مقتطفات من المحاضرة الرمضانية السادس عشرة (غزوة بدر الكبرى) للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي 17 رمضان 1444هـ

– يوم السابع عشر من شهر رمضان المبارك هو ذكرى لغزوة بدر الكبرى التي وقعت في السنة الثانية للهجرة النبوية، وهي غزوة ذات أهمية كبرى باعتبارها شارك فيها الرسول صلوات الله عليه وآله وسلم ومعه أصحابه في مواجهة الكفر والتصدي لهم.

– في تلك المعركة وما نتج عنها ممن نتائج عظيمة سماها “يوم الفرقان”، باعتبار ذلك اليوم بما وقع فيه من انتصار تاريخي عظيم ومهم كان له أهميته الكبيرة وشكّل فارقاً حقيقياً في البشرية بشكل عام، وفي واقع المسلمين بشكل أخص.

– الله سبحانه وتعالى وثقها في أهم سورة من السور التي تتحدث عن الجهاد وهي سورة الأنفال قدمتها كمدرسة للأمة تستفيد منها وتأخذ الدروس والعبر منها تهتدي بها وتتأثر بها على المستوى التربوي للحفاظ على فريضة الجهاد لما يعود به للأمة.

– الله سبحانه وتعالى حينما شرع الجهاد هو غني عنا وعن أعمالنا وجهادنا، { وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} فرضه لعزتنا وكرامتنا ولدفع الأخطار عنا، حالة الصراع في الواقع البشري حالة قائمة بين البشر.

– الإسلام بفرض الجهاد وهو يحد أصلا من حجم المظالم وسفك الدماء والعدوان، هو يمثل عامل حماية للأمة وللمستضعفين ومنعة وردع لأعدائهم، وهذا ما أثبته التاريخ حينما استجاب المسلمون لهذه الفريضة وكانوا في عزة وكرامة.. والمراحل التي تقاعست الأمة عن فريضة الجهاد هي الأكثر مظلومية ومخاطر.

– رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو تحرك في ظروف صعبة من الإمكانات، ولا يمتلك العتاد والعدة التي كان يمتلكها المشركون، لذلك كان بعض الصحابة ينظرون إلى نقص العدة، كانت مخاوفهم كبيرة بحسب الإمكانات وبالنظر إلى الاعداء في قدراتهم ونفوذهم أن المعركة لصالح أعدائهم.

– واقع  الأعداء كل البيئة المحيطة بالإسلام على المستوى المحلي والإقليمي والدولي معادي له، الكل معادي للإسلام، لكن في ظل تلك الظروف بكل ما فيها من تعقيدات، لكن رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله تحرك، استجاب لأمر الله سبحانه وتعالى، من منطلق الثقة بالله والتمسك بالقضية الحق والموقف الحق، تحرك صلوات الله عليه وعلى آله بكل تفاني وثبات وتصميم لأداء تلك المهمة في سبيل الله سبحانه وتعالى.

– وفعلاً عندما تحرك رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله ووثق بالله سبحانه وتعالى ووقعت المعركة – تفاصيلها في سورة الأنفال – حدثت المفاجأة الكبيرة التي مثلت صدمة لكل الأعداء وكل المتوجسين، أما بالنسبة للمسلمين فكانت مناسبة سارة جداً، حيث حصلت في تلك المعركة ضربة كبيرة لقريش قتل فيها عدد كبير من قادتهم وأسر بعضهم وهزموا.. وعاد رسول الله منتصراً.

– غزوة بدر الكبرى  وأيضاً فتح مكة كلاهما حدثان مهمان نتج عنهما نتائج مهمة لصالح المستضعفين كلاهما حصل في شهر رمضان المبارك.

– حركة الرسول حركة هداية للأمة، إنجازاته لما فيه خير للأمة.. ولهذا يقول الله {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} النبي صلوات الله عليه وعلى آله هو النبي المجاهد، هو من أعظم الأنبياء جهاداً، هو الذي أمره الله سبحانه وتعالى {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} والذي قال له الله {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ ۚ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ} فتحرك وأعطى الجهاد في سبيل الله جزءاً مهماً من اهتماماته وأنشطته، ليس هناك أحد يصل إلى مستوى اهتمامه للجهاد في سبيل الله.

– جاهدوا وآمنوا ولم يرتابوا، ليس ممن سرعان ما يرتاب ويتأثر بالدعايات والشائعات.. يثقون بالله ووعده الحق، أصحاب وعي وبصيرة بعدالة قضيتهم لأنهم في موقف حق، جاهدوا بأنفسهم وأموالهم {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}.

– كان هناك الكثير من المتوجسين والمتردد، ماذا لو واجه الإسلام هذا التحدي، ما لو تحرك أعداء الإسلام لمواجهة هذا التحدي، هل سيصمد رسول الله مع أصحابه أمام هذا التحدي، تحقق ذلك النصر وتغير الواقع تماماً.. فكانت واقعة مهمة تلاها كثير من الأحداث والغزوات وصولاً إلى السنة الثامنة للهجرة في شهر رمضان الفتح الإلهي الكبير لمكة.

– المشكلة لدى الكثير حتى من غير المنافقين هي في النظرة الخاطئة للجهاد في سبيل الله نظرة أنه خطر وتهديد لحياتك وأنه مبعث للمشاكل للأمة.

– الخطر على الأمة هو ترك الجهاد، عندما لا تتحرك في التصدي لأعدائها، الوضعية التي تطمع أعداءها وهم مجرمون وسيؤون، عندما يرون في واقع الأمة واقعاً مطمعاً لهم، أمة ضعيفة مستسلمة متهيبة من القتال غير مهتمة لدفع الأخطار عن نفسها، هذا يشجعهم على الاعتداء عليها.

– الرسول صلوات الله عليه وعلى آله يبين للأمة الخطورة التي ستكون عليها إذا ما تولت عن الجهاد، لتكون على المستوى التربوي والنفسي أمة عزيزة ترتقي بنفسها إلى مستوى مواجهة التحديات والأخطار.

– السكون والجمود وتعطيل هذه الفريضة هو شر على الأمة، هو لمصلحة أعدائها {وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.

– ممارسات الأعداء التي يمارسونها بحق الأمة، ممارسات عدائية واضحة العداء، أعداؤنا في هذا العصر يتحركون ضدنا في كل شيء، في ديننا ودنيانا.

– الاستهداف لديننا والعداء الصريح لديننا، تلحظ إحراقهم للمصاحف التي هي من أقدس مقدساتنا، وهذه ممارسة شديدة لمعتقداتنا.. إساءات ورسوم وغيرها من الإساءات المسيئة لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله.

– استهداف للمقدسات وما يحصل للقدس،.. استهداف لواقع حياتنا وكل شؤوننا، فرض باطلهم وإملاءاتهم في بقية شؤون حياتنا حتى على المستوى التعليمي والثقافي والفكري، حرب ثقافية وفكرية تستهدف تقديم بدائل ثقافية وفكرية لتحل محل مبادئ الإسلام.

– استهداف على المستوى الاقتصادي، استهداف بالقتل والإبادة، استهداف لاحتلال البلدان والسيطرة عليها، احتلال للبحار والجزر ولمساحات وأماكن وقواعد مهمة يفرضون لهم وجوداً عسكرياً يسيطرون به على هذا البلد أو ذاك.

– هجمتهم على الأمة الإسلامية هي هجمة شاملة، ما يرتقي للأمة لتتصدى لأعدائها هو إحياء الروحية الجهادية وإحياء هذه الفريضة، والوعي بها كفريضة والتزام أخلاقي وديني، وكذلك الوعي بالحاجة إليها.

– عندما تعود الناس على التنصل عن كل شيء، حتى أصبحت المسؤولية الجهادية لا شيء عندهم، برودة في التفاعل مع المقاطعة التجارية، رغم أنها حرب مهمة، كثير من الناس لا يتفاعل، التعبئة المعنوية والموقف الإعلامي والشعارات.

– رأينا ثمرة لنهضة الجمهورية الإيرانية وثمرة المجاهدين في فلسطين وثمرة المجاهدين في لبنان.

 

 

 

قد يعجبك ايضا