قائد الثورة الإسلامية الإيرانية السيد علي خامنئي : لن نسمح بتقسيم العراق وسوريا وسنتصدى بقوة لأي تغلغل أمريكي في المنطقة

اكد قائد الثورة الاسلامية، آية الله السيد علي خامنئي، عدم السماح لتقسيم العراق وسوريا، معربا عن حزنه على شعب اليمن المظلوم، مشددا على تقديم ايران المساعدة لليمنيين.

وجاء ذلك خلال استقبال قائد الثورة الاسلامية اليوم الاثنين، للمشاركين في الاجتماع السادس للمجمع العالمي لاهل البيت (ع) والاجتماع الثامن للجمعية العامة لاتحاد الاذاعات والتلفزيونات الاسلامي حيث قال، انهم وحسب اوهامهم تصوروا بانهم سيجدون طريقا عبر هذا الاتفاق الذي بالطبع ليس معلوما مصيره – ليس معلوما المصادقة عليه هنا ولا هناك – للتغلغل في البلاد، لكننا اغلقنا هذا الطريق، وسنغلقه بكل حزم.
واضاف: اننا سوف لن نسمح للتغلغل الاقتصادي الاميركي في البلاد ولا التغلغل السياسي ولا الثقافي، وسنتصدى له بكل قوة – هذه القوة المتوفرة اليوم ولله الحمد بقدر كبير – .
واشار الى ان الاميركيين يحاولون بسط نفوذهم في المنطقة وتمرير مخططاتهم، ولكننا لن نسمح لهم بذلك وهم يسعون الى تقسيم العراق وسوريا وهذا لن يتحقق ان شاء الله.
وفيما يتعلق بالشان اليمني قال قائد الثورة الاسلامية: نحن حزينون على شعب اليمن المظلوم ونقدم لهم ما بوسعنا من مساعدة، انهم (قوى العدوان) يعملون على تدمير هذا البلد ويسعون الى تحقيق اهدافهم السياسية باسلوب احمق.
وفي جانب آخر من كلمته اكد آية الله خامنئي ان ايران تدعم المقاومة في المنطقة والمقاومة الفلسطينية التي تشكل حقبة لامعة في التاريخ الاسلامي، مشددا القول بان الجمهورية الاسلامية في ايران تقدم كافة اشكال الدعم الممكن لكل من يناضل ضد الكيان الصهيوني ويستهدفه ويؤيد المقاومة.
واعتبر القائد، التصدي لمخططات الاستكبار في المنطقة مثالا بارزا للجهاد في سبيل الله واشار الى المواجهة الحازمة لمحاولات اميركا الرامية لاستغلال نتائج المفاوضات النووية والتغلغل الاقتصادي والسياسي والثقافي في ايران واضاف، ان مخطط نظام الهيمنة في المنطقة مرتكز على اساسين هما “اثارة الخلاف” و”التغلغل” حيث ينبغي عبر الخطط الهجومية والدفاعية الصحيحة التصدي لهما بيقظة واستمرار.
واكد بان الجهاد في سبيل الله لا يعني الحرب العسكرية فقط بل يشمل ايضا النضال الثقافي والاقتصادي والسياسي، واضاف، ان المثال الواقعي اليوم للجهاد في سبيل الله هو معرفة مخططات الاستكبار في المنطقة الاسلامية خاصة منطقة غرب اسيا الاستراتيجية والحساسة والتخطيط للتصدي لها والذي يشمل الجانبين الدفاعي والهجومي.
واشار قائد الثورة الاسلامية الى مؤامرات الاستكبار في المنطقة خلال القرن الاخير وقال، رغم الماضي الطويل لمؤامرات الاستكبار في المنطقة الاسلامية الا ان الضغوط والمؤامرات تصاعدت منذ انتصار الثورة الاسلامية في ايران للحيلولة دون تكرار هذه التجربة في سائر الدول.
وصرح بان مؤامرات الاعداء اشتدت خلال الاعوام الاخيرة في منطقة غرب اسيا بعد الصحوة الاسلامية التي انطلقت من شمال افريقيا واضاف، لقد تصوروا بانهم قمعوا الصحوة الاسلامية الا ان هذه الصحوة لا تُقمع ومازالت مستمرة وستبرز حقيقتها عاجلا ام آجلا.
واعتبر آية الله خامنئي نظام الهيمنة وعلى راسه الولايات المتحدة الاميركية بانه المثال الملموس والمظهر الكامل لمفهوم العدو واكد قائلا، ان اميركا لا تحظى باي اخلاقيات انسانية وتمارس الخبث والاجرام دون وازع في اطار عبارات جميلة واظهار الابتسامة.
واشار الى محاولات الاعداء الرامية لاثارة الخلافات بين الحكومات والشعوب واوضح بان اثارة الخلافات بين الشعوب هي الاخطر حيث تجري تحت يافطات الشيعة والسنة، واعتبر البريطانيين بانهم المتخصصون في اثارة الخلافات وان الاميركيين هم تلامذتهم واضاف، ان تاسيس الجماعات التكفيرية الاجرامية والمتهتكة والمتجبرة التي اعترف الاميركيون انفسهم بالضلوع في تاسيسها يعتبر الاداة الاهم لاثارة الخلافات المذهبية على الظاهر بين الشعوب والتي للاسف انخدع بعض المسلمين السذج بها بسبب قلة الوعي واصبحوا في صلب مخطط العدو.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية القضية السورية بانها الانموذج الواضح لهذا الامر واضاف، انه حينما سقطت انظمة الحكم الطاغوتية في تونس ومصر قرر الاميركيون والصهاينة استخدام هذا الانموذج لتحطيم دول المقاومة ولهذا السبب فقد اتجهوا نحو سوريا.
واضاف، انه وبعد بدء قضية سوريا اصبح هنالك عدد من المسلمين عديمي البصيرة في صلب مخطط العدو واوصلوا سوريا الى مثل هذا الوضع.
وتابع قائد الثورة الاسلامية، ان ما يحدث اليوم في العراق وسوريا واليمن ومناطق اخرى ويتم السعي لاطلاق “الحرب المذهبية” عليها، ليست حربا مذهبية اطلاقا بل هي حرب سياسية. مؤكدا بان الواجب الاهم اليوم هو العمل على ازالة الخلافات.
وصرح قائلا، لقد قلنا صراحة وعلنا بان جمهورية ايران الاسلامية تمد يد الصداقة نحو جميع الحكومات الاسلامية في المنطقة ولا مشكلة لها معها واضاف، ان ايران تربطها علاقات طيبة مع غالبية جيرانها “وبطبيعة الحال فان لبعض الدول خلافات معنا وتمارس الخبث والعناد الا ان ايران تنتهج سبيل بناء علاقات طيبة مع الجيران والحكومات الاسلامية خاصة شعوب المنطقة”.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية، مبدأ “اشداء على الكفار، رحماء بينهم” احد المبادئ الراسخة لايران الاسلامية واضاف، اننا وبناء على درس الامام الراحل (رض) ونهج الجمهورية الاسلامية القويم لا نتصالح مع الاستكبار لكننا نرتبط مع الاخوة المسلمين باواصر الصداقة والمودة.
واكد باننا وفي دعمنا للمظلوم لا ناخذ مسالة المذهب بالاعتبار، فكما ندعم اخوتنا الشيعة في لبنان ندعم اخوتنا السنة في غزة ونعتبر القضية الفلسطينية بانها القضية الاولى والمركزية للعالم الاسلامي.
واكد القائد باننا نعارض اي سلوك وتحرك يؤدي الى اثارة الخلاف في العالم الاسلامي حتى لو صدر من جانب بعض جماعات الشيعة وندين الاساءة الى مقدسات اهل السنة.
وفي الاشارة الى مسالة “التغلغل” في دول المنطقة باعتباره المخطط البغيض الثاني الذي تعتمده اميركا واضاف، ان الولايات المتحدة بصدد التغلغل في المنطقة لعشرات الاعوام وتحسين سمعتها المهدورة.
كما اشار الى محاولات واشنطن الرامية لاستغلال نتائج المفاوضات النووية واضاف، ان الاميركيين يريدون من اتفاق ليس معلوما مصيره او القبول به لغاية الان، لا في ايران ولا في اميركا، وسيلة للتغلغل في ايران الا اننا اغلقنا هذا الطريق بحزم، وسنستخدم كل طاقاتنا لمنع التغلغل الاقتصادي والسياسي والثقافي او التواجد السياسي للاميركيين في ايران.
واعتبر السياسات الاقليمية للجمهورية الاسلامية في ايران بانها تاتي على النقيض من السياسات الاقليمية الاميركية واضاف، انهم يسعون لتقسيم دول المنطقة وتاسيس دويلات صغيرة وعميلة ولكن سوف لن يحدث هذا الامر بحول الله وقوته.
وجدد تحذيراته السابقة حول محاولات اميركا الرامية الى تقسيم العراق واضاف، لقد استغرب البعض من تلك التصريحات الا ان الاميركيين يتحدثون اليوم صراحة عن تقسيم العراق.
وقال: ان تقسيم العراق، وسوريا ايضا لو تمكنوا، هو هدف اميركا المحدد الا ان سيادة اراضي المنطقة والعراق وسوريا مهم جدا بالنسبة لنا.
واشار الى التجابه بين السياسات الاقليمية لجمهورية ايران الاسلامية وبين سياسات الولايات المتحدة واضاف، ان ايران تدافع عن المقاومة بكل قوة في المنطقة ومنها المقاومة الفلسطينية وتدعم من يناضل ضد الكيان الصهيوني ويقارعه.
واكد بان من سياسات ايران المبدئية الاخرى التصدي لسياسات اميركا المثيرة للتفرقة ومراكز اثارة الخلاف واضاف، اننا لا نعتبر من الشيعة تلك التي تتخذ من لندن قاعدة ومركزا لدعايتها وتلعب دور معبّد الطريق للاستكبار.
ولفت الى دفاع ايران عن جميع المظلومين ومنهم شعبي اليمن والبحرين واضاف، اننا وخلافا للمزاعم التي لا اساس لها لا نتدخل في شؤون هذه الدول لكننا سنستمر في دعم الشعوب المظلومة.
وانتقد بشدة قتل المظلومين في اليمن وتدمير هذا البلد واضاف، ان متابعة بعض الاهداف السياسية وباساليب حمقاء ادت الى استمرار ارتكاب الجرائم بحق الشعب اليمني.
وتابع ، انه وفي مناطق اخرى من العالم الاسلامي ومنها باكستان وافغانستان تقع احداث مؤلمة ايضا حيث ينبغي على المسلمين معالجة هذه المشاكل بوعي ويقظة.
وفي جانب اخر من حديثه اعتبر قائد الثورة الاسلامية، اتحاد الاذاعات والتلفزيونات الاسلامية مركزا مهما جدا لمواجهة الامبراطورية الاعلامية الاميركية – الصهيونية الخطيرة والمافيائية المعقدة واضاف، ان هذا التحرك يجب تعزيزه وتطويره تماما.
واشار الى البون الشاسع بين وسائل الاعلام في غالبية الدول الاسلامية وبين مطالب شعوبها وتبعية وسائل الاعلام هذه لسياسات الاستكبار الخطيرة واضاف، ان امبراطورية الظالمين الاعلامية، ورغم مزاعم الحياد، تعمل عبر التحريف والكذب وانواع الاساليب المعقدة، في خدمة اهداف قوى الغطرسة العالمية.
وقال القائد، رغم تحديات الاستكبار واذنابه فان عزة وقوة الاسلام مشرقة ومضمونة بفضل تواجد الرجال والنساء والشباب المجاهدين وان مستقبل المنطقة يعود للشعوب المسلمة.

قد يعجبك ايضا