مضيق باب المندب .. ما بين الأطماع الاستعمارية والسيطرة اليمنية

الحقيقة / جميل مسفر الحاج

لم يكن بالأمر المفاجئ تخطيط الدول الاستعمارية في السيطرة على مضيق باب المندب والسواحل اليمنية  بل كان معروفا ومعلنا وواضحا منذ سنوات , وقد ظهر ذلك جلياً في الآونة الاخيرة بعد أن شكل تحالف عالمي بقيادة السعودية لتدمير اليمن تحت مبررات واهية ومتعددة , ولكن ما كان واضحاً هو الاطماع الاستعمارية في السيطرة على الممر البحري (مضيق باب المندب).

وخلال اشهر العدوان على اليمن حاولت قوى العدوان السيطرة على المضيق الا انها ووجهت بصلابة وقوة من قبل الجيش واللجان الشعبية .. وخلال الاسابيع الماضية نظم العدوان ومنافقوه زحوفات كبيرة جداً بغطاء جوي وبحري , ولكن زحوفاتهم باءت بالفشل وسقط مشروعهم الرامي إلى احتلال مضيق باب المندب والشريط الساحلي لليمن.

وقد خسرت قوات الغزو مئات الاليات والعربات الحديثة والجنود من الجنسيات المختلفة ومنهم الإماراتيون والسعوديون والسودانيون والجنجويد , ناهيك عن مصرع المئات من منافقيهم , وذلك بعون من الله وبجهود وبسالة مجاهدي الجيش واللجان الشعبية .

مديرية باب المندب

هي إحدى مديريات محافظة تعز و تبعد عن مدينة عدن حوالي 205 كم ، وتفصلها عن مدينة تعز عاصمة المحافظة التابعة لها 80 كم، ويبلغ عدد سكانها حوالي 18 ألف نسمة، ومساحتها الإجمالية 95 كم مربعا، وهي مديرية ساحلية و يعيش سكانها على الصيد ثم الرعي وقليل منهم  يعملون في الزراعة.

مضيق باب المندب عبقرية الجغرافيا ونكبة الاستعمار

يعرف مضيق باب المندب بأنه مضيق يصل البحر الأحمر بخليج عدن و المحيط الهندي، ويفصل قارة آسيا عن قارة إفريقيا و بشكل أدق يفصل بلادنا اليمن عن جيبوتي, وقد جاء ذكر «المندب» في المساند الحميرية، واشتق اسمه من ندب أي جاز وعبر، وهناك رأي يقول إنه من ندب الموتى ويربطه بعبور الأحباش إلى اليمن.

ويقع مضيق باب المندب بين الإحداثيات (12o28’40” شمالا، 43o19’19” شرقا)  و (12o40’20” شمالا, 43o27’30” شرقا)، والمسافة بين ضفتي المضيق هي 30 كم (20 ميلا) تقريبا من رأس منهالي في الساحل الآسيوي إلى رأس سيان على الساحل الإفريقي و جزيرة بريم (مَيون) التابعة لليمن التي تفصل المضيق إلى قناتين الشرقية منها تعرف باسم (باب اسكندر) عرضها 3 كم وعمقها 300م.

أما القناة الغربية واسمها(دقة المايون) وعرضها 25 كم وعمق البحر فيه يصل إلى 310 م، بالقرب من الساحل الإفريقي توجد مجموعة من الجزر الصغيرة يطلق عليها الأشقاء السبعة.

الأهمية الاستراتيجية للمضيق

ظلت أهمية باب المندب محدودة حتى افتتاح قناة السويس وربط البحر الأحمر وما يليه بالبحر المتوسط وعالمه، فتحول المضيق”باب المندب إلى واحد من أهم ممرات النقل والمعابر على الطريق البحرية بين بلدان  أوربية والبحر المتوسط، وعالم المحيط الهندي وشرقي إفريقية.

ومما زاد من أهمية الممر، هو عرض قناة عبور السفن فيه التي تقع بين جزيرة بريم والبر الإفريقي، وهو 16كم وعمقها 200-100م، مما يسمح لشتى السفن وناقلات النفط بعبور الممر بيسر على محورين متعاكسين متباعدين، وقد ازدادت أهميته بوصفه واحداً من أهم الممرات البحرية في العالم، مع ازدياد أهمية نفط الخليج العربي.  ويقدر عدد السفن وناقلات النفط العملاقة التي تمر فيه في الاتجاهين، بأكثر من 21000 قطعة بحرية سنوياً (577 قطعة يومياً).

 

سيطرة اليمن استراتيجياً على المضيق

لليمن أفضلية استراتيجية في السيطرة على الممر لامتلاكه جزيرة بريم”ميون”،  إلا أن القوى الكبرى وحليفاتها عملت على إقامة قواعد عسكرية قربه وحوله وذلك لأهميته العالمية في التجارة والنقل، كما سعت الأمم المتحدة في عام 1982 لتنظيم موضوع الممرات المائية الدولية ودخلت اتفاقيتها المعروفة باتفاقية جامايكة حيز التنفيذ في شهر تشرين الثاني من عام 1994.
وتبقى أهمية باب المندب مرتبطة ببقاء قناة السويس أولاً وممر هرمز ثانياً مفتوحين للملاحة، أمام ناقلات النفط خاصة، وتهديد هذين الممرين أو قناة السويس وحدها يحول السفن إلى طريق
رأس الرجاء الصالح، ويحد من الحركة في المضيق.

 

المخطط السعودي الصهيوني الأمريكي

في22 فبراير 2008م كشف النقاب عن مخطط إنشاء جسر بحري يربط بين اليمن وجيبوتي عبر المضيق،

اللواء الركن الدكتور / أنور ماجد عشقي الذي ويشغل منصب مستشاراُ باللجنة الخاصة بمجلس الوزراء السعودي للشؤون الاستراتيجية هو المسئول المباشر عن الملف اليمني و مركز الشرق الأوسط للدراسات الذي يراسه هو المطبخ الرئيسي للعدوان على اليمن.

وكما تساءل الكثيرون من تصريحات اللواء الدكتور / أنور ماجد عشقي في مداخلة في ندوة مجلس العلاقات الخارجية بواشنطن بحضور ودوري غولد (مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية وأحد كبار مستشاري بنيامين نتنياهو) والتي قال فيها:

في الجزيرة العربية، هناك حقل نفطي واعد في الربع الخالي سوف يُلزم مجلس التعاون الخليجي واليمن أن تتحد لحمايته وحماية مكتسباتها، وهذا الاتحاد سوف يكون أو يجب أن يكون على شاكلة الدستور الأمريكي الذي وحد أمريكا ومنحها الديمقراطية.

أما حقل أوغادين للغاز الواعد في إثيوبيا، فسوف يوحد القرن الإفريقي بقيادة إثيوبيا، وسوف يتم بناء جسر بين القرن الإفريقي والجزيرة العربية هو جسر النور الذي يربط بين مدينة النور في جيبوتي ومدينة النور في اليمن, وهذا يتطلب تحقيق السلام بين العرب وإسرائيل.

من جهته صرح رئيس أركان جيش الإحتلال الصهيوني السابق الجنرال بني غانتس مؤخرا في اواخر شهر سبتمبر 2015م في سياق كلمة ألقاها بمعهد «واشنطن لسياسة الشرق الأدنى» ، تحت عنوان “الأمن القومي «الإسرائيلي» في بيئة إقليمية متغيرة” ، تطرق فيها إلى مختلف التحديات الأمنية التي تواجهها «إسرائيل.

وحول الصورة الاستراتيجية الإقليمية لـ«إسرائيل» ، أكد غانتس أنه «غير قلق»، لكنه لفت في المقابل إلى أن «ما يقلقني هو باب المندب والطرق البحرية الأخرى» ، إذ إنها أشد إقلاقاً من البرنامج النووي الإيراني ، و أشار إلى أن «إسرائيل» بحاجة إلى أن تسأل نفسها عن ماهية الطريقة الدفاعية التي ستكون لديها في مواجهة مستقبل غير معروف ، مشيداً بالدعم الأميركي غير المحدود والاستثنائي الذي عرضته الولايات المتحدة على «إسرائيل» ، من أجل الحفاظ على تفوّقها العسكري النوعي في المنطقة .

 

تجهيزات كبيرة للعدوان لمعركة السواحل والنتيجة إخفاق وتضاعف الخسائر في الأرواح والعتاد

قرابة شهر على معركة السواحل الغربية ورغم تجهيزات العدوان وحجم التنسيق إلا أن الفشل والاخفاق وتضاعف الخسائر في الارواح والعتاد تبدو الحصيلة الاكبر لهذا التصعيد.

قرابة شهر على التصعيد السعودي الامريكي في معركة السواحل الغربية، هذه المدة الزمنية الطويلة استهلكت تكلفة باهضه رصدها العدوان في مساعيه لكسب تقدما ميدانيا ولو جزئيا.

العدوان حضر لهذه المعركة طوال الفترات الماضية ابتداء بفتح معسكرات في جيبوتي وارتيريا وفي بعض القواعد العسكرية المستأجرة في الجزر الجيبوتية والجزر الارتيرية ومن بينها جزيرة عصب ومرورا بالتنسيق الامريكي والاسرائيلي النشطين على طول الضفة الاخرى من البحر الاحمر ووصولا إلى حجم التجهيزات العسكرية الجوية والبرية والبحرية.

معطيات التصعيد العسكري يكشف حجم التجهيز إذ أن المناطق الساحلية ابتداء بباب المندب والمرتفعات الجبلية المطلة على مناطق ذوباب وصولا إلى ميناء المخاء تعرضت لمئات الغارات من طائرات العدوان السعودي الأمريكي عدا عن القصف من البارجات البحرية وتسيير الدوريات وحوامات الاباتشي ومحاولة اعطاء تغطية للمرتزقة الذين تم تحشيدهم ونقلهم من عدد من المعسكرات.

وعلى الرغم من هذا التحضير الكبير لهذه المعركة إلا أن الاخفاق والفشل هو السائد حتى اللحظة إذ أن مجريات المعارك تؤكد سقوط مئات القتلى من مرتزقة العدوان من بينهم قيادات للعمليات العسكرية الميدانية عدا عن تدمير واعطاب عشرات الاليات التابعة للعدوان خلال المواجهات ويدخل ضمن الخسائر المادية للعدوان في هذه العملية اسقاط مروحية تابعة لهم اثناء قصفها للسواحل الغربية.

الاخفاق في تصعيد العدوان لمعركة السواحل دفع بأبواقه ووسائله الاعلامية إلى التخبط والتضليل والادعاء مسبقا بإحراز انتصارات لمحاولة رفع معنويات المرتزقة المتهاوية من جهة والتغطية على الفشل والخسائر الكبيرة من جهة ثانية فيما يتوضح بشكل كبير تفاقم العجز والاستماتة وتنفيذ عشرات الزحوف بشكل يومي دون أن تتغير المعادلة العسكرية الميدانية.

في المقابل أظهر أبطال الجيش واللجان الشعبية صلابة كبيرة وتحكما دقيقا في التعامل مع مختلف خطط العدوان العسكرية في الوقت نفسه وأمام محاولات العدوان المستميتة لم تغب الجهود الرسمية والشعبية الداعمة في معركة مصيرية.

 

ملحمة باب المندب ترسل فخر الصناعات الأمريكية إلى سلة النفايات العسكرية

ما إن اطلق ناطق أنصار الله محمد عبد السلام مسمى “معركة التنكيل” حتي بدأت القوة الصاروخية بإطلاق صاروخ باليستي سحق كتيبه بأكملها على الارض200 جندي وضابط وقائد و14 اليه عسكريه في ضربه باليستية واحدة .والضربات الاربع التالية هي عمليات عسكرية دفاعية وهجومية اتت من اسود الميدان 

حيث تم سحق اغلب جنود وضباط وقادة الخمسة الالوية التابعة للمرتزقة وبقسوة. لم تعد الحرب تخطيط وتكتيك وقوّة نارية بالنسبة للغزاة  والمرتزقة. بل يخوضون حرب المهزومين بقسوة واذلال يبحثون عن ذرّة كرامة ولن يحصلوا عليها وان كان اعلامهم يعيش في كوكب اخر نتيجة الصدمة تلو الصدمة.

وفي وسط هذه المعركة الملتهبة لم ينتبه قادة الغزاة والمرتزقة إلى التطويق الذي قام به جناحا الجيش واللجان للألوية الغازية إلا بعد فوات الأوان، انتهت المعركة بانتصار كاسح للجيش واللجان البواسل.

لقد كتب مجاهدو الجيش واللجان في هذه المعارك ان باب المندب يمني عربي بامتياز لا مكان للغازي والارهابي والمرتزق فيها ومن جانب اخر الارقام تتكلم بالحبر الاسود عن خسائر الغزاة والمرتزقة في المعارك الخمس التي خاضها اسود الوطن حيث كبدوا الغزاة والمرتزقة خسائر بشريه واليه كبيره تجاوزت الــ 70 قتيل وعشرات الجرحى وتدمير 20 اليه عسكريه ومصرع قادة الهجوم منهم قائد اللواء الثالث وقائد الكتيبة الرابعة في اللواء الثالث حزم المعين من قوى العدوان وقادة اخرين وهكذا يحصدون حصد الهيم كلما طغت عقولهم الاوهام بغرف العمليات فتسحبهم ارجلهم الى الميدان فيصطدمون بالواقع الذي يتحول الى كابوس مرعب يعيشونه بحسره وخسران .

وقد استطاع مجاهدو الجيش واللجان الشعبية من اسقاط التفوق الجوي العسكري للعدوان وتحطيم ديكور المنتج الام العسكرية الامريكية بإسقاط طائرة اباتشي امريكية الصنع في منطقة الجديد.

كما أستطاع المجاهدون في القوة البحرية استهداف بارجة حربية لقوى الغزو قبالة السواحل الغربية اليمنية كانت تقوم باستهداف المدنيين والمنشآت المدنية بعد انتهاكها للسيادة اليمنية.

ويأتي استهداف البارجة الحربية ضمن المعركة التي يخوضها الجيش واللجان الشعبية في السواحل الغربية , يذكر أن البارجة المستهدفة سعودية واسمها “المدينة”  كانت تحمل على متنها 176 جنديا وضابطا وطائرة مروحية.

ملاحم بطولية سطرها ويسطرها مجاهدو الجيش واللجان الشعبية في معركة السواحل الغربية ضد الغزاة والمنافقين , وخسائر للغزاة والمنافقين لا يمكن حصرها في هذا المقام , لكبر حجمها ولتكتم الغزاة ومنافقيهم على ما خسروه من الارواح والعتاد العسكري المتطور في هذه المدة التي تقارب الشهر منذ اندلاع معارك الساحل .

قد يعجبك ايضا