مأرب.. صوت الوساطات يعلو أزيز الرصاص

 

تراجعت حدّة المعارك في جبهات محافظة مأرب، فيما أحرزت مبادرة صنعاء لإحلال السّلام في المحافظة، تقدّماً إضافياً، مع حصولها على تأييد المزيد من مشائخ مأرب، في تطوّرٍ لا يزال يستنفر حزب «الإصلاح» ويدفعه إلى تسعير «حربه» ضدّ المبادرة.

 

وسط تصعيدٍ لافت لطيران التحالف السعودي – الإماراتي في جبهات محافظة مأرب المختلفة، تراجعت وتيرة المواجهات بين قوّات صنعاء والقوّات الموالية للرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، في معظم جبهات تخوم المدينة، منذ أيّام.

 

ونفت مصادر قبليّة، في حديثٍ إلى «الأخبار»، أن يكون هذا التراجع ناجماً عن ضغوط دوليّة وفق ما حاولت تسويقه قوّات هادي، موضحةً أنّه يأتي استجابة لطلب من زعماء قبائل مأرب المؤيّدين لمبادرة السلام التي تَقدّم بها زعيم حركة «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي، عبر الوفد العُماني، وأعادت حكومة الإنقاذ طرحها خلال الأيام الماضية على مَن تبقّى من الزعماء والمشائخ، بعدما تلقّت إشارات جديدة من هؤلاء إلى إمكانيّة قبول المبادرة.

 

وأكّدت المصادر موافقة أغلبيّة القبائل على طرح صنعاء، مشيرةً إلى أنّ «المساعي لا تزال مستمرّة لحشد مزيدٍ من التأييد، تمهيداً لبدء التنفيذ». وأضافت أن «الاستجابة الواسعة التي حظيت بها المبادرة الأسبوع الماضي، دفعت الجيش واللّجان الشعبيّة إلى خفْض مستوى عمليّاتهما العسكريّة في مختلف جبهات المحافظة، والاقتصار على صدّ أيّ هجمات، لإفساح المجال للتشاور مع القبائل المتبقّية».

 

ولفتت المصادر إلى أنّ «مبادرة صنعاء خاطبت أبناء مأرب وقبائلها كونهم أصحاب المصلحة الأولى في تجنيب المدينة وما تَبقّى من مناطق غير محرّرة، الدمار، ولم تنتظر أيّ استجابة من حكومة هادي ودول تحالف العدوان».

 

الاستجابة الواسعة التي حظيت بها المبادرة دفعت الجيش و«اللجان» إلى خفْض مستوى عملياتهما

 

في غضون ذلك، وبينما يواصل حزب «الإصلاح» (الإخوان) المسيطر على ثروات مأرب النفطية محاولاته فضّ القبائل من حول المبادرة، تَبرز، توالياً، مواقف أحزاب سياسيّة وشخصيّات قبلية، تحضّ على التعامل الإيجابي مع عرْض السّلام المُقدَّم من صنعاء.

 

وفي هذا الإطار، شدّد الشيخ علي عبد ربه القاضي، أحد كبار مشائخ مأرب، والعضو في البرلمان اليمني أيضاً، على «ضرورة تدخّل كافة القبائل اليمنية لوقْف الحرب وفرْض السّلام، بعد فشل الأمم المتحدة على مدى سبع سنوات في إحراز أيّ اختراق في هذا المسار»، داعياً القبائل إلى عقْد «مؤتمرات موسّعة لمناقشة الأوضاع التي يعانيها اليمن، ووضع شروطها على أطراف الصّراع اليمني لوقف الحرب بشكل فوري».

 

وأشار إلى أنّ «أبناء مأرب واليمن اتّكلوا على الأطراف الحزبية في أن تتولّى مسار الحلول، والمجتمع يتقاتل فيما الدماء تسيل منذ سنوات»، واصفاً ذلك بأنه «خطأ فادح».

 

من جهته، جدّد الشيخ حسين حازب، أحد زعماء قبيلة مراد، ترحيبه بمبادرة صنعاء، معتبراً أنها «اعترفت بحقوق أبناء مأرب وأنصفتهم». وخاطب حازب المشائخ الذين لا يزالون خارج الإجماع بدعوتهم إلى «عدم تفويت الفرصة والإسهام في صناعة السّلام».

 

في المقابل، وفي مواجهة اتّساع رقعة الالتفاف القبلي، سواءً المعلَن أو غير المعلَن، حول مبادرة صنعاء، صعّدت قوات هادي عملياتها العسكرية في الجبهة الجنوبية لمأرب خلال الـ48 ساعة الماضية، ونفّذت عدداً من الهجمات التي تمّ التصدي لها في أطراف مديريّة رحبة.

 

وقالت مصادر محليّة، لـ«الأخبار»، إنّ «قوات هادي تحاول إنهاء الهدنة غير المعلنة بين صنعاء ومأرب، وتحشد المزيد من عناصرها إلى جبل مراد، ردّاً على ترحيب كبار مشائخ مراد بمبادرة السلام المقدَّمة من صنعاء».

 

(رشيد الحداد – جريدة الأخبار)

قد يعجبك ايضا