لماذا أكتب.. فقط لغيابكم ؟؟..بقلم / حمير العزكي

 

في كل يوم اعتزم الكتابة أشعر بالحرج الشديد والخجل البالغ ..ليس مما اكتبه فأنا اكتب بكل قناعة بكل الثقة بكل اليقين في صواب ما اعتقده وفي عدالة القضية التي ادافع عنها.. وانما عندما اتذكر الاقلام العملاقة والكتابات التنويرية والمقالات الاسطورية لأصحاب العقول الراسخة والكلمة الشامخة من مفكرين يتقنون بلورة الافكار واكاديميين يمتلكون الدراية والخبرة في الصياغة وطرق الكتابة والقدرة على خلق الوعي واعادة تشكيل الرأي العام
 
عندما أكتب أتذكر أني اقتحم حرما صنعت قدسيته ثقافتهم المتنورة وخبرتهم المعمرة واطلاعهم الواسع واتذكر البون الشاسع بيني وبينهم بثقافتي المتواضعة وقدراتي المحدودة ومهارات المبتدئ عديم الخبرة
 
فلماذا أكتب ومثلي كثر أيها المفكرون والأكاديميون الأجلاء ؟؟لماذا وأنتم موجودون؟؟ وقادرون بل مقتدرون؟؟ مازالت هممكم وقادة وافكاركم ولادة ؟؟ والوطن بأمس الحاجة إليكم أنتم قبل غيركم فأنتم الأعلم بكنهه والأدرى بقدره وأنتم الأحب اليه والأقرب الى قلبه وانتم تمثلون ثمار نهضته البكر
 
لماذا أكتب ومثلي كثر ؟؟نكتب اضطررا لسد الفراغ الذي نتج عن غيابكم وحراسة للثغرة التي اتسعت عند غياب حرزها وحراسها ..فلماذا طال غيابكم؟؟ وتعثر او تعذر او تأخر وقوفكم ؟؟ ألم يحرك أفكاركم العدوان؟؟ ألم تهيج كلماتكم المجازر والمذابح في كل مكان ؟؟ ألم تهز أقلامكم الانتصارات وقد اهتزت لها عروش الطغيان؟؟
 
نكتب لأنكم لاتكتبون ونتكلم لأنكم صامتون ونحضر لأنكم غائبون فنصيب وانتم منسيون ونخطئ وانتم المحاسبون لأن التفكير و الكتابة والتحرك والتوعية والتثقيف فرض عين عليكم وواجب متلازم مع مكانتكم وليس اكثر من فرض كفاية على بقية المجتمع
 
تحركوا وبادروا وفكروا ونظروا واكتبوا وانشروا وترجموا دفاعا عن وطنكم وقيمكم وذودا عن بلادكم ومبادئكم .. فالميدان ميدانكم والساحة ساحتكم واﻵن الآن دوركم يا مراجع التاريخ ومعاقل السياسية و حجج التخطيط وعباقرة الاقتصاد وفلاسفة الإجتماع ومنابر الصحافة
 
أيها المفكرون والاكاديميون نناشدكم الله أن تقوموا بدوركم وان تسجلوا حضوركم .. فلن يكفر عن غيابكم وأخطائنا بعد اليوم شيئ ولواتخذتم مافي الارض من شجر أقلام وما في البحر من ماء مداد
 
فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري الى الله
قد يعجبك ايضا