موازين الميدان والسياسة تعطي اليمن انتصاراً..!

 

تتوالى التصريحات والمواقف والأحداث من أقوال وأفعال وما بينَهما من قراءة لتتقاطع جميعها حول إقبال اليمن على تطورات لصالح حكومة صنعاء والقوات المسلحة اليمنية.

في الميزان، وفق مقاييس الربح والخسارة أي انتصار لليمن هو هزيمة للسعودية في السياسة كما في الميدان ومنها نعدد: الأولوية التي أعطاها الرئيس الأميركي الجديد للحرب على اليمن لناحية الدعوة إلى ضرورة وقفها وإعلانه وقف الدعم العسكري للسعودية في هذه الحرب. ثم الإعلان عن رفع جماعة الحوثي عن قائمة الإرهاب الأميركية وهي نكسة للرياض ومكسب للحريصين على وصول المساعدات الدولية وعمل المنظمات الإنسانية في اليمن. وأيضاً إعلان البيت الأبيض عدم وجود خطط لبايدن للاتصال بولي العهد السعوديّ وأن التركيز حالياً على مراجعة السياسات المتصلة بالسعودية.

وتعليقاً على مجريات الأحداث، قال المستشار السياسي لمركز ميريديان للدراسات الاستراتيجية خالد صفوري إن “موضوع اليمن خلق جدلاً في أميركا”، مضيفاً أن “الإمارات أعلنت انسحابها من اليمن وهذا غير صحيح فهي موجودة في الجنوب”. ولفت صفوري إلى أن “ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وعد الأميركيين أن المعركة في اليمن محسومة وتحتاج أسبوعين”، موضحاً أن “واشنطن شاركت في الحرب على اليمن من خلال الخرائط الجوية والأسلحة”. كما أشار إلى أن السعودية استخدمت المعلومات الأميركية لضرب مواقع عسكرية في اليمن. ووفق خالد صفوري فإن “علاقة السعودية مع الإدارة الاميركية الجديدة شائكة ومعقدة”.

أما الباحث السياسي أنطوان شاربنتييه قال إن “الاتحاد الاوروبي ليس لديه سياسة خارجية خاصة في الشرق الاوسط”. واعتبر أنطوان شاربنتييه أن “السياسة الخارجية الأوروبية تابعة للسياسات الأميركية”، مشيراً إلى أنه “ما نفع توصية البرلمان الاوروبي حول اليمن اذا كانت غير ملزمة”.

من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة حسن نافعة، إن “الموقف الأميركي من حرب اليمن دوافعه إنسانية”، وفق تعبيره. ولفت حسن نافعة إلى أن “العلاقات الأميركية الحالية مع نتنياهو معقدة وبايدن لم يتصل به حتى الآن”، مضيفاً أن “الخيارات السعودية في العلاقة مع واشنطن تتوقف على التغييرات في الحكم في الرياض”. كما قال نافعة  “قد يكون أحد المخارج لأميركا في الموضوع السعودي وجود بديل لابن سلمان في الحكم”.

إذا، المؤشرات العالمية الحالية توحي إلى قرب انفراج في الحرب على اليمن، وأي انفراج يمني سيكون من الزاوية السعودية هزيمة تُفضي إلى تغييرات استراتيجية كبيرة في المنطقة قد تقلب موازين القوى فيها ولا سيما إذا كان لهذه الهزيمة ترددات في الداخل السعودي.

 

قد يعجبك ايضا