(مسرحية تركيا ، لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير ) بقلم/ د.يوسف الحاضري

 

مسرحية الإنقلاب التي حصلت في تركيا للأسف الشديد سقط الكثير في التضليل والتوجيه والتلاعب الذي أرادوه مننا مؤلفوها ومنفذوها ومخرجوها ، تفاعل الكثير من أبناء الوطن العربي عامة وأبناء دول المقاومة العربية خاصة لهذا الأمر ثم تفائل بحلحلة كثير من المشاكل والمآسي التي يعيشها أبناء الوطن العربية منذ أكثر من 6 سنين ومازالت لقيادة تركيا السياسية يد طولى في مايحصل من منطلقات عديدة أهمها إنتماء القيادة إلى ما يسمى منهجية الإخوان المسلمين (صانعوا الشر في الأرض ) وثانيها التذلل المستمر للإتحاد الأوروبي عبر بوابة رضا أمريكا والذي لا يمكن الحصول عليه إلا عبر بوابة الكيان الصهيوني وهذا ما حصل في ليالي قدر رمضان الماضي عبر التطبيع الرسمي معهم ، عوضا عن تلك المعسكرات الكبيرة المفتوحة في تركيا لتدريب ما يسمى (داعش) وغير ذلك .

لم ينجح الإنقلاب رغم أن إخراجه الفضيع حسس الجميع بذلك وخاضوا في أمور أبعد من الإنقلاب مما تأثرت كثير من الأنفس التي كانت تعيش حالات فرح وسعادة من تلك الشعوب التي أحرقتها نار التآمر العالمي المشتركة فيها قيادة تركيا على رأس تلك الشعوب ، الشعب اليمني ،الشعب السوري والشعب العراقي ،ولكننا من منظور آخر نجد الكثير والكثير من الفوائد والمكتسبات التي يجب أن نستفيدها من هذا الحدث كوننا قادمون على متغيرات أكبر وأعظم من مجرد سقوط أردوغان وصعود آخر والذي في الأساس لم نكن نمتلك رؤية كافية عمن هذا البديل وماهية منهجيته والتي ربما يكون أشد تآمرا ممن أنقلب عليه ، فتكون فرحتنا صماء عمياء بكماء ، ومن أهم هذه الأمور :-
– الحالة النفسية التي تعيشها الشعوب العربية و الإسلامية تجاة أرض يفترض ان تكون إسلامية مما يعطي دلالة واضحة أن مخططاتهم لن تنجح في هذه الاوطان التي يعيش أبناءها حالة من التيقظ والإنتباة والمعرفة السليمة

– تعرفنا على سوء وسائل إعلامية كنا نظنها من الأخيار والمقاومة وتعرت تماما كما تعرت من قبلها قنوات الجزيرة والعربية ومن يدور في فلكهن من خلال مشاركتهن في المسرحية لإخراجها كما يريد المتآمرون من المسرحية وسنضع كثيرا من الإختياطات اللازمة لتحصين أنفسنا ومجتماعتنا من التضليل والتوجيه الإعلامي والتي تندرجان ضمن مسألة التلاعب بالعقول.

– تعري كثير من الأفراد الذين ضمن نطاق مجتمعنا الإعلامي أو الحياتي أو العملي والذي لم يكن لدينا عنهم رؤية واضحة خاصة في جزئية إنتماءهم وذلك من خلال إضطرابهم وإفتضحاهم جراء خبر سقوط زعيمهم الروحي .

– وللأسف الشديد إتضح لنا جليا أننا لم نصل لتلك المرحلة الروحانية التي يجب أن نكون عليها لنتعامل تعاملا سليما مع المتغيرات العظيمة التي ستحدث في المنطقة لتمكين المستضعفين على أنقاض سقوط دول الطغاة المستكبرين لأننا قابلنا هذه النعمة (أي خبر الإنقلاب) بمئات النكت والطرف والضحكات العالية وتناسينا الأسلوب الأمثل للتعامل السليم مع هذه الوضعيات من خلال التسبيح والإستغفار (فسبح بحمد ربك وأستغفره انه كان توابا) وما يمكن ان يتم التمكين لنفوس كهذه النفوس لأن مرحلة مابعد إندحار دول الطغاة والظلمة سيكون وضعا روحانيا عظيما مرتبط بالله ارتباطا وثيقا يسير على منهجية القرآن الكريم فالإستخلاف في الأرض عظيم ولا يمكن ان يتم إستخلاف الا من كانت نفوسهم عظيمة بذلك القدر الذي تتطلبه المرحلة .

– تم تأكيد موضوع نشرته بالأمس عن جزئية (أن حكام دول الإستكبار لا يهمها دماء وأرواح الشعوب عامة وشعبها خاصة ) فهي مستعدة لأن تساهم في سفك آلاف الأرواح من أبناء وطنها (وهذا ماحصل بالفعل من عدد القتلى والجرحى الذين سقطوا بالأمس ﻷجل هذه المسرحية ) لتحقق من خلفها مكاسب إستعماريه كما حصل في (أحداث 11 سبتمبر 2001 في نيويورك ) وتلك الجثث التي في الأساس جثث لأمريكيين كان في الأساس أن تسعى قيادة أمريكا للحفاظ عليهم لا ﻷن يقدمونهم قربانا للتوسعات الإستعمارية التي جنتها أمريكا عقب تلك الأحداث ، عوضا عما يحصل هذه الفترة في فرنسا من جرائم لم تخلو بصمة القيادة الفرنسية منها والإرهابيين الذين تنشئهم مملكة داعش السعودية معظمهم من أبناء نجد والحجاز كان في الأولى تحصينهم ليحافظوا على حياتهم وحياة من حولهم وغير ذلك من أمثلة عديدة كما كان يحصل في اليمن من قبل من عمليات إرهابية القيادة اليمنية السابقة جزء من التخطيط والتنفيذ .

– أعطتنا دروسا أخرى في التعامل السليم مع ما سيتم القيام به من قبل دول الإستكبار وألا نتناقل الأمور بسرعة ، وكما قال الإمام علي عليه السلام (ولا تصدق ساع فإنه غاش وإن تلبس بثياب الناصحين ) .

إجمالا للأمر ، فإن الأمر الذي حصل بالأمس يمكن نعتبره ضمن خانة (الإفك) ، حيث يوضح الله جل وعلا صفات الأفك والأفاكين بأنهم من يتعاملون مع الشياطين سواء شياطين الإنس او شياطين الجن ، لذا لا يجب التعامل مع هذا الافك بأنه شر لنا بل هو خير ، ونبشر أنفسنا أن لكل من خطط في الأمر ونفذ لهم مهانة في الدنيا قبل الآخرة ومهانتهم ستعكس سقوط أنظمتهم فقط علينا أن نتعلم من الاحداث دروسا عديدة لنكون على قدر المهام العظيمة والجسيمة التي ستلقى على كاهلنا في الفترة القادمة .
فالله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

قد يعجبك ايضا