كلمة وزير الداخلية اللواء عبدالكريم أمير الدين الحوثي بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات

( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا )
لقد كرمَ اللهُ الإنسانَ وأعلى من شأنِه وأسبغَ عليه النعمَ ظاهرةً وباطنةً ورفعَهُ إلى أعلى درجاتِ التعظيمِ والتكريم، وأحلَّ له الطيباتِ وأراد له أن يعيشَ كريماً عزيزاً.
و نهى اللهُ سبحانَه وتعالى عبادَه عن الانحرافِ عن طريقِ الحق وحذرهم من الانزلاقِ في طريقِ الشيطانِ والطاغوت، كما توعدَ الخالقُ العظيمُ بالعذاب كُلَّ من يتورطُ بالممارساتِ والأعمالِ التي يزينُها الشيطانُ ويدعو إليها؛ على رأسِها ومن أهمِها المخدراتُ بكافة أنواعِها؛ حيثُ حرمها ودعا إلى اجتنابِها والابتعادِ عنها بشكل كليٍّ تجارةً أو تعاطياً أو ترويجاً.
و المخدرات مشكلة عالمية ، وجريمة دولية عابرة للحدود .
و نظرا لخطورتها وآثارها المدمرة على الفرد المتعاطي وعلى المجتمعات ، التي تنتشر فيها . وتمتد اثارها الكارثية متوغلة في كل الجوانب، الاقتصادية والسياسية ، والامنية ، وغيرها .
ولذلك تعمل الحكومات على محاربة تعاطي المخدرات والإتجار بها .
وفي بلادنا تعمل وزارة الداخلية بوتيرة عالية على مكافحة وضبط المخدرات وملاحقة المتاجرين والمهربين والمروجين لها .
ولقد تمكن رجال الأمن بتوفيق الله من تحقيق نجاحات كبيرة في هذا المجال ،
حيث ذكرت الاحصائياتُ الرسميةُ ان الكمياتِ المضبوطةِ من المخدراتِ منذُ بدايةِ العدوان على بلادِنا بلغت 73 طنا و130 كيلو من الحشيش المخدر وكميات كبيرة من المخدرات الأخرى منها 235 كليو هروين و 301773 حبة مخدر ، و 800 جرام من مادة الكريستال المخدر .
و هذه الأرقامُ وهذه الضبطياتُ للمخدرات. غيرُ مسبوقةٍ في تاريخِ العملِ الأمنيِّ في اليمن. وهي الأعلى بين كل دول المنطقة .
وزارة الداخلية تقوم بهذا الدور كواجب وطني ومسؤولية دينية ، وواجب يدرك كل رجال الأمن قدسيته؛ حيث لم تعد قضية المخدرات قضية جنائية ، بل جزء من الحرب التي يشنها العدوان على بلادنا .

إن هذا العدوان الذي لم يكن وليد الصدفة؛ بل هو امتداد واضح للنشاط الأمريكي الاسرائيلي في المنطقة خلال العقود الأربعة الأخيرة .
وهو امتداد معلوم للحروب العدوانية الستة التي بدأت في 2004 على محافظة صعدة وعمران وحجة والجوف بتوجيهات من أمريكا وتحت اشرافها وإدارتها لعملائها وأدواتها التي صنعتها في الداخل .
كما هو امتداد للحروب السابقة التي قامت بها أدوات أمريكا وعملاؤها ضد المحافظات الجنوبية وفي المناطق الوسطى في الثمانينيات وغيرها من الجرائم والأنشطة المخابراتية الموجهة ضد أمتنا وضد الشعب اليمني العظيم.
ومازالت تستخدم تلك الأدوات وتلك العناصر التي كانت تستخدمها في الحروب السابقة وتستعين بها في تنفيذ مؤامرات التخريب والتدمير ونهب اراضي ثروات اليمن وفرض وصايتها على شعبه .
*
وبات من المعروف حرص دول العدوان على نشر المخدرات وتقدم الكثير من التسهيلات والتعاون مع المتاجرين بها، بغرض إغراق الشعب اليمني في المشاكل الأمنية والاقتصادية الناجمة عن انتشار وتعاطي المخدرات؛
بهدف تدمير مقومات النهوض وإخماد روح المقاومة والتصدي للإحتلال والعدوان ، وتحويل ابناء الشعب إلى مجرد قطيع يقتادونه الى الهاوية ، وبدلا من ان ينهض الشباب للدفاع عن بلدهم يصبح بعد تعاطي المخدرات ، اداة بيد العدوان يقاتلون ابناء شعبهم ويسهمون في تدمير وطنهم ، وهذه هي السياسة التي انتهجها العدوان في المناطق المحتلة التي اصبحت مسرحا مفتوحا وسوقا رائجا للمخدرات .
وهو الهدف الذي عجز العدو عن تحقيقه في المناطق التي يديرها المجلس السياسي الأعلى، بفضل الله عز وجل ، وبجهود رجال الامن وتعاون المواطنين الأوفياء .
***
وبمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات 26 يونيو ،تدعو وزارة الداخلية كافة الجهات المعنية بنشر الوعي والتثقيف والتربية إلى مضاعفة جهودها في نشر الوعي في أوساطِ المجتمعِ للإسهام في التصدي لهذه المشكلة الخطيرة والآفة المحدقة .
ولا يفوتنا في هذه المناسبة ان نتقدم بالشكر والتقدير لرجال الأمن في كافة ميادين العمل الأمني وشكر خاص بهذه المناسبة لرجال الأمن في قطاع الأمن الجنائي بوزارة الداخلية، بشكل عام ، وشكر خاص للجهود التي تبذلها قيادة وكوادر الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في مختلف المحافظات .
والحمد لله على رب العالمين
النصر لشعبنا وللجيش والأمن واللجان الشعبية
والرحمة والخلود لشهدائنا
والشفاء للجرحى ..

وزير الداخلية
اللواء / عبدالكريم أمير الدين الحوثي

الثلاثاء 22 شوال 1440هـ
الموافق 26 يونيو 2019

قد يعجبك ايضا