ما هي ملامح المخطط الاستعماري القادم في اليمن؟وما هي انعكاسات خطوات الإمارات الأخيرة في عدن على مسار التسوية بين الرياض وصنعاء؟

 

ما هي ملامح المخطط الاستعماري القادم في اليمن؟

جاء تنظيم لقاء عدن التشاوري الذي نظمه وكلاء الإمارات في عدن بمثابة فعالية إعلامية سياسية تهدف إلى دعم مشروع الانفصال ومن أجل ذلك ضخت الإمارات ملايين الدولارات لعقد اللقاء وشراء الذمم بهدف الترويج لفكرة الانفصال.

لكن الشيء المفرح أن الحضور كان حضوراً متدنياً التزم بالمشاركة في اللقاء عدد دون المطلوب مما يسمى “المجلس الانتقالي الجنوبي” وبعض الشخصيات السياسية الشابة التي ليس لديها رؤية وطنية وخبرة في العمل السياسي.

أن الشيء المطمئن انه وبعد سنوات طويلة من الحرب والحصار والعبث الإماراتي السعودي في المحافظات اليمنية الجنوبية والشرقية لم تنجح الإمارات في حشد السياسيين الفاعلين وكان اللقاء بالحضور المتدني بمثابة الفشل الذريع لثمان سنوات من الاحتلال والتدمير .. لقد ذهبت كل التحضيرات الداخلية والخارجية واللقاءات التي تمت للتحضير للقاء أدراج الرياح وكان المؤتمر بمن حضر فيه بمثابة الإعلان الصريح لفشل المشروع الإماراتي في الجنوب.

الإمارات دولة حديثة العهد في الدخول إلى مستنقع الدول الاستعمارية تريد أن تقدم نفسها كدولة إقليمية لها وزن وثقل على المستوي الدولي .. لكن الذي لا تريد أن تفهمه هذه الدويلة أنها لا تمتلك المقومات والمؤهلات اللازمة لذلك جغرافياً وديموغرافياً ولا عسكرياً ولا صناعياً ولا حتى تاريخياً دولة أشبه ما تكون كسوق للمنتجات الغربية والشيء المؤكد أنها فقدت انتمائها العربي والإسلامي وأصبحت دولة بلا هوية.

والآن وبعد 8 سنوات من الحرب بات معلوماً لدي أبناء شعبنا اليمني حقيقة الأطماع السعودية الإماراتية في اليمن موقع وثروات وجزر لكن الشيء المؤكد أن وجود قوات الاحتلال في اليمن مسألة وقت ليس إلا وسيتم دفنهم في مزبلة التاريخ، فاليمن وصفتها كافة الدول المستعمرة منذ القدم بأنها “مقبرة الغزاة”.

 

ماهي انعكاسات خطوات الإمارات الأخيرة في عدن على مسار التسوية بين الرياض وصنعاء؟

 

تعاظمت نشوة المجلس الانتقالي الجنوبي، الموالي للإمارات، بـ”الانتصار” الذي أعلنه الأثنين الماضي على بقية مكونات التحالف، عبر ضم أثنين من أعضاء ” المجلس الرئاسي” بصفة نائبين لرئيس المجلس الانتقالي.

ويبدو من وجهة نظر مراقبين، أن مخرجات اللقاء التشاوري، الذي نفذه الانتقالي على مدى قرابة خمسة أيام، والإعلان عن تعيين أبو زرعة المحرمي، وفرج البحسني، نائبين لرئيس المجلس الانتقالي، قد أدخلت اليمن في تشعبات جديدة، في الوقت غير المناسب.

ويرى مراقبون أن مخرجات اللقاء التشاوري وضم البحسني و المحرمي إلى الانتقالي، يمثل اجهاضا واضحا لمحاولة الترتيب التي تجريها السعودية، للهيمنة على المناطق اليمنية الواقعة تحت سيطرة التحالف، حيث أكدت الإمارات للسعوديين أنها خصم لا يمكن الالتفاف عليه في اليمن، وأن على الرياض أن تدفع الكثير ثمناً لاستيقاظها المتأخر.

وخلال الساعات الماضية، وصلت حالة التباهي لدى السياسيين والصحفيين التابعين للانتقالي، إلى حد الإعلان عن أن “مغادرة العليمي لحضور القمة العربية القادمة ستكون المغادرة الأخيرة لمدينة عدن”.

الانتقال من مناورات الامتصاص إلى الهجوم

بين أكتوبر ومارس الماضيين، كانت أبو ظبي والفصائل التابعة لها جنوب اليمن، قد التزمت الصمت أمام التوجهات السعودية للسيطرة على جنوب وشرق اليمن، والتي وصلت خلالها الأوضاع إلى حافة المواجهة العسكرية، قبل أن تعيد الرياض حساباتها وتفضل عدم الانجرار إلى ساحة مواجهة جنوب اليمن، لاتزال الإمارات تحتفظ فيها بقوة عسكرية تفوق نظيرتها السعودية، ورغم قيام الرياض بإنشاء “قوات درع الوطن” في نهاية فبراير الماضي، إلا أنه بحسب مراقبين لا يزال من المبكر الاعتقاد بأن السعودية قد تمكنت خلال فترة لا تتجاوز أربعة أشهر من انشاء قوة مكافئة للفصائل الموالية للإمارات في عدن وبقية محافظة جنوب اليمن، التي تركتها السعودية مسرحاً لهيمنة الإمارات على مدى ثمانية أعوام.

ويبدو حسب محللين سياسيين، أن أبو ظبي قررت مكاشفة السعودية، وحزب الإصلاح ” جماعة اخون اليمن” أن الإمارات لازالت تمتلك المزيد من الأوراق للحيلولة دون تمكن الرياض من الهيمنة على الموقف في المناطق اليمنية التي يسيطر عليها التحالف، والتي قامت خلالها الإمارات بتغيير التركيبة السياسية لـ”المجلس الرئاسي” الذي شكله التحالف في الرياض في ابريل العام الماضي.

ارباك مسار التسوية

وبعيداً عن التداعيات الناجمة عن الصفعة الإماراتية الأخيرة للسعودية وإخوان اليمن، بالاستحواذ على التمثيل السياسي للسلطات الحاصلة على الاعتراف الدولي في اليمن، أعلنت صنعاء عبر قيادات سياسية وديبلوماسية مخاوفها مما وصفه عضو وفد صنعاء المفاوض، عبدالملك العجري، “انقلاب الانتقالي على الجمهورية اليمنية” ومطالبته دول التحالف ” إعلان موقف واضح” من ذلك “الانقلاب”.

بينما يرى كثير من المراقبين أن تحركات ابوظبي الأخيرة في عدن، ليست أكثر من ترتيبات جديدة لتقسيم تلعب بخيوطها المخابرات الأمريكية.

ولعل ما يزيد من تعقيد الوضع بعد خطوات أبو ظبي الأخيرة في عدن، انها جاءت وسط أجواء ملبدة بالغموض تحيط بمصير مباحثات التسوية القائمة بين صنعاء والرياض، والتي أصبحت إمكانية تعرضها للإحباط لا تقل عن فرص نجاحها، في ظل عدم استبعاد أن تنجح أبو ظبي في جر الرياض إلى الغرق في وحل مشاكل تسوية الملعب لصالحها جنوب اليمن، بما يمكن الرياض من تقديم نفسها ند لصنعاء في مباحثات التسوية، وليس باعتبار الرياض طرفاً أعلن الحرب لكنه لم يعد قادراً التحكم بنهايتها.

 

 

المصدر:وكالة الصحافة اليمنية

 

قد يعجبك ايضا