذه المحافظة أقوى معاقله ومعاقل تنظيم “داعش والقاعدة”.. وتحرير محافظة مأرب سيضاعف من عناصر القوة لصالح الجيش واللجان الشعبية.. كما أنه سيساهم بتخليص هذه المحافظة والمحافظات الأخرى من خطر التنظيمات التكفيرية التي استجلبها تحالف العدوان من كل حدب وصوب إليها.

من ناحية أخرى، سيكون لعودة المحافظة إلى حضن الوطن دور في تخفيف عبء الحرب والحصار على الشعب اليمني لا سيما فيما يتعلق بالغاز والوقود والكهرباء، كما سيحرم تحالف العدوان ومرتزقته من استغلال هذه الثروات في إشباع أطماعهم أو تسخيرها للاعتداء على الشعب اليمني.

كما أن تحرير مأرب سيضيف عناصر قوة كثيرة للعاصمة صنعاء؛ من الناحية الاقتصادية مأرب ستمد مناطق الجيش واللجان بالمشتقات النفطية والغاز التي تحتاجها، بالإضافة إلى الإيرادات المالية لهذه المشتقات التي كان يستولي عليها حزب الإصلاح، وهذا ما يجعله اليوم يستميت بكل إمكانياته للدفاع عن مأرب حتى لا يخسر هذه الموارد النفطية.

ومع دخول العام السابع من العدوان، أكد السيد القائد ـ يحفظه الله ـ أننا قادمون في هذا العام من موقع متقدم على كافة المستويات ومنها الميداني.. مؤكدا أننا قادمون، لا متراجعين، ولا يائسين، ولا محبطين، وقادمون بإذن الله تعالى، ومتقدمون إلى الأمام، قدماً قدماً لإنجازاتٍ أكبر، وانتصاراتٍ أعظم، ونجاحاتٍ أكثر، وثباتٍ أقوى.

وفي ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي عليهما السلام جدد السيد القائد تأكيده على المضي نحو تحرير كل شبر في أرض الوطن، ومن هذا المنطلق تحرك الأبطال بهمم عالية ورؤوس شامخة نحو الهدف الأسمى والأعلى وهو الحرية والاستقلال واستعادة الأراضي وطرد الغزاة.

 

مأرب … الورقة الرابحة

 

بوتيرة متسارعة تنهار الجدران الدفاعية التي أقامها تحالف العدوان الأمريكي السعودي حول وكره العسكري والاقتصادي والبشري الأبرز والأقوى والذي فيه مقر قيادة قوات عدوانه على الوطن ومعقل يعيش فيه مرتزقته ومنه يقوم بتوزيعهم إلى مختلف جبهات القتال.

كان لدوي وقع أقدام الجيش واللجان وهم يتقدمون بسرعة نحو الإطاحة بأبرز وأهم قلاع العدو ومرتزقته، صدى واسع لدى قوى الهيمنة والاستكبار وعلى رأسها أنظمة العدو الأمريكي والبريطاني والفرنسي، كونهم يرون تحرير المقاتلين للمدينة ضربة قاصمة لتحالفهم العدواني تبدد مشروعهم الذي سعوا إلى تنفيذه بالعدوان والحصار.

فمع بداية العدوان في 26 مارس 2015، مثلت مدينة مأرب وجهة مثلى تشير إليها بوصلة جميع المؤيدين لتحالف العدوان الأمريكي السعودي وحكومة مرتزقته، كونها المحافظة المناسبة لقيام مشروع العدوان وتغذيته بالمال والوقود البشري من مختلف الأشكال، بمن فيهم المرتزقة التكفيريون المنتمون لما يسمى بتنظيمي «القاعدة» و»داعش»، وذلك لامتلاكها عدة عوامل مميزة.

*****

وهناك عدة عوامل تجعل من محافظة مأرب ذات أهمية استراتيجية لا غنى عنها في حسم المعركة، ومن تلك العوامل موقعها الجغرافي الذي يجعلها تتوسط 6 محافظات، 3 منها نفطية وهي الجوف وحضرموت وشبوة، و3 لم تطأها أقدام الغزاة والمحتلين وهي صنعاء وعمران ومؤخرا البيضاء.

وإلى جانب ذلك جعل العدو مأرب جدارا دفاعيا يحمي تواجده في محافظتي حضرموت وشبوة النفطيتين، فقد اتخذها أيضا ومنذ بداية عدوانه نقطة للتقدم إلى مديرية نهم التابعة لمحافظة صنعاء، وبذل أقصى جهده لمحاولة الوصول منها إلى العاصمة، وما لم تتحرر مأرب فإن تهديد العاصمة صنعاء سيظل قائما.

 

وفيما يتعلق بأهمية المحافظة من الجانب الاقتصادي فنشير هنا إلى أن دول العدوان اتجهت إلى نهب ثروات مأرب لتخفيف التكاليف عليها، فبدأوا بتصدير غاز صافر لصالحهم عبر ميناء بلحاف الواقع في محافظة شبوة المحتلة، ونهبوا النفط الخام المستخرج من باطن أرض المحافظة وسخَّروا ما يدره من مال لتغطية بعض تكاليف عدوانهم.

*****

 

وتكمن أهمية تمسك قوى العدوان بمحافظة مأرب بفعل العائدات المالية التي يذهب جزء كبير منها إلى جيوبهم، إذ أنهم يسيطرون على إيرادات منفذ الوديعة التي تتجاوز 30 مليار ريال سنويا بمعدل 100 مليون ريال يوميا، وكذلك قطاع صافر الذي يدر إيرادات يومية من مبيعات 2250 طناً من الغاز المنزلي و18 ألف برميل نفط منها 8 آلاف برميل تتم تصفيتها يصل إجماليها إلى 700 مليون ريال، وكذلك دخل آجل يقدر بمئات الملايين من مبيعات نفط صافر الخفيف الذي يتم تصديره عبر أنبوب النفط الجديد الممتد من قطاع غرب عياذ إلى سواحل شبوة للتصدير.

كما أن مقرات القيادة العسكرية العليا لحكومة المرتزقة توجد في المدينة، ناهيك عن انتشار معسكرات التجنيد والتحشيد في مختلف مناطق المحافظة.

ومن كل ما تم ذكره في الفقرات السابقة تتضح جليا الأهمية الاستراتيجية لمعركة تحرير مأرب ويؤكدها عويل القوى الغربية المعادية وعلى رأسها «أمريكا وبريطانيا وفرنسا» ونواح أدواتها ومرتزقة تلك الأدوات.

وبداية ذلك العويل كان من لندن عبر تصريحات سفيرها لدى حكومة الارتزاق مايكل آرون التي تزامنت مع اقتراب الجيش واللجان من مدينة مأرب، وشدد فيها على ضرورة وقف التقدم للدخول في مفاوضات سياسية كون استمراره يحول دون ذلك، حد زعمه.

*****

 

وبعدها تحدثت خارجية العدو الأمريكي بذات الخطاب الذي التسنته لندن بخصوص مأرب، ومثلها الأمم المتحدة التي تذرعت بمخاوفها بشأن النازحين.

كما قال السفير الفرنسي لدى حكومة مرتزقة العدوان جان ماري صفا في حوار لـ»الشرق الأوسط» السعودية: إن تحرير الجيش واللجان مدينة مأرب سيشكل فاجعة سياسية.

*****

 

ومن هنا يمكن القول بأن محافظة مأرب تملك أهمية استراتيجية كبيرة في سير معركة العدوان على اليمن بشكل كامل، وتلك الأهمية تكمن أيضا في كون المحافظة كانت تحتضن عددا كبيرا من التكفيريين المنضبطين بإيقاع إصلاحي، وتحرير مأرب وكسر التكفيريين فيها سيشكل نكسة كبيرة لمشروع العدو الأمريكي في المنطقة برمتها، وليس في اليمن فحسب.

مأرب أيضا هي محافظة نفطية، وفي حال تحريرها سنتخلص من الحصار الاقتصادي، وخصوصا في المشتقات النفطية التي هي عصب الحياة ويكون تحالف العدوان قد فقد وبشكل كلي كل أساليب الضغط على حكومة الإنقاذ في الجانب السياسي.

تحرير محافظة مأرب، يعني عودة أهم موقع استراتيجي اقتصادي يسهم في تخفيف المعاناة التي يتعرض لها الشعب بسبب الحصار ومنع دخول المشتقات النفطية، وعودة الروابط الاجتماعية بدون أي حواجز استعمارية يريد تحالف العدوان تمريرها.. كما أن حسم المعركة يحقق أهم مكسب سياسي متمثلاً في وأد مشروع الأقاليم الذي تروج له دول العدوان بهدف تقسيم اليمن بالتعاون مع أدوات الارتزاق السياسي والعسكري.

قد يعجبك ايضا