قيمنا وقيمهم…. بقلم/ عبدالله النعمي

 

في مقيل اليوم مع بعض الأحبة جرنا الحديث إلى غلظة وجلافة تعامل الدواعش مع المسلمين وثقافة القتل ذبحا وسحلا وصلبا وغيرها من أنواع التنكيل بالمخالف وخصوصا أسرى الحرب والتي تتنافى مع قيم الدين الحنيف والفطرة السليمة، وفي هذا السياق تذكرت موقفاً حدث معي في أول زيارة لي للجبهات أثر في طبيعة تفكيري وتعاملي مع المخالف والموالف ولست مبالغا ان قلت ان هذا الموقف كان لي من أعظم الدروس في حياتي، رغم أن بطل الموقف واستاذه هو أحد تلامذتي في المدرسة، ولتعرفوا الفرق بين ثقافة المجاهد وقيمه وبين الثقافة التي يحملها المسخ الداعشي اليكم الموقف..

ذات زيارة وفي إحدى الجبهات وبينما كنت أحاول استيعاب تلك الانتصارات التي أشاهد آثارها وملامحها في أرض الواقع من التوغل إلى عمق أراضي العدو واختراق كل تحصيناته وإعطاب أحدث آلياته ومدرعاته واغتنام الكثير من اسلحته وقتل الكثير من أفراد جيشه وأسر البعض منهم توقفت عند بقايا رأس أحد جنود العدو، وبتأثير الموقف اللحظي دست على بقايا ذلك الرأس بقدمي وكلي نشوة وسعادة لما أشاهد ورغبة جامحة للثأر والانتقام، وفي تلك اللحظة وأثناء سيطرة الموقف على كل مشاعري وتفكيري تدخل ذلك الأستاذ التلميذ قائلا ومعترضا علي :- مش هكذا سيدي، هذي مش قيمنا ولا أخلاقنا !!!!
قد يعجبك ايضا