من اليمن إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة :رحلةُ نهبٍ طالت آثارَ اليمنِ التاريخية ووصلت بها إلى مزادات علنيّة في كِيان العدوّ.

آثار اليمن بمزاد علني في تل أبيب

من اليمن إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة رحلةُ نهبٍ طالت آثارَ اليمنِ التاريخية، ووصلت بها إلى مزادات علنيّة في كِيان العدوّ.

خمسَ عشرةَ قطعةً من آثار اليمنِ عُرضت في الثالثِ من أكتوبر الجاري في مزادٍ علنيٍّ في تل أبيب، وفيه احتلّت آثار اليمن المرتبة الأولى في قائمة أغلى القطعِ الأثرية المُباعة، لتتقدم بذلك على الآثارِ البيزنطية والرومانية والمصرية والفينيقية وغيرِها من الآثارِ المعروضة في مزاد روبرت دويتش الصهيونيّ. حيث بلغت قيمة إحدى القطع التي بيعت خمسةً وستين 65 ألف دولار، فيما بلغَ سعرُ قطعةٍ أخرى خمسةً وخمسينَ 55 ألفَ دولار. وتشملُ القطعُ الأثريةُ اليمنيةُ المعروضةُ تماثيلَ من المرمرِ والبرونز والفضة، تعود لفترات مختلفة من التاريخ اليمني، وجميعُها من مقتنيات شلومو موساييف، رجل الأعمال وجامعِ الآثار اليهودي.

نهب الآثار اليمنية ليس جديدًا، لكنَّ وتيرتَه زادت منذُ بَدء العدوان السعوديِ الأمريكي على اليمن، هذا ما أكده تقرير سابق لمركز الهدهد للدراسات الأثرية، والذي كشف أنَّ أكثر من 2600 قطعة أثرية يمنية بيعت خلال فترة العدوان، غالبيتُها في الولايات المتحدة الأمريكية بقيمة تجاوزت اثنَي عشر 12 مليون دولار لـ 2150 قطعة، في حين جاء كيان العدو ثالثًا من حيث عدد القطع الذي بيعت فيه والتي بلغت 500 قطعة أثرية.

كما رصدَ التقرير عدد الآثار اليمنية التي عُرضت في أبرز صالات المزادات العالمية بين عامَي 1991 و 2022، والتي بيعَ خلالها أكثر من أربعة آلافِ قطعة يمنية في ست 6 دول غربية، عن طريق 16 مزادًا عالميًا أمريكيًا وأوربيًا وهذا ما تمَّ رصدُه وما خفيَ أعظم.

في السياقِ نفسِه، كان الباحثُ الأمريكي، السكندر ناجل، أكدَ في وقتٍ سابقٍ أنّ مليونَ قطعةِ آثارٍ يمنيةٍ تم تهريبُها خلال العقود الماضية إلى الولاياتِ المتحدة، كاشفًا أنَّ غالبيتَها وصلَ عن طريقِ الاماراتِ وكِيانِ العدوِّ، مضيفًا أنَّ معظمَ مَن زاروا اليمنَ سابقًا على هيئة علماء ومنقّبي آثار كانوا في حقيقة الأمر لصوصًا وتجارًا.

على مسارِ النهبِ الذي طالَ الآثارَ اليمنية، تعرّضت المواقعُ الأثريةُ والسياحيةُ في اليمنِ لتدميرٍ ممنهجٍ، حيث دمرَ تحالفُ العدوان نحو 270 موقعًا أثريًا و 360 مُنشأةً سياحيةً في سنواتِ العدوان، ضمن سياسةِ استهداف ممنهجة طالت التاريخ اليمني كما مختلف جوانب الحياة في اليمن، فالحرب الهمجية التي قتلت البشر ودمّرت الحجر في هذه البلاد، لم توفّر تاريخَ اليمنِ من حقدِها، لأنه تاريخ يشهد على عَراقة هذا البلد وأصالة مواطنيه، الذين لا يتركونَ حقًا دون مطالبة.

 

تقرير/ زهراء حلاوي

 

قد يعجبك ايضا