مصباح الهمداني يكتب عن حرائق أرامكو

مصباح الهمداني يكتب عن حرائق أرامكو!
————–
حضرتُ في عدَّة مرَّات محاضرات متعددة الوجوه، وعالية الكفاءات، ويتم صبَّ الحديث فيها حول قُدرات أمريكا، والتي باستطاعتها أن ترى النملة في الأرض وتحدد مسارها، ويبالغ البعض بأنَّ أمريكا قادرةٌ على رؤية ما تحت الأرض، ولا يخفى عليها شيء.
والحقيقة أن أمريكا قد غَرسَتْ هذه الرؤية في أذهاننا من خلال قنواتها الظاهرة والباطنة، ومن خلال تعليمها المباشر والمستتر؛ بأنها القوة الكبرى التي لا تُهزم، والتقنية الأعظم التي لا تغلب، والسلاح الذي لا يُخترق.
ولكيلا نُحلِّق بعيدًا، دعونا نتوقف عند العملية اليمانية المسددة الأخيرة، والتي أسماها رجال الوطن “بعملية توازن الردع الثانية”
والتي جعلتْ من بني سعود ونعالهم، يلتفون حول ذيل أمريكا أملاً في رؤية بارقة أمل، لكنَّ أمريكا تتبول فوق رؤوسهم، وتُعلن عجزها وفشلها في معرفة مسار الطائرات، ويتحدث وزير خارجيتها؛ مايك بومبيو أنه لا دليل أنَّ الهجمات في #بقيق جاءت من اليمن”، يقف السعوديون ونعالهم تحتَ الذيل الأمريكي بعدَ أن دهنوا وجوههم بما جادَ لهم به، ويسألونه:
-من أين أتت الطائرات إذًا؟
فيجيبهم:
-لا أدري.
-هل رأيتم الطائرات المسيرة بأقماركم وراداراتكم المتطورة؟
-لا لم نرها، ولكنَّا سمعناها حين وصلَت كما سمعها كل السعاودة والمغتربين.
-فكيف تقولون أنه لا دليل أنها من اليمن؟
-لأنَّ هذه الطائرات المسيرة عطَّلت قدرة الأقمار والرادارات، وشلَّتْ كفاءة الباتريوت تمامًا.
-ومَن يمتلك مثل هذه الطائرات في العالَم يا أمريكا؟
-لا نعرف أحدًا فوق الكرة الأرضية يستطيع تسيير طائرات مسيرة لأكثر من ألف كيلومتر، وفوق هذا؛ يجعلها مخفيَّة تمامًا، وفوق الفوق؛ تُصيب أهدافها بدقة 100%.

بالله عليك أيها اليمني؛ ألا يحق لك أن تفخر، ألا يحق لك أن ترفع رأسك بشُكر، وأن ترفع هامتك بعِز.
كم أحتقر أولئك الناقصون المتسكعون في كباريهات القاهرة ومقاهي تركيا وهُم يُرددون:
“مش معقول أن الحوثيين-اليمنيين-يصنعوا طائرات بهذه المواصفات”
“لازم لازم هذه الطائرات من إيران”…

يا هؤلاء الناقصين، ويا بقية الساقطين؛ والله الذي لا إله غيره لو كنتُ مكانكم-والعياذ بالله-لافتخرت وحدَّثت الغرباء عن أبناء بلدي والعقول الجبارة، ولحدثت العالم عن مصداقية أصدق البشر؛ محمد ص حين قال”…والحكمة يمانية” فالعقول التي صنعَت ووجهت وصممت وحققت وضربت هي عقول يمنية أولاً وأخيرًا، لا “حوثية”.
لماذا تستكثرون على أبناء وطنكم هذا التفوق والتميز والإبداع وتنسبوه إلى إيران، هل تدركون كم أنتم حقراء.

ولأصحاب الذاكرات المثقوبة أن يتذكروا الضربات السابقة في العند وفي معسكر الجلاء وفي جيزان ونجران وعسير ووادي آل أبو جبارة وفي مدينة مارب وفي المخا…إلخ.
فهذه ليست الضربة الأولى ولكنها الأضخم والأقوى والأشد إيلامًا، وما تزال حرائق أرامكوا مشتعلة حتى اللحظة، وكما قالت رويترز “أن إصلاح الخلل في أرامكو قد يستغرق أسابيع”. ولكم أن تتخيلوا حجم خسائر أمريكا وإسرائيل صاحبتا الضرع وشريكتا النفط.

فلتفخروا أيها اليمانيون بما حققه إخوانكم حتى ولو كانوا أعداءكم فالتقنية والتصنيع والإبداع لا مذهب له ولا سياسة له ولا حزب له، ولا حضن له سوى الوطن وأبناء الوطن.
وقولوا للعالم أجمع؛مازلنا في العملية الثانية لتوازن الردع!

#مصباح_الهمداني
15/09/2019

قد يعجبك ايضا