قائد الثورة الشعبية :ذكرى الشهيد محطة لاستذكار مآثر الشهداء لزيادة العزم والصمود ومواجهة التحديات والأخطار

الحقيقة | صنعاء |

قال قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إن مناسبة الذكرى السنوية للشهيد تأتي هذا العام في ظل مرحلة مهمة وحساسة على مستوى المنطقة عموما وعلى مستوى واقع شعبنا اليمني الذي يقدم كل يوم قوافل جديدة من الشهداء في ميادين الشرف والبطولة وهو يواجه العدوان الإجرامي والغزاة المعتدين “.

واعتبر السيد عبدالملك الحوثي في كلمة له اليوم بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد تحت شعار ” الشهيد يوحد الوطن”، هذه الذكرى، محطة مهمة لاستذكار الشهداء ومآثرهم في زيادة العزم والثبات والصمود ومواجهة التحديات والأخطار التي لا تنفك عاما إثر عام في ظل الواقع المؤسف للأمة عموما واليمن على وجه الخصوص .

وأشار إلى أن هذه الذكرى تمجيدا لعطاء الشهداء الذي هو أرقى عطاء وأسمى ما يجود به الإنسان وثمرته للأمة النصر والحرية وإحياءً للروحية المعطاءة الصامدة للشهداء في وجدان الأمة وتأكيدا على مواصلة السير في درب الشهداء واحتفاءً وتقديرا لأسر الشهداء وتذكيراً للأمة بمسئوليتها تجاههم.

ولفت السيد عبدالملك الحوثي إلى خصوصية هذه المناسبة في الظروف التي تعيشها البلاد وما لها من دلالات واسعة للشهداء الذين يقدمون دلالة مهمة تعبر بجلاء عن مظلومية المستضعفين.

وقال ” إن شعبنا اليوم وهو يواجه ما يواجهه من طغيان واستكبار وإجرام من قوى الشر المتكالبة عليه وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل ومن يلف لفها ويدور في فلكها من الأعراب وعلى رأسهم النظام السعودي العميل الجائر الذي جعل من نفسه أداة بيد قوى الشر العالمية تضرب به شعوب المنطقة وتخرب به أمن واستقرار المنطقة، يحتاج شعبنا إلى ترسيخ ثقافة الشهادة والاستعداد العالي للتضحية لأنها في نهاية المطاف هي ثقافة البقاء التي تحمي الأمة “.

وأضاف ” نصيحتنا للنظام السعودي والقوى العميلة لأمريكا وإسرائيل أن يراجعوا أنفسهم والله إنهم خاسرون، خدماتهم لأمريكا وإسرائيل المكشوفة والمفضوحة ليست في مصلحتهم في نهاية المطاف، أنتم ستخسرون في نهاية المطاف والمعاناة التي ألحقتموها بشعوب المنطقة والنكبات التي سيتم إلحاقها بالناس ستحل بكم عقاب من الله سبحانه وتعالى”.

وتابع السيد عبدالملك الحوثي ” نرى في واقعنا ونحن نواجه الطغيان الأمريكي الإسرائيلي السعودي كل الأحرار والشرفاء من كل فئات الشعب من الرجال والنساء من النخب العلمية وكذلك في الميدان الجيش واللجان الشعبية، والعلماء والإعلاميين والأكاديميين وكل الأحرار نراهم فعلا وقد تألقوا بهذا الشرف رجال أحرار وحرائر صامدات الكل يعيش هذه الروحية من الاستعداد العالي للتضحية والصمود “.

وأردف قائلا ” واجبنا ونحن نعيش هذه الذكرى أن نسعى لتعزيز روح الاستعداد للتضحية والإصرار على الحياة بكرامة أو الشهادة بكرامة، في مواجهة الاستعباد، هذا ما يجب أن نعززه ويرقى بنا دائما لتحمًل كل الأخطار ومواجهة كل التحديات وعاقبة الصمود والثبات والتضحية هي النصر هذا وعد الله للمستضعفين “.

ودعا السيد عبدالملك الحوثي، الشعب اليمني إلى الثبات والصمود والتعاون والتكاتف والاستعانة والتوكل على الله سبحانه وتعالى والاستمرار في مواجهة العدوان ما دام مستمرا وقائما.

وفيما يلي نص الكلمة :

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم  ،  بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ،وأشهد أن لا اله إلا الله الملك الحق المبين ، وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله خاتم النبيين ،اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وارض اللهم برضاك عن صحبه المنتجبين وعن سائر عبادك الصالحين، وارض اللهم عن الشهداء الذين منحتهم شرف الشهادة في سبيلك ابتغاء مرضاتك ونصرة للمستضعفين من عبادك، ومنحتهم من فضلك وكرمك ومجدك ما أعلمتنا به في كتابك الكريم ،حيث قلت وقولك الحق ((ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ان لا خوف عليهم ولاهم يحزنون، يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع اجر المؤمنين ))

ايها الأخوة والأخوات، شعبنا اليمني المسلم العزيز: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، والسلام مع كل الاعزاز والتقدير لكل أسر الشهداء وذويهم ، تأتي هذه المناسبة السنوية العزيزة ،الذكرى السنوية للشهيد في هذا العام في ضل مرحلة مهمة وحساسة على مستوى المنطقة عموما ،وعلى مستوى واقع شعبنا اليمني العزيز الذي يقدم كل يوم قوافل جديدة من الشهداء ،من الرجال والنساء من الكبار والصغار، من الاطفال والنساء ومن الشباب، يقدم الشهداء في ميادين القتال في ميادين الشرف في ميادين البطولة، وهو يواجه العدوان الاجرامي يواجه الغزاة المعتدين والمجرمين الظالمين المستكبرين ، ويقدم الشهداء من الاطفال والنساء وسائر الناس في المدن والقرى الذين يقتلهم المعتدون البغاة الجائرون المستكبرون عبثا بغير حق، ظلما وعدوانا وتجبراً واستكبارا في الأرض، إننا في الذكرى السنوية للشهيد هذه المحطة المهمة التي نستذكر فيها الشهداء ونستذكر مآثرهم ،ونستذكر منهم ما يزيدنا في عزمنا وفي ثباتنا وفي صمودنا لنكون أقد لمواجهة التحديات والأخطار التي لا تنفك عاما إثر عام في ظل الواقع المؤسف لامتنا عموما وفي بلدنا على وجه الخصوص .

في الذكرى السنوية للشهيد هذه الذكرى المهمة التي هي تمجيد لعطاء الشهداء الذي هو أرقى عطاء وأسمى ما يجود به الإنسان، وثمرته للأمه العز والنصر والحرية.

هذه الذكرى هي ايضا احياء للروحية المعطاءة والصامدة للشهداء في وجدان الأمة، هي أيضا تأكيد على مواصلة السير في درب الشهداء ،طريق الحرية والكرامة والعزة والاستقلال، هي أيضا احتفاء وتقدير لأسر الشهداء وتذكير للأمة بمسئوليتها تجاههم ،فلهذه المناسبة كل هذه الاهمية خصوصا في الظرف الذي نعيشه، والشهادة لها دلالات واسعة، الشهداء بشهادتهم يقدمون دلالة مهمة تعبر بأجلى ما يمكن أن يعبر به عن المظلومية ،عن مظلومية المظلومين عن مظلومية هؤلاء المستضعفين، فالشهداء في ميدان القتال وهم يواجهون المعتدين ،وشهداء المظلومية في المناطق والقرى من الأطفال والنساء وسائر المستضعفين ،الجميع يقتلون بغير حق ،وينالهم هذا الظلم الذي يصل إلى حد الاستهداف لحياتهم ،هذا هومن أشد أنواع الظلم ،من اقسى أنواع الظلم، حينما يعمد الاشرار والطغاة والمجرمون والمستكبرون من بني الإنسان على ازهاق أرواح الآخرين، وسفك دمائهم واستباحة حياتهم ،والعمل على ابادتهم، هذا يعبر عن مظلومية كبيرة للمستضعفين المستهدفين المظلومين المبغيُ عليهم ، وهو في نفس الوقت أيضا يدلل على مدى الإجرام مدى السوء مدى الطغيان مدى الافلاس الأخلاقي والإنساني لدى قوى الشر والإجرام التي تصل في وحشيتها إلى هذا المستوى من العدوانية والطغيان فتستبيح حياة بني الإنسان التي جعلها الله غالية ،هذا الإنسان الذي كرمه الله ولأراد الله له أن يعيش كريما عزيزا في هذه الحياة ،وأن يسمو في هذه الحياة ،يظلم إلى هذا المستوى من الظلم فيستهدف في حياته، فالشهداء وهم يقتلون بمظلوميتهم التي نشاهدها حينما تعرض شاشة التلفاز تلك المشاهد المأساوية والأليمة للشهداء هي لعنة على الظالمين على المجرمين الذين سودوا وجه الحياة الذين ملأوا الحياة بؤسا وحولوا واقع البشرية الى واقع بئيس ملئه المعاناة ملئه الاحساس بالظلم ،والشهادة بقدر ما تعبر عن المظلومية هي أيضا أجلى تعبير عن القيم وعن الاخلاق، فشهداء الموقف الحق الذين يقفون في وجه الطغيان ،في وجه الظلم في وجه المجرمين الذين يسعون لإقامة الحق ولإقامه العدل الذين يدافعون عن المستضعفين ،هؤلاء الشهداء إنما قدموا حياتهم وهم منشدون نحو الله سبحانه الله وتعالى- أولا: وهم يدركون مسئوليتهم تجاه الآخرين. ثانياً: إنما انطلقوا بقيم عظيمة وعزيزة انسانية عالية ،لديهم من المشاعر الإنسانية والأحاسيس الإنسانية ما جعلتهم يتألمون حينما يرون الظلم حينما يشاهدون الطغيان ،فلا يقفون مكتوفي الأيدي يتفرجون على الواقع من حولهم، فيشاهدون الظلم ويشاهدون الجريمة ويشاهدون الاستباحة لحياة الناس ويشاهدون الطغاة والمجرمين والظالمين والمفسدين يرتكبون أبشع الجرائم ،لا وهم ذوو عز ذوو إباء ذوو شهامة ،وهم في نفس الوقت لديهم الاحساس أو حس المسئولية الدينية ما بينهم وبين الله بحكم انتمائهم الى هذا الدين الاسلامي العظيم الذي يفرض على منتسبيه والمنتمين إليه ان يكونوا قوامين بالقسط ،أن يكونوا عونا للمظلومين ،وأن يقفوا خصوما للظالمين والمستكبرين، روح العطاء والإيثار والتضحية والصمود والشجاعة والثبات ،كل هذه المعاني والقيم اختزنها الشهداء وتحركوا وهم يحملونها وعبروا من خلال مواقفهم وثباتهم وصمودهم وفي النهاية شهادتهم عبروا بذلك كله عن هذه القيم وجسدوها في أرض الواقع موقفا وعملا وتضحية وعطاءا لا يساويه عطاء في واقع الإنسان.

والشهادة: هي عبارة عن استعداد عال للتضحية يتوج فعلا بتلك التضحية، هذا الجانب له أهميته القصوى في واقع المستضعفين خصوصا ،الطغاة والجائرون والمستكبرون والظالمون والمفسدون في الارض بنزعتهم العدوانية والشريرة ،بحقدهم بكبرهم بطغيانهم بسلوكهم الإجرامي يمارسون بحق الناس السطوة والجبروت والظلم محاولة لاستعباد الناس وتركيع الناس واذلال الناس والتحكم بالناس ،فيما يحقق مصالحهم الجائرة وليس المصالح المشروعة ،إنما المصالح الجائرة فيما يلبي رغباتهم الشريرة ونزعاتهم الطغيانية والاستعلائية ،ويحاولون أن يكبلوا المجتمع بقيود وأغلال الخوف والترهيب ليركع لهم ليستسلم لهم، ليخضع لهم لينحني لهم فيحققون ما يشاؤون ويريدون، لكن حينما يكون المجتمع مجتمعا حرا مجتمعا عزيزا مجتمعا لايزال يتشبث بإنسانيته وبكرامته التي ارداها الله له ،مجتمعا يعيش الإيمان بالله والإيمان باليوم الاخر، والإيمان بالحق والايمان بالعدل ،يمقت الظلم يمقت الظالمين يمقت الفساد لا يقبل بالباطل ،مجتمع كهذا يعيش الاستعداد العالي للتضحية في مقابل أن يعيش كريما حرا عزيزا لا يستعبده أحد من دون الله ،ولا يعبد نفسه إلا لله رب العالمين، هذا المجتمع الذي يعيش هذا المستوى العالي من الاستعداد للتضحية هو الذي يتمكن بتوفيق الله تعالى وبهذه الروحية العالية يتمكن من كسر جبروت الطغاة والظالمين والمفسدين، فيكون فعلا جديرا بأن يعيش حراً وأن تتحقق له الحرية وان لا يستعبده احدا من دون الله سبحانه وتعالى ،فاذاً هذا المستوى العالي من الاستعداد للتضحية ،هو الذي يؤهل الأمه للثبات في مواجهة التحديات والأخطار مهما كانت مهما عظمت ،مهما تكالبت قوى الشر والطغيان بكل اجرامها ووحشيتها ،وبكل ما تملكه من وسائل القتل والتدمير، لا تستطيع ابدا ان تستبعد وتقهر وتذل وتتغلب على مجتمع يحمل هذا الإيمان وهذه الروحية ،وهذا التوجه وهذا الوعي، إن ذلك يمنح المجتمع المؤمن صلابة وثباتا وتحملا ً عاليا في مواجهة التحديات فيحظى حينئذ بمعونه من الله وتوفيق من الله ونصر من الله، وشعبنا اليوم وهو يواجه ما يواجهه من طغيان واستكبار واجرام من قوى الشر المتكالبة عليه وعلى رأسها امريكا واسرائيل ومن يلف لفها ويدور في فلكها من الأعراب وعلى رأسهم النظام السعودي العميل الجائر الذي جعل من نفسه أداة بيد قوى الشر العالمية تضرب به شعوب المنطقة وتخرب به أمن واستقرار المنطقة، شعبنا يحتاج الى ترسيخ هذه الثقافة الى ترسيخ ثقافة الشهادة والاستعداد العالي للتضحية لأنها في نهاية المطاف هي ثقافة البقاء ،هي الثقافة التي تحمي الأمه التي تعتز بها الأمه التي تصمد بها الأمة، ومحنة الأمة محنة الأمة والبشرية في هذا العصر بشكل عام هي محنة كبيرة ،هي نتاج هيمنة قوى الشر والطغيان وعلى رأسها امريكا الشيطان الأكبر ،نتاج الهيمنة والقوة والتمكن لقوى الشر، إنما كان نتاجا لتقصير كبير ،نتاج تقصير على مدى قرون من الزمن انتج في الواقع العالمي انتج هذا الواقع المؤسف انتج قوى شر، تتحكم في واقع البشرية تطغى وتستكبر وتظلم وتمارس الجبروت بحق البشر وتفسد في الأرض ،تعيث في الارض فسادا والله لا يحب المفسدين.

المؤسف في واقع البشرية أن حالة الصراع بين الخير والشر هي حالة واقعية في واقع البشر استمرت منذ وقت مبكر وليست بحالة جديدة ،وإن كانت تتعاظم من حين لآخر نتيجة هيمنة قوى الشر والاستكبار والظالمين ،الصراع بين الخير والشر يتجسد في الصراع ما بين من ينتمي للخير وما بين من ينتمي للشر، وهذه حالة مبكرة في واقع البشر الله سبحانه وتعالى وثقها لنا في القرآن الكريم منذ المرحلة المبكرة والأولى للوجود البشري على الأرض، الإنسان الله سبحانه وتعالى هيئه ومنحه من القابليات والعناصر والامكانيات والقدرات ما يمكن أن يستفيد به في الحق والخير، ويتحرك به في الحق والخير، وما يمكن أن يحركه في اتجاه الشر، ولديه القابلية لأن يتجه اتجاه الخير أو يتجه اتجاه الشر ،ولذلك قال الله سبحانه وتعالى ))ونفس وما سواها فألهما فجورها وتقواها… )) هذا الانسان ملهم للفجور وملهم التقوى،(( وهديناه النجدين…)) ألهمه الله وعرفه في وجدانه وضميره الفجور والتقوى ،يميز ويدرك ولديه القابلية لان يتجه هذا الاتجاه أو ذاك الاتجاه، ثم في واقع الحياة مكنه هيأ له ما في السماوات والأرض ،سخر له ما في السموات والأرض ،حمله مسئولية كبيرة في واقع الحياة وقال سبحانه وتعالى ((قد افلح من زكاها ،وقد خاب من دساها)) منذ الوجود البشري الأول والقرآن الكريم يحكي لنا بداية هذا الصراع ،وبواعث هذا الصراع وكيف أن نزعة الشر ونزعة الطغيان ونزعة الفجور كانت سببا كبيرا للمشاكل في واقع الحياة، فقال سبحانه وتعالى: ((واتلوا عليهم نبـأ ابني ءادم بالحق ))لاحظوا منذ بداية الوجود البشري بدأت هذه المشاكل في واقع البشر ((واتلوا عليهم نبـأ ابني آدم بالحق إذ قربا قرباناً فَتُقُبِّل من أحدهما ولم يُتَقَبَّل من الآخر)) قربا قرباناً إلى الله، كلٌ منهما قرب قربانه فالله سبحانه وتعالى تقبل من أحدهما ولكنه لم يتقبل قربان الآخر لسببٍ من الآخر نفسه، قال لأقتلنك، فوراً اتجه بعدائية وبنزعة شر وبنزعة حقد وبنزعة حسد إلى من؟! إلى أخيه.. إلى أخيه.. ليوجه له هذا التهديد وهذا الوعيد، قال لأقتلنك، هو لم يفعل به شيئاً ولم يعتد عليه ولم يظلمه ولم يستفزه ولم يصدر من جانبه أي شيءٍ ضده، لكنه حمل تجاه أخيه وهو أخاه، حمل تجاه وهو أخوه كل هذا الحقد وكل هذه الحالة العدائية الشديدة وتوجه إليه بالوعيد بالقتل، قال إنما يتقبل الله من المتقين ليست مشكلتك عندي مشكلتك عند نفسك مشكلتك خلل في التقوى أنت لست متقياً لله فلذلك الله لن يتقبل منك قربانك فلست أنا مشكلتك حتى تسعى إلى قتلي وإلى التخلص مني، هذا الآخر الذي تقبل الله قربانه هو من المتقين يحمل إرادة الخير ويحمل نفسيةً زكيةً سلميةً مِلؤها المحبة وملؤها الخير لإن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسطٍ يدي إليك لأقتلك أنا لا أحمل تجاهك إرادة الشر ولا إرادة العداء ولا أريد أن أعتدي عليك إني أخاف الله رب العالمين لأنه هكذا الإيمان الحقيقي الصادق هو يجعل عند الإنسان حالة من الانضباط والتقوى فلا يحمل الروح العدائية تجاه الآخرين بغير حق، إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين، لاحظوا في كل ما يحمله هذا من الخير من إرادة الخير وفي كل ما يقدمه من الموعظة الحسنة من التذكير لأخية بخطورة أن يقدم على مثل هذا الفعل هو لم يُستَفز فيواجه كلام أخيه بكلامٍ قاسٍ ويقابله أيضاً بالتهديد والوعيد ويقول كلّا.. ما دُمت وجهت إلي هذا الكلام تفضل فيبادر إلى مهاجمته والاعتداء عليه لا هو قال أنا لا أحمل تجاهك نزعة الشر ولا العداء ولا أريد أن أقتلك وأنا أخاف الله رب العالمين ومشكلتك هي لديك أنت ليست عندي أنا حتى تتخلص مني وإذا أقدمت على فعل كهذا فهو خطرا عليك سيضيف لك …آثاماً إلى آثامك، آثامك الماضية التي حالت بينك وبين أن يتقبل الله منك قربانك آثما إضافية آثام قتلي والاعتداء علي كجرم كبير خطير عاقبته النار، لاحظوا موعظة مهمة بليغة نبهه على خطورة هذا الفعل أنه ظلم جزاءه جهنم جزاءه عقاب الله سبحانه وتعالى، فماذا كانت النتيجة؟! فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فاصبح من الخاسرين مع كل ما يتسم به أخوه ويتصف به أخوه من إرادة الخير من طيب الكلام من نصح القول من التعامل الإيجابي من هذه الروحية الإيجابية لم ينفع ذلك فيه وما قدمه إليه من التذكير والتحذير من عاقبة ما يمكن أن يترتب ما سيترتب على جريمته إن هو قتله، مع كل ذلك سهلت ويسرت وهوَّنَت له نفسه الاقدام على هذه الجريمة فقتله فأصبح من الخاسرين، وهكذا استمر هذا المسار في واقع البشر أن في واقع البشر من يحملون هكذا نزعة عدائية من لديهم كل هذا الشر وكل هذا الحقد وكل هذه الأنانية وكل هذا الاستهتار بالإقدام على جريمة كهذه الجريمة على استهداف حياة الناس والاستهتار بحياة الناس واللامبالاة تجاه ما يفعلون بالناس وما يقدمون عليه مهما كان بشعا واجراميا وبدون حق وبدون مبرر ولذلك قال الله سبحانه وتعالى عقب ذلك مباشرة ((من أجْل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً)) يعني ليست مسألة سهلة بنو إسرائيل كانوا نموذج من النماذج البشرية الكثيرة في حالة الإجرام الاستهتار بحياة الناس الاستبساط لقتل الناس وسفك دمائهم وإزهاق أرواحهم فوجه الله لهم هذا التحذير وغلظ عليهم هذه الجريمة فجعلها بهذا المستوى من قتل نفساً بغير نفسٍ أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا تصبح جريمته بهذا المستوى وكأنه قتل البشرية جميعاً وتصوروا يعني عندما ننظر إلى قاتل إلى أنه مثلاً قتل ألف شخص بغير حق أو قتل ألفين شخص بغير حق أو نقول قتل مثلاً عشرة آلاف امرأة وطفل كيف ستكون نظرتنا إليه أو عشرين ألف أو مليون طفل مثلاً كيف ستكون نظرتنا إليه أنه غاية في الاجرام في الحقد في التوحش في التجرد من الإنسانية لكن فكأنما قتل الناس جميعا الناس بكلهم أضاف إلى ذلك مع التعميم بأل الناس أضاف اليه عبارة جميعا فكأنما قتل الناس جميعا ،ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا، ولهذا نلحظ في توجيهات الله سبحانه وتعالى في هديه في كتبه مع رسله ومع انبياءه، هناك سعي كبير في تذكير الإنسان في ترشيد الإنسان ليدرك خطورة جريمة القتل ،الاستهتار بحياة الناس التعدي على الناس وسوء ذلك وما يترتب على ذلك ،وآثار ذلك في واقع الحياة ،((ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ))،فعلت مساعي الحفاظ على حياة الناس بشكل صحيح بحق، لها هذا الفضل لهذا الأجر، لهذا القدر والمستوى من القيمة فكأنما أحيا الناس جميعا، ((ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون )) لم ينفع ذلك في بني إسرائيل، اذاً فمع الجهد الكبير من تغليظ الجريمة من التنبيه على خطورتها، من الوعيد عليها بالنار وبعذاب الله وبسخط الله وبمقت الله ذلك لم ينفع في كثير من البشر، يعني في واقع البشر من لا ينفع معهم أن تتعاطى بإيجابية ابن آدم الذي واجه وعيد أخيه وتهديد أخيه وقسوة أخيه ،واجهه بطيب الكلام بالإيجابية التامة ،باللطف من القول بالنصح والتذكير، ومن لا ينفع معهم الوعيد الإلهي بجهنم حتى وبالنار والعذاب العظيم ،ومن لا ينفع معهم تغليظ الجريمة وتقبيحها فكأنما قتل الناس جميعا، من لا ينفع معهم كل ذلك لا عظة لا موعظة لا أن تتعاطى بإيجابية، لا أن تتودد ،لا أن تكون على أرقى مستوى من الانصاف والتفاهم، من لا ينفع معهم كل ذلك مهما كنت إيجابياً مهما كنت منصفاً مهما كنت ودياً مهما كنت طيباً مهما كنت محسناً مهما كنت ناصحاً مهما كنت عادلاً ،إنما يزداد قسوة وجرأة على استهدافك ولذلك بعد ذلك مباشرة ماذا يقول الله سبحانه وتعالى :

(إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض…)، تقول له يا أخي أنا شريكك في الإنسانية وأنا أخوك في الإسلام تعال لنتفاهم لنتحاور لنحل أي مشاكل بيننا بالحوار والتفاهم على اساس من العدل على اساس من الانصاف يجيب عليك بأفتك انواع الاسلحة ليقتل قدر ما استطاع من اطفال ونساء وكبار وصغار؛ أي وحشية هذه أي اجرام ، هذه النزعة الشريرة هذا الحقد الفظيع هذا الاجرام والتوحش لا يمكن ابدا في واقع البشر أن يواجه إلا بهذه اللغة لغة التصدي لغة المواجهة هي التي يمكن ان تحد منه هي التي يمكن ان تقي البشرية منه قدر الامكان الى حد كبير الى حد بعيد والا هناك من لو يُتاح له ان يقتل بدون ان يؤاخذ بدون ان يمنع بدون ان يحال بينه وبين ذلك لقتل يوميا بدون تردد ولقتل بدون حدود طول حياته لبقي يقتل الناس بكل استهتار ولا مبالات لبقي يدوس على حياة الناس ويرتكب بحقهم ابشع الجرائم دون مبالات هذا هو الواقع الذي تعيشه البشرية هي الحالة الواقعية ولذلك شرع الله سبحانه وتعالي الجهاد في سبيله وهو الغني الجهاد في سبيل الله ليس معناه حالة دفاع عن الله ان هناك من يشكل خطورة على الله فيطلب الله من عباده ان يدافعوا عنه أو ان هناك من يشكل خطورة على ملك الله أو على سلطانه الله ليس مستضعفا وليس بحاجة لأحد أن يدافع عنه هو المحيي والمميت وهو الخالق وهو المبدئ وهو المعيد وهو القاهر فوق العباد وحياة البشر بيده وتحت سلطانه وقهره حينما يقول هنا “انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله “، ماذا يعني نرى في هذا دلالة عجيبة وعظيمة على عظيم قداسة دين الله على عظيم قداسة دين الله مدى العناية الكبيرة بالبشر بالناس في الدين الاسلامي مكانتهم في الاسلام ان الله يجعل العدوان على عباده الظلم لعبادة التعدي على عباده التخريب لحياة عباده يجعله حرب معه ليعبر بذلك عن مكانة عباده لديه وعن خطورة التخريب لحياتهم التعدي على حياتهم التجاوز بالحق فيهم جعل المسالة بمثابة حرب معه ، هذا عندما يكون لديك مثلا لديّ مكانة عزيزة فأقول من حاربك فهو يحاربني من اعتداء عليك فهو يعمل ضدي بهذه المكانة الكبيرة للبشر عند ربهم للناس لدى الله فحينما يأتي من لديهم نزعة الشر حينما يأتي الأشرار والطغاة والمجرمين بما لديهم من شر وحقد وكبر وتجبر واستهتار بحياة الناس يعتدون يتجاوزون الحرمات والحقوق يفسدون يقتلون يبطشون يتجبرون هذه الحالة يصفها الله سبحانه وتعالي بانها حرب معهم ، ثم يحرك الامة لمواجهتها ويعد من يتحرك هذا التحرك بالنصر ولذلك عقب ذلك مباشرة ” يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون ..” جاهدوا جاهدو مَن جاهدوا أولئك الاشرار الذين إن تركتموهم لم يتركوكم ان سكتم عنهم لم يسكتوا عنكم الذين هم معتدون- معتدون حتى لولم تتكلموا معهم حتى لو لم تشكلوا عليهم أي خطورة حتى لو لم يصدر منكم تجاههم أي شر أي خطر أي ضر لن يتركوكم ، هم خطر على الناس على حياتهم على امنهم على استقرارهم هم يسعون دائما الى استعباد الناس الى التحكم في الناس ثم ليس للإنسان في حياته ولا في ممتلكاته ولا في وجوده أي قيمة لديهم بكل بساطة يستهدف لك قرية اهلة بالسكان فيعمل على ابادة كل سكانها ولا يبالي المسالة لديه طبيعية كما تشرب انت شربة ماء أي حقد أي اجرام أي طغيان ولذلك تأتي هذه اللهجة القوية والشديدة في القرآن للتصدي لكل الاشرار و الطغاة والفاسدين وهذه النزعة نزعة الشر، العدوان، الاجرام لدى فريق من البشر على مر التاريخ ولاحظوا عندما نجد في القران الكريم ونجد في التاريخ ما يحكه الله عن معاناة الانبياء ، الانبياء اهم ارقى الناس اخلاقا اعظم الناس ايمانا وكرامة وحرصا على مصلحة البشرية هم ازكى الناس اهدى الناس ارقى الناس هم يجسدون الكمال الانساني هم يجسدون القيم الفطرية والاهية في واقع الحياة الانبياء بكل عظمتهم بكل كرامتهم بكل ما هم عليه ويتصفون به من الخير والهدى والزكى وارادة الخير للناس كان لهم اعداء وكان الكثير منهم يقتل ولذلك نجد الله سبحانه وتعالي فيما عا به على بني اسرائيل تجاه انبياهم قال عنهم:” ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ..”،وفي آية اخرى “ويقتلون الأنبياء بغير حق ..”،يعني هناك كثير من الانبياء قتلوا هناك من لم يتحاشى عن قتل نبي من انبياء الله فما بالك أن يتحاشى مِن قتل أي أحد أي آخر أي شخص أي انسان الان لو نهض محمد ابن عبدالله رسول الله وخاتم الأنبياء- صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله-إلى الحياة مجددا واتى الى واقعنا في العالم الاسلامي ومن داخل العالم الاسلامي والله لتحرك الكثير ممن ينتمون للإسلام لقتاله – لقتاله خدمة لمصالح اعدائهم وفيما يرونه مصلحة وهمية وزائفة لهم لأنه بالتأكيد في منهج الحق في الدعوة الى العدل في السعي لإقامة الحق والخير سيرونه معارضا لمصالحهم ومساعيهم لاستعباد الناس ، يقول الله سبحانه وتعالى: ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا…)، ويقول تعالى: (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الأنس والجن…) فهكذا واقع الحياة صراع بين المنتمين للخير وبين المنتمين للشر صراع حتى الأنبياء لم يسلموا كانوا في صراع في مشاكل كان لهم اعداء والكثير من الانبياء استشهدوا وهم في عداد الشهداء يقول ايضا عن بني اسرائيل: (وترى كثير منهم يسارعون في الإثم والعدوان…) يقولوا عن قوى الكفر والشرك والنفاق والطغيان ممن تفرغوا من القيم الانسانية والفطرية (لا يرقبون في مؤمن إلّا ولا ذمة..) ، لا يراعون لا عهود ولا مواثيق ولا قرابات ولا أي اعتبار ابدا و أولئك هم المعتدون ، يعني لديهم النزعة العدوانية اذا كنت في واقع يسهل عليه أن يعتدي عليك يرى أمامه فرصة أو أملا في قهرك والتغلب عليك لن يتردد سيبادر بالعدوان عليك ولذلك كان الحل لواقع المؤمنين ولواقع المستضعفين لواقع الأحرار أن يسعوا لأن يكونوا قوة في مواجهة هذا التحدي وجود في واقع البشر وجود اشرار وجود طغاة وجود مفسدين وجود مستكبرين وجود من لديهم نزعة عدائية وشريرة في استعباد الناس بغير حق وقهرهم واذلالهم والاستهتار بحياتهم وجود من لا يمتلكون الرشد في الحياة وخصوصا حينما يمتلكون القوة والامكانات بدون رشد يمثل خطورة يمثل تحدٍ يستدعي أن يكون في مقابل هذا التحدي قوة تقف بوجه هذا التحدي تحرك يقف بوجه هذا التحدي ، ولذلك نجد من عجيب الحال أن قوى الشر والطغيان من المستوى العالمي ، يعني نأتي اليوم إلى أمريكا مثلا وإسرائيل إلى أذيالها الصغيرة يحاولون أن تنحصر فيهم القدرات والامكانات العسكرية وان يسلبوا كل المستضعفين كل مقومات وقدرات الدفاع عن النفس الدفاع عن الحياة الدفاع عن الحرية الدفاع عن الحرية الدفاع عن الكرامة الدفاع عن الاستقلال فيسعون لاضطهاد كل الشعوب وخصوصا حينما يشاهدونها تنشد الحرية والاستقلال والعزة والكرامة هذه مشكلة لديهم لا يمكن السكوت عليها تريد ان تكون حر ، هذه عندهم كارثة وامر غير مقبول بتاتا تعتبر حين إذن متمردا ويمكن أن يُسوّقوا الكثير والكثير من الصفات والتبريرات لاستهدافك يحاولون أن يكونوا هم وحدهم من يمتلكون القدرات التي يتمكنون بها من الهيمنة والاستبداد والظلم والقهر والطغيان وحين اذا يفعلون بالمستضعفين ما يشاؤون دون أن يجعل المستضعفون من أنفسهم قوة مقتدرة تدافع عن النفس عن الحرية عن الاستقلال عن الكرامة والمشكلة عجيبة جدا لانهم هم قوى الشر قوى الطغيان قوى الاجرام التي من الخطر أن تمتلك هي قدرات كبيرة تضر بالناس تؤذي البشرية تسبب في واقع البشر المشاكل الكثيرة بشرية أمنها واستقرارها هذا ما هو حاصل اليوم ، هؤلاء الذين لا رشد لديهم ولديهم نزعة الشر والعدوان والطغيان بيدهم الان الامكانات والمقدرات نتيجة حكاية طويلة من التقصير والتفريط عبر التاريخ أوصل الواقع الى ما أوصل اليه ولكن هؤلاء الذين لا رشد لديهم نرى كم جلبوا بتلك الامكانيات والقدرات الشر والويلات في واقع البشرية كم جلبوا للبشرية من معانات كبيرة هل امريكا بكل ما لديها من امكانات وهيمنة ونفوذ ومن معها على المستوى العالمي والاقليمي على المستوى الدولي والاقليمي وصول الى النظام السعودي بكل تلك الامكانات والمقدرات الهائلة هل كان نتاج نفوذهم امكاناتهم هيمنتهم قدراتهم امكاناتهم خير في الحياة سلامة للبشرية استقرار في الواقع العالمي ؟ام انهم انما جلبوا الشر والويلات والمصائب والنكد والنكبات الى واقع البشرية بشكل كبير؟ حينما نشاهد مكتوب على الدواء لاحظوا وهو دواء توجيه أو تنبيه على أن يوضع الدواء بعيدا عن متناول الأطفال دواء ، علاج من الأمراض مسكن من الآلام يُكتب عليه أن يوضع بعيدا عن متناول الأطفال لماذا لأن الأطفال لا يزالون ناقصي الرشد أما حينما تجد أولئك الذين لا رشد لديهم ولا حكمة لديهم ولا إنسانية ولا ضمير يصبحون هم من لديهم امكانيات وقدرات كبيرة تمثل حينما توظف بالغلط بالشر بالخطاء بالسوء تمثل شرا على البشرية نكبة للبشرية معاناة للإنسانية نجد هذه فعلا مشكلة كبيرة ، الله يقول : ( ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما …) ما مكنهم الله فيه في الحياة من إمكانات وأموال وثروات هو لخيركم لمصلحتكم لاحتياجاتكم لتبنوا بها حضارة تلبي حاجة الانسانية وتسعد بها الانسانية فالسفهاء هؤلاء الذين لا رشد لديهم حينما يكونون هم من يقدمون انفسهم على أنهم قادة العالم وقادة البشرية والمتحكمين في الواقع البشري ماذا ينتج؟! ماذا يحدث؟! ماذا يحصل؟! هو كل الذين نراه ونشاهده قد ملأ العالم امتلأ ظلما وجورا وطغيانا، هنا لمواجهة واقع كهذا يأتي التوجيه الإلهي بالجهاد في السبيل الله والله غني الجهاد في سبيل الله ليس معناه الدفاع عن الله إنما قتال وتحرك عام في مواجهة أولئك الذين يمثلون شر على الحياة وعلى البشرية وعلى الناس المعتدين المفسدين الاشرار الطغاة لمواجهة شرهم لمواجهة طغيانهم ووفق الطريقة التي رسمها الله سبحانه وتعالي ، (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يُحب المعتدين…) إن الله لا يُحب المعتدين؛ فهو لا يقبل بالعدوان العدوان بغير حق على أحد مهما كان ، ( فمن اعتدا عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدا عليكم …)، ( قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشفي صدور قومٍ مؤمنين…) ، ( ومالكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان….) هكذا يأتي الامر من الله سبحانه وتعالى للمستضعفين أنه اجعلوا من أنفسكم قوة تواجه هذا التحدي تواجه الشر تواجه العدوان تتصدى للظالمين والجائرين والمستكبرين لا تقفوا مكتوفي الأيدي ليقتلوكم ليذلوكم ليقهروكم ليتكبروا عليكم ليستبيحوكم ويستبيحوا حياتكم لا تستسلموا لهم ولا تهنوا لهم ولا تخضعوا لهم ولا تسمحوا لهم باستعبادكم لأن الله أراد لكم الكرامة أراد لكم العزة أراد لكم الحرية أراد لكم أن لا تكونوا عبيدا إلّا له لأنه خالقكم هو ربكم الحقيقي فلا تقبلوا بأحد آخر أن يجعل من نفسه رب لكم وهو عبدٌ حقيرٌ سيءٌ شريرٌ حتى لو استعبدكم إنما يستعبدكم بالطغيان والقهر والإذلال والظلم ، هكذا تأتي التوجيهات الإلاهية ثم ليس على المستضعفين أي لائمة حينما يقاتلون- يقاتلون الأشرار حينما يتصدون للطغاة والمجرمين حينما يقفون في وجه المعتدين والجائرين والمستكبرين ليس عليهم اللائمة بل لهم في ذلك الشرف لهم المجد لهم العزة هذه هي الكرامة بذاتها ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى: ( ولمن انتصر بعد ظلمه…)- مظلوم ظلم اعتدي عليه بغير حق بغير وجه حق فَظُلِم فتحرك منتصرا مواجها يواجه من ظلمه واعتدى عليه وبغى وتكبر عليه وتجبر عليه ( ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل…) ما عليهم من حجه وما عليهم من لائِمه وما عليهم من ذنب هم محقون في موقفهم ذلك تصرفهم هو الصحيح ولذلك قال في آية أخرى في وصف عباده المؤمنين ( والذين إذا أصابهم البغيُ هم ينتصرون …) رجال أعزاء شرفاء لا يقبلون بالإذلال لا يهنون لا يجبنون لا يركعون ولا يستسلمون للأشرار المستهترين بالحياة والمستخفين بالإنسانية والذين ليس للإنسانية لديهم كرامة ولا لوجود البشر عنهم معنى ، إنما السبيل الوم الحجة المسؤولية الائمة على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق عليهم هم كامل المسؤولية لأنه لا شرعية للظلم ولو صدر هناك أي عناوين لتبريره و شرعنته.

أي قرارات أي مواقف، وأي هيئات أن يأتي ما يسمى مجلس أمن، هو مجلس أمن أمريكا، مجلس أمن الدول المستكبرة والظالمة، وليس مجلس أمن المستضعفين، يأتي ليشرعن ظلما وعدوانا، ليشرعن قتل الأطفال والنساء بالآلاف، ليشرعن عدوانا على شعوب وعلى دول، لا يبقى لها لا حق الاستقلال ، تضيع كل العناوين الإنسانية، وتضيع كل القوانين الدولية، دام في المسألة مصالح لأمريكا، ولأذيالها ولأياديها، تضيع كل العناوين والاعتبارات، لا يبقى حقوق إنسان، ولا يبقى أيضا حق الحرية والاستقلال للشعوب، ولا تمنع مسألة التدخل في شؤون الدول الأخرى، كل العناوين تضيع وكل الحواجز تنتهك طالما والمسألة على ذلك.

اللائمة الحقيقية والمسؤولية الكبرى في الدنيا والآخرة على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق، ثم للمقاتلين في سبيل الله في مواجهة الأشرار، والطغاة والجائرين والمعتدين والمستكبرين، والمفسدين في الأرض، المستضعفين حينما يتحركون هكذا كما أراد الله لهم أن يكونوا، من يقتل منهم في هذا السبيل هو شهيد عند الله، أكرمه الله بهذه الكرامة.

والشهادة في سبيل الله ليست مجرد لقب فخري، كل من أصبح لهم قتلى قالوا شهداء، يقتل بعض منتسبي حزب الإصلاح والمنتمين إلى الدواعش، يقتلون جنبا إلى جنب مع المقاتلين من البلاك ووتر الأمريكية، عن يمينه أمريكي، عن يساره إسرائيلي، بجانبه أيضا شخص من هنا أو هناك من شذاذ الآفاق في الموقف الخطأ والباطل، تحت راية أمريكا في موقف تدعمه إسرائيل، ثم يقولون فيه الشهيد فلان ابن فلان، ذاك الذي قتل مع البلاك ووتر، يعتبر بهذا الاسم، شهيد، فلان بن فلان، لا، الشهيد هو الذي يقف موقف الحق، له شرعية الموقف، سلامة المقصد والنية، ليس في موقع الظالم والمتجبر والمعتدي، هذا هو الشهيد، نيته نية سليمة، موقفه موقف مشروع، ومحق، وهكذا نجد أن الشهادة في سبيل الله هي كرامة لكن في موقف الحق، أنت تكون شهيدا حينما تكون وأنت في هذا النهج وفي هذا الطريق، نهج الخضوع لله وحده، الاستسلام لله وحده، ألا يستعبدك أحد من دون الله، أن تقف في وجه من يريدون استعبادك وقهرك وظلمك، والطغيان عليك، والتجبر عليك، والاستكبار عليك، أنت ومن معك من المستضعفين، هنا الشهادة، هنا ترتقي شهيدا، لك مجد وخلود، وشرف دائم، لك هذه المكانة العالية عند الله، فلا يقال عنك أنك في عداد الأموات، لأن الله أراد لك الكرامة، لأنك اخترت الكرامة هنا في الدنيا، فحينما تقتل في خط الكرامة، يأبى الله لك إلا الكرامة، فتنتقل إلى دار الكرامة، وهكذا نجد أيه الأخوة الأعزاء أن هذا الطريق، هذا النهج الذي يحمي الأمة، هو الذي يمكن الأمة من التصدي لجبروت الطغاة والظالمين، والمستكبرين والمفسدين في الأرض، هم لا يبالون بالناس، طالما أمكنهم أن يقتلوا الناس، سيقتلون الناس، ولذلك الخيار الأفضل في واقع كواقعنا هو الحرية، هو العزة هو الصمود، هو الثبات، حتى لو حضي الإنسان بهذا الشرف، هل هناك شيء أكبر من هذا؟ أشرف من هذا، أسمى من هذا ؟ يعني أخطر أو أكبر ما يمكن أن يحدث في هذا الطريق هو الشهادة، الشهادة شرف، ليس شيئا يمكن أن تخشاه أو تتهرب منه، أو في مقابل الهروب منه، تخنع وتخضع وتركع وتستسلم لِأشرار تافهين قد يقتلونك في نهاية المطاف ذليلا مستعبدا، ومقهورا وخانعا، الواقع الذي نعيش فيه ملئ بالفتن والمشاكل والأحداث، المنطقة بكلها تغلي غليانا، مهندس هذه الفتن، هذه المآسي، هذه النكبات بكلها هو الشيطان الأكبر أمريكا وإسرائيل، الآخرون أنظمة كالنظام السعودي، أدوات أخرى كداعش والقاعدة، كلها أدوات، كلهم عبيد لأمريكا، خدم لأمريكا، أدوات قذرة، رضوا لأنفسهم هذا الدور، والشيء العجيب، أنهم يتباهون به، ما أسوأ أن يكون الإنسان في مثل هذا الدور عبدا لأمريكا، خادما لأمريكا، يخدم مصالح إسرائيل، ويرى نفسه وقد أعطي هذا الدور، أنه تفضل لتكون خدام، بيد أمريكا تخدمها في المنطقة، يرى نفسه كبيرا مهما، ذا دور إقليمي وأنه و أنه، ما أسوى وأحقر الإنسان، ما أسوأه أن يرضى لنفسه أن يكون بهذا المستوى، ولأجل ذلك يفعل أي شيء، يتجرد من كل إنسانيته، يرتكب أبشع الجرائم، يقتل الآلاف المؤلفة من النساء والأطفال، يستهدف من ينتسب إلى دينهم، يستهدف المسلمين، يستهدف الشعوب المجاورة له، يلعب دورا شيطانيا إجراميا بشعا قذرا، ثم يرى نفسه ضخما عظيما، مهما، وأنه أصبح له دور، ما هو هذا الدور؟ دور تخريبي دور إجرامي، دور سيء دور قذر، دور مفسد، لا يشرف أي كان أن يجعل لنفسه خادما لأمريكا، مشتغلا لمصلحة إسرائيل، لا والله ولا ذرة من الشرف في ذلك، ولا ذرة من الشرف في ذلك.

في ظل واقع كهذا، هندسة أمريكا وإسرائيل واقع المنطقة، مستفيدة من الإفلاس الأخلاقي والديني لدى البعض، فطوعتهم، وجعلت منهم خداما لها، وأيادي قذرة وإجرامية لها في المنطقة، فيصبح الإنسان بين إحدى ثلاث، إما أن يدخل في صف العبيد لأمريكا والخدم لأمريكا، وأولئك الذين يتحركون لخدمة أمريكا، وقد يقتل في هذا السبيل وقد يخسر في هذا السبيل، وقد يقدم كل شيء في هذا السبيل، يخسر إنسانيته، يخسر دينه، يخسر عروبته، يخسر كل شيء، قيمه إنسانيته، في نهاية المطاف قد يخسر حتى حياته، والكثير يخسرون حياتهم في هذا الطريق، يقتلون في هذا الطريق والعياذ بالله، وما أسوأ ذلك، أو أن تحاول أن تجعل نفسك مجرد محايد، كما يتصور البعض أنه بإمكانه الحياد، يعني إنسان لا أتحمل مسؤولية، ولا أقف في صف أي احد، وأجلس خاضعا مستكبرا، وأنتظر من يسيطر على الأوضاع لأكون معه، وهكذا، ولكن نجد الكثير ممن يسلكون هذا المسلك مع قبح ما هو فيه من تنصل عن المسؤولية، من تجرد للقيم العظيمة التي تجعلك تحس بمسؤوليتك تجاه نفسك وتجاه الآخرين، لكن الكثير ممن يسلكون هذا المسلك أيضا يقتلون، يخسرون، يعانون، المعاناة عمت، عمت لم تستثن أحدا، الأخطار عمت، لم تستثن أحدا، المشاكل عمت لم تستثن أحدا، لو حاول الإنسان أن يحايد سيناله قسطه من الأتعاب والأخطار والمشاكل والمعاناة، والكثير يقتلون أيضا وهم على ذلك، أو أن يكون الانسان في موقف المسؤولية، الموقف الذي تفرضه عليك إنسانيتك إن كنت لا زلت إنسانا، تتمتع بأحاسيسك الإنسانية، ومشاعرك الإنسانية، يفرضه عليك انتماؤك الديني والوطني والأخلاقي إن كنت لا تزال فعلا تحس بهذا الانتماء، وتعيش هذا الانتماء في وجدانك ومبادئك وسلوكك وقيمك وأخلاقك ومواقفك، وهذا هو الخيار الصحيح، الخيار الذي هو مرضاة لله، الخيار المشرف، الخيار المنسجم مع كل تلك القيم الإنسانية والإسلامية والوطنية، هذا هو الخيار الذي فيه العز كل العز، والشرف كل الشرف، فهو الخيار الذي فعلا في نهاية المطاف يصنع للأمة النصر ويصنع للمستضعفين الخلاص، أما خيار الذين يقبلون لأنفسهم بالذل وبالهوان، وبالخنوع والاستكانة، ويبيعون أنفسهم ويعبدون أنفسهم للطاغوت فهو الخيار الخاسر، الخيار الخاسر على كل الاعتبارات، وعلى كل المستويات، ولذلك نقول أن شهداءنا فخر لنا، فخر لنا بكل ما تعنيه الكلمة، لأنهم جسدوا انتماءهم الإنساني والإسلامي والوطني، وموقف أسرهم موقف مشرف، هو محط فخر واعتزاز، نرى الكثير من المقابلات مع أسر الشهداء ونرى ما هم عليه من العظمة، من الثبات من الشموخ، مواقف فعلا مواقف يقشعر لها جسد الإنسان إجلالا وتعظيما، كم هم كبار وكم هم عظماء أسر الشهداء، بثباتهم بعظمتهم، بعطائهم بصبرهم، بشموخهم، ومواقف هؤلاء المستضعفين، الذين اختاروا لأنفسهم خط الحرية، ومنهاج الكرامة، هو الخيار المشرف والخيار الصحيح، والاتجاه المنجي، ولذلك واجبنا ونحن نعيش هذه الذكرى، أن نسعى لتعزيز روح الاستعداد العالي للتضحية، والاصرار على الحياة الكريمة، أو الشهادة بكرامة، الحياة في هذه الحياة بكرامة أو الشهادة بكرامة، في مواجهة الاستعباد.

ونحن في هذا السياق ونحن نرى في واقعنا ونحن نواجه الطغيان والعدوان الأمريكي الاسرائيلي السعودي، نرى كل الاحرار والشرفاء، من كل فئات الشعب من الرجال والنساء، من النخب العلمية، الجيش واللجان الشعبية، الشرفاء والاحرار هم بحمد الله كثير من كل الفئات، من علماء، والإعلاميين والأكاديميين، كل الاحرار نراهم فعلا وقد تألقوا بهذا الشرف، رجال أحرار شرفاء وحرائر شريفات عزيزات شامخات، ثابتات، صامدات مؤمنات، الكل يعيش هذه الروحية من الاستعداد العالي، للتضحية والصمود، هذا ما يجب أن نعززه وهذا ما يرقى بنا دائما لتحمل كل الاخطار، ومواجهة كل التحديات، وعاقبة الصمود والثبات، والتضحية هي النصر، هذا وعد الله للمستضعفين، المستضعفين الذين عبدوا أنفسهم لله وحده، ولن يقبلوا بأن يستعبدهم المستكبرون والظالمون ولا الطغاة والأشرار، المستضعفون الذين ساروا في خط الله، خط الكرامة خط العزة، الحرية، المستضعفين الذين استجابوا لله تعالى فوقفوا في وجه الظلم والجور والطغيان والاستكبار، المستضعفين هؤلاء قال الله لهم: (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)، ما علينا إلا مواصلة هذا الطريق، وإلا تعزيز هذا المبدأ وهذه القناعة، ما علينا إلا الصمود والثبات، والاستعانة بالله والتوكل عليه، والحذر من التقصير والتفريط، هذا ما علينا أن نحذره، أن نحذر من التقصير والتفريط.

وأن نسعى في مواجهة مؤامرات الأعداء ما دام العدوان مستمرا خيارنا الإنساني الفطري الديني الوطني المسؤول هو الثبات، هو الصمود هو المواجهة، ما دام العدوان مستمرا فنحن بإذن الله تعالى، بتوكلنا على الله، إنما يزيدنا، ما زاد طغيانهم إنما يزيدنا ثباتا، وقد تجلى بفضل هذه الأحداث، ما عليه أولئك من سوء، أولئك الأشرار، أمريكا أقول لكل الفئات في بلدنا، وعلى رأسها وفي مقدمتها الأحزاب السياسية التي تنظر بإيجابية إلى الواقع الغربي، وترى فيه نموذجا سياسيا ممتازا للدولة الحديثة، والدولة المدنية، ولمنظمات المجتمع المدني، التي تنظر بعضها بإعجاب إلى الغرب، وإلى أمريكا، هذه هي أمريكا، أمريكا رأيتموها في كل تلك القنابل والصواريخ، التي قتلت الآلاف المؤلفة من الأطفال والنساء، أمريكا رأيتموها في قصف المدن، في قصف القرى، ورأيتموها في قصف الآثار، ورأيتموها في استهداف المساجد في استهداف الأسواق، في استهداف الإنسان وكل ما يمت لهذا الانسان، أمريكا في حقوق الإنسان في الحرية، في الديمقراطية رأيتموها تدعم أسوأ نظام مستبد في المنطقة، ليكون هو وصيها ويدها الإجرامية عليكم، أرادوا من السعودية النظام المستبد الذي لا يعرف معنى، لا لديمقراطية ولا لحرية، ولا لدولة مدنية ولا لأي من هذه المسميات، أن يكون هو مأمورها الآمر على الشعب اليمني، هذه هي الحقيقة، أمريكا رأيتموها طغيانا وإجراما، في أشلاء أطفالكم، في أشلاء نسائكم، في خراب بيوتكم ومدنكم وقراكم يا شعبنا، هذه أمريكا وإسرائيل، وهذا هو الدين الوهابي الذي لا يمت للدين الإسلامي بصلة، رأيناه وحشية لا تعرف معنى للإنسانية، ولا شفقة ولا رحمة، لا بكبير ولا بصغير ولا بطفل ولا بامرأة، هذه هي الوصاية السعودية التي رأيناها تستهدف شعبنا لتجويعه، وإفقاره على ما هو عليه من فقر ومعاناة، هذا الطغيان الذي نراه متمثلا بأمريكا وإسرائيل، وبالحضارة الغربية التي لا تعرف معنى للإنسانية، وحقوق الإنسان، وفي عملائها في المنطقة من القوى التي تطبع نفسها طابعا دينيا مثل القاعدة وداعش وهي، وهي بريئة من الإسلام ودينه ومبادئه وأخلاقه، والنظام السعودي الذي يقدم نفسه، نظاما متدينا، ثم هو يقدم تحت عناوينه الدينية، محتوى ومضمونا، كله إجرام كله طغيان، كله كبر كله تسلط، كله اضطهاد لعباد الله المستضعفين، فخيارنا يا شعبنا لعزيز، في هذه الذكرى العزيزة هو الصمود هو الثبات، هو التحرك الجاد والحذر من التقصير، الحذر من التواني في كل الجبهات.

يجب على الجميع بعد كل هذا المدى الطويل من العدوان، ونحن نقترب من تمام العام أن يراجع الجميع أنفسهم، وأن يحذروا التقصير، أي مقصر يقصر، تقصيره خطر عليه أمام الله، مسؤوليتنا جميعا أن نسعى لزيادة مجهودنا في التصدي لهذا العدوان، ما دام قائما ومستمرا، ومسؤولية الجميع، دولة، مؤسسات دولة وما تبقى منها، ومجتمعا ، مسؤوليتنا جميعا، مسؤوليتنا كبيرة، تجاه أسر الشهداء، تجاه أسر الشهداء، حقهم علينا أن نتعاطى معهم مثل أسرنا، تماما – تماما، ألا يجوعوا ونشبع، ألا تلحقهم المعاناة فلا يجدوا من يمد إليهم يد المحبة والإخاء والرحمة، والكفالة والتعاون، مسؤوليتنا جميعا، وهذه قيمنا كيمنيين، قيم الكرم، قيم العطاء، قيم الإحسان، قيم المروءة ، قيم التعاون، أن نحافظ عليها وأن نسعى كذلك لمواجهة الاستقطاب القذر والسيء، النظام السعودي وأسياده الأمريكيون، هم يحرصون على اختراق الجبهة الداخلية من خلال استقطاب البعض ممن يجتمع لهم الفقر والكفر، الفقر والخسة والدناءة، ممن في مقابل الحصول على مال قد يتآمر على وطنه وعلى شعبه وعلى دينه وعلى أمته، فيحاولون أن يستقطبوا البعض، ليعطوهم المال، ويدفعوا بهم إلى قتال شعبهم، والعدوان والمساهمة في العدوان، على بلدهم.

أن نسعى بكل جهدنا، وجاهات اجتماعية، مشائخ، كل ذوي العلاقات والتأثير لمواجهة حالة الاستقطاب هذه، ونصحي من قد تورط، أو قد استقطب، وقد ضعف وعيه، ضعف ثباته، ضعفت هويته، وضعف انتماؤه، فتورط وانزلق إلى صف العدوان ليعود، إلى وطنه، إلى بلده، إلى شعبه، ليعود إلى الحق، ولا يسمح لنفسه أن يستمر في خدمة الغزاة المحتلين لبلده، ألا يستمر في خط الخيانة، الواجب هو النصح، والتذكير لمن اتجه ذلك الاتجاه، وانزلق ذلك المنزلق الخطير والسيء، ونصيحتنا للنظام السعودي، والقوى العميلة لأمريكا وإسرائيل أن يراجعوا أنفسهم، والله إنهم خاسرون، خدماتهم لأمريكا وخدماتهم لإسرائيل، المكشوفة والمفضوحة ليست لمصلحتهم في نهاية المطاف، في نهاية المطاف أنتم ستخسرون، والمعاناة التي ألحقتموها بشعوب المنطقة، والنكبات التي سعيتم إلى إلحاقها بالناس، في نهاية المطاف، ستحل بكم عقابا من الله سبحانه وتعالى، ولن يكون أولئك أوفياء معكم، قد يكونون هم من يتآمر عليكم في مقابل كل ما قد قدمتم من خدمات، في مرحلة من المراحل قد يرون أن من مصلحتهم أن يتآمروا عليكم، وأن يضربوكم وأن يتخلصوا منكم، لا وفاء لديهم مع أحد، هناك تجارب لغيركم، يمكنكم أن تستفيدوا منها وأن تتعظوا بها، هناك من قد خدم أمريكا بقدر ما خدمتموها، قاتل في سبيلها فعل لها الكثير والكثير، يوما من الأيام رأت أن في مصلحتها ضربه أو في الخلاص منه، لم تتردد في ذلك، أنتم لستم ببعيد عن ذلك، راجعوا أنفسكم راجعوا هويتكم، إن كنتم لا زالت لديكم ارتباط بهذه الهوية، وأتوجه إلى شعبنا اليمني العزيز بالثبات والصمود والتعاون والتكاتف، وتعاونوا على البر والتقوى، وبالاستعانة والتوكل على الله سبحانه وتعالى ، وبالاستمرار في مواجهة هذا العدوان، ما دام مستمرا وقائما.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينصر شعبنا المظلوم وأن يشفي جرحانا وأن يرحم شهداءنا الأبرار.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛؛؛

*سبأ

قد يعجبك ايضا