لهذه الأسباب : حوار الكويت محلّك سر

 

 أصبح هدف ما يسمى التحالف كسر شوكة القوى المناهضة له وعلى رأسها الجيش واللجان الشعبية بعد أن كان الهدف القضاء عليها تماماً وهو ما تكشف عنه بدايات عاصفة الحزم .
إلا أن الصمود الشعبي والعسكري فاجئ الجميع ليغدو حديث إعلام العدوان أقل حده بناءً على منسوب التسريبات والتصريحات لقادته ومسؤوليه .
ومع دخول مشاورات الكويت شهرها الثاني لا تزال قوى العدوان ترواح مكانها في محاولات تنفيذ هدفها المتمثل في كسر شوكة الجيش واللجان الشعبية كون الدخول إلى مشاورات وتحقيق سلام شامل ليس في مصلحتها ولا مصلحة أتباعها وهذا ما يفسر عدم جدية العدوان في تنفيذ تفاهمات وقف إطلاق النار ومنها إتفاق العاشر من إبريل .
فكل المؤشرات لدى الرياض ومعها اتباعها الباحثين عن عودة إلى السلطة على ظهر الدبابات وعلى وقع المجازر الدموية اليومية والغارات المكثفة تؤكد أن القوى المناهضة للعدوان لا تزال تمسك بتلابيب السلطة والنفوذ في أغلب المناطق الشمالية والوسطى وبعض المناطق التي كانت تحت إدارة ما يسمى جمهورية اليمن الديمقراطية .
وهو ما يعني أن مركز الثقل السكاني والحضاري والتاريخي لليمن لا يزال في غالبيته تحت قبضة الجيش واللجان الشعبية .
ويخشى أتباع الرياض من إتفاق سياسي يعيدهم شكلاً إلى العاصمة لكن ستكون العودة ما لم يتم كسر شوكة الجيش واللجان الشعبية غير مكتمله أي ليست عودة المنتصر بل ستصبح تلك القوى وجهاً لوجه أمام الشعب اليمني الذي يرى فيها قوى تابعة للعدوان ومشتركة في الجرائم المرتكبة منذ مارس من العام الماضي وحتى اللحظة .
ناهيك عن عدم جداوئية العودة حتى في ظل وجود ضمانات كون تلك القوى لم يعد لها حاضن شعبي كما كان قبل ستمبر من العام 2014م .
ولهذا فلا غرابة ان نجد كل هذه المماطلة من قبل طرف العدوان الذي يسعى بكل ما اوتى من قوة إلى الضغط وبمختلف الوسائل على الوفد الوطني لتقديم تنازلات قد لا تتفق مع طبيعة الخارطة العسكرية والقوة والنفوذ في الداخل .
وبدون مقدمات أنفجرت الأزمة الإقتصادية كمحاولة اخيرة للضغط على الوفد وعلى الأطراف المناهضة للعدوان بالتزامن مع الحشود العسكرية واستمرار الغارات ومحاولة شرعنتها دولياً واعتبارها خارج وقف إطلاق النار الذي شملها ايضاً واكد على ضرورة إيقافها .
وتأتي الازمة الإنسانية التي يساهم الحصار في تفاقمها كما يحدث في الحديده التي أصبحت منطقة منكوبة بسبب ارتفاع درجة الحرارة ناهيك عن محاولة استغلال كل صغيرة وكبيرة في الداخل للضغط على القوى المناهضة للعدوان وإعتبارها المتسبب الرئيس فيها فيما الحقيقة تؤكد ان العدوان ومرتزقته يقفون وراء محاولات الوصول بالإقتصاد إلى مرحلة الإنهيار الشامل والى إستغلال معاناة المواطنين في الداخل والخارج .

 كل ذلك وأكثر يؤكد أن وفد الرياض لم يؤمن بعد بضرورة التوصل إلى إتفاق سياسي شامل ولا يزال يرى في إمكانية الحسم العسكري او إستمرار العمليات العسكرية والضغط الإقتصادي حتى يصل الوفد الوطني إلى مرحلة الإستسلام .
وهو ما يجعلنا أمام مفاوضات طويلة الأمد يقدم فيها الوفد الوطني أطروحاته للحل ويفند رؤيته المقدمة التي أعتبرها الكثير متوازنه ومرنه ومقدمة لدخول اليمن مرحلة جديده وبها اختصر الوفد الوطني الطريق على الأمم المتحدة ومعها كل الفاعلين الأقليميين والدوليين عندما قدم تنازلات في إطار المصلحة الوطنية وهو ما يؤكد جديته في السعي نحو السلام الشامل ومنذ أول يوم لم يتحفظ الوفد في مناقشة أي نقطة والرد عليها بعقلانية وموضوعية إبتداءً من السلاح الى الإنسحاب وحتى الوضع الإنساني الذي كان الوفد مبادراً في إتخاذ خطوات عاجلة سواءً في ملف الأسرى أو الحصار أو حركة التجارة والمساعدات والإقتصاد فيما الطرف الآخر هو من أعتبر إستمرار الحصار والغارات أوراقاً بيده لا يمكن أن يتخلى عنها بسهولة .
ولهذا فلا يمكن الجزم بنجاح مشاورات الكويت لكن ما يمكن قوله وبعد قراءة لما يدور يؤكد اننا أمام عدة خيارات إما التوصل لإتفاق وهو ما يحتاج إلى ضغوطات أكثر على وفد الرياض إذا كان العدوان بالفعل يريد الخروج من المأزق اليمني أو الإستمرار في المماطله وإنتظار نتائج مستجدات الميدان وهو ما يقود إلى إستمرار المعاناة الإنسانية وإستمرار نزيف الدم في ظل طرف يقاوم بشدة الإحتلال ووجود الأجنبي على ارضه وطرف أخر يرى مشروعية القتل وارتكاب المجازر من اجل العودة للسلطة فمن يقنع هؤلاء أن لا جدوى في العودة إلى السلطة على دماء الأبرياء وفوق ركام الخراب والدمار الذي أحدثه العدوان وأن التوافق خير طريق أمام  الجميع وبدلاً من اهدار المزيد من الأموال على الأسلحة وارتكاب المزيد من الجرائم يتوجب التوقف هنا كونه لا أفق أمام إستمرار العدوان سوى إستمرار الخراب والدمار والإبتعاد كثيراً عن تطلعات الشعب في تجاوز المرحلة بدلاً من الهرولة سريعاً نحو تكرار نموذج الفشل في المحافظات المحتلة وتعميم الفوضى والخراب والجماعات المتطرفة في كل اليمن .
ثم الا يجدر بنا هنا أن نذكر دول العدوان أنها لم تتمكن من تحقيق اهدافها العسكرية خلال عام ونيف وقد حشدت ما بوسعها من القوة العسكرية والمعلوماتية والنفوذ الإقتصادي والسياسي حتى أصبحت اليمن في مواجهة ليس مع عدوان إقليمي بل عدوان كوني وهنا نقول أن لا أفق فعلي لإستمرار العمليات الحربية سوى المزيد من الفشل ومن لم يقرأ تاريخ اليمن فلن يستوعب دروس الماضي ولا الحاضر فإن تقتربوا من الشعب اليمني اليوم خير من أن تصبح المسافة أبعد بكثير من التفكير بالعودة فالشعب يتجه نحو أعادة صياغة هويته ومكانته بما يتوافق مع التضحيات الزكية ضمن فدائية مجيدة سيكتبها التاريخ شاء العدوان أم لم يشاء .

قد يعجبك ايضا