عندما “سدَّدت” السعودية الصاروخ بدل الكرة! ..ملعب الثورة في صنعاء..

لو لم تشنّ السعودية عدوانها الظالم على اليمن، كان يمكن أن نرى منتخب السعودية يلعب في صنعاء، لكن المملكة لا تريد ذلك، بل أكثر. لقد قامت بقصف ملعب الثورة الرياضي في صنعاء!

قبل أيام، كان منتخب اليمن يُتوّج بلقب بطولة غرب آسيا للناشئين في كرة القدم، بعد فوزه على منتخب السعودية. أُقيمت المباراة في ملعب الأمير محمد بن فهد في الدمام. حينها، احتفل اليمنيون بالتتويج، ولم يتباهَ من يتعرَّض في اليمن لعدوان التحالف السعودي بأيِّ عبارة تُظهر أيّ نوع من الشماتة تجاه الفوز على المنتخب السعودي الذي تقود بلاده الحرب على اليمن، بل على العكس من ذلك، فإن منتخب اليمن جمع كل اليمنيين، واحتفلوا بالتتويج معاً.

هكذا هي الكرة، وهذا هو جوهرها. هي لغة الشعوب. تجمع ولا تفرّق (بالتأكيد، نرفض ذلك مع العدو الإسرائيلي المحتل لفلسطين). هي الروح الرياضية والأخلاق، فكيف إذا كانت المباراة بين منتخبَين عربيين؟ هنا، تتنحّى السياسة ومشاكلها ومناكفاتها جانباً. تُسمع أصوات الأهازيج في المدرجات، بدلاً من أصوات المدافع والرصاص. تُسمع أصوات الألعاب النارية، كتلك التي ملأت سماء اليمن حينها، بدلاً من صور النار والدخان المتأتّية من آلة حرب عدوان التحالف. يكون الفرح والحياة، بدلاً من الأحزان والمأساة.

فلنتخيّل هذا المشهد: كم كان رائعاً لو لم تكن السعودية قد شنّت حربها على اليمن، ولو شاهدنا منتخب السعودية يلعب مباراة أمام منتخب اليمن في صنعاء، لكن السعودية لا تريد ذلك، فها هي تواصل عدوانها الظالم على اليمن، بل أكثر من ذلك! لقد قصفت ملعب الثورة الرياضي في صنعاء، مبررة ذلك “بوجود أسلحة فيه”، وهو ما نفاه أبناء اليمن، أنصار الله، نفياً تاماً.

هكذا فإن التحالف السعودي يقصف ملاعب اليمنيين منذ أن بدأ عدوانه على اليمن، وآخرها ملعب الثورة. لا يحقّ لليمنيين أن تكون لديهم ملاعب، وأن يفرح شبابهم وأطفالهم بلعب الكرة مثل بقية العالم. لا يحقّ لليمن أن يستضيف المباريات كما يفعل باقي العالم. هو يلعب مبارياته في هذا البلد وذاك، لأن العدوان مستمرّ على بلاده.

في الحقيقة، لم يرَ العالم أسلحة في ملعب الثورة في صنعاء، بل رأى صواريخ التحالف التي سقطت عليه. بخلاف ذلك، فإن هذا الملعب، كغيره من الملاعب، فيه مرميان ومضمار ومدرجات وعشب أخضر.

والمؤسف أيضاً، أمام تهديد التحالف بقصف الملعب، ثم قصفه بالفعل، أنَّ الاتحاد الدولي لكرة القدم لم يحرّك ساكناً،ولم يصدر على الأقل بياناً يستنكر فيه القصف.

مجدداً، فلنتخيّل لو كان منتخب السعودية يلعب في اليمن، ولنتخيَّل ذلك في ملعب الثورة في صنعاء تحديداً، لكن السعودية لا تريد ذلك، وهي تواصل عدوانها الظالم على اليمن. لقد “سددت” الصواريخ على الملعب، بدلاً من أن يسدد منتخبها الكرة!

في ملعب المباراة، كان من الممكن أن يفوز منتخب السّعودية أو يخسر، لكن في عدوانها الظالم على اليمن، فإن السعودية ليست سوى الخاسرة.

حسن زين الدين
الميادين نت

قد يعجبك ايضا