نص الولاية ومسار الحادي والعشرين من سبتمبر

الحقية / أحلام شرف الدين

الحمد لله الذي الذي هدانا لدينه حين صرح في كتابه بنص واضح: “إن علينا للهدى” ليقطع دابر الكافرين ويوهن كيد الطغاة والمستكبرين ويدحض باطل أحزابهم وفئاتهم وشتاتهم الذي تناثر على البشرية فأفقد الكائن كينونته، ونحن نعيش ذكرى الولاية التي استندت على إقامة الحق ومكافحة الفساد؛ هذه المناسبة العظيمة التي سجلتها كل كتب التاريخ السنية والشيعية، ومن ذلك اليوم حتى يومنا هذا والأحداث تعيد نفسها، والسنوات تثبت لكل من خالف هذا النص الصريح فداحة الفعل وسوء العمل.

وهنا يؤكد الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي –رضوان الله عليه- عظمة هذه الذكرى ويقول: “إن من المفارقات العجيبة أن تأتي هذه الذكرى والأمة الإسلامية والعرب بالذات مقبلون على فرض ولاية أمر من نوع آخر، ولاية أمر يهودية، ولاية أمر نصرانية كي تعلم الأمة كم كانت خسارتها يوم أن رفضت إعلان ولاية أزكى وأطهر وأكمل شخص في مثل هذا اليوم.”
إنها أهم القضايا التي تواجه الأمة الإسلامية؛ قضية الحكم والولاية لذلك أنزل الله: “يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس”، ولم يأت اختيار علي اتباعا لهوى حاشا النبي أن يفعل ذلك وهو يصرح “إن اتبع إلا ما يوحى إلي”، إنما هي مسألة اصطفاء وكفاءة وتكليف ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وتحديد مواصفات الحاكم وما ينبغي أن يكون عليه، فالله هو العالم ما يصلح أمر الأمة وما يمسك زمامها، يقول الله تعالى: “وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة”.
وتلتقي ذكرى الولاية بأهدافها ودواعيها مع أهداف ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر في كونها قامت لإقامة الحق ومكافحة الفساد ونصرة المستضعفين، ولهذا فإن من يحمل في نفسه رفضا لنص الولاية يحمل رفضا مماثلا لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر وينعتها بالصفات نفسها التي تشدق بها من حوّر نص الولاية ليبرر لنفسه ما يمارسه من ظلم وتعنت وجبروت واستعباد للإنسان الذي كرمه الله حين قال: “ولقد كرمنا بني آدم”، وإلا فما الداعي لرفض ثورة تنبذ الظلم في حين نرفع اسم غاندي وجيفارا وغيرهم ممن لا ينتمون إلى دين الحق ولا يرتكزون على مرتكزات صحيحة بأنهم مخلصو الشعوب المستضعفة وملهمو الثورات المنقذة، وبيننا أول المنتصرين للإنسانية الإمام علي –عليه السلام-.
فالولاية التي سعى النبي –صلى الله عليه وآله وسلم- لترسيخ مبادئها ورفع نموذجها في يوم غدير خم أمام العشرات من المسلمين هي ولاية رحمة ورعاية وتربية للأمة، وبهذا فالزعيم أو الرئيس أو غيرها من مسميات الحاكم الذي لا يرعى، لا يرحم، لا يربي ليس أهلا لهذا المنصب وليس أهلا أن يلي نفسه، فمتى كانت الولاية أوامر ونواهي وتقطيب جبين وإصدار أحكام واعتقال سجناء؛ إنها تربية وهداية وإخراج الإنسان من حالة الصمت والكبت والقهر الذي فرضه عليهم فراعنة هذا العصر، إنها قوله تعالى: “ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم”.
لذلك نحن نحتفل بذكرى الولاية ونرسم مسارها طريقا أوحاه الله لنبيه الذي ما كان ليترك الرسالة المحمدية تضيع بين هوى هذا وضلال ذاك حين أدرك المؤامرة على دين الله والتنصل من مسئوليات الإيمان والاغترار بالدنيا ومفاتنها، كما نحتفل بذكرى الحادي والعشرين فتحا عظيما من الله به على عباده المستضعفين؛ يقول تعالى: “ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين”.
قد يعجبك ايضا