مذبحه سيناء الأبعاد والأسباب…بقلم/ زين العابدين عثمان

 

البعض يرى بان التفجير الذي حصد ارواح المصريين اليوم في احد مساجد منطقه العريش بسيناء هو تفجير ارهابي كسائر التفجيرات التي يقوم بها تظيم داعش في اكثر من دوله . لكن من يغوص ولو قليلا في حيثيات هذه الجريمه الشنيعه سيرى ان وراءها قوى اقليميه واجندات دوليه مولتها ماليا وسهلت الطريق امام من قاموا بالتفجير الارهابي وكٲن هذه المجزرة اتت كرساله تحذيرية من تلك القوى الى نظام عبدالفتاح السيسي والشعب المصري ككل .
ليس رجما بالغيب ولكن الواعي والمدرك للاحداث الاخيرة خصوصا فيما يتعلق بالمواقف المصريه الحياديه امام قضايا المنطقه الساخنه خصوصا في الشٲنين السوري والعراقي وعدم تدخلها يعلم بان هذه المواقف حكيمه وذات انعكاسات ايجابيه على الامن والسلم الاقليميين وفي الوقت نفسه كان لها وقعا جيوسياسي مخيب للآمال السعوديه في خضم طموحاتها واستراتيجيتها بالمنطقه .
لهذا فالمجزرة التي دفع ثمنها المدنيين المصريين اليوم وتوقيتها ونوعيه مكان مسرح الجريمه وعدد الضحايا الكبير لها دلالات ناصعه توحي بانها اتت بطابع سياسي اكثر من كونها ارهابيه فمرتكب الجريمه هي قوى اقليميه ولكن على شاكلة تنظيم داعش وهذا هو ما تثبته حيثيات هذه الجريمه المتزامنه.

السعوديه وحلفاءها لاتستبعد على الاطلاق بان تكون على طليعه الاتهام بانها هي من وقفت وراء هذا البروتوكول الدامي لاغراض واهداف سياسيه تتمثل في ترويض مصر لدفعها نحو تغيير مواقفها المحايده تجاه ايران والمنطقه والالتحاق بالموقف السعودي.

هناك جانبا اخر ربما قد يفند ابعاد هذه الجريمه الى حد ما. ولانريد ان ننط عليه وهو االازمة القطريه .فحصول مذبحه سيناء اتت بالتزامن ايضا مع احتتام النزاع السعودي القطري وصراع الوهابيه مع الاخوان المسلمين لذا لما لا تكون تلك المذبحه نتاج هذا الاحتقان والحرب البارده بين القطبين خصوصا مع قيام السعوديه لوضع جماعه الاخوان على لائحة الجماعات التكفيريه الارهابية? 
ليس مستبعد فكل الاحتمالات واردة على ان مجزرة سينا ناجم عن تضخم العداوه السعوديه القطريه خصوصا وان علماء الوهابيه باتوا يطلقون فتاوى تكفير واهدار للدم الاخواني
في الاخير الشعب المصري هو المستهدف وهو من يدفع ثمن وهو ضحية هذه السياسات الهوجاء وصراع الجماعات وايجازا للاكلام ان الشعب المصري امام انعطافه خطيرة في مجال امنهم الداخلي

قد يعجبك ايضا