كيف تحولت هدنة اليمن الهشة إلى انتكاسة إنسانية؟! وعودة مرتقبة للتصعيد العسكري

 

شهدت الهدنة الإنسانية في اليمن بعد أن انتصفت مدتها المعلنة من قبل الأمم المتحدة، أكثر من 2853 خرقاً من قبل قوى التحالف، التي لم تلتزم بتنفيذ أي من بنودها طوال 32 يوماً من الإعلان الأممي عنها، الأمر الذي حولها إلى انتكاسة إنسانية جديدة للشعب اليمني.

تنصل وخروقات متواصلة

ديمومة الهدنة الهشة في اليمن التي هلل لها العالم منوط بالتزام قوى التحالف بتنفيذها والكف عن مواصلة خروقاته العسكرية التي بلغت 2853 خرقاً خلال 31 يوماً بحسب ما أعلنت عنه قوات صنعاء.

اليوم الأربعاء، شهدت الهدنة الإنسانية في اليمن برعاية الأمم المتحدة أخطر خروقات قوى التحالف جراء شن طيران التحالف لغارة جوية استهدفت مواقع قوات صنعاء في جبهة حرض الحدودية.

الطائرة اسقطت الأقنعة

كما جاء اسقاط طائرة تجسسية تابعة لقوات التحالف في مديرية حرض بمحافظة حجة، بمثابة اسقاط قناع السلم في وجه التحالف القبيح بجرائمه وخروقاته المستمرة لهدنة هشة لم يلتزم بتنفيذها التحالف.

وفي السياق أكد رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام، أن التمادي في الأعمال العدوانية من قبل قوى التحالف يقوض الهدنة الإنسانية العسكرية المهددة أساسا بعدم تنفيذ بنودها.

وقال عبدالسلام في تغريدة له على منصة “تويتر”، رصدتها “وكالة الصحافة اليمنية”، اليوم الأربعاء، “بعد خرق الهدنة بطائرة تجسسية، شن طيران العدوان غارة جوية في منطقة حرض بحجة”.

وأضاف عبدالسلام: “من شأن هذا التمادي في الأعمال العدوانية تقويض الهدنة الإنسانية العسكرية المهددة أساسا بعدم تنفيذ بنودها فيما يخص إعادة فتح مطار صنعاء الدولي وتسهيل وصول السفن القادمة نحو ميناء الحديدة”.

 

 

وكان محمد عبدالسلام، حمّل في 26 الشهر الماضي دول التحالف كامل المسؤولية جراء ما تبديه من تعنت وتنصل ومراوغة، مطالباً الأمم المتحدة أن تقوم بواجبها وفقا للاتفاق.

 

 

وأشار عبدالسلام في تغريدة، الإثنين الماضي، إلى استمرار دول التحالف في إغلاق مطار صنعاء الدولي وعرقلة وصول السفن إلى ميناء الحديدة واستمرار الخروق العسكرية.

تصعيد مرتقب

تهديدات القيادات السياسية والعسكرية المحسوبة على التحالف بالتصعيد العسكري، جاءت بمثابة إطلاق رصاصة الرحمة في جسد هدنة لم تشهدها اليمن إلا في عناوين أخبار وسائل الإعلام المختلفة.

وبدوره أكد نائب رئيس “مجلس الرياض الرئاسي” فرج سالمين البحسني، في تصريح لقناة “العربية” السعودية، اليوم الثلاثاء، أن قوات التحالف تجهز للتصعيد بمختلف الوسائل بما فيها الأمنية والعسكرية.

ويأتي تلويح “مجلس الرياض الرئاسي” بالتصعيد العسكري لأول مرة منذ تشكيله، بعد يوم واحد من تأكيد أركان حرب وزارة “حكومة التحالف”، الفريق الركن صغير حمود بن عزيز، أن قوات التحالف جاهزة لخوض “معركة فاصلة” ضد قوات صنعاء.

المتاجرة بملف إنساني

 

وكشف رئيس لجنة شؤون الأسرى التابعة لحكومة الإنقاذ الوطني، عبدالقادر المرتضى، عن فضحية مدوية للنظام السعودي تتعلق بمبادرتهم الأخيرة الخاصة بأطلاق الأسرى اليمنيين.

وأكد المرتضى” ، أن من أعلن عنهم النظام السعودي في مبادرته ليسوا من الأسرى وغير معروفين لديهم، وأن العديد منهم يحملون أسماء أجنبية.

وأوضح المرتضى في تصريح صحفي لقناة “المسيرة” اليوم الأربعاء، أن ممثلو الصليب الأحمر قاموا بزيارة ميدانية للأسرى المزعومين من قبل النظام السعودي، وأكدوا له أنهم لاحظوا أن غالبيتهم أجانب”.

وأضاف المرتضى إلى أن حكومة الإنقاذ الوطني أبلغت الصليب الأحمر الدولي عن عدم استقبال المعتقلين الجانب لدى السعودية، مطالبين السعودية الالتزام بالكشف المتفق عليه ضمن المبادرة المتفق عليها.

وكان المرتضى قد طالب في تغريدة له على منصة “تويتر” رصدتها “وكالة الصحافة اليمنية” أمس الثلاثاء النظام السعودي بالتوقف عن المتاجرة بملف إنساني.

وقال المرتضى: “بعد زعم السعودية تقديم مبادرة للإفراج عن بعض من أسرانا، تبلّغنا بكشف يتضمن عدداً من الأسماء خلاف ما أعلنت، وأكثر من ذلك أنهم ليسوا من أسرانا وغير معروفين لدينا”.

وأضاف المرتضى، ” ‏بدورنا أبلغنا الصليب الأحمر أننا غير معنيين بهم، وعلى دول العدوان التوقف عن المتاجرة بملف الأسرى”.

 

أرواح على المحك

وأكد مدير عام مطار صنعاء الدولي خالد الشايف، في تصريح لقناة “المسيرة،” أن مماطلة التحالف في فتح مطار صنعاء الدولي أمام الرحلات الانسانية قتلت مشاعر آلاف المرضى الذين انتظروا الرحلات المفترضة بموجب الهدنة الإنسانية.

وأوضح الشايف، أنه كان يفترض أن يصل 1400 مسافر ويغادر مثلهم من المرضى لو نفذت الرحلات التجارية إلى مطار صنعاء.

وأكد مدير مطار صنعاء الدولي أن حكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء، قدمت الكثير من التنازلات من أجل تخفيف حدة الأزمة الإنسانية، لكن التحالف لم يكن لديه الجدية في تنفيذ الهدنة.

وفي ذات السياق اتهم محمد عبدالسلام، دول التحالف بعرقلة تنفيذ الهدنة الأممية فيما يخص بفتح مطار صنعاء الدولي.

 

 

وقال عبدالسلام في تغريدة له على منصة “تويتر”، الاثنين الماضي: “انتهى الشهر الأول للهدنة الإنسانية دون أن تسمح دول العدوان بأي رحلة إلى مطار صنعاء في مخالفة صريحة لما تم الاتفاق عليه”.

 

تجدر الإشارة إلى أن اتفاق الهدنة الإنسانية والعسكرية المعلن في الـ 2 من أبريل الماضي، ينص على تشغيل رحلتين جويتين تجاريتين أسبوعياً إلى مطار صنعاء الدولي خلال شهري الهدنة.

 

تقرير/عبدالكريم مطهر مفضل

قد يعجبك ايضا