غربان حليمه تعود مجدداً …بقلم/ زيد أحمد الغرسي

 

ما يحدث في عدن من حرب بين مليشيات الاحتلال السعودي ( هادي وزمرته ) وبين مليشيات الامارات ( عيدروس الزبيدي وطغمته ) هي مستمرة لأكثر من عام لكنها تتفاوت بين الحين والاخر وعلى هذا الاساس كان جزء كبير من الاغتيالات والتفجيرات التي تشهدها عدن وبقية المحافظات الجنوبية
فمنذ بداية الاحتلال السعودي الاماراتي سعت الدولتان بتخطيط المهندس البريطاني ” الذي له دور ايضا في احداث يناير 86″ الى تقسيم ابناء المحافظات الجنوبية على اسس مناطقية مستعيدين سيناريو 86 فعملت السعودية على دعم الزمرة ( هادي وابناء ابين ) وعملت الامارات على دعم الطغمة ( عيدروس الزبيدي وشلال شايع وابناء يافع والضالع ) وتبادلت الدولتان الادوار بينهما للتخلص اولا من الحراك الجنوبي والقضية الجنوبية ثم عملت على زرع الخلافات والتصفيات بين الطرفين حتى وصل الحال الى الحروب المستمرة في عدن .
مؤخرا تصاعد الصراع بشكل كبير في محاولة هادي السيطرة على عدن بشكل كلي ومحاربة نفوذ مليشيات الامارات فكانت معركة مطار عدن الواقع تحت سيطرة عيدروس الزبيدي التي توقفت باستدعاء الطرفين الى الرياض وابو ظبي والحديث عن اتفاق بينهما لكن سرعان ما عادت الحرب وتوسعت حتى وصلت الى خور مكسر ثم المنصورة ثم محاولة مليشيات هادي السيطرة على نقطة العلم التي من يسيطر عليها يحاصر عدن ويفصلها عن عدة محافظات شرقية في تكرار لنفس بدايات احداث يناير 86م .ثم اعقب ذلك احداث جبل حديد الذي قصفت مخازنه التابعة لمليشيات السعودية والمتهمة فيها مليشيات الامارات
الايام الاخيرة شهدت اختطافات متبادلة بين الطغمة والزمرة وعلى اثر ذلك توافد ابناء يافع والضالع ( الطغمة ) الى عدن لحماية ما اسموه السلطات في عدن وبالمقابل توافد ابناء ابين ومليشيات هادي ( الزمرة ) الى ذات المدينة تحت شعار لا لضلعنة عدن .
وازاء توتر الاوضاع بشكل كبير خرج عيدروس الزبيدي في مؤتمر صحفي تحت عنوان المكاشفة ليتهم هادي وحكومة بن دغر بعرقلة كل الخدمات في عدن وعدم دعمه لتثبيت الامن والاستقرار فيها لترد حكومة هادي بمطالبة الزبيدي بالاعتراف بالشرعية .
في غضون ذلك كانت تتوافد الى عدن عدة شحنات اسلحة متنوعة لكلا الطرفين بدعم وتمويل دول الاحتلال تحت مسمى دعم الاجهزة الامنية في عدن .
اليوم يتوج هادي هذا الصراع بإقالة عيدروس الزبيدي المحسوب على الامارات وتعيين المفلحي المحسوب على السعودية كمحافظ لعدن وهو ما يدخل عدن وباقي المحافظات الجنوبية في حرب كبيرة لا تنتهي منها .
هادي كان من ابرز صانعي احداث يناير 866 التي قتل فيها ما يقارب خمسة عشر الف مواطن خلال شهر واحد وحينها هرب ليلا الى صنعاء ليعود مجددا بعد اكثر من ثلاثين عاما كأداة بيد الاحتلال الجديد لأحياء الصراع المناطقي في عدن .
بعد عام وثمانية اشهر من احتلال عدن ها نحن نشاهد الحروب والصراعات والاغتيالات بين مليشيات الاحتلال التي بررت مشاركتها ضد الجيش واللجان الشعبية بانها تريد الاستقلال لكنها لم تكن تعلم ان دول العدوان تجرها لمعركة هي الخاسر الاكبر فيها ولم تحقق لهم حتى اللحظة ولو جزء يسير من الشعارات التي كانت تستعطفهم بها . والسؤال اليوم بعد سيل كبير من دماء الجنوبيين التي سفكت هل سيفيق ابناء الجنوب ؟ ويعلمون ان الدم الذي يسفك من الطرفين يمني بينما لم يقتل جندي واحد سعودي او أماراتي في إطار الخلاف المزعوم بينهما ، ام انها غربان يا حليمه ؟

قد يعجبك ايضا