نص كلمة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي للمشاركين في إقامة المراكز الصيفية 1440هـ – 2019

أَعُوذُ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أنَّ سيدنا محمدًا عبده ورسوله خاتم النبيين.

اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد، كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين.

أيها الإخوة الأعزاء:

السَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه؛؛؛

نبارك لكم بهذه المناسبة، المناسبة العزيزة: مناسبة افتتاح الدورات الصيفية، والتي نأمل من الله “سبحانه وتعالى” أن يكتب بها الأثر الجيد والأثر المبارك- إن شاء الله- في الاهتمام بالجيل الناشئ، وبالطلاب بمختلف الفئات العمرية.

ونحن- في البداية- نتوجه بالشكر والتقدير لكل المستجيبين للمساهمة في الاهتمام بهذه الدورات، الذين أسهموا بالمشاركة في عملية التعليم كمعلمين، والذين أسهموا أيضاً بالاهتمام بهذه الدورات من خلال التشجيع والحث للطلاب للتوافد إلى هذه الدورات والمشاركة فيها، والمساهمين على مستوى الدعم المادي، والمساعدة للطلاب وللمعلمين، ولما من شأنه التمكن من إحياء وتفعيل هذه الدورات المهمة، والتي من خلالها تتم عملية الاستثمار لفترة العطلة الصيفية بشكلٍ جيد، للعناية بأبنائنا من الجيل الناشئ، الذين هم في أمسِّ الحاجة في هذه المرحلة وفي هذا العصر للعناية القصوى بهم فيما يتعلق بالتثقيف والتعليم والمعرفة.

الجيل الناشئ هو يعيش مرحلةً من أهم المراحل على الإطلاق، مرحلة مهمة جداً على مستوى الواقع العام، واقع البشرية بكلها، أو على مستوى واقع أمتنا الإسلامية، مرحلة امتلكت فيها قوى الضلال من الامكانيات، والوسائل، والقدرات، والأنشطة التضليلية التي تركِّز على الاستهداف للإنسان في فكره وثقافته ووعيه، ما لم تمتلكه فئات الضلال- لربما- على مرِّ التاريخ، في هذا العصر الذي انتشرت فيه وسائل مؤثرة وفعَّالة، وتصل إلى أي مكان، إلى كل منزل، مثل: الشبكة العنكبوتية بكل ما فيها من نوافذ للمخاطبة للإنسان والتأثير على الإنسان، أو القنوات الفضائية، أو المناهج المدرسية بمختلف أنواعها، بحسب جهات الضلال التي فتحت فيها مسارات متعددة ومتنوعة، أو أنشطة القنوات الفضائية… أو غير ذلك، كم عدد الوسائل والأساليب والإمكانات التي توظَّف بشكلٍ كبير للتأثير على الإنسان، وتتوجه للتأثير على فكر هذا الإنسان، على نظرته؛ وبالتالي على نفسيته، على مواقفه، على مسيرة حياته.

في هذه الظروف وفي هذه المرحلة التي تواجه فيها أمتنا أيضاً تحديات غير مسبوقة على كل المستويات، والأعداء يسعون بكل جهد إلى السيطرة التامة عليها: إنساناً، وأرضاً، وثروات، في هذه المرحلة التي يُستهدف فيها أبناء أمتنا بكل الوسائل القاتلة والمدمِّرة، وكذلك بكل وسائل السيطرة التي تهدف- في الأخير- إلى إحكام السيطرة علينا كأمةٍ مسلمة، لا بدَّ أن يتسلح هذا الجيل الناشئ بالوعي، بالمعرفة الصحيحة، بالمفاهيم النيِّرة؛ حتى يتحرك في هذه الحياة في شتى مجالات هذه الحياة، وأيضاً في تحمّل المسؤولية بوعي، بفهم، بمعرفة صحيحة، بخطوات موثوقة، ببصيرة، ولا يكون فاقداً للمنعة الثقافية، والمعرفة الفكرية الصحيحة؛ فيكون قابلاً لما يأتي من هنا وهناك من أفكار ظلامية، ومن مفاهيم مغلوطة، ومن ثقافات خاطئة، تهدف إلى الانحراف به، والسيطرة عليه.

هذه المرحلة التي يواجه فيها شعبنا اليمني المسلم العزيز أيضاً العدوان الأمريكي السعودي الظالم، والذي هدف أيضاً إلى تدمير كل ما من شأنه أن يساعد على التعليم: المدارس، التجمعات التعليمية في كثيرٍ من المناطق، المساجد، سعى كذلك إلى التأثير بأنشطة تضليلية يحركها في الساحة بشكلٍ أو بآخر، بعنوانٍ أو بعنوانٍ آخر، كذلك ونحن نواجه هذا التحدي من جانب، ونحن نعيش في ظل نعمة الحرية والاستقلال والكرامة، التي يتهيأ لنا فيها: التحرر الفكري، والتحرر الثقافي، والانعتاق من رِبَقْ العبودية الثقافية، والأغلال التضليلية الفكرية الهدّامة، أيضاً هناك فرصة حقيقية وفرصة مهمة لنشاط ثقافي، وعملية تعليمية نسعى فيها أن تكون مبنيةً على أسسٍ صحيحة، وعلى أسسٍ سليمة، وعلى توجهاتٍ وبأهدافٍ سليمةٍ وصحيحةٍ أيضاً.

في ظل كل هذه الظروف، وفي ضوء كل هذه الاعتبارات نجد أنفسنا أيضاً في موقع المسؤولية أيضاً تجاه أبنائنا ألَّا نهملهم، ألَّا نضيعهم، ألَّا نتركهم من الاهتمام في هذا الاتجاه المهم جداً، هذا الاتجاه الذي هو رئيسيٌ في حياة الإنسان، حياة الإنسان في شتى مجالاتها تعتمد على العلم، على المعرفة، على التعليم، على التثقيف، وبالذات إذا كان تعليماً صحيحاً، إذا كان ما يقدَّم لهذا الجيل المفاهيم الصحيحة، الأفكار النيِّرة التي تبنيهم جيلاً حراً، واعياً، مسؤولاً، يتخلق بمكارم الأخلاق، كذلك ناهضاً بالمسؤولية، متحلياً بالمسؤولية، مستشعراً للمسؤولية، يعي واقعه، ويعي مسؤوليته، ويعي واقع العالم من حوله، ويتحرك على ضوء هذه المعرفة الصحيحة وهذه المفاهيم الصحيحة، فهي مسؤولية تقتضيها أيضاً مسؤوليتنا الدينية، وتقتضيها الظروف والتحديات التي نعيشها.

ما من شكٍ في أنَّ الواقع البشري- منذ البداية- يرتبط بالتعليم كشيءٍ أساسيٍ في مسيرة الحياة، والله “سبحانه وتعالى” قال في كتابه الكريم عن بينا آدم “عليه السلام”، الذي هو الإنسان الأول الذي خلقه الله “سبحانه وتعالى” على كوكب الأرض، بعدما أراد الله “سبحانه وتعالى” أن يستخلف الإنسان على هذه الأرض، فقال “جلَّ شأنه”: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}[البقرة: 31-32]، فآدم “عليه السلام” الذي هو الإنسان الأول، وخلقه الله “سبحانه وتعالى” ليكون هو بدايةً للوجود البشري على كوكب الأرض، للاستخلاف لمهمةٍ كبيرةٍ ومسؤولية عظيمة عنوانها الاستخلاف في الأرض، آدم تسلَّح بالعلم، العلم الذي كان مصدره مَنْ؟ الله “سبحانه وتعالى”، الله هو الذي علَّم آدم الأسماء كلها، حتى لم تكن هذه المسألة عبر الملائكة، هو هذا يقول للملائكة: {أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}، فكانوا يجهلون بتلك الأسماء لتلك المسميات المعينة التي عُرضت عليهم، فأمر الله آدم أن ينبئهم بأسمائهم، فأنبئهم بأسمائهم.

وهكذا ترافقت العملية التعليمية في وجود الإنسان، الإنسان منذ أن يخلقه الله “سبحانه وتعالى” يزوِّده أيضاً بوسائل المعرفة، الله “جلَّ شأنه” قال في كتابه الكريم: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا}، أول ما يخرج الإنسان من بطن أمه – بعد أن ينفخ الله فيه الروح ويوجده في هذه الحياة، ويخرجه إلى هذه الحياة من بطن أمة- يكون جاهلاً بكل شيء، ويتعامل مع بعضٍ من متطلبات حياته كالرضاعة من خلال الإلهام الإلهي، ثم تأتي عملية التعرف مترافقةً مع مسيرة الحياة، ومتزامنةً مع مراحل الحياة مرحلةً مرحلة، ومتصلةً بطبيعة احتياجات الإنسان في هذه الحياة، ولهذا يقول الله “سبحانه وتعالى” في نفس الآية المباركة: {وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[النحل: من الآية78]، لتكون هذه وسائل رئيسية ومهمة جداً لاكتساب المعرفة، ولتحصيل العلم، وتكون وسائل للإدراك، ومن ثم للمعارف، السمع وسيلة مهمة ونعمة عظيمة، الأبصار، الأفئدة.

ثم في واقع البشرية أنعم الله على الإنسان بنعمةٍ عظيمة وعجيبة ومميزة، ولا نراها في حياة بقية المخلوقات على الأرض من بقية الحيوانات، نعمة خاصة بهذا الإنسان، هي نعمة القلم والكتابة، ولهذا ورد بشأنها في القرآن الكريم آيات متعددة، منها قول الله “سبحانه وتعالى”: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ}[القلم: الآية1]، هنا يقسم الله “سبحانه وتعالى” بالقلم، باعتباره نعمةً عظيمة أنعم الله بها على الإنسان، كما في آيةٍ أخرى في قول الله “جلَّ شأنه”: {الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}[العلق: 4-5]، فالقلم والكتابة نعمة عظيمة استفادة منها البشرية في مسألة المعرفة، وفي مسألة الحياة، في جوانب الحياة المختلفة، في شتى مجالات الحياة؛ لأن العلم الصحيح، العلم النافع هو الذي يرتبط بالحياة، وتنتفع به البشرية في واقع حياتها.

فأتت المسألة هذه: مسألة الوسائل المساعدة على العلم والمعرفة لتكون عاملاً مساعداً للإنسان لاكتساب المعرفة، وفي النهاية ليست المعرفة ولا العلم غاية، وإنما هي وسيلة، وهذه مسألة مهمة جداً، العلم والمعرفة هي وسيلة، وهي مرتبطة بثمرتها المهمة جداً في واقع حياة الإنسان، وهي: العمل، وعندما نأتي إلى واقع البشرية نجد أن البشر بمختلف أديانهم وأممهم وتوجهاتهم في هذه الحياة لديهم اهتمامات واسعة فيما يتعلق بالمجال العلمي، وفي مسألة التعليم، اهتمامات واسعة، وتطوَّرت يوماً بعد يوم، وتطوَّرت الوسائل والإمكانات التي تساعد على ذلك، وهي في هذا الزمن في الذروة من تطورها، وتتجه اهتمامات البشر في مجال التعليم- كما قلنا وكررنا- في شتى مجالات الحياة، نجد الاهتمام الواسع فيما يطلق عليه بالعلوم الطبيعية، سواءً فيما يتعلق بالفيزياء، والكيمياء، والرياضيات، والطب… وما شاكل ذلك، وعلم الأحياء، وغيرها من العلوم، وكذلك في شتى مجالات حياة هذا الإنسان، كل مجال من مجالات هذه الحياة اتصل به علم، أصبح له علم يدرَّس، وأصبح يرتبط بكثيرٍ من المعارف التي تتضمن خلاصة التجربة البشرية، وكذلك ما اكتسبه الإنسان على مرِّ التاريخ، أو في مراحل معينة من العلوم والمعارف ذات الصلة بذلك المجال أو ذاك المجال: الجانب العسكري، الجانب الأمني، الجانب الاقتصادي… في كل مجال من مجالات الحياة أصبحت هناك كتب، ودراسات، ودروس، وجامعات في هذا العصر كليات… مسميات كثيرة لكل أماكن المعرفة ولكل وسائل التعليم، ثم يدخل الجانب الديني أيضاً كجانب رئيسي في مجال العلوم والدراسة، ونحن في واقعنا الإسلامي كمسلمين لدينا اهتمام أيضاً رئيسي وواسع فيما يتعلق بالمعارف الدينية.

في ظل هذا الاهتمام العام يأتي أيضاً نشاط تضليلي، يعني: هناك في المساحة التعليمية في ظل الأنشطة التعليمية ما هو نافعٌ ومفيد، يخدم البشرية في شتى شؤون حياتها، وفي شتى مجالات حياتها وشؤونها، ومنه ما هو ضار، ومنه ما هو هدَّام، ومنه ما يهدف إلى التضليل لهذا الإنسان، إلى الإغواء لهذا الإنسان، منه ما يعتبر أفكاراً ظلامية، هي ظلمات تخدع هذا الإنسان، وتنحرف به عن الحقائق، وبأهداف معينة، بأهداف نهايتها السيطرة على هذا الإنسان، والتحكم به في الواقع العملي وفي شؤون حياته.

ولذلك نحتاج إلى أن نعرف كأمةٍ مسلمة أنَّ نعرف على نحوٍ إجماليٍ ما يتعلق بالعلم في أهدافه، في غاياته، في ارتباطه بالحياة، في آثاره المفترضة، في مصادره الموثوقة، نحن أمةٌ أنعم الله علينا بأعظم مصدرٍ للمعرفة والهداية والنور، وهو: القرآن الكريم.

القرآن الكريم هو هبةٌ وهديةٌ عظيمةٌ من الله “سبحانه وتعالى”، وهو مصدرٌ عظيمٌ لا مثيل له فيما يشتمل عليه من العلوم والمعارف والهداية، وفي القرآن نفسه آيات مباركة تبين لنا سعة هذا الكتاب فيما اشتمل عليه من المعارف والعلوم التي الإنسان بحاجةٍ إليها في شؤون حياته وفي مسيرة حياته، ولهذا يقول الله “سبحانه وتعالى” في كتابه المبارك: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا}[الكهف: 109]، لو كان البحر بكله مداداً تكتب به المعارف والعلوم التي تضمنها القرآن الكريم، تضمنتها الآيات المباركة، تضمنتها كلمات الله “سبحانه وتعالى”، فكتب بذلك المداد على أساس الاستفادة من تلك المعارف وتوثيقها لنفد بالبحر بكله كمداد {قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي}، بل أكثر من ذلك: {وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا}، لو أضيف بحرٌ آخر من المداد لتكتب به المعارف الواسعة، وكذلك العلوم العظيمة والمهمة التي تضمنتها كلمات الله، لنفد أيضاً قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي، بل هناك آية عجيبة جداً في القرآن الكريم، وينبهر الإنسان حينما يتأمل فيها، عن سعة كلمات الله في القرآن الكريم، وما اشتملت عليه من المعارف والعلوم والهداية الواسعة، الواسعة العجيبة، التي يمكن أن تغطي واقع الحياة وأكبر من واقع الحياة، يقول الله “جلَّ شأنه في كتابه المبارك: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ} فكِّر، تأمل، (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ): كلما في الأرض، كلما على وجه الأرض من الأشجار في الغابات، والمزارع، والسهول، والجبال، والوديان، والصحاري، كلما على كوكب الأرض من أشجار، لو أنه يقطَّع ليكون أقلاماً، ويجهَّز ليكون أقلاماً، {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ}، يعني: ويكون البحر هو المداد الذي تعبأ به تلك الأقلام للكتابة، والذي تكتب به تلك الأقلام، {مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ}[لقمان: من الآية27]، هداية واسعة، معارف عظيمة تجعل من هذه الأمة أمةً واعية، أمةً فاهمة، أمةً مستنيرةً ومستبصرة، أمةً تتسع معارفها، وترتقي ثقافتها، وتمتلك المفاهيم الصحيحة والنظرة الصحيحة، وتستنير بنور الله “سبحانه وتعالى”، وهذه نعمة عظيمة جداً.

القرآن الكريم الذي هو كتابٌ للحياة، يتصل بكل شؤون حياة الإنسان، ويرتبط بها ارتباطاً وثيقاً، فهو نورٌ يهتدي به الإنسان في مسيرة حياته، ليس فيه أي ضلال، ولا أي أفكار خاطئة، ولا أي مفاهيم مغلوطة أبداً، تقدم إلى الإنسان ليتمسك بها الإنسان، قد يعرض ما عليه الآخرون من ضلال ثم يفنِّده، ثم يزهقه، ثم يبطله، لكنه يقدِّم للناس النور والهداية الواسعة التي تمتد إلى مختلف شؤون الحياة، وتواكب كل زمن، وتلامس كل مرحلة، وتأتي إلى كل ظرفٍ يعيشه الإنسان، فيبقى القرآن الكريم الكتاب الذي لا يماثله كتاب، ولا يرقى إلى مستواه كتاب، وليس هناك من مصدرٍ مثيلٍ له في المعرفة، والعلم، والنور، والبصائر، والهداية الواسعة الواسعة الواسعة.

ولكن منذ ذلك الزمن وإلى اليوم لم تستفد أمتنا الإسلامية من القرآن كما ينبغي، لم تلتفت إلى هذا القرآن وهي تحمل الوعي عن هذا القرآن نفسه، عن عظمة هذا الكتاب كمصدرٍ للعلم، مصدرٍ للثقافة، مصدرٍ للمعرفة حتى في التعليم الديني، أتى من يبتعد عن القرآن الكريم ويقدِّم البدائل والبدائل في مجالات رئيسية وأساسية من العلوم الدينية، بما فيها مجال معرفة الله “سبحانه وتعالى”، ومجالات أخرى جرى الغرق فيها والتوسع فيها بعيداً عن القرآن الكريم، وتصل بعض الحالات إلى حالة الإعراض عن القرآن الكريم.

أمتنا الإسلامية عاشت مشاكل كبيرة جداً، وانعكست آثار وتبعات الابتعاد عن القرآن الكريم وعدم التعامل معه كمصدرٍ أساسيٍ ورئيسيٍ للمعرفة وللعلوم وللثقافة بشكل شقاءٍ تعيشه في واقع حياتها، وانتكاسة كبيرة جداً على مستوى المفاهيم الصحيحة، على مستوى المعرفة الحقيقية، وانتشرت الكثير من المعارف الهامشية، والمصطلحات البعيدة عن واقع الحياة، وكثيرٍ من الاهتمامات التي تبعد الإنسان عن مهامه الرئيسية في هذه الحياة، وتغرقه في تفاصيل شكلية هنا أو هناك، ثم فُتِحَت الأبواب والنوافذ لكل فئات الضلال؛ لتستهدف أبناء هذه الأمة، وتقدِّم تحت عنوان العلوم الشرعية والدينية، وتحت عناوين هنا أو هناك، تقدم إلى الناس الكثير والكثير من الظلمات، ظلمات متراكمة بعضها فوق بعض، عززت الأمِّيَّة من نوعٍ جديد في واقع الأمة، الأمِّيَّة التي لا تتجه إلى مسألة الكتابة والقراءة، وإنما الأمِّيَّة في المفاهيم، الأمِّيَّة تجاه الوعي، الأمِّيَّة في النظرة، الأفكار الكثيرة المغلوطة، والثقافات الخاطئة، والرؤى الخاطئة التي تجعل الناس يتخبطون في شؤون حياتهم، أثَّر هذا سلباً على الأمة في واقع حياتها، زادت فيها حالة الفرقة والشتات والاختلاف والتباين والتنازع، ثم أثَّرت عليها- أيضاً- في شتى مجالات الحياة، حتى تفوَّقت عليها الكثير من الأمم في كثيرٍ من شؤون الحياة.

الأمة التي ورد في كتابها (القرآن الكريم) الحديث الواسع الذي يحثنا على أن نعي مسؤوليتنا في هذه الحياة كبشر استخلفنا الله في الأرض، وأن نعي معنى التسخير، أنَّ الله سخر لنا ما في السماوات وما في الأرض، وماذا يعنيه هذا المفهوم (التسخير)، كانت هي الأمة التي ابتعدت عن هذا المجال بأكثر من غيرها من الأمم، واتجهت الأمم الأخرى بأكثر منها لدراسة ظواهر هذه الحياة، والتأمل فيما أودع الله فيها، والتأمل في السنن والقوانين التي بنى الله بها هذه الحياة، وما أودع فيها من خصائص، وما أودع فيها من نعم مهيأة للإنسان للاستفادة منها بأشكال متعددة وتلامس شؤون حياته… وهكذا ما من مجال في مجالات الحياة إلَّا ونرى الأمة خسرت، خسرت، لماذا؟ لارتباطها ببدائل عن القرآن بأكثر من ارتباطها بالقرآن الكريم، ثم نرى ثمرة الارتباط بالقرآن الكريم؛ لأن القرآن الكريم هو نور يقدِّم المعارف الصحيحة، الأشياء المهمة، العلم النافع، الهداية الحقيقية، الحلول الصحيحة التي تترك أثراً طيباً في واقع حياة الإنسان، ثم هو صلة بيننا وبين الله “سبحانه وتعالى”، إذا اهتدينا به؛ نكسب من الله معونته، رعايته… تدخُّله بأشكال كثيرة من أشكال الرعاية التي يرعانا بها حسب وعده في القرآن الكريم، ثم يتحقق للأمة الكثير من النتائج في واقع الحياة.

المرحلة هذه هي من أهم المراحل التي يتم التركيز فيها على الارتباط الوثيق بالقرآن الكريم كمصدرٍ أساسيٍ ورئيسيٍ للمعرفة والوعي والفهم، كمصدرٍ للنور والهداية، وهي مرحلة أساسية ومهمة للتحرر من كل تبعيةٍ ثقافيةٍ وفكريةٍ، ومن المهم أن ينتشر وأن يسود في أوساط شبابنا وأبنائنا، في أوساط أمتنا مبدأ التحرر الفكري والثقافي، والخلاص من كل أشكال التبعية لأعدائنا في هذا المجال؛ لأن أعداءنا ما يقدموه لنا هو في سياق الاستهداف لنا، في حربهم التضليلية الرامية إلى خداعنا وتضليلنا وإفسادنا، والرامية إلى السيطرة علينا والتحكم بنا، إذا امتلك شبابنا هذا الوعي، وترسَّخ لديهم هذا المبدأ؛ سَتُقفَل في قلوبهم، وفي وجدانهم، وفي مداركهم كل نوافذ التأثير والتأثر بأعدائنا، سواءً في مواقع التواصل الاجتماعي، أو في كل مجال من المجالات، وفي كل حقلٍ من الحقول المعرفية، فلا يتأثرون بباطل، ولا ينخدعون بكل تلك الأفكار الظلامية، ولا يتأثرون بكل تلك المفاهيم المغلوطة والخاطئة التي تستهدفهم.

ونحن نأمل- إن شاء الله- في هذه الدورات الصيفية أن يكون هناك نشاط واسع، وتركيز كبير على القرآن الكريم، وعلى علومه ومعارفه وما يتصل به، وما يرتبط به من المعارف والعلوم النافعة والمفيدة التي ترتقي بوعي الإنسان، حتى يكون إنساناً مستنيراً حياً، الله “سبحانه وتعالى” يقول في القرآن الكريم: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ}[الأنعام: من الآية 122]، هذا النوع وهذا النموذج هو نموذج القرآن الكريم الذي يَحيَى بالقرآن، ويستنير بالقرآن، يَحيَى بالقرآن في أثر القرآن في نفسيته، في اهتماماته، في تحمله للمسؤولية، في انطلاقته الفاعلة والقوية والإيجابية في هذه الحياة، ثم هو المستنير في رؤيته، وفي فكره، وفي ثقافته، بما لذلك من أثر على سلوكه، على عمله، على التزاماته، على عطائه، على مواقفه، على تصرفاته بكلها، فهو لا ينطلق من خلال مزاج، ولا ينطلق من خلال مفاهيم خاطئة وضلالات أعمته. لا، إنما ينطلق على أساسٍ من تلك التعاليم التي يصفها الله بالنور، تلك التوجيهات، تلك المفاهيم الصحيحة، الحكيمة، الموثوقة، النافعة، الهادية، والتي يصفها الله “سبحانه وتعالى” بالنور.

ربما من أكبر من المآسي في واقع أمتنا الإسلامية سواءً في هذا العصر على المستوى الرسمي لدى الحكومات والأنظمة، وفيما عندهم من وزرات تربية، تعليم عالي، مدارس، جامعات… أو على مرِّ التاريخ في كثيرٍ من المدارس، القصور الكبير جداً، والخلل الكبير جداً على المستوى الثقافي والمعرفي، فكانت نتيجته ما وصلت إليه الأمة من حالةٍ سيئة في مختلف مجالات حياتها، كان لما يقدَّم من مفاهيم خاطئة أثر ضار جداً، المسألة هذه من أهم المسائل، الله “سبحانه وتعالى” يربطنا بمصادر الهداية، وبالذات في المعارف الأساسية والدينية، وما نحتاج فيه إلى الهداية كأسس نبني عليها مسيرة الحياة في شتى مجالات الحياة، نحتاج إلى أن ننطلق على أسس صحيحة، نرتبط بمصادر الهداية؛ لأن الضلال يؤثر على الإنسان، الإنسان هو ضحية للضلال، يضيع في هذه الحياة، يضيع في أي مجال، يضل فيه، لا يصل إلى الحقيقة.

فنحن نأمل- إن شاء الله- في هذه الدورات الصيفية أن تسهم إسهاماً كبيراً في تنوير هذا الجيل بمختلف الفئات العمرية، ونأمل- إن شاء الله- الدفع بالطلاب للمشاركة الفاعلة في هذه الدورات الصيفية، ونأمل- إن شاء الله- من الذين يشاركون في العملية التعليمية في هذه الدورات الصيفية أن يمثِّلوا القدوة الصالحة للطلاب سواءً في اهتمامهم، سواءً في أخلاقهم وسلوكياتهم، وأن يحملوا أثر القرآن المبارك في الحرص الكبير على هداية هذا الجيل، على تربية هذا الجيل التربية العظيمة، التربية القرآنية، التربية الإسلامية الحقيقية، التي تبنيه جيلاً حراً واعياً مسؤولاً، وتبنيه حراً متمسِّكاً بأخلاق القرآن، متمسِّكاً وثابتاً على تلك المبادئ الإلهية العظيمة والمهمة، ومن خلال المضامين المفيدة للمناهج المعتمدة في هذه الدورات، ومن خلال ما يقدِّمه المعلمون، نأمل- إن شاء الله- أن يوفِّق الله للاستفادة والأثر الطيب.

كما نحث أيضاً الكثير ممن يمتلكون قدرات ثقافية، وخلفية علمية ومعرفية أن يساهموا في هذه الدورات، هناك الكثير من المناطق التي تحتاج إلى الاهتمام والجد في هذا المجال، وإلى المشاركة الفاعلة، وإلى الإسهام الطيب، هذا جانب مهم، وهذه مسؤولية في نفس الوقت.

نحن نمر بهذا العدوان أثَّر في كثيرٍ من المراحل، وأثَّر في كثيرٍ من المناطق على الاهتمام بهذا الجانب، التفريط والتقصير في هذا الجانب يتيح المجال للبعض ممن لهم اتجاهات أخرى، اتجاهات: إما استقطابية لصالح قوى العدوان بشكلٍ مباشر، وإما استقطابية بشكلٍ غير مباشر من خلال التدجين والتثبيط، ومن خلال البناء غير السليم غير الواعي للجيل، إما بناءً ينحرف به في اتجاهات أخرى خاطئة وضالة، وإما من خلال التدجين وإماتة الروح المعنوية، الروح الإيمانية، استشعار المسؤولية… كل تلك العناوين المهمة التي تحتاج إليها أمتنا في هذا العصر بشكلٍ غير مسبوق، وأكثر من أي وقتٍ مضى.

البعض يميتون هذه الروحية، ويعملون على التثقيف بطريقة تدجينية، وتبعد الإنسان حتى عن واقع الحياة، وتعطيه نظرةً مغلوطة إلى هذه الحياة وإلى ما فيها، عندما ندرك أن هناك فئات البعض منها يتجه هذا الاتجاه الخاطئ، والذي قدَّم له القرآن الكريم المَثَل المعبِّر عنه، وهو قول الله “سبحانه وتعالى”: {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا}[الجمعة: من الآية 5]، هذا هو مَثَل من لم يتحملوا المسؤولية، من شطبوا جانب المسؤولية، من لم يتعاملوا مع هدى الله مع معارف الدين بالالتزام، والعمل، والتحمل للمسؤولية، والتحرك بمقتضى ذلك الهدى؛ فقدِّم لهم هذا المَثَل.

نحن لا نريد أن يكون النتاج للعملية التعليمية صنع المزيد والمزيد من الحمير والاستحمام، هذه الحالة من الاستحمام نحن في غناً عنها في ساحتنا، هذه الساحة الإسلامية، هذه الساحة التي تنتمي للقرآن، وللإسلام، وللاقتداء برسول الله “صلوات الله عليه وعلى آله”، أو تلك النماذج المحرِّفة الضالة التي توظِّف العنوان الديني والعناوين العلمية الدينية في خدمة أعداء الأمة، في خدمة المصالح والأطماع والأهواء، والتي قدَّم لها القرآن الكريم مَثَلَها المعبِّر عنها فقال الله “سبحانه وتعالى” في كتابه الكريم: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ}[الأعراف: الآية175]، هذا النموذج ماذا عبَّر عنه القرآن الكريم وماذا قدَّم له من مَثَل؟ يقول الله: {وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}[الأعراف: من الآية 176]، أيُّ مَثَلٍ هذا! من أسوأ الأمثلة، الحالة الخاطئة التي تنتج نماذج منحرفة، نماذج ضالة، نماذج توظِّف العناوين العلمية في العلوم الدينية توظِّفها لخدمة أعداء الأمة، توظِّفها للأهواء والأطماع، توظِّفها لخدمة أولئك الضالين، لها هذا المثل.

أمَّا النموذج الراقي العزيز يعبِّر عنه القرآن الكريم ويؤكِّد على عظيم منزلته ورفعة مكانته، فيقول الله “سبحانه وتعالى”: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}[المجادلة: من الآية 11]، هذا العلم النافع، النبي كان يتعوذ بالله ويستعيذ به (من علمٍ لا ينفع): من علمٍ لا ينتفع به، الله “سبحانه وتعالى” مما ذمَّ به بني إسرائيل في العصور الماضية، فقال عنهم: {وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ}[البقرة : من الآية 102].

النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” قال عن المعارف الدينية: (إنَّ هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم)، يجب أن نحرص على سلامة أبنائنا وشبابنا من المفاهيم الخاطئة، من الأفكار الظلامية، وأن ندرك خطورتها عليهم، خطورتها علينا جميعاً، حاجتنا جميعاً إلى الهداية، إلى النور، إلى المعرفة الصحيحة، إلى المفاهيم الصحيحة التي نستفيد بمعرفتها في واقعنا العملي، نبني عليها انطلاقتنا في هذه الحياة بهدف الوصول إلى ما يرضي الله “سبحانه وتعالى” عنا، إلى أن نرتبط بها في الواقع العملي فنربط بين العلم النافع والمعارف الصحيحة وبين العمل، وبين المعرفة الصحيحة وتحمل المسؤولية، اقتداءً برسول الله “صلوات الله عليه وعلى آله” وبطريقته المعروفة، حيث كان يقدِّم معارف الإسلام مرتبطةً بواقع العمل، ومرتبطةً بمسار المسؤولية، فكان العمل والتطبيق ملازماً للتعليم، ولم يكن مرحلةً مؤجَّلة إلى ما بعد نهاية العمر، البعض يقولون: [يتعلم الإنسان أولاً حتى يكون عالماً، ثم يدخل مرحلة العمل وتحمل المسؤولية]، وعندما يصل إلى أن يكون- بحسب تصنيفهم- عالماً يكون عمره- آنذاك- في التسعين من عمره، أو الثمانين من عمره، يؤدي هذا إلى أن نلغي ونشطب المسؤولية والعمل عن مرحلة الشباب كلياً، المرحلة التي يمتلك الإنسان فيها نشاطه وطاقته وقدرته…إلخ.

رسول الله “صلوات الله عليه وعلى آله” هو القدوة والأسوة، طريقته في التعليم هي الطريقة الصحيحة، والتي كانت مرتبطةً بالعمل وبتحمل المسؤولية، وتبني للمسؤولية، وتبني للمواقف، وتبني للحياة وللتحرك في شتى مجالات الحياة،

نحن نكرر الحث على الاهتمام بهذه الدورات الصيفية اسهاماً ومشاركةً في العملية التعليمية فيها، دعماً مادياً ومساندةً لها، حضوراً ومشاركةً من جانب الطلاب، ونحث الأهالي إلى الدفع بالطلاب إلى المشاركة في هذه الدروات والاستفادة منها.

نأمل من الله “سبحانه وتعالى” أن يوفقنا وإياكم لما يرضيه عنا، وأن يرحم شهداءنا الأبرار، وأن يشفي جرحانا، وأن يفرِّج عن أسرانا، وأن ينصرنا بنصره، وأن يهدينا بنوره، إنه سميع الدعاء.

وَالسَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه؛؛؛

قد يعجبك ايضا