مأزق السعودية في اليمن بعيون أميركية

 لم يعد خافياً على أحد أنّ المملكة العربية السعودية تواجه مأزقاً حقيقياً في اليمن، لا يتمثل هذا المأزق فقط بالاستنزاف المالي والخسائر البشرية التي بلغت مستوى دفع الحكومة السعودية إلى سحب 73 مليار دولار من احتياطها الدولي، وفق الفايننشال تايمز البريطانية، كما لا يقتصر هذا المأزق على فشل القوات السعودية، الجوية والبرية، في وقف تقدّم القوات اليمنية واستيلائها على المزيد من المواقع في مقاطعات جيزان السعودية المتنازع عليها،

ولا يقتصر أيضاً على فشل الهجوم في باب المندب، وقبل ذلك في مأرب والخسائر الكبيرة التي مُنيت بها قوات التحالف الذي تقوده السعودية، بل استمرّت فصول المأزق تتوالى وكان آخرها الهجوم الذي تعرّضت له حكومة بحاح في عدن، حيث دمّر «داعش» مقارها، الأمر الذي ستترتب عليه الكثير من النتائج ويعيد خلط الأوراق ويبدّد المكاسب السياسية والمعنوية التي تحققت جراء إخراج الجيش اليمني واللجان الشعبية من عاصمة الجنوب والعاصمة الاقتصادية لليمن الموحّد.

السعودية لا تعترف على الإطلاق، على الرغم من كلّ هذه الوقائع بوجود مأزق، ولا تزال تعطل أي مبادرة قد تقود إلى إنجاز حلّ سياسي للأزمة في اليمن، ويبدو أنّ هذا السلوك جعل من سياسة المملكة العربية السعودية عبئاً ثقيلاً على حلفائها، ولا سيما الولايات المتحدة التي شجعتها على القيام بما قامت به في اليمن، واليوم توصف سلوك السعودية في اليمن بالمغامرة. لكن مأزق السعودية في اليمن لم يعد خافياً على أحد، وإذا كان المسؤولون الأميركيون لا يصرّحون بذلك للحفاظ على علاقاتهم الطيبة مع الحكومة السعودية فإنّ الإعلام الأميركي ومراكز الأبحاث تولّت نيابة عن الإدارة الأميركية فتح النار السياسية على السلوك السعودي في اليمن. «مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي» نشرت في 1/10/2015

 

دراسة أعدّها «نيل باتريك» حملت عنوان «المغامرة السعودية في اليمن»، جاء فيها حرفياً «عدم تحديد السعودية أهدافاً واضحة في اليمن يتسبّب بتفاقم الفراغ الأمني وقد يؤدّي إلى تقويض الأمن القومي للمملكة»، ويؤكد معدّ الدراسة أنه على الرغم من المكاسب التي تحققت في عدن ومناطق جنوبية «إلا أنّ السعودية لا تزال في مأزق». واضح أنّ ما تنشره الصحافة الأميركية وما تعدّه مراكز الأبحاث يشكل نوعاً من أنواع التعبئة والضغط على الإدارة الأميركية، أو لتبرير تحرّك من قبل هذه الإدارة للبحث عن حلّ يخرج السعودية من مأزقها حفاظاً على المصالح الأميركية الضخمة في المملكة وفي المنطقة.

قد يعجبك ايضا