“نيويورك تايمز” -مجلة “فورين بوليسي”:خيبة أمل أوروبية من واشنطن: الأمريكيون خانونا في أفغانستان ولا ثقة بهم بعد الآن

 

لا يخلو الإعلام الأجنبي من التحليلات التي تعكس الصدمة جراء سيطرة حركة طالبان على مساحات وولايات كبيرة في أفغانستان خلافًا لكلّ التوقعات الأمريكية. 

وفي هذا السياق، توقّفت صحيفة “نيويورك تايمز” عند الانتقادات الأوروبية للرئيس الأميركي جو بايدن بسبب الانسحاب من أفغانستان.

وقالت الصحيفة إن المسؤولين من كل بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا اشتكوا من أن واشنطن تصدر الإملاءات أكثر ممّا تجري المحادثات في ملفّ أفغانستان، وذلك على الرغم من تعهدات بايدن بإجراء المشاورات، مضيفة أن ما حصل في أفغانستان وما سبقه من “خطوات أميركية خاطئة” في ليبيا وسوريا والعراق يطرح سؤالًا حول إمكانية حصول تحول في آلية عمل حلف الناتو التي تقوم حاليًا على دور قيادي للولايات المتحدة.

وبحسب الصحيفة، مطالب الحلفاء للانسحاب المشروط قوبلت بالرفض من قبل بايدن الذي أصر على الانسحاب في موعد محدد، وما حصل في أفغانستان عزّز قناعة العديد من الأوروبيين بأنه لا يمكن الاعتماد على الولايات المتحدة لتأمين مصالحهم الأمنية، وذلك بغض النظر عن شخص الرئيس الأميركي.

ونقلت “نيويورك تايمز” عن مصادر مطلعة أن الرئيس التشيكي ميلوس زامان وصف القرار الأميركي بسحب القوات من أفغانستان “بالخيانة” خلال اجتماع لحلف الناتو في شهر حزيران/يونيو الماضي.

وأشارت الصحيفة إلى ما قاله أرمين لاشيت وهو سياسي ألماني من معسكر المحافظين عن أن الانسحاب الأميركي من أفغانستان يشكل أكبر كارثة واجهها الناتو منذ تأسيسه.

لا تعويل بعد الآن على الولايات المتحدة

وفي سياق غير بعيد، قال الجنرال البريطاني المتقاعد ريتشارد بارونز الذي شغل منصب قائد قيادة القوات المشتركة البريطانية حتى عام ٢٠١٦ إن أوروبا اعتادت على قيام الولايات المتحدة بلعب دور شرطي العالم، إلّا أنه يتبيّن الآن أنها لن تستمرّ في لعب هذا الدور.

وفي مقابلة مع مجلة “فورين بوليسي”، حذّر بارونز من أن أوروبا لن تستطيع التعويل على الولايات المتحدة في المستقبل كما فعلت في السابق، وبالتالي عليها أن تستعيد القدرة الذاتية للدفاع عن مصالحها.

كذلك شدد بارونز، الذي يصنف بانه من اهم المفكرين الاستراتيجيين العسكريين البريطانيين، على أن الدول الأوروبية في حلف الناتو بحاجة إلى القدرات في مجال القيادة والسيطرة الاستراتيجية والعمل اللوجستي الاستراتيجي، مضيفًا أن الدول الأوروبية جعلت أمنها وازدهارها ومصالحها مرهونة بإرادة الولايات المتحدة.

وقال بارونز “تبيّن بشكل واضح أن الدول الأوروبية تفتقد إلى الإرادة والقدرات للتدخل من أجل حماية أمنها وازدهارها ومصالحها”، محذرًا من أن أوروبا تواجه خطر التحوّل إلى “ضحية عالمية استراتيجية” في ظل هذه المعادلة القائمة.

قد يعجبك ايضا