لماذا شرع النظام السعودي بإخلاء مُدنه الحدودية؟

في موازاة تقدم ميداني ملحوظ لقوات الجيش اليمني واللجان الشعبية بدأ النظام السعودي منهمكا باحتواء تداعيات هذا التقدم بعمليات إخلاء واسعة للمدن والقرى السعودية الواقعة على طول خط الحدود ما كشف مخاوف سعودية من عاصفة سياسية وامنية تنذر باجتياح مناطق الحد الجنوبي المهددة بالانفجار.

وقياسا بإخفاقات مروعة للجيش السعودي في الحد من تقدم قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية في العديد من الجبهات الحدودية (نجران ـ جيزان ـ عسير) وكبح انهيارات خطوطه الدفاعية الاولى، اتجهت الرياض الى تحريك هستيري للملف السياسي في الكويت والامم المتحدة ومجلس الامن كما استمرت في صب الوقود بالجبهات الداخلية (نهم – مأرب – الجوف ) فيما تركزت تحركات في اراضيها الجنوبية بعمليات إخلاء واسعة وسريعة للمدن والقرى الحدودية التي يقطنها مئات الآلاف من قبائل جيزان يتصدرهم سكان قبائل بني مالك وفيفا وخولان.

وانتج التهافت المتسارع للنظام السعودي لعمليات إخلاء مدنه وقراه الحدودية موجة غضب واسعة في صفوف المواطنين السعوديين سيما وهي ترافقت مع ممارسات عنيفة مارستها القوات السعودية وسط حال استنكار ورفض واسعين لدى السكان الذين بدأوا التلويح بتمرد على النظام السعودي مرشح لان يتحول الى عاصفة في هذه المناطق.

وطبقا لمصادر سعودية متعددة فقد شملت عمليات الإخلاء والتهجير القسري للمدنيين السعوديين العديد من المدن والقرى السعودية المتاخمة للشريط الحدودي في جيزان، والتي تشهد منذ عدة اسابيع تصعيدا خطيرا بعد دحر الجيش اليمني واللجان الشعبية القوات السعودية من عشرات المواقع ووصولها إلى تخوم مراكز المدن الكبرى التي شهدت هي الأخرى عمليات نزوح جماعية للسكان نتيجة تمترس القوات السعودية في الأحياء السكنية بعدما أصبحت كثير من المدن في مرمى نيران الجيش واللجان الشعبية.

وتحدث المغرد السعودي المقرب من العائلة الحاكمة “مجتهد” عن عمليات تهجير إجبارية طاولت الآلاف من سكان المناطق السعودية الحدودية المحاذية لليمن دون توفير مساكن بديلة أو تعويضات مالية للمدنيين الذين تحولوا إلى لاجئين، وتوعد في تغريدة نشرها اليوم بحسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” بنشر تقرير مفصل عن عمليات التهجير القسرية للسكان.

وعزت مصادر سياسية متعددة يمنية وسعودية عمليات الإخلاء التي باشرها النظام السعودي للقرى الحدودية إلى مخاوف لدى النظام من إمكان تحول هذه المناطق إلى جيوب مقاومة شعبية مناهضة لحكم أسرة آل سعود خصوصا وأن أكثر سكان هذه المناطق يعانون من ممارسات قمعية من السلطات الحاكمة والتي تصنف هؤلاء بكونهم مواطنين من الدرجة العاشرة باعتبارهم ينحدرون في أصولهم إلى الحجاز قياسا بأبناء نجد الذين ينعمون بامتيازات مالية ووظيفية وتعليمية كثيرة.

وتشير المصادر إلى أن بن سلمان الذي يقود تحالف العدوان السعودي على اليمن أمر قواته العسكرية المرابطة في الحد الجنوبي بتنفيذ عمليات إخلاء واسعة للمدن والقرى وخصوصا المناطق التي صارت قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية على مشارفها تحسبا من تحولهم إلى كتائب مقاومة شعبية ضد النظام السعودي.

ونشر سكان سعوديون صورا في مواقع التواصل الاجتماعي عن احتجاجات وتظهر حواجز تفتيش سعودية في المناطق الحدودية مؤكدين أن القوات السعودية ترغم سكان القبائل على إخلاء مناطقهم وتهددهم بسحب وثائق سفرهم وهوياتهم السعودية، في اكثر وسائل الترهيب بحق مواطني القبائل السعودية الجنوبية.

واكثر عمليات الإخلاء القسري والتهجير تطاول حاليا سكان محافظة بني مالك الواقعة في الجزء الجنوبي الغربي شمال شرق منطقة جيزان، كما طاولت عمليات التهجير سابقا سكان مدينة الربوعة وفيفا وخولان ومناطق متفرقة في جيزان وعسير.

فورة انتقادات.. بداية ثورة على الطغاة

واشعلت عمليات الإخلاء الإجبارية للسكان في هذه المناطق ردود فعل غاضبة لدى المواطنين ولا سيما سكان قبائل جيزان الصور وبني مالك وآل زيدان وكذلك آل يحيى.

واحتشدت قوات من حرس الحدود السعودي، الأربعاء، في مركز نقطة قحدة ومنعت مئات المواطنين السعوديين من قبيلة آل زيدان وآل بني مالك العودة إلى منازلهم.

وانتقد مغردون سعوديون الممارسات القمعية للنظام السعودي بحق المواطنين كما انتقدوا غياب المنظمات الحقوقية الدولية وعدم تعاطيها مع الانتهاكات التي تمارسها وزارتا الداخلية والدفاع اللتان يقودهما اثنان من اكثر الشخصيات في العائلة السعودية الحاكمة نفوذا وهما محمد بن سلمان ومحمد بن نايف.

وعمليات الإخلاء للقرى السعودية الجارية حاليا ليست الأولى إذ شهدت الشهور الماضية العديد من عمليات الإخلاء والتهجير القسري للسكان في ظل ممارسات قمعية يتعرض لها المواطنون السعوديون وانتجت دعوات للثورة “ضد الطغاة” في اشارة إلى نظام آل سعود العائلي الحاكم لهذه الدولة الغنية بالنفط.

ووجه ناشطون سعوديون دعوات إلى السعوديين في سائر المناطق للتضامن مع قبائل جيزان حيال الممارسات القمعية لنظام آل سعود معتبرين ما يجري من انتهاكات وتهجير قسري “شرارة ثورة ضد طغيان وظلم وفساد آل سعود”.

وفي الجانب اليمني أبدى الكثير من اليمنيين تعاطفا مع السعوديين القاطنين في المناطق الحدودية وسط مطالبات بالنزوح إلى اليمن واستقبالهم استقبال الكرماء لحين  انتهاء عاصفة آل سعود.

المصدر: المستقبل نت

 

 

قد يعجبك ايضا