مناورات سرايا القدس العسكرية.. رسائل باتجاهين!

“الوفاء لضفة الثوار”، هو عنوان المناورات العسكرية الشاملة التي أجرتها سرايا القدس – الجناح العسكري لحركة “الجهاد الاسلامي” – على امتداد قطاع غزة.
حاكت المناورات حركة عملياتية لمختلف المستويات من المواجهة مع العدو الاسرائيلي، وجاءت أبرز رسائلها باتجاه الضفة الغربية المحتلة، وحاكت حركة المقاومين هناك من بوابة مواصلة الدعم وتصعيد الاشتباك، وهو ما سيتوقف عنده العدو الاسرائيلي بدقة.

العام الماضي، وبعد استنفار شامل للحركة على خلفية أحداث في الضفة الغربية المحتلة، تعرضت لهجوم اسرائيلي واسع النطاق ارتقى خلاله عدد من قادتها العسكريين شهداء.
أطلقت سرايا القدس على عملية صد العدوان يومها عملية “وحدة الساحات”، وهي كرست عمليًا ما تم تثبيته خلال معركة “سيف القدس” في مايو ٢٠٢١. وواجهت الهجمة الاسرائيلية وتمكنت من تعطيل أهدافها، وعلى رأسها مواصلة إسناد المقاومين في الضفة الغربية المحتلة، بل وتصعيد العمل المقاوم هناك، وهو ما شهدناه فعليًا حتى اليوم.
ومن خلال عنوان المناورات العسكرية يمكن فهم الرسائل للمقاومة في الضغة الغربية المحتلة، بفصائلها وتشكيلاتها كافة:
– أن المقاومة في غزة وعلى رأسها السرايا تشكل عامل إسناد عسكري.
– أن سرايا القدس ستبقى في حالة تأهب دائمة للتدخل مع حدوث طارئ يستدعي ذلك.
– أن “وحدة الساحات” باتت أمرًا مفروغًا منه، وهو ما يعطي المقاومين في الضفة راحة لتصعيد عملهم.
– والأهم، أن سرايا القدس ستواصل العمل على توفير الدعم للمقاومين وباشكالها كافة.

فيما يتعلق بالعدو الاسرائيلي، وخاصة بعد عملية “وحدة الساحات” التي صوب الاسرائيليون فيها على حركة “الجهاد” وجناحها العسكري (يمكن مراجعة خطاب الاسرائيليين، قبل وخلال العدوان)، فإن الرسائل على الشكل التالي:

– أن سرايا القدس استخلصت العبر من عملية وحدة الساحات وحسنت قدراتها.
– أن سرايا القدس أعادت ترميم قدراتها العسكرية بعد العملية، وهي في حالة جهوزية تامة.
– أن أي خطوة في الضفة الغربية المحتلة اتجاه المقاومين، يجب على الجيش والمؤسسة الأمنية الاسرائيليين، وضع احتمال الرد من غزة على الطاولة.
– أن جاهزية سرايا القدس عالية، وهي أقوى من أي وقت مضى، عدة وعديدًا وتصميمًا.

مجمل رسائل المناورات تصب في خانة الجهوزية التامة، ومن الملاحظ أن المناورات أتت بعد فترة من انجاز حركة الجهاد الاسلامي عملية انتخابية داخلية تكللت بالنجاح، وأعيد انتخاب زياد نخالة قائدًا لولاية جديدة للحركة، وهو ما ينظر إليه الاسرائيليون بعين الخطورة، خاصة من خلال التجربة مع الحركة سواء في معركة “سيف القدس” أو “وحدة الساحات”.
إن أي مناورات عسكرية لأي فصيل من فصائل المقاومة، سواء في فلسطين أو خارجها، يعد خطوة على طريق الجهوزية التامة لأي مواجهة شاملة قد تقع وتتداخل فيها مختلف الساحات.

 

خليل نصر الله

قد يعجبك ايضا