لماذا الطرف الثالث .. ومن يكون !؟..بقلم / جميل أنعم

 

قيادة تحالف العدوان على اليمن “أمريكا بريطانيا السعودية الإمارات” وباجتماعها الأخير بجدة أقرت خطة وزير خارجية أمريكا “جون كيري” بشأن اليمن والتي تسرب منها ثلاثة عناوين فقط .

الأول أمن وسيادة السعودية على أراضيها، والذي ترجمه مبعوث الأمم المتحدة “إسماعيل ولد الشيخ” بإحاطته لمجلس الأمن في الواحد من سبتمبر 2016م، والتي طالب فيها بإيقاف العمليات العسكرية في جنود السعودية كمقدمة للحل السياسي، والعنوان الثالث تشكيل حكومة وطنية تضم أنصار الله، وما قبله تنفيذ العنوان الثاني المتمثل بتسليم الصواريخ الباليستية لطرف ثالث .

وكما نعرف أن “القرار 2216” لا يتضمن أي مفردات حول أمن السعودية والطرف الثالث، بل يشير إلى إنسحاب اللجان الثورية من المؤسسات وتسليمها للشرعية المزعومة ..الخ .

وهذا القرار قد وجد طريقه للتنفيذ، فاللجان الثورية سلمت دار الرئاسة ومجلس النواب إلى شرعية نواب الشعب، كما أن اللجان الثورية في المؤسسات الحكومية سلمت ما لديها للموظفين العموميين، وبذلك يكون القرار الأممي 2216 قد أُفرغ من مضمونه الدولي، مما سيدفع دولاً للاعتراف بشرعية المجلس السياسي كالعراق وسوريا وروسيا وايران وبقية دول البريكس المناهضة للهيمنة الإمبريالية الأمريكية وما لذلك من تداعيات على حلف العدوان بصفة عامة وعلى السعودية بصفة خاصة، بوضعها مجدداً بين فكّي كماشة البر من العراق واليمن شعباً ونظاماً وحكومة، وبداية الإعتراف كان من العراق .

وتزامن ذلك بصدور تصريحات سياسية ذات دلالات هامة صادرة من رئيس المجلس السياسي “صالح الصماد” لوكالة رويترز، ثم تصريحات لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي لمجلة المراقب، والمضمون تطمينات للإتحاد الأوروبي وخاصة فرنسا وألمانيا بعدم وجود نوايا عدوانية تجاه السعودية من الجمهورية اليمنية وذلك لإغلاق ملف القرار 2216 وحتى المبادرة الخليجية ومولودها المشبوه شرعية الأقاليم المناطقية الطائفية .

وبإغلاق ملف القرار الأممي وتلاشي الشرعية المطعونة حكماً وشعباً وأممياً، وتنامي شرعية المجلس السياسي، وبإستمرار صلف العدوان الغاشم سيعطي صنعاء الثورة والشرعية حق عقد معاهدات دفاع مشترك مع الخارج ليس مع روسيا وايران، بل وفقط مع العراق يكفي، تحالف يمني عراقي وبإسناد صواريخ سكود اليمنية ستكون حتماً إحدى سيناريوهات إزالة نظام التكفير العالمي السعودية خط الدفاع والهجوم للكيان الصهيوني إسرائيل .

وهذه الصواريخ الباليستية والتي تسمى بإسم “كانت هنا مدينة” هي مصدر صداع مزمن للكيان السعودي والإسرائيلي معاً واللذان حاربوا العرب الأقحاح بأمريكا، والتي تحاول تدمير صواريخ اليمن تماماً كما دمرت صواريخ العراق والبرنامج النووي الليبي والأسلحة الكيميائية السورية لضمان أمن واستمرار كيان بن صهيون وبن سعود، ولذلك لا غرابة من تصريح العسيري ومنذ اليوم الأول للعدوان بتدمير الصواريخ الباليستية والتي ليس لها دور فعال بالداخل اليمني .

ولا غرابة أيضاً من إحتواء خطة كيري تسليم الصواريخ الباليستية لطرف ثالث، بعد إغلاق ملف القرار الأممي، وفشل تحالف العدوان في تحقيق هذا الهدف الصهيوني بل أن خطة كيري هدفها الوحيد هو تدمير الصواريخ الباليستية، وبقية العناوين تحصيل حاصل من أمن السعودية وحكومة وحدة وطنية والإغاثة الإنسانية.

وخطة كيري وكما يراد لها تدمير الصواريخ بحد أعلى أو زرع طرف ثالث في الحكومة الوطنية اليمنية كخلية نائمة تستخدمه الإدارة الأمريكية المقبلة في يناير 2017م، وبإستراتيجية جديدة صهيونية مفصلة للرئيس الأمريكي القادم ترامب أو كلينتون تماماً كما كانت إستراتيجية بوش الأب والإبن بالتدخل، واستراتيجية أوباما كانت الربيع الإخواني وداعش.. الخ .

وتترافق خطة كيري بحرب اقتصادية للعملة الوطنية بسحبها من الأسواق والبنوك، والتي تنفذها أيادي يمنية من بيوت تجارية عائلية ارتبطت بالإستعمار الإنجليزي بعدن واخرى بالسعودية وثالثة بأمريكا والشركات الصهيونية .

ولمواجهة هذه المؤامرة الإقتصادية، يرى أخصائيون وخبراء بأن هناك خيارات متعددة منها أمنية قانونية شرعية دينية وتقضي بالقيام بمداهمات أماكن تخزين العملة الوطنية، والتي تم رصدها وتحديدها، وتنتظر قرار قضائي سياسي شرعي ديني بالمداهمة والمصادرة، وهنالك خيار آخر ومضمونه إصدار وطبع عملة ورقية جديدة فئة “ألف ريال” وإلغاء عملة الألف السابقة والتي يكتنزها التجار والصرافين من موالاه العدوان في البيوت بدلاً من توريدها للبنوك، وإغلاق الدورة الإقتصادية للإقتصاد اليمني .

ويبقى الطرف الثالث اليمني الهوية أمريكي الهوى صهيوني العشق سعودي الهيام مجهول الصفة والإسم معلوم الوظيفة والمهام، هذا الطرف الثالث يراد له أن يحل محل الطرف الأول “تحالف هادي” والذي حشد له كل خصوم وأعداء اليمن داخلياً وخارجياً وفشل فشلاً ذريعاً، ويراد له للطرف الثالث أن يزيح الطرف الثاني المتصدي للعدوان، وليظهر هذا الطرف بالمنقذ والمخلص لليمن، بعد إحتراق طرف هادي وحلفه وإفراغ “القرار 2216” من مضمونه، وبعد تحميل أنصار الله مسئولية كل ما حصل لليمن، وتبرئة بني سعود وامريكا وما بينهما تدمير الصواريخ الباليستية .

ويا ترى من يكون هذا الطرف الثالث وما السلاح الفعال لهذا الطرف الثالث الجديد القديم، الذي ظهر في أغسطس 1965م وبمسمى القوة الثالثة التي حلت محل الجمهورية الثورية السبتمبرية وأزاحت أنصار النظام الملكي وتربعت على السلطة بصنعاء بشكل مباشر أو غير مباشر حتى 21 سبتمبر 2014م بإستثناء فترة الحمدي الذي إغتالته القوة الثالثة بإسناد سعودي .

والقوة الثالثة القديمة إنشقت عن جمهورية سبتمبر والتحقت بالسعودية ورفعت شعار الدولة الإسلامية بإعتبار أن معظم ثوار سبتمبر 62م هم من قوى اليسار “الكافر” ومعظمهم من أبناء تعز والجنوب فكان سلاح التكفير والمناطقية هو السلاح الفعال لهذه القوة الثالثة التي سيطرت على القبائل الشمالية وهيمنت على مراكز النفوذ والقوى، وبمبرر الدفاع عن الإسلام بوجه الكفار أو حماية المصالح للمناطق الشمالية من عدن الجنوبية، وتموضعت هذه القوة بنهاية المطاف في حركة الإخوان المسلمين فرع اليمن “التجمع اليمني للإصلاح” واقرانه من القاعدة وداعش حتى السلفيين التكفيريين الذين ظهروا بإسم أهل الدعوة وأهل الحديث، ثم السلف الصالح، والجمعيات الخيرية، والتي دمغها الإنتحاري السلفي أبو سفيان العدني الذي قتل 60 مجند يمني في عدن مؤخراً .

إذا سلاح التكفير هو السلاح الفعال للقوة الثالثة بالقرن العشرين، والذي أخرجه تحالف وشراكة محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب، وبثلاثة أنواع، الأول جهادي تكفيري كالقاعدة وداعش، والثاني سياسي كالإخوان، والثالث دعوة وجمعيات خيرية كالسلفيين الجدد ومنهم أبو سفيان العدني .

والقوة الثالثة القديمة استطاعت لإعتبارات عدة جر قوى حزبية وطنية ويسارية إلى صفوفها، وتخندقت مع عدوان 2015م، واحترقت جميع أوراقها داخلياً وخارجياً، فكان الطرف الثالث الذي صرح به الأمريكي جون كيري، هذا الطرف صرح به أنور عشقي مؤخراً وأفاد بأنه الجيش، ولم يوضح من هو الجيش، جيش هادي والسعودية أم جيش اليمن الذي حاول الربيع إغتياله وحاول العدوان تصفيته .

وعموماً فإن الطرف الثالث المزعوم محكوم بالفشل قبل ظهوره لأسباب موضوعية منها : 1- سلاح التكفير ضد أنصار الله عقيم بل أرتد على أصحابه سلباً . 2- سلاح المناطقية والطائفية أرتد لعنة على مروجيه وألحق دماراً بالمواطنين القاطنين تحت رحمة المناطقيين والطائفيين الجدد . 3- بإعلان أمريكا عن الطرف الثالث يكون هذا الطرف مشبوه شعبياً .

ولا بأس بالأخير بالتكهن بمواصفات هذا الطرف الثالث، وبدون ذكر أسماء .

1- شخصية جنوبية أظهرت حيادها بالعدوان وماضيها هي من حلف أمريكا والسعودية وقد تترأس هذه الشخصية الحكومة الوطنية المقبلة . 2- شخصية عسكرية شمالية ابتعدت عن مسرح العدوان وظلت خارج البلاد، تتمتع الشخصية بولاء قطاع عسكري وشعبي يعول عليها تحالف العدوان بضرب أنصار الله بالقيام بإنقلاب عسكري وتدمير الصواريخ الباليستية .

وفي كلتا الحالتين فإن معظم بل كل الرموز الوطنية شمالاً وجنوباً لُدغوا من خيانة وغدر بني سعود وأسياده، ولن تكررها هذه الشخصية الجنوبية أو تلك الشخصية الشمالية، وما على تحالف بني صهيون واسع الطيف سوى التسليم بالهزيمة، والعناد والمكابرة تعني زوال الظالم حتماً وبدون نقاش أو جدال .

قد يعجبك ايضا