مقتطفات من المحاضرة الرمضانية السادسة للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي 7رمضان 1444هـ

 

– وهذا التعبير في القرآن الكريم {ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ}  يلفت نظرنا إلى حقيقة خطيرة هي أن المجتمع البشري والعياذ بالله مصيرهم إلى جهنم، قلة قليلة مصيرهم الجنة.

– تبين الكثير من الآيات هذه الحقيقة الرهيبة والمخيفة جدا والتي ينبغي على كل إنسان أن يحذر بأن لا يكون من تلك الأغلبية التي ستتجه إلى جهنم.. أمر مخيف للغاية.

يقول سبحانه وتعالى {وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ}  هذا هو التصنيف الثالث وهذه الفئة التي تشمل بقية المجتمع البشري بعد السابقين وأصحاب اليمين، هم أصحاب الشمال، أصحاب الشؤم والخسران، وهم أيضا الذين يؤتون كتبهم بشمائلهم، وهم من أوقعوا أنفسهم في هذا الشقاء بأنفسهم.

– القرآن الكريم بين ما هم فيه من العذاب النفسي، الخوف فيهم لدرجة أن قلوبهم إلى حناجرهم خوف شديد جدا وندم شديد وتحسر شديد جدا، لأنهم يدركون أنه كان بإمكانهم العمل لما ينجيهم، وهم يدركون أن جرأتهم هي أوصلتهم إلى ما وصلوا إليه.

– عندما يؤتون كتبهم بشمائلهم يتحسرون، يقول الواحد منهم {يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ } حالة من التحسر والندم الشديد.

– يحكي القرآن الكريم مشهدا مؤثر ومعبر وفيه درس كبير للبعض من الذين ينتسبون للإسلام، في تلك الحالة من الفرز والتمييز لتلك الفئات، {يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا} فهم يحاولون الالتحاق بصف المؤمنين والدخول معهم، لكن ملائكة الله تتصدى لهم وتحول بينهم وبين ذلك، {قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا}

– ليقول لهم كما ذكر الله في القرآن الكريم  {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ} وعود الشيطان والأماني التي كان يقدمها ويغتر بها كثير من الناس لا شيء منها {وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي} يقول أنا لم أرغمكم على عصيان أوامر الله ونواهيه، فقط دعوة، {فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم} ، وفي مقام التنصل عن المسؤولية تجاه ما حل بهم.

– في نار جهنم في سعيرها وعذابها المتنوع يقولون هم عن أنفسهم {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ}  حتى الذي لا يصدق قد مر على مسامعه عن يوم القيامة.

– في واقع حياتنا من أكثر ما نحتاجه في كل لحظة هو الأوكسجين الذي نستنشق في كل لحظة،  أكثر من حاجتك للطعام والشراب، إذا انقطع عنك للحظات توشك أن تموت.. فإذا كان الأوكسجين طيبا وفي جو معتدل يرتاح جسمك لذلك أما هم حتى الهواء الذي يستنشقونه في نار جهم هو حار للغاية، يدخل الحرارة إلى داخل أجسامهم إلى رئاتهم إلى كل خلايا الجسم.. فحالهم كذلك في ذلك السموم الحار الذي يستنشقونه، وحتى عملية الاستنشاق والتنفس ليست عملية عادية وسهلة كما هو في الدنيا.

– عندما يغتسلون به، لا يغتسلون اختياريا، بل يؤخذون إلى مكان في جهنم  {خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ}  أمر رهيب جدا، الملائكة هي التي تصب عليهم الحميم، يسحبون في الحميم، ثم في النار يسجرون، يسحبون في برك في جهنم، يسحبون بالسلاسل إليها ويغمسون فيها فيذوقون العذاب الشديد، وليس هناك من ظل، الإنسان في الحرارة الشديدة يذهب إلى الظلال.. فما هو ظل جهنم هو ظل من يحموم.

– أسوأ دور في الدنيا هو للمترفين، وهو الذي نشهد في حياتنا يسعون إلى الانحراف عن نهج الله على مستوى العالم هم المترفون في الغرب والشرق الذي يوظفون إمكاناتهم في صد الناس عن الله سبحانه وتعالى وعن توجيهاته ونواهيه { وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ} من يسعى في وسط الناس لإغرائهم واستقطابهم وتحريكم في صف الباطل وخدمة الباطل.

– {وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ۚ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ} من هم الضعفاء هم أولئك الذين كانوا يعيشون حالة صعبة ولم يكن لهم تأثير في المجتمع.. { إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ۚ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ} .

– بل في داخل نار جهنم وهم يتعذبون بعذابها يقول الله عنهم {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ}  كل يحمل المسؤولية الآخر، {فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ} الأغنياء والأتباع كل فيها.

– تقرأون في القرآن الكريم الوعيد بالعذاب مثل أكل الربا وأكل مال اليتيم واكل الميراث مثل الزناء والفساد الأخلاقي.. {وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا}

– الموالاة لأعداء الإسلام مما يدخل الإنسان النار..

– كل البشر بكل أجيالهم بكل تاريخهم ومراحل حياتهم منذ آدم إلى آخر إنسان الكل سيحشرون في يوم واحد.. إنما في مسيرة الحياة تمضي الأجيال جيل بعد جيل إلى الأجل المسمى في الوجود البشري.

– الكل يتلاحقون أجيالا بعد أجيال، لكنهم بعد نهاية المطاف تأتي يوم القيام فيحشرون جميعا في موعد حدده الله سبحانه وتعالى حدده هو لا يعلم به أحد إلا هو.

– {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجارَةٍۢ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍۢ}  لماذا لا يكون عندك تفاعل لما فيه فلاحك أنت وفوزك أنت.. لا شيء أن تجازف من أجله فتترك تلك الأعمال هي أعمال فيها فوزك ونجاحك، تضمن فيها مستقبلك العظيم والنجاة من النار ما الذي يثبطك ويؤخرك، لماذا لا تغتنم فرصة هذا الشهر الكريم في الطاعة والقراءة القرآن ثم تقيم واقعك.

– لماذا لا تكثر من الدعاء في هذا الشهر الكريم بالنجاة من العذاب والعتق من النار والتوفيق لأسباب النجاة، تتعود على التقوى بما يقيك من عذاب الله تعالى.. تتجه على أساس الاستجابة العملية لأوامر الله تعالى.

 

 

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا