“لوكرا” الفرنسية: السعودية وتنظيم “داعش” يتشاركون في العقيدة والفكر

آغنيس روتيفال / ترجمة: وائل حزام

أظهرت التفجيرات التي هزت المملكة العربية السعودية في الـ 5 من يوليو من الشهر الجاري، في المدن السعودية الثلاث: المدينة المنورة وجدة والقطيف، أن تنظيم “داعش” لا زال يمثل تهديدا كبيرا لهم خاصة وأن التفجيرات كانت موجة من التفجيرات الانتحارية النادرة التي شهدتها السعودية.

و يقول وسيم نصر، الصحافي والخبير في شؤون الجماعات الجهادية، ان الجهاديين السعوديين يمثلون اعدادا كبيرة في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية وخاصة من بين الشخصيات الدينية والعسكرية البارزة، اضافة أيضا الى تواجدهم في صفوف تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، ويرفضون إعادة تأهيلهم، وكل ما يريدونه وحلمهم هو بحسب ما يرددون الإطاحة بالمرتدون من آل سعود الذين يدعون الدفاع عن الإسلام والمسلمون ويحاربون الجهاديين.

 لديهم نفس المذهب الوهابي:

ان التنافس بين آل سعود وزعيم تنظيم “داعش” هو الأفكار التي يحملونها فيما يخص النسب فبالنسبة لزعيم تنظيم “داعش” ابو بكر البغدادي  فقد أعلن نفسه في يونيو 2014، بأنه حريص على إضافة اسم القرشي إلى اسمه، وبأنه من قبيلة النبي.. وبهكذا يدعي البغدادي بأنه يجسد السلطة الدينية والسياسية من خلال إعطاء لنفسه النسب الزائف إلى اسمه، في الوقت الذي ندرك فيه بان الخلافة أنشأت في القرن السابع الميلادي.

يقول الباحث جوسلين جاك بول، ان ” آل سعود ليسوا من سلالة القرشي، ولا يمكن ان يسمون أنفسهم خلفاء لهم” وذلك في الوقت الذي نرى فيه  منذ وجود آل سعود في السلطة وهي تعمل على استبعاد ومواجهة كل أولئك الذين يدعون نسبهم لسلالة القرشي.

وعلى الرغم من ان آل سعود تشترك هي وتنظيم الدولة الاسلامية (داعش) في نفس المذهب الوهابي المتشدد الا ان مملكة آل سعود تظل واحدة من البلدان الأكثر عرضة لتنظيم داعش.

ويرى اليستر كروك، الضابط السابق في الاستخبارات البريطانية والخبير في شؤون المنطقة ان ” الانقسامات والتوترات السعودية حول تنظيم “داعش” يشمل من خلال منظور بثنائية تاريخية كاملة وعنيدة من قبل الرياض “.

الولاء للقائد :

العنصر المهيمن على الهوية السعودية يرتبط ارتباطات مباشرا بمؤسس الوهابية، محمد بن عبدالوهاب، وجاء التنفيذ من قبل ابن سعود من مذهبه البروتستاني المتطرف الذي ينتهج منهج الإقصاء؛ فقد كان باعتقاد عبدالوهاب ان كل مسلم هو مطلوب لمبايعته كزعيم واحد ليس هناك غيره .

كما انه يرى بأن الشيعة هم المرتدين ولذلك فقد شملوا قائمة السوداء بالنسبة للمملكة السعودية التي ترى بالحكم عليهم بالاعدام، وكذلك الصوفية والمسلمين من الطوائف الاخرى الذين لا يعتبرونها على المنهج الإسلامي الصحيح .

ومن وجهة نظر الضابط السابق في الاستخبارات البريطانية اليستر كروك، فانه يرى انه  ” لا يوجد فرق بين الوهابية وتنظيم “داعش”  والفرق في الوهابية: وجود زعيم واحد، سلطة واحدة ومسجد واحد والركائز الثلاث الوهابية تتوافق مع ملك آل سعود، اضافة الى السلطة المطلقة لديانة الدولة”.

ويضيف “هذه هي الركائز الثلاث الهامة التي تستند اليها المملكة السعودية وبقوة، ومع هذا فان تنظيم ” داعش ” يشكل تهديدا خطيرا للسعودية ، على الرغم من ان هذه المنظمة تتوافق في جميع النواحي مع الوهابية.

 

قد يعجبك ايضا