محرر شؤون الشرق الأوسط في الغارديان يكتب عن : انحطاطاً جديداً في الأمم المتحدة

 

مملكة بني سعود لم تحب الأمم المتحدة أبدا، غير أن الخلاف مع بان كي مون حول ضحايا الأطفال في الحرب على اليمن هذا الأسبوع يمثل مستوى متدن جديد. لقد كان حدثا غير عادي الاستماع إلى الأمين العام للأمم المتحدة وهو يعترف علنا بأنه قد تم لي ذراعه لتغيير التقرير في أعقاب الغضب السعودي.

وفي السياق نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقال للكاتب ايان بلاك, محرر شؤون الشرق الأوسط جاء فيه ..

بدأ الخلاف عندما نشرت الأمم المتحدة تقريرا حول الانتهاكات العالمية لحقوق الطفل وأدرجت التحالف العسكري الذي تقوده سلطات بني سعود في اليمن ضمن قائمة المنتهكين، حيث يدعم هذا التحالف استعادة الرئيس الشرعي ومحاربة المتمردين الحوثيين. إنها حرب مثيرة للجدل تعكس التوترات الإقليمية، لاسيما مع إيران.

ويضيف الكاتب, تملك المملكة أصدقاء أقوياء والعديد من الأعداء. كما أنها أيضا تملك مزاجا يميل إلى الحزم في عهد الملك سلمان الذي يدير إبنه الطموح محمد ولي – ولي العهد السياسات الرئيسية للمملكة. وكان تقرير الأمم المتحدة الذي صدر في الأسبوع الماضي قد هاجم على حد سواء قوات التحالف والقوات المتمردة بسبب “عدد كبير جدا من الانتهاكات” بما في ذلك الهجمات على المدارس والمستشفيات، ولكن التقرير قال أن التحالف مسؤول عن 60٪ من وفيات وإصابات الأطفال في اليمن العام الماضي. لذلك كان هناك غضب عندما قالت الأمم المتحدة أنها أزالت التحالف من القائمة السوداء السنوية عن حقوق الطفل في انتظار تقديم عرض مشترك من قبل المنظمة الدولية والتحالف عن تلك الوفيات والإصابات. واحتجت منظمات حقوق الإنسان على ماوصفته بـ ” الصفعة المشينة” و “القوادة الوقحة” و “الفشل الأخلاقي”. واتفقت جميعها على أن مصداقية الأمم المتحدة قد تضررت. حيث اشتكى دبلوماسيون مجهولون من البلطجة والتهديد والابتزاز. حينها اعترف بان كي مون للعلن أنه تعرض لضغط “غير مقبول” و “غير مبرر”. لم يذكر على وجه التحديد بأن السعوديين هددوا بقطع التمويل، لكن ذلك كان واضحا بشكل جلي في تصريحه للمراسلين بأن “الأطفال المعرضون للخطر في فلسطين وجنوب السودان وسوريا واليمن والعديد من الأماكن الأخرى قد يقعون في مزيد من اليأس”. حلفاء السعودية، بما فيها الأردن، والإمارات ومصر والكويت وقطر – جميع أعضاء الائتلاف – احتجوا أيضا على القرار.

ومع ذلك، نفى سفير المملكة لدى الأمم المتحدة القيام بأي تهديدات، ومنها تلك التهديدات الواردة عن مغادرتها الأمم المتحدة تماما. وقالت مصادر سعودية أنها ” تشتبه في قيام الولايات المتحدة بتسريب تفاصيل مضرة بالتبادلات الدبلوماسية الخاصة “.

 ويصر الجيش السعودي على أن تقارير منظمات حقوق الإنسان عن وفيات مدنيين في غارات جوية لقوات التحالف تستند على تحقيقات غير كافية. وهو نفس الرد الذي قاله الجيش في السابق بشأن المزاعم حول استخدام القنابل العنقودية التي زودته بها المملكة المتحدة، غير أن وعودها المتعلقة بإجراء تحقيقات في هذا الشأن لم تتحقق حتى الآن. وبعد كل هذا، فإن السعوديين ليسوا فقط غير نادمين، بل أنهم غاضبون.

من جانب آخر, يقول بيتر سالزبوري أحد خبراء تشاتام هاوس في منطقة الخليج ” هذا جزء من التوجه الجديد فيما يتعلق بالطريقة التي ينتهجها السعوديون في سياساتهم الخارجية “. وأضاف ” هذه ليست المرة الأولى التي يمارس فيها السعوديون الضغط على الأمم المتحدة للحد من الانتقادات حول تصرفاتهم، خصوصا في اليمن. المشكلة هي أنه بدلا من تحسين صورتهم فأنهم فقط يعززون فكرة أنهم يستخدمون عضلاتهم المالية للحصول على ما يريدون “. وقال سالزبوري ” من الصعب أن نرى كيف أن ذلك لن يؤدي على المدى البعيد إلى انتكاسة أو استجابة سلبية من بعض الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والرأي العام في دول مثل بريطانيا والولايات المتحدة، الذين يدافعون عن تحالفهم مع السعوديين، عندما يتعلق الأمر بموضوع عاطفي ومؤثر كموضوع حماية الأطفال في الحرب “

قد يعجبك ايضا