مثلت رافدًا جديداً في الحروب الحديثة: المسيرات.. فلسفة قتالية عصرية في المواجهة

ما كشفته المجلة الأمريكية “ناشيونال انترست” مؤخرا حول قضية اعتماد روسيا على التجربة اليمنية في معركتها بأوكرانيا وفي عملياتها العسكرية الخاصة لم تكن أخباراً مبالغ فيها أو أنها تأتي لمجرد الاستهلاك الإعلامي

فليس غريبا ان تتجه روسيا وهي دولة مصنعة ومتقدمة للاستفادة من تجربة القوات المسلحة اليمنية التي حققت بفضل الله تعالى نجاحا متميزا في تحويل المسيرات إلى سلاح ردع استراتيجي .
فهذه التجربة بواقع ما حققته من معطيات ونتائج عسكرية خصوصا في ظل العمليات الهجومية التي تم تنفيذها ضد تحالف العدوان تعتبر تجربة متميزة غنية بالمعارف وتراكم الخبرات والمهارات، فقد وضعت فلسفة جديدة ومبتكرة في فن استخدام الطائرات دون طيار بما يساعد على تنفيذ أغراض استراتيجية أحياناً لا تستطيع الصواريخ الباليستية تحقيقها ونأخذ مثلا تحقيق توازن الردع بأقل التكاليف وبأسهل العمليات.
لذلك فالتجربة بفلسفتها تعتبر رافدا جديدا في إطار الحرب الحديثة والمعاصرة خصوصا القائمة على حرب الصواريخ والطيران المقاتل والأسلحة الجوية والدفاعية الموازية.
فما حققته هذه التجربة أنها طوعت الطيران المسير بمختلف أنواعه (الدرونات) لخدمة أغراض استراتيجية فقد جعلته سلاحاً فتاكاً في ارض المعركة وذراعاً ضاربة عابرة للحدود يمكن من خلالها بفضل الله تعالى كسر التوازنات وتحقيق التفوق العسكري المطلوب على احدث الترسانات المعاصرة ونأخذ هنا الترسانة الأمريكية التي تحتمي بها وتستخدمها كل من السعودية والإمارات والنقطة الأهم أنها حولته إلى سلاح ردع استراتيجي متكامل.
فخلال مسرح العمليات التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية بالثمانية أعوام خصوصا الموجهة نحو أعماق السعودية والإمارات تم استخدام الطائرات المسيرة بطريقة مثالية وبأساليب وتكتيكات مذهلة حققت تفوقاً كبيراً ضد احدث النظم الدفاعية الأمريكية منظومات الباتريوت باك3  ومنظومات (ثاد )وتحقيق قصف مدمر للأهداف الحيوية بالعمق السعودي والإماراتي من على بعد 1000 إلى 2000كم بدقة وبنجاح قياسي .
لذلك فالمتابع للأحداث سيجد أن الطائرات المسيرة لم تصل إلى ما وصلت إليه اليوم من مكانة في موازين القوى الإقليمية والدولية إلا بعد الاطلاع على التجربة اليمنية التي أعطت لهذا السلاح فاعليته في تغيير مسارات حرب كونية مقعدة تقودها أقوى وأغنى دول العالم .
لذلك ليس غريبا هنا أن تستفيد روسيا من هذه التجربة المذهلة والناجحة وان تعتمدها في عقيدتها ومدارسها العسكرية فمثل هذه التجربة يحق لها أن تدرس في أفضل الأكاديميات لأنها بفضل الله تعالى قهرت احدث الترسانات والعلوم العسكرية الغربية..

 

 

زين العابدين عثمان

قد يعجبك ايضا