محطات رمضانية تستلهمها أسر الشهداء

 

لرمضان عبق روحاني جميل تعيشه الأسر اليمنية وعلى وجه الخصوص أسر الشهداء التي تستلهمها ذكريات الشوق والحنين إلى شهدائها من قدموا دماءهم الطاهرة قرباناً للحرية والاستقلال الوطني..

البداية مع أسرة الشهيد الإعلامي أمين قاسم يحيى هاشم الجرموزي .. من كان مجاهدا وإعلاميا في مختلف جبهات النضال والعزة والحرية ليس على مستوى صحيفة “الثورة” الرسمية فحسب .. وإنما في كافة المجالات الإعلامية المناهضة للعدوان وفي مقدمتها قناة المسيرة والإعلام الحربي كمصور وموثق ومحرر ومراسل لكافة الفعاليات الثورية .. لم يكتف بقلمه وعدسته فحسب بل حمل على كتفه بندقيته منضما إلى صفوف القوات الخاصة ملقنا الأعداء درسا صلبا من الكرامة الوطنية .
يقول الحاج قاسم أبو الشهيد: ما إن يأتي الشهر الكريم علينا حتى تتجدد الذكريات والأشواق تجاه أمين البطل الذي احتل مكانة كبيرة بطيبته وأخلاقه الراقية في قلوب كل من حوله .
عاداته الرمضانية
ويتذكر الحاج قاسم بعض مواقف أمين في رمضان حيث كان حريصا على قراءة القرآن في الجامع الكبير بصنعاء القديمة يحيي الشهر بحلقات الذكر والدروس الدينية والإحسان يعود لأسرته حاملا مختلف الحلويات التي تشتهر بها صنعاء القديمة كالرواني والقطايف والبسيمة .
واستطرد: وما إن يأتي هذا الشهر الكريم حتى نتذكر آخر كلامه بإعلانه الانضمام والسير على خطى المسيرة القرآنية حتى وهب نفسه لله والوطن لا يهمه ولا يعنيه لومة لائم وهو يرى حرمات الله تنتهك وأرضه تغتصب والأبرياء يقتلون لا ذنب لهم ولا حول ولا قوة فانخرط مع كل صفوف وانواع الجهاد بدأ بالتحاقه بمكتب أنصار الله والجبهة الإعلامية بمنطقة شعوب بصنعاء فكان هو المسؤول الإعلامي بمنطقة شعوب وقد أبلى في ذلك بلاء حسنا .
وختم حديثه بالقول : والله لو عاد بي الزمان لريعان الشباب لكنت اول المجاهدين في سبيل الله والوطن !!
صوم في الجبهات :
أما أم الشهيد وليد محمد عبده الإبي الملقب بأبي الجهاد فتقول : انطلق إبني منذ قيام ثورة الـ 21 سبتمبر 2015 م في سبيل الله ولم يوقفه أحد . كنا نحاول إقناعه بأن لا يذهب خوفا عليه من أي مكروه – لا سمح الله – لكنه رفض بقوله لن تدخلوني جنتكم فغايتي جنة الله . فاتجه بعدها للدورات الثقافية والعسكرية ثم للجبهات .
ومضت بالقول : تعودنا بعد ذلك أن يأتي رمضان وهو غائب عنا فكان يصوم في الجبهات . إلا يوماً واحداً أتذكر حين قال لي أدعي لي بالشهادة وانفقي ما استطعت وقبل استشهاده حلم بأنه يرى رؤوساً مقطعة وناساً لا يعرفهم قال لي سأستشهد بطلقة في رأسي وقاتي في فمي وفعلا استشهد بعد أسبوع في جبهة عسير .
شغف الجهاد
أم الشهيد العباس إبن علي المؤيدي من جهتها تقول : منذ الصغر وشهيدي شغوف بالجهاد وكان لايترك دورة ثقافية أو عسكرية إلا وحضرها .
متطلعة بأن يتم إضافة اسم الشهيد إلى كشف راتب أسر الشهداء من قبل الجهات المعنية .
وختمت بقولها : أمنيتي بأن يأتي رمضان العام القادم وقد لحقت بإبني الشهيد وأن يجمعنا الله في جنته.
دعم ورعاية
أم هاشم الوجيه منسقة أسر الشهداء في الهيئة النسائية لأنصار الله بينت الدور الذي تقوم به الهيئة في دعم أسر الشهداء ورعايتهم والمتمثل في إنشاء مشاريع صغيرة تكفل لهم سبل العيش الكريم خاصة لمن فقدوا عائلهم وإقامة العديد من الدورات التدريبية والتأهيلية في مختلف الجوانب العلمية والاجتماعية والمهنية .
ولمعالجة آثار الحرب ووقعها النفسي على أسر الشهداء بينت الوجيه أن الهيئة أقامت العديد من البرامج والدورات في مجال التأهيل النفسي للتغلب على آثار الحرب النفسية وإعادة دمج المتضررين للمجتمع بشكل فعال ومنتج يخدم المجتمع والوطن.
الدور الحكومي
ووفاء للدور الذي قدمه الشهداء كان لزاما على الحكومة مبادلة الوفاء مع أسرهم حيث أقر مجلس الوزراء في اجتماع سابق له تخصيص قطعتي أرض لكل أسرة من أسر الشهداء والجرحى لبناء مساكن لها سواء بأمانة العاصمة أو المحافظات والمديريات .و تخصيص نسبة لأبناء الشهداء والجرحى كمنح في الجامعات الحكومية والأهلية واعتماد درجات وظيفية لأبناء الشهداء وجرحى الحرب في إطار خطط التوظيف السنوية. بالإضافة إلى تخصيص منح علاج مجانية لأسر الشهداء والجرحى في مستشفيات أمانة العاصمة والمحافظات.

قد يعجبك ايضا