معلناً معادلة المرحلة المقبلة.. السيد حسن نصر الله: المساس بالقدس والمسجد الأقصى يعني حرب إقليمية

 

أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، مساء الثلاثاء، عن المعادلة التي أسست لها معركة سيف القدس، مخاطباً العدو بقوله: المساس بالقدس والمسجد الأقصى يعني حرب إقليمية.

وفي كلمته بمناسبة ذكرى عيد المقاومة والتحرير، قال السيد نصر الله مخاطبا العدو: “يجب أن يعرفوا أن المساس بالقدس والمسجد الأقصى مختلف عن أي اعتداء آخر يقومون به، وأن المساس بالمقدسات لن يقف عند حدود مقاومة غزة”.

وأكد أن المعادلة التي يجب أن نصل إليها هي أن: “المساس بالقدس والمسجد الأقصى يعني حرب إقليمية”، محذرا العدو بقوله: “عندما تصبح المقدسات الإسلامية والمسيحية تواجه خطرا جديا فلا معنى لخطوط حمراء أو حدود مصطنعة”.

وأضاف: “حين يدرك الإسرائيلي أنه أمام هذه المعادلة سيعرف أن أي خطوة ستكون نتيجتها زوال كيانه”.

معركة سيف القدس:

وتطرق السيد نصر الله إلى معركة سيف القدس، قائلا: “إن العدو الإسرائيلي كان يريد الإستفراد بحي الشيخ جراح وقد دخلت القدس والمقدسات بدائرة تهديد أكبر، لذلك اتخذت المقاومة الفلسطينية الموقف التاريخي والحازم”.

ورأى أن حماقة رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو وقادة العدو واستخفافهم بالفلسطينيين والأمة والخطأ في التقدير دفع إلى ما حصل.

وأوضح السيد نصر الله أن التقدير “الإسرائيلي” كان أن ردة الفعل على مشروع التهويد في القدس لن تتجاوز البيانات، ولم يخطر على باله أن غزة ستُقدم على قرار تاريخي ضخم.

وشدد على أن غزة فاجأت الصديق والعدو في قرارها تنفيذ تهديدها ردا على ما يقوم به العدو في القدس، وما أقدمت عليه خطوة تاريخية نوعية في تاريخ الصراع مع العدو يجب أن تقدر عاليا.

واعتبر السيد نصر الله أن التطور التاريخي في المعركة هو أن أهل غزة ومقاومتها دخلا المعركة لحماية القدس وأهلها، وكانا في موقع الاستعداد للدفاع والتضحية فداء للقدس والمسجد الأقصى.

نتائج وإنجازات سيف القدس:

السيد نصر الله شدد على أن “سيف القدس” أعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية في العالم وفرضتها على وسائل الإعلام، حي شعر العالم كله في أنه أمام شعب فلسطيني واحد يتحرك بنفس واحد نحو هدف واحد.

وعدد نتائج المعركة التي تملت بإحياء قافة وروح المقاومة كطريق وحيد لاستعادة الأرض، وتوجيه ضربة قاسية لمسار التطبيع ودول التطبيع ووسائل إعلامها، وسقوط وتلاشي صفقة القرن بوضوح، بالإضافة إلى إعادة إظهار الوجه الحقيقي البشع لـ”إسرائيل” لا سيما كنظام فصل عنصر، وإعادة توجيه البوصلة في المنطقة نحو العدو الحقيقي.

وتابع أنه من نتائج المعركة أيضا هو دخول قطاع غزة إلى داخل كل المعادلة الفلسطينية، معتبرا أن ذلك تطور عظيم، كما إظهار مدى إنجازات المقاومة وقدراتها على مواصلة إطلاق الصواريخ وفي ساعات معلنة مسبقا، حي أظهرت قدرات صاروخية مختلفة لجهة النوعية والكمية والمديات.

ورأى السيد نصر الله أن من أهم إنجازات معركة “سيف القدس” شل أمن الكيان “الإسرائيلي” وهو إنجاز عسكري لا سابقة له، ودخول أراضي 48 الأمر الذي أخاف “الإسرائيليين”، بالإضافة إلى إنهاء صورة الكيان الآمن للخارج ما سيؤر على الاستمارات هناك.

كما عدد مظاهر فشل الكيان أولا بمنع إطلاق الصواريخ وهو فشل إستخباراتي، م الفشل في خداع المقاومة الفلسطينية لجرها لفخ نوعي، حي منعت المقاومة بوعيها ويقظتها وحكمها هذا الفخ وفشل الإسرائيلي من النيل من المخزون الحقيقي للصواريخ الذي لم يطلق بعد، وكذلك الفشل في تحديد قيادات الصف الأول وفي اغتيالها.

واعتبر السيد نصر الله أن من أهم مظاهر الفشل أيضا هو الضياع إذ أن “إسرائيل” ذهبت إلى هذه المعركة وهي ضائعة، كما أنها لم تُقدم على خوض حرب برية.

وأشاد سماحته ببات وصمود غزة وقيادة المقاومة والسيطرة والاستعداد العالي للمواجهة حي لم يسمع العالم من رجالها ونسائها وأطفالها إلا كل الكلام الذي يعبر عن الشموخ والإباء والعزة والكرامة.

وأضاف أن المقاومة استطاعت بحق أن تقدم صورة نصر تاريخي وحقيقي لشعبها وأحبائها في العالم ولكل أعدائها أيضا.

اليمن ومحور المقاومة:

وفي سياق حديثه عن محور المقاومة والرافعة الأساسية للانتصار في فلسطين، أشاد السيد نصر الله بتفاعل اليمن رغم الحصار المفروض عليه على كل المستويات، معتبرا أنه “يشكل قوة عظيمة وإضافة نوعية لمحور المقاومة”.

وقال سماحته: “تدمع الأعين أمام تفاعل الشعب اليمني وقائده السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي”، متسائلا بنبرة حزينة: “يا سيدنا  أنتم محاصرون.. هل لديكم خبز لتتقاسموه مع الشعب الفلسطيني؟”.

كما أشاد بالتفاعل العراقي الكبير مع معركة سيف القدس، لافتا إلى أن بيان السيد العلامة علي السيستاني بما يتعلق بفلسطين يجب أن يتوقف عنده الكثيرون في العالم من الأعداء والأصدقاء.

وأكد أن هناك جمهور متنوع دينيا ومذهبيا وفكريا وسياسيا في العالم مؤيد اليوم لقافة المقاومة، موضحا أن كل ما يحصل يظهر أن القدس أقرب.

المقاومة في لبنان:

إلى ذلك، أكد السيد نصر الله أن المقاومة في لبنان في أحسن حال ولم يمر عليها يوما كانت قوية كما هي الآن كما وكيفا ونوعا وجهوزية واستعدادا، موجها رسالة للعدو بأن “لا يخطئ التقدير في لبنان وأن لا يدخل في حماقة جديدة”.

وشدد على أن المقاومة تستند إلى بيئتها الحاضنة التي فشلوا عن المس بها، وهي اليوم في موقع قوي حتى بالإستناد إلى الموقف الرسمي.

وأضاف في سجل الحساب مع العدو حساب دم الشهيد محمد طحان يعبر عن الجيل الحاضر لإقتحام الحدود وقص الشريط الشائك والدخول بلا سـلاح، قائلا للصهاينة “هذا دم صبرنا عليه ولكن ما تركناه ولن نتركه”.

احتفال بانتصارين:

وأوضح سماحته أننا بتنا من الآن نحتفل بـ25 أيار 2000 انتصار المقاومة في لبنان ودحر الإحتلال و21 أيار 2021 انتصار الشعب الفلسطيني ومقاومته في غزة. 

وأشار السيد نصر الله إلى أن التحرير عام 2000 صنعه الشعب اللبناني والمقاومة، وكان من أهم عوامله الموقف الرسمي الصلب.

وذكر أن الانتصار حينها أسس لقواعد وقافة وقيم جديدة، ووضع العدو والقضية الفلسطينية والصراع أمام مسار استراتيجي مختلف، لذلك حذر قادة العدو من المخاطر الاستراتيجية لهزيمتهم.

الشأن الداخلي اللبناني:

وفي سياق الشأن الداخلي اللبناني، جدد السيد نصر الله التأكيد أن المفتاح لما يجري في لبنان هو تشكيل حكومة جديدة، وأن مشكلة التأليف هي داخلية بحتة.

ولفت إلى أنه يوجد طريق من انين لتشكيل الحكومة إما أن يتفق الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري أو بمساعدة الرئيس نبيه بري.

قد يعجبك ايضا