مواقف الشعب اليمني تتجلى في نصرة قضايا الأمة والتفافه حول القرآن الكريم

حدّد الشعب اليمني مواقفه مبكرا وبوضوح إزاء ما حدث ويحدث من انتهاكات متعمدة وإساءات متكررة للمقدسات الدينية، بما فيها الاعتداء على حرمة القرآن الكريم بإحراق نسخ منه بين الفنية والأخرى…في دلالة على مدى استشعاره لمسؤولياته تجاه دينه ومقدساته.

وأعلن اليمنيون، في مسيرة حاشدة شهدتها العاصمة صنعاء، صراحة أن جرائم الإحراق المتكررة لنسخ من المصحف الشريف في السويد والدنمارك، ورائها اللوبي والماسونية الصهيونية العالمية التي تسعى لإذكاء الفتنة وإثارة الكراهية بين الأمم والشعوب.

وأكدوا أن السبيل الوحيد لمواجهة أعداء الأمة يتمثل في التمحور والالتفاف حول القرآن الكريم والالتزام بالمواقف التي يحددها والحذر من موالاة الأعداء وترسيخ حالة العداء لأمريكا والعدو الصهيوني والدول التي تسيء للإسلام ومقدساته.

يأتي ذلك مصداقاً لما قاله قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمته التي ألقاها في جمعة رجب، وتأكيده الدائم على أن اللوبي الصهيوني يتصدر أكبر نشاط معاد للإسلام والقرآن والمسلمين في الساحة العالمية.

يقول السيد عبدالملك الحوثي “ما نراه من جرائم حرق القرآن الكريم تكررت خلال الأعوام الماضية في أكبر تصرف عدائي ضد الإسلام والمسلمين، ويمثل استفزازاً كبيراً للمسلمين واستهانة بهم، وهو شاهدٌ على مدى انزعاج قوى الشر من القرآن وضعفها أمامه”.

وأوضح أن نشاط أعداء الإسلام واسع في محاربة القرآن وفصل الأمة عنه، من خلال تقديم بدائل مخالفة له تماماً، لأنهم يرون في القرآن أكبر خطر عليهم، وعلى فسادهم وإجرامهم، مؤكداً أن جريمة حرق المصحف الشريف استهدافٌ كبير للمسلمين، وحرب عليهم واستهداف لأقدس المقدسات.

جريمة استهداف أقدس المقدسات “المصحف الشريف” تكررت في السويد والدنمارك وقبلها هولندا، وتجاوزت حدودها بمنح سلطات السويد ترخيصاً لتظاهرة يوم عيد الأضحى المبارك الماضي والسماح لمتطرفين بإحراق نسخ من المصحف الشريف، في صورة تعكس مدى الاستهانة بمشاعر أكثر مليار ونصف المليار مسلم واستفزازهم في يوم عيدهم الأكبر.

كما أن تجرؤ الغرب بصورة عامة والدول المسيئة للإسلام والمسلمين، على ارتكاب جريمة إحراق كتاب الله، والإساءة له وتدنيسه في يوم عيد الأضحى، لم يكن ليحدث لولا صمت الأنظمة والشعوب، خاصة في ظل هرولة بعض الدول للتطبيع مع العدو الصهيوني.

يقول السيد عبدالملك الحوثي “إن سكوت الكثير من الأنظمة والشعوب عن حرق القرآن الكريم جرم كبير وتقصير عظيم وتفريط رهيب وتنصل تام عن المسؤولية”، مؤكداً أنه إذا سكت المجتمع الإسلامي عن استهداف أقدس مقدساته فلن يتحرك تجاه أي قضية أخرى، ولن يقف الموقف المشرف تجاه أي استهداف.

ولفت إلى أن عدم التفاعل مع جريمة حرق المصحف الشريف، يدل على تدٍني الالتزام الإيماني والأخلاقي تجاه الإسلام وتعاليمه وقضايا الأمة الإسلامية.

ارتكاب هذا الفعل المشين، والجريمة الكبرى بحق المقدسات الإسلامية، لم يكن وليد اللحظة، إذ سبقها إساءات في السويد والدنمارك وهولندا بإقدام زعيم حزب الخط المتشدّد الدنماركي اليميني المتطرف، راسموس بالودان، على إحراق نسخة من المصحف أمام السفارة التركية تنديداً بالمفاوضات التي تجريها ستوكهولم مع أنقرة لانضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي الناتو، وكذا إقدام زعيم تنظيم الوطنيين الأوروبيين ضد أسلمة الغرب المعادي للإسلام، إدوين واجنسفيلد، بتمزيق ورقة من المصحف الشريف، وإحراقها تحت أنظار السلطات الهولندية.

تكرار إحراق المصحف الشريف جريمة كبرى لا يجوز السكوت عليها، بل يجب اتخاذ مواقف وإجراءات عملية حازمة تجاه السويد والدول التي تسيء للأمة الإسلامية ومقدساتها، من خلال مقاطعة البضائع السويدية والدنماركية والأمريكية والإسرائيلية، وقطع العلاقات الدبلوماسية معها.

إذ أن حرق نسخ من المصحف الشريف  أو الإساءة إليه لا يعبر عن موقف من قام بهذا الفعل المشين فسحب، وإنما يعكس موقف الدول الغربية التي أعطت الضوء الأخضر لحرق المصحف في يوم عيد الأضحى الماضي والجمعة الماضية، لاستفزاز مشاعر المسلمين وتدنيس مقدساتهم.

تتجلى مواقف الشعب اليمني الرسمية والشعبية، دائماً في الظروف الصعبة والتحديات التي تحيط بالأمة، ومقدساتها، وفي المقدمة الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وقضايا الأمة المصيرية، وما تواجهه من مخاطر تستهدف هويتها ودينها وعقيدتها.

حيث جدّد اليمنيون أمس الاثنين في مسيرة كبرى شهدتها العاصمة صنعاء، رفضهم القاطع لما يتعرض له القرآن الكريم من إساءات متكررة في السويد والدنمارك وهولندا وغيرها، معتبرين الإساءات الغربية المتعمدة لرموز ومقدسات الإسلام، استفزازا واضحا لمشاعر المسلمين.

وعبروا عن سخطهم وغضبهم للممارسات العدوانية برفع المصحف الشريف، الدستور الخالد للأمة الإسلامية، في رد قوي على الإساءات السويدية والدنماركية والهولندية، والتعبير عن تمسكهم واعتصامهم بكتاب الله الكريم.

توج الغضب الرسمي والشعبي اليمني، بالمقاطعة الاقتصادية والدعوة لطرد سفراء الدول التي تسيء للإسلام والرموز الدينية، كما حدث ذلك بالعراق الشقيق مؤخراًـ والذي يعكس الموقف اليمني الثابت في مواجهة أعداء الأمة والمخططات الصهيونية بحق المقدسات الإسلامية.

سبق المسيرات الغاضبة بالعاصمة صنعاء ومعظم المحافظات خلال شهر يوليو الجاري إقرار حكومة صنعاء المقاطعة الاقتصادية للبضائع الأمريكية والإسرائيلية والسويدية والهولندية والدنماركية، رداً على انتهاكاتها المستمرة بحق الإسلام والمسلمين.

وشكلت الحكومة لجنة من الجهات ذات العلاقة لوضع آلية لمقاطعة بضائع ومنتجات أي دولة تنتهك حرمات الأمة الإسلامية واتخاذ إجراءات آنية ومتوسطة وبعيدة المدى وإعداد استراتيجية للتحول نحو السلع المحلية بدلاً عن المستوردة من الدول المسيئة للإسلام وتطوير السياسات الاقتصادية لتنويع قاعدة الإنتاج الوطني والاعتماد على الإنتاج المحلي وكذا تطوير البنية التحتية لزيادة الإنتاج الصناعي والزراعي وغيرها من الخطوات المتصلة بهذا الجانب.

وأعلنت وزارة الصناعة والتجارة مؤخراً قائمة بأسماء الشركات السويدية وعلاماتها ومنتجاتها المشمولة بقرار مقاطعة تلك الشركات وشطب علاماتها التجارية، وحظر دخول منتجاتها، رداً على سماح سلطات السويد لمتطرفين بحرق نسخ من المصحف الشريف.

وشملت القائمة التي أعلنتها الوزارة أسماء جميع الشركات السويدية وعلاماتها التجارية وتوضيحاً مفصلاً حول منتجاتها.

إجراءات حكومة صنعاء، جاءت بناءً على موجهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، التي دعت لاتخاذ الإجراءات والتدابير بحق كل دولة سيبدر منها الإساءة للقرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ومقاطعة بضائعها ومنتجاتها وشركاتها.

وبالنظر لمعطيات الأحداث المتسلسلة في إحراق المصحف الشريف، لم يكن السويد والدنمارك وهولندا وغيرها من الدول لتتجرأ، على ارتكاب هذا الفعل المسيء، لولا تفرق أبناء الأمة وتشتتهم وزرع أنظمة عميلة وفاسدة في أنحاء المعمورة أعانتهم على سلب الحرية والمعنويات والقوة من نفوس المسلمين.

ذلك ما ذهب إليه مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين الذي قال “إن أعداءنا ما تجرأوا على ما فعلوه بحق القرآن الكريم من إحراق إلا حين رأوا من المسلمين تفرقا وتشتتا، وبعد أن تمكنوا من زرع أنظمة عميلة وفاسدة في أنحاء المعمورة والتي أعانتهم على سلب الحرية والمعنويات والقوة من نفوس المسلمين حتى أشعروهم أنهم ضعفاء وأقل من أن يواجهوا أعداء الله في أي ساحة”.

وأشار إلى أن العالم لم يعد يحترم إلا القوي، ما يتطلب من المسلمين أن يكونوا أقوياء، ويأخذوا بأسباب وعوامل القوة، ومنها التمسك بكتاب الله وهدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم والاعتصام بحبل الله المتين.

وأكد العلامة شرف الدين، أهمية التعبئة العامة، لتكون هناك حالة من الغضب والسخط على أعداء الأمة والالتفاف حول كتاب الله والأخذ بهدي النبي وإعداد العدة والسلاح، لمواجهة الأعداء المستمرون في العداء للإسلام والمسلمين.

ويبقى الشعب اليمني في مقدمة شعوب الأمة العربية والإسلامية المدافعة عن القضايا المصيرية ومتصدراً للمشهد بمختلف تجلياته، من خلال مواقفه الثابتة والمبدئية التي لن ولم يساوم عليها مهما كانت الظروف والتحديات.

سبأ

قد يعجبك ايضا