ما بعد عملية توازن الردع الثامنة.. الإمارات أقرب!

 

تقفزُ الكثيرُ من التساؤلات بشأن العمليات العسكرية القادمة ضد العدوان الأمريكي السعوديّ، وهل ستكون كسابقاتها أم أنها ستغيِّرُ الكثير من المجريات، لا سِـيَّـما وأن عملية توازن الردع الثامنة، أثبتت أنها كانت أكثر إيلاماً ووجعاً للعدو السعوديّ، وأكثر ازعاجاً للعدو الإماراتي الذي باتت يتحسس رأسه.

وتمت عملية توازن الردع الثامنة بـ 14 طائرة مسيّرة، تنوعت ما بين “صماد 3” و”قاصف 2k”، واستهدفت عدداً من الأهداف العسكرية والحيوية التابعة للعدوّ السعوديّ، شملت قاعدة خالد في الرياض، ومطار عبد العزيز الدولي في جدة، وأهدافاً عسكرية في أبها وجيزان ونجران، إضافة إلى مصافي أرامكو في جدة.

وجاءت العملية الأخيرة في ظل تصعيد متواصل للعدوان الأمريكي السعوديّ سواء في جبهات القتال، أَو على الجانب السياسي، واستمرار الحصار على بلادنا، وهو ما استوجب الرد من صنعاء، والتي تفضل ألا تظل مكتوفة الأيدي تجاه ما تتعرض له من عدوان وحصار.

ويقول المتحدث الإعلامي باسم الأحزاب السياسية المناهضة للعدوان الدكتور عارف العامري: إن سلطة صنعاء أكّـدت من خلال عمليات الردع أن ميادين العزة والكرامة والحرية والاستقلال هي صنيعة توجيهات وحكمة القيادة الثورية ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -حفظه الله- وحنكة القيادة السياسية والعسكرية في تنفيذها.

ويضيف العامري في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أن القيادة الثورية والقيادة السياسية والعسكرية من خلال عملية توازن الردع الثامنة أثبتت أن لديها القدرة الكاملة على حسم المعركة في الداخل والخارج، وأن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة أثبتت أنها الثورة الحقيقية للخلاص من الوصاية الخارجية وانتزاع السيادة الوطنية، مؤكّـداً أن ما قبل عمليات الردع لن يكون كما بعده، من خلال ما نشاهده ونلمسه من توازن اقتصادي ووعي ثقافي وتماسك مجتمعي وسكينة أمنية في مواجهة التحديات.

ويؤكّـد العامري أن أنظمة تحالف العدوان ومرتزِقتهم وعملائهم لن يصبح لهم متنفساً في اليمن، وأن سلطة صنعاء وفي ظل هذا التطور العسكري الكبير الملحوظ سواء في الجانب القتالي والتأهيلي أَو من خلال تطوير الأسلحة النوعية هجومية ودفاعية، مُستمرّة في استراتيجية عمليات توازن الردع حتى تحقيق كامل أهداف الثورة، وتحرير اليمن واستقلاله، وُصُـولاً إلى تحرير الأراضي الفلسطينية المحتلّة، مُشيراً إلى أن كل عملية تختلف عن سابقتها من خلال التقدم في الكم أَو الكيف، الأمر الذي من خلاله استطاع أبطال الجيش واللجان الشعبيّة تحرير مساحات واسعة وإعادتها إلى حضن الوطن.

ويضيف العامري في حديثه قائلاً: “كما لا نغفل عن الحراك السياسي الذي فرضه الأبطال بأيديهم وأرجلهم في مواجهة العدوان والحصار المفروض على بلادنا، وأنه منح القيادة السياسية “فسحة” ومجالاً واسعاً لفرض شروط صنعاء.

الإماراتُ في مرمى النيران

ووضعت هذه العمليّةُ الاستراتيجية في سياق الردّ على تصعيد الغارات والحصار والتي لم يستطع العدوّ السعوديّ إيقافها أَو عرقلتها أَو منعها من تحقيق أهدافها المرسومة قبل انطلاقها، وبالتالي نجاحها بشكل مبهر، تزامناً مع توسيع رقعة العمليات، بالإضافة إلى إدراج الإمارات ضمن الأهداف العسكرية القادمة، بتأكيد العميد سريع ضمن البيان أنها ليست بمنأى عن العمليات الاستراتيجية لقواتنا المسلحة وسلاح الجو المسيَّر.

في السياق، يرى الكاتب والمحلل السياسي وجدي الصراري، أن هناك نقطةً مهمةً وجديدة في بيان المتحدث العسكري العميد يحيى سريع، وإعلانه عن عملية “توازن الردع الثامنة” والتي تتمثل بتهديده باستهداف الإمارات وهو ما يعني أن الإمارات باتت في مرمى نيران قوات صنعاء.

ويؤكّـد الصراري في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أن ما بعد الردع الثامنة ستكون نقطة مفصلية وحساسة بالنسبة للإمارات ولمرتزِقتها خَاصَّة بعد تصعيدهم الأخير في الساحل ومشاركة طيرانها في عمليات عسكرية في عدة جبهات رغم إعلانها سابقًا إنهاء تدخلها العسكري.

من جهته، يؤكّـد أُستاذ القانون الدولي، الدكتور حبيب الرميمة، أن عملية توازن الردع الثامنة أثرت كَثيراً على محور تحالف العدوان والحصار بقيادة آل سعود، سواء من الجانب المادي أَو المعنوي.

ويوضح الرميمة في تصريح لصحيفة “المسيرة” أن الجانب المادي يتمثل في نجاح المنظومة الهجومية الحربية اليمنية في اختراق أهم المنشآت العسكرية، وضرب عدد منها في وقت واحد، وهو ما يؤكّـد على التطور العسكري الكبير للقدرات العسكرية اليمنية مقابل صفقات الأسلحة المتعددة والمتطورة التي يبرمها آل سعود مع أكثر من دولة، أملاً بإيجاد منظومة دفاعية تمكّنه من الحفاظ على منشآته الحيوية من الطائرات المسيَّرة والصواريخ البالستية اليمنية، مؤكّـداً أن هذا التوازن على قدر كبير من الأهميّة، كما أنه مؤشر كبير على المسارات التصاعدية للقدرات المحلية الحربية -بعد 7 أعوام من العدوان والحصار- في مواجهة أحدث المنظومات الدفاعية لشركات الأسلحة العالمية.

ويواصل الرميمة حديثه بالقول: “أما من الناحية المعنوية فهذا التوازن يأتي في وقت يعاني محور تحالف العدوان والحصار بقيادة آل سعود من تخبط وانهيار ميداني واضح لمرتزِقتهم في العديد من الجبهات الداخلية من جهة، ومن جهة أُخرى الفشل الواضح بالتصدي للضربات العسكرية التي تستهدف أهدافاً عسكرية حساسة تعمد الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية ذكرها بشكل مجمل دون تفصيل.

ويشير إلى أن هذا يشكل ضغطاً معنوياً كَبيراً على القيادات العسكرية التابعة لآل سعود خُصُوصاً بعد الضربة التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية على أحد معسكراتها مؤخّراً، وأدت إلى مقتل العشرات من قيادات وضباط وجنود العدوّ، مُضيفاً أن الأهم من ذلك كله هو أن هذه القدرات اليمنية سواء في هذه العملية أَو غيرها من العمليات السابقة أَو القادمة تؤكّـد في توقيتها أنها منظومة ردع دفاعية -بالدرجة الأولى- كحق طبيعي ومشروع في مواجهة العدوان والحصار والتصعيد المُستمرّ لتحالف العدوان والحصار.

مسار تصاعدي

وتتخذ القوات المسلحة مساراً تصاعدياً في عمليات توازن الردع أمام عنجهية قوى تحالف العدوان وغطرستها، وهو تطور للأهداف يوازيه تزايد في القدرات المحلية الحربية -بعد 7 أعوام من العدوان والحصار- في مواجهة أحدث المنظومات الدفاعية لشركات الأسلحة العالمية.

وفي عملية توازن الردع الثامنة، كُـلّ شيء عرضة للهلاك في سبيل حق الرد وضمن إطار المشروع.

ويقول المحلل السياسي زيد الشريف ساخراً: “سوف تنهال الإدانات الأعرابية والغربية لتواسي النظام السعوديّ على هذه الصفعة الموجعة وكما تعودنا دائماً من وسائل الإعلام السعوديّة الترويج لأخبار سخيفة عقب كُـلّ عملية ردع، حَيثُ يتحدثون عن اعتراض طائرات مسيَّرة يمنية وفي نفس الوقت ينشرون أخبار إدانة ويؤكّـدون عدم اعتراضها”.

ويواصل الشريف حديثه: مجدّدًا عادت الإمارات إلى مضامين التصريحات والبيانات العسكرية للمتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، حَيثُ أكّـد القدرة على تنفيذ المزيد من العمليات الهجومية ضد العدوّ السعوديّ والعدوّ الإماراتي وهذا يعني أن الإمارات ستحصل على نصيبها في حال استمرت في غيها، متسائلاً بسخرية: أين ذهبت صفقة الدفاعات الجوية التي باعتها أمريكا مؤخّراً للجيش السعوديّ؟ هل لم يتم تفعيلها بعدُ أم أنها فشلت في اعتراض طائرات الصماد التي وصلت الرياض ودكت أهدافاً عسكرية هناك؟ سواء تم تفعيلها أم لا فهي فاشلة في اعتراض المسيَّرات والصواريخ اليمنية.

ويبين الشريف في حديثه لصحيفتنا أنه بعد تنفيذ عملية توازن الردع الثامنة وتحقيق أهداف القوات المسلحة اليمنية تؤكّـد أَيْـضاً قدرتها على تنفيذ المزيد من العمليات الهجومية ضد العدوّ السعوديّ والإماراتي في إطار الدفاع المشروع عن الشعب والوطن والرد على طغيان دول تحالف العدوان، وهذا أكثر أهميّة.

ويرى أن عملية توازن الردع الثامنة أعادت للمعركة الشاملة عنفوانها وصفعت العدوّ صفعة مدوية في عقر داره في الرياض وجدة وأبها وجيزان ونجران وتوزعت أهدافها بين عسكرية واقتصادية أهمها هدفٌ عسكريٌّ في قاعدة خالد في الرياض ومصافي أرامكو في جدة.

صحيفة المسيرة

قد يعجبك ايضا