ما وراء التفعيل الأمريكي لدور جماعة الاخوان في اليمن؟

 

لا يوجد هناك ما يدعو للثقة.. قوى التحالف تسجل المزيد من الانهيار والتخبط في اليمن، لكن ذلك لم يمنع التحالف من اتخاذ موقف سياسي موحد تجاه الاستمرار بالحصار وحرب التجويع ضد شعب اليمن، وبما يؤكد أن هناك عقلية سياسية تقف خلف مواقف الرياض والإمارات وجماعة الاخوان في اليمن، إلا أن تلك العقلية لا تريد أن تضبط إيقاع السعودية والإمارات تاركة الرياض وأبو ظبي فريسة للمزيد من الإخفاقات في إطار تهيئة الوضع لتدخل أمريكي مباشر في اليمن.

صراعات هزلية.. عناوين مشبوهة

خلال الشهرين كانت محافظات جنوب وشرق اليمن مسرحاً لصراع جديد، تحالفت خلاله الرياض مع عدوها اللدود في جماعة الاخوان ” حزب الإصلاح” بغرض اختلاق صراع ما يؤدي إلى اخراج دعوات “استقلال حضرموت” إلى العلن، إلا أن تعاون السعودية مع جماعة الاخوان ما لبث أن تبخر، حيث عادت السعودية إلى مهاجمة جماعة الاخوان في اليمن، على خلفية الترتيبات الجارية لعقد مؤتمر للتعاون والصداقة بين الولايات المتحدة وجماعة اخوان اليمن في واشنطن في الـ9 من يناير الجاري.

ضربة أمريكية صغيرة لبيت الزجاج السعودي

تشعر السعودية بالتهميش بعد اقدام واشنطن على التعامل المباشر مع جماعة الاخوان في اليمن،  الرياض التي تعتبر جماعة الاخوان تنظيما إرهابياً، إضافة إلى أن الرياض كانت تعتبر نفسها الطرف المخول باتخاذ أي قرارات تخص مناطق سيطرة التحالف، وقد اتخذت على ضوء ذلك الشعور الكثير من المواقف بدعم من قبل الولايات المتحدة، قبل أن تفاجئ الرياض بأن واشنطن لم تعد تعير الدور السعودي أهمية في اليمن، من خلال التعامل المباشر مع جماعة الاخوان، ومثلما تعمل الرياض على تهميش الحكومة التابعة للتحالف في اليمن، وجدت الرياض انها في نفس موضع التهميش من قبل الأمريكيين، وهو أمر هشم بيت الزجاج الوهمية التي كانت الرياض تعتقد من خلالها أنها طرف فاعل لا يمكن تجاوزه في التحالف مع الولايات المتحدة.

ويشير الموقف الأمريكي فيما يخص تفعيل دور جماعة الاخوان في اليمن، إلى أن الولايات المتحدة تضطر بين الفينة والأخرى إلى تغيير أدوات تعاملها في المنطقة العربية، وبما أن جماعة الإخوان كانت من أوائل المتحمسين لدعوات “استقلال حضرموت” التي طرأت إلى السطح خلال الشهرين الماضيين، على إثر صراعات هزلية بين أطراف التحالف، حيث تأتي دعوة ” استقلال حضرموت” في ظل اهتمام امريكي غير مسبوق بمحافظة حضرموت شرق اليمن، عبرت عنه الزيارات المكثفة للمسؤولين الأمريكيين إلى المحافظة.

وهو مسألة لا يمكن أن تقدم فيها الرياض أي نوع من الخدمات، خصوصاً في ظل توقعات أن السعودية تسعى إلى ضم “حضرموت” إلى المملكة، وهو موقف لا ينسجم مع التوجهات الأمريكية الاستراتيجية الهادفة إلى خلق ” الشرق الأوسط الجديد” والذي يشمل تقسيم السعودية نفسها، وليس ضم مساحات إضافية إلى المملكة.

 

تحليل / وكالة الصحافة اليمنية
قد يعجبك ايضا