قراءة في محاضرات الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه): وسائل الصراع مع العدو وطرق المواجهة

 

قراءة في محاضرات الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه):

وسائل الصراع مع العدو وطرق المواجهة

 

مقدمة

كان الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) منذ باكورة انطلاقته الثقافية يحاول ترسيخ الوعي بطبيعة الصراع مع أعداء الأمة وفي المقدمة أمريكا وإسرائيل ولم يكن ما يطرحه مجرد تحليلات سياسية أو وجهات نظر خاصة بل كانت تحليلات نابعة من رؤية وتشخيص قرآني لطبيعة العدو ونفسيته وعداوته الشديدة للعرب والمسلمين مع ما يتمتع به من مكر ودهاء شديد ونفسية مليئة بالخبث وحب الفساد وقدرة عالية على لبس الحق بالباطل وبراعة رهيبة في نشر الضلال ومسخ النفوس وحب الهيمنة والسيطرة..

كان يدرك جيداً أن الهيمنة الأمريكية في ظل الوضعية العربية الراهنة ستزداد عتواً وجبروتاً مع تنويع الوسائل والأشكال والأساليب في استهداف الأمة وإن المساعي الاستعمارية الامريكية لن تتوقف عند السيطرة على موقعنا الحيوي ونهب ثرواتنا بل ستمتد إلى ما هو أخطر من ذلك إلى ضرب نفسياتنا و تقويض هويتنا وقيمنا ومبادئنا .. كان يرى أن أمريكا واليهود بالذات يدركون الأهمية الاستراتيجية للموقع الحيوي الذي تتمتع به منطقتنا العربية والإسلامية وأن من يهيمن عليها سيهيمن على العالم وبالفعل فقد حولت أمريكا المنطقة  إلى قاعدة عسكرية لها تتحكم من خلالها على كل مفاصل السياسة الدولية ورأت في الأنظمة العربية الخائنة خير معين على ذلك وتحولت إلى جنود مجندة في خدمة أمريكا وضد أبناء أمتهم وضد شعوبهم، فلم يعد أمام أمريكا سوى تقويض هوية الأمة وسلخ الشعوب العربية والإسلامية من روح الإسلام وقيمه العظيمة والقضاء على إرادة الأحرار التي يشكل خط الدفاع الصلب الأخير في وجه الهيمنة الأمريكية  ليسهل تحويلنا إلى مسوخ بشرية سهلة الانقياد طيعة تتقبل ما يريده لها أعداؤها وهو فعلاً ما أصبحنا نلمسه ونراه اليوم في مساعي تطويع الأمة لليهود وللكيان الصهيوني من خلال عناوين التطبيع والتعاون التجاري وترويض الشعوب على تقبل الهيمنة الصهيونية مقابل تناسى قضاياها وفي المقدمة قضية فلسطين فلم يعد العدو هو الكيان الصهيوني فقد أصبح هناك عدو وهمي ركزه لها الامريكيون يتمثل في الشعب الإيراني المسلم.. أما الشعوب التي ترفض فليس أمامها سوى القذف بهافي أتون الحروب والأزمات التي تحبكها الأنامل الأمريكية والصهيونية كما يحدث في اليمن وفي سوريا والعراق ولبنان..

في هذا التقرير سنقف مع الشهيد القائد وهو يوضح لنا قبل سنوات اساليب الخداع الأمريكي وعناصر قوة الأمة في مواجهة الهيمنة الأمريكية:

 

أولاً: وسائل الأعداء وأساليبهم في استهداف الأمة    

يقدمون أنفسهم عبارة عن محررين

في محاضرة [ٍ الدرس الثامن عشر من دروس رمضان] يطرح السيد حسين التلاعب الأمريكي بالأنظمة العربية وكيف يحركونها عكس التيار ثم ينقلبون عليها ويقدمون أنفسهم كمخلصين ومحررين يقول: ((الأمريكيون يقدمون أنفسهم عبارة عن محررين وأنهم يزيحون الظلم ويزيحون الطغيان ويزيحون الجبروت، ما هكذا يعملون؟ فيحاولون أن يشغلوا الناس بأنه هكذا الدين؟ وكل حاكم من حكامكم الذين أنتم تكرهونهم وهم يظلمونكم وهم كذا، دينكم يأمركم بأن تطيعوهم، من أجل أن تقبل الأمريكي وتكفر بدينك أنت عندما يقدم لك دينك بأنه يأمرك بطاعة إنسان أنت تعتبره ظالما ويظلمك، والأمريكي يقدم نفسه لك عبارة عن محرر لك من الظلم والطغيان، كيف سيكون موقفك أنت؟ ألست ستعتبر الأمريكي وستعتبر الأطروحات الأمريكية أفضل من الإسلام؟!)).

إذاً فهذه عملية تشويه من جانب اليهود أنفسهم من جانب الأمريكيين ليشوهوا الدين حتى يرى الناس أن الأمريكيين أفضل، ومن يتأمل القضية واضحة، أليسوا يقدمون تحريراً، إزالة الأنظمة الطاغوتية؟ ما هكذا يقولون؟ ويقدمون لك منطقا آخر [أطع الحاكم وإن قصم ظهرك وإن.. وإن..] إلى آخره، هل هذا مقبول ديمقراطياً؟ ليس مقبولاً ديمقراطياً، معلوم أنه ليس مقبولاً في الديمقراطية فهل يقبل في دين الله؟ إذا كان البشر أنفسهم لا يقبلون هم أن يشرعوا هذا الشيء، فيأتي نظام يوجب على الشعب أن يطيعه وإن قصم ظهره وإن أخذ ماله، فكيف نجيزه على الله؟! لا يوجد في أي نظام يجيز هذا ويقول للناس: أن عليهم أن يؤمنوا ويسمعوا ويطيعوا، وإن كان تعامله على هذا النحو، أعني: أن البشر أنفسهم يترفعون عن هذه في أنظمتهم في تقنينهم، أما من كذبوا على الله فيجيزون ذلك على الله سبحانه وتعالى، ولهذا قال في آية سابقاً: {انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْماً مُبِيناً}(النساء:50).

صناعة المبررات

في أكثر من محاضرة يؤكد السيد حسين على أن الأمريكيين يعملون على صناعة المبررات بل ويتمحلونها ويتعبون في حبك القصص التمثيلية لتكون مقبولة ومما قاله في محاضرة [الصرخة في وجه المستكبرين]: ((إذاً ربما شاهدتم ما يُدبر ضد حزب الله، وفعلاً هذا هدف رئيسي من وراء كل ذلك التمثيل، قصة أسامة, التمثيلية التي كان بطلها أسامة وطالبان، فلا أسامة ولا طالبان هم المستهدَفون، ولا ذلك الحدث الذي حصل في نيويورك هو الذي حرك أمريكا، من يدري, من يدري أن المخابرات الأمريكية قد تكون هي من دبرت ذلك الحدث؛ لتصنع المبررات, وتهيئ الأجواء لتضرب من يشكلون خطورة حقيقية عليها، وهم الشيعة، هم الشيعة.

اليهود يعرفون بأن السنِّية لن يشكلوا أي خطر عليهم، ونحن رأينا فعلاً, رأينا فعلاً ما يشهد بأنهم فعلاً ينظرون هذه النظرة. أليس زعماء العالم الإسلامي اليوم سنيّة؟. أليسوا سنيّة؟ كلهم ربما واحد منهم (خاتمي) شيعي. هؤلاء هم ماذا عملوا في هذا العالم؟ أليسوا هم من وافق، من سارع إلى التصديق على أن تكون أمريكا هي من يقود التحالف العالمي ضد ما يسمى بالإرهاب؟ ومن هو الذي يقود التحالف العالمي؟ أمريكا، أمريكا هم اليهود، وأمريكا هي إسرائيل، اليهود هم الذين يحركون أمريكا ويحركون إسرائيل، ويحركون بريطانيا, ومعظم الدول الكبرى، اليهود هم الذين يحركونها)).

 

محاربة اللغة العربية لصالح اللغة الإنجليزية

في محاضرة [الثقافة القرآنية] يتناول الشهيد القائد رؤية العدو للقرآن الكريم وللغة العربية وكيف يعملون على فصل الناس عن القرآن وعن لغته العربية لصالح ترويج الانجليزية يقول: ((حرب شعواء ضد اللغة العربية؛ لأنها لغة القرآن الكريم، وأن الله سبحانه وتعالى قال: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ}(الشعراء195) {قُرْآناً عَرَبِيّاً}(يوسف2) وغيرها من الآيات تحدثت عن القرآن أنه عربي، باللغة العربية، بلسان العرب

 

هناك فنون أخرى – كما قلت – لا يتعرضون لها، يرونها أنها تساعد في خلق فرقة في أوساط الناس، وتعدد في أقوالهم، واختلاف في وجهات أنظارهم، وتخلق لدى كل شخص منهم مشاعر انفرادية، استقلالية؛ فيظل لوحده، يدور حول نفسه، لا يفكر في أن يذوب في الآخرين، فيكون مجسداً لقوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ}(التوبة71).

حاولوا مع ذلك لما وجدوا أن هذه الفنون بعضها تخدم، تخدم أهدافهم، تفرق، تمزق الصف الواحد، أضافوا شيئا آخر: حرية الرأي والرأي الآخر، حرية الاعتقاد، حرية الكلمة، حرية الصحافة، حرية، حرية!.

ما هذا الذي نزل في الساحة؟ من أين جاء هذا؟ ألم يأت من عند الأمريكيين؟ من عند أعداء الإسلام والمسلمين؟ هل قدموا هذا حرصاً منهم علينا، أو رحمة منهم بنا، هم يسهرون علينا، يسهرون نومهم من أجلنا؟! لا، هم كانوا في الماضي يُعدّون هذه الأمة للحظة التي يمكن أن ينقضوا عليها.

 

 

تغيير ثقافة الأمة وبناء جيل يتولاهم

 

في محاضرة [ آيات من سورة الكهف] يواصل الشهيد القائد كشف الأساليب الأمريكية في استهداف الأمة وتغيير ثقافتها ومسخ هويتها في مساعيهم للهيمنة المطلقة عليها يقول:  ((الأمريكيون متجهون لتغيير ثقافة الأمة هذه؛ ليبنوا جيلاً يتولاهم، يحبهم، يجلهم، يمكنهم من الهيمنة عليه، بدل من أن يكونوا أولياء لله، ومحبين لله، وأن يمكنوا كتاب الله من أن يحكم عليهم. يكون البديل هم اليهود، فهم يريدون هذه، يريدون الاحتلال لأفكارنا، لنفوسنا، لبلادنا، لقيمنا، لكل ما يربطنا بديننا.

هم يريدون هذه، وإلا لما اتجهوا إلى المدارس الحكومية التي لا تخرج مناهجها ولا ملتزمين، التزام ببعض الأشياء، ما هذا معروف؟ أم أنه ليس معروفاً؟ تحدثوا في أوساط الناس نحن نقول: إذا كنا أذكياء نعرف كيف نعمل سننجح أمام أي قضية ينزلها الأمريكيون)).

نشر الفساد الأخلاقي وسلخ الأمة عن دينها وقيمها

يؤكد السيد حسين أن الاعداء يدركون جيداً قيمة الدين الإسلامي ويعملون منذ زمن طويل على محاربته وسلخ المسلمين عن قيمه ومبادئه ولأنهم لا يستطيعون ضرب الدين في ذاته وإنما ضربه في نفوسنا وفي واقع حياتنا فلا يبقى له أثر

يقول (رضوان الله عليه ) في محاضرة [الإسلام وثقافة الإتباع]: ((الأعداء أنفسهم يعرفون عظمته فيتجهون أساساً لمحاولة ضربه هو، وهل يستطيعون أن يضربوه هو؟ لا، يضربوه في أنفسنا، يضربوه في واقع حياتنا، عندما نكون بسهولة قابلين لأن نتخلى عنه، نبتعد عنه، نبتعد من طريقهم وهم يتجهون إلينا، نفسح المجال لهم يفسدون كيفما يشاءون، يعيثون في الأرض فساداً.

لهذا نلاحظ دائما أنهم لو كانوا يعلمون أن هذا الدين ليست عزتنا متوقفة عليه، ولا قوتنا مرتبطة به، هو لا يمثل قوة لنا، وأنه لا يمثل عزة لنا، ولا علاقة له بوحدتنا، لما بذلوا دولاراً واحداً في سبيل محاربته، لاتجهوا إلينا شخصياً يحاربوننا بأي طريقة، تصفيات جسدية، محاربة شخصية هكذا، كما هو معروف في الصراع، لكنهم يعلمون على الرغم من أنهم يمتلكون أسلحة فتاكة، أسلحة متطورة، أن هذه الأسلحة لو توجه إلى مسلمين، ملتزمين بإسلامهم، يتحركون على أساس توجيهاته، وهديه، فإنهم سيكونون مهزومين أمامهم، مهما كانت قوتهم.

لذلك يسعون أولاً إلى نشر الفساد الأخلاقي، الفساد الثقافي، نشر ما يخلق فرقة في أوساط الناس، ما يبعدهم عن دينهم، ما يشككهم في مبادئه، ما يشككهم في كتابه، في نبيه، هكذا، هكذا حتى يهيئونا لأن يضربونا بسهولة، ومتى ما ضربونا نكون قابلين لأن نهزم، قابلين لأن نهزم أمامهم؛ لهذا تجد أن الإسلام هو الدين الوحيد في هذه المعمورة الذي يحاربه الأعداء من اليهود والنصارى.

هناك ديانات قائمة لماذا لا يحاربونها؟ وثنية ما تزال قائمة يشجعونها، البوذية ما تزال قائمة، ديانات أخرى ما تزال قائمة لا يوجهون حربهم إليها بل يشجعون أصحابها، بل يشجعون أصحابها على أن يبقوا على ما هم عليه، إلا الإسلام، إلا الإسلام.

 

سياسة التطويع

يرى الشهيد القائد أن من الوسائل المتبعة لدى اليهود النصارى هي سياسة التطويع يقول في محاضرة [سورة آل عمران ـ الدرس الأول] حول الآية الكريمة:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} ما هذه حالة رهيبة؟ يقلب الأمة, يقلب الناس من إيمان إلى كفر، ولن يكون فقط أنه مجرد التضليل الذي يصل بك إلى درجة الكفر من حيث لا تشعر، أو التضليل الذي يأتي من قبلهم وأنت لا تشعر أنه من قبلهم ولو شعرت أنه من قِبَلهم لتمردت عليه. لا.

هم يستطيعون أن يصلوا بالأمة إلى درجة أن تلمس أن هذا هو من قِبَلهم هم اليهود، وستنطلق في طاعتهم، هم يستطيعون أن يصلوا بالأمة إلى أن تطيعهم هم، وهم بكامل مشاعرهم يعرفون أن هذا من قِبَل اليهود، أو أن هذا يهودي ويطيعونهم؛ ولهذا جاء بالضمير {إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً} تطيعوا فريقاً {مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}.

 

ثانياً: عناصر قوة الأمة في مواجهة اليهود والنصارى

أما عن عناصر قوة الأمة في مواجهة أعدائها من اليهود والنصارى فقد قدم الشهيد القائد الكثير الكثير من المعالجات والحلول أهمها العودة الصادقة إلى الله وإلى القرآن الكريم وإلى التولي الصحيح لله ولرسوله وللمؤمنين وهنا سنوجز بعض النقاط التي لخصناها من محاضرات السيد حسين حول بعض المعالجات وقد اختصرناها لتلائم المساحة المحدودة للنشر:

علينا أن نتحمل المسؤولية القرآنية بوعي

 

في محاضرة [الإرهاب والسلام ] يقول السيد حسين: ((لا بد أن نكون واعين، أن نكون فاهمين، علينا أن نتحمل المسؤولية القرآنية بوعي، أما إذا أصبحنا إلى درجة لا نعي ولا نفهم ما يعمل الآخرون، ولا نعي ولا نفهم خطورة ما يدور من حولنا فإن ذلك يعني أننا سنعيش في حالة أسوأ مما نحن فيه.

فكل من ينشد السلام، كل من يريد السلام، كل من يعرف أن ربه هو السلام، إن عليه أن يتحرك على أساس القرآن)).

 

لن يحمينا من أعدائنا إلا العودة إلى القرآن

في محاضرة [الإسلام وثقافة الإتباع] يقول الشهيد القائد: ((لن يحمينا من أعدائنا إلا العودة إلى القرآن الكريم، لن يبقي العلاقة قائمة بيننا وبين ديننا إلا القرآن الكريم، لا يمكن أن يدفع عنا أيضاً إلا القرآن الكريم إذا ما عدنا إليه.

يجب أن نعود إلى القرآن الكريم، أن نعود إلى القرآن الكريم، وأن نتفهم عظمة هذا الدين، وأن نتفهم حاجتنا إلى هذا الدين، نحن محتاجون إليه أكثر من حاجته إلى أن ندافع عنه.

العودة إلى ثقافة قرآنية تصنع أمة واحدة، وموقفا واحدا، ومنهجا واحدا، واتجاها واحدا. هذا هو ما نحتاج إليه في مواجهة أعدائنا

لا يمكن أن ينجينا من الإهانة، من الذل، من القهر، من الضعة التي قد نتعرض لها أكثر مما قد حصل إلا العودة إلى القرآن الكريم، والاعتصام بحبل الله جميعاً، ولا تفرقوا، كما قال الله سبحانه وتعالى)).

إذا لم ننطلق انطلاقة قرآنية سنغلط في كل شيء

كما يقول السيد حسين (رضوان الله عليه) في محاضرة [الإسلام وثقافة الإتباع]: (( إذا انطلق الإنسان هو دون أن يهتدي بالله سبحانه وتعالى، وبهدي الله سيغلط، خاصة فيما يتعلق بالجوانب الثقافية، الفكرية، القانونية، الأشياء التي تنتهي في الأخير إلى نُظُم في الحياة، أو توجهات لدى الإنسان في هذه الحياة.

ولتكن عبقريتك كيفما كانت، وليكن إخلاصك كيفما كان، ولتكن حسن نيتك كيفما كانت، ستغلط، ستغلط إذا لم تعتمد القرآن الكريم، إذا لم تعرف بعد القرآن الكريم أن له منهجاً تربوياً متكاملاً، لديه مناهج متعددة، لديه مقاصد هامة.

من مصاديق الإيمان الهامة، والعظيمة: وحدة الكلمة {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ}(التوبة71)

نحن بحاجة إلى أن نتوحد حتى يكون إيماننا صادقاً (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا)

كل شيء لا يعصمك عن الوقوع في الخطأ إذا لم تنطلق انطلاقة قرآنية، إذا لم تعتمد القرآن،

إذا لم تعتمد القرآن وأنت تخاطب الناس في مساجدهم، إذا لم تعتمد القرآن وأنت تكتب، وأنت تحقق، وأنت تسجل، وأنت، وأنت، ستضل، ستغلط.

منطق العصر هذا هو منطق القوة. كن قوياً، ابنِ أُمّةً قوية، هو عصر التكتلات في جانب الأعداء لضَرْبِنا.

إذا لم تصح معرفة الإنسان لله سبحانه وتعالى ستظل الإشكالات دائماً تتابعه،

إذا صحت لنا معرفة الله سبحانه وتعالى سيصح لنا كل المعارف الأخرى

من خرج عن دائرة القرآن والعترة، لا بد أن يضل، وإن ظن أنه من أكثر الناس عبقرية، وإن وسَمَ نفسه بأي لقب يكون، لا بد أن يضل.

المصلحة للشعوب الإسلامية هو التوجه القرآني في النظرة نحو هؤلاء اليهود والنصارى, نظرة العداء, نظرة إعداد القوة, نظرة الجهاد, نظرة الشعور بأنهم يسعون في الأرض فساداً, وأنهم لا يريدون لنا أي خير, وأنهم يودون أن نكون كفاراً, يودون لو يضلونا, يودون لو يسحقونا وينهونا من على الأرض بكلها.))

 

المرحلة مرحلة بناء لا مرحلة تعدد الآراء والأقوال

 

ويضيف  السيد في نفس المحاضرة السابقة بقوله: ((نحن في مرحلة يجب أن نبني أنفسنا أمة واحدة، لا مجال فيها لمتعددي، ومتأرجحي الأقوال، والآراء، والأفكار، والمضطربين

المتأرجحين، المترددين، المتشككين، المضطربين، ليس هذا عصرهم، هذا الزمن في مواجهة أعدائنا لا يسمح لنا أن نكون على هذا النحو.

أنت إذا انفردت بنفسك أنت، أبعدت نفسك عن مصادر هداية الله، فستضعف أمام الشيطان، أنت ضعيف، علومك محدودة، قدراتك محدودة، ستكون جاهلاً.

القرآن هو المقياس الأساسي، هو المرجع الأول والأخير الذي يحكم على عترة رسول الله، ويحكم على البشر جميعاً.

الواقع، الأحداث، هي مما يكشف الأخطاء، مما يساعد على كشف الأخطاء.

الذي لا يسير على نهج أهل البيت سيسير على نهج الآخرين، وهذا هو نهج الآخرين: أئمة لا يهتدون بهديي، ولا يستنون بسنتي.

 

أن يكون عملنا قائماً على أساس أن تتوحد كلمتنا وقراراتنا ورؤيتنا للأحداث

ويركز الشهيد القائد في أكثر من محاضرة على أن التوحد والاعتصام بحبل الله مرتكز اساسي في مواجهة أهل الكتاب يقول في محاضرة [الإرهاب والسلام]: ((يكون عملنا أيضاً كله قائماً على أساس أن تتوحد كلمتنا، أن يتوحد قرارنا، أن تتوحد رؤيتنا للأحداث، لا يجوز أن نكون على هذا النحو: هذا يرى أن السلامة في السكوت والجمود والصمت، وهذا يرى أن السلامة في العمل والجهاد والحركة والأخوة والوحدة؛ لأن هذا الذي يرى أن الصمت والسكوت هو الوسيلة هو سيتحرك مثلك في الساحة يدعو الآخرين إلى الصمت، عليه أن يفهم، وعليه أيضاً أن يجلس مع الآخرين إذا كان هو لا يفهم أن الصمت وأن السكوت في هذه المرحلة بالذات – ربما قد يكون الصمت في حادثة معينة، ربما قد يكون الصمت أمام قضية معينة، ربما قد يكون السكوت في حالة استثنائية له قيمته العملية – لكن الصمت في مرحلة كهذه لا قيمة له، لا قيمة له إلا الخسارة في الأخير، لا قيمة له إلا التضحية بالدين والكرامة والعزة، لا قيمة له إلا الإهانة)).

 

قد يعجبك ايضا