هدنة تحالف العدوان في اليمن .. خروقات وأهداف مكشوفة

منذ إعلان هانس غروندبرغ مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن ما أسماه هدنة إنسانية لمدة شهرين تشمل وقف لإطلاق النار والسماح بدخول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة

وتشغيل رحلات جوية محددة من مطار صنعاء حد وصف غروندبرغ ، ظلت حقيقة العدوان وأهدافه ثابتة وغير متغيرة من خلال الاستمرار في ارتكاب الخروقات واستمرار احتجاز السفن المحملة بالوقود ومنعها من الدخول إلى ميناء الحديدة .. المزيد من التفاصيل في السياق التالي :

وتكشفت تلك الحقيقة بشكل أكبر بعد إعلان ما سمي بمجلس القيادة الرئاسي في عاصمة مملكة العدوان السعودي التي أملى نظامها السياسي مضمون قراره على الفار هادي بعد أيام قليلة من إعلان هدنة غروندبرغ ، وبإعلان ذلك المجلس تكشفت للجميع حقيقة المؤامرة الأمريكية السعودية الإماراتية الصهيونية الجديدة ضد شعبنا ووطننا اليمني والتخطيط والترتيب المقصود والممنهج الهادف إلى إطالة أمد العدوان والحصار الاقتصادي ومضاعفة معاناة الملايين من أبناء الشعب اليمني الصامد والمقاوم والرافض لمشاريع الطغيان والهيمنة الأمريكية الصهيونية في المنطقة.

هدنة ضجيج إعلامي
وتجلت أيضاً حقيقة أن تلك الهدنة الإنسانية التي أعلنها مبعوث الأمم المتحدة ، ليست سوى هدنة  ضجيج إعلامي، ومزايدة من مملكة آل سعود وتذرع بذريعة الجنوح للسلام، من أجل تجميل صورتها التي شوهتها سبعة أعوام من العدوان الذي تقوده على وطننا وشعبنا اليمني أمام الرأي العام ، والسعي والاستمرار في الوقت ذاته من أجل تحقيق أهدافها المكشوفة وغير المكشوفة ولعل خير دلي ل على ذلك أن أهم ما اتُفق عليه من بنود هدنة العدوان أو هدنة غرودنبرغ لم يُنفذ بشكل جاد، فمطار صنعاء لا يزال مغلقاً أمام الرحلات المفترضة، وسفن المشتقات النفطية لا تزال محتجزة، عدا القليل منها، رغم أن الهدنة نصت على فتح مطار صنعاء الدولي لرحلتين أسبوعيتين خلال الفترة المتفق عليها والمزمَّنة بشهرين، كما نصت على دخول ثماني عشرة سفينة مشتقات نفطية، وقد انقضى نصف زمن الهدنة ولم تتعدَّ السفن الواصلة إلى ميناء الحديدة الخمس، ولا يزال مطار صنعاء مغلقاً، ولا تزال القيادة السياسية وحكومة الإنقاذ تطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بإصدار قرار يلزم تحالف العدوان بفتح المطار.

مجرد غطاء
كل تلك الأمور تكشف حقيقة أن دول العدوان وفي مقدمتها مملكة آل سعود استخدمت الهدنة مجرد غطاء لأغراض لا علاقة لها بما تظهره إعلامياً من نوايا السلام والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية الناتجة عن عدوانها وحصارها المفروض على الشعب اليمني طيلة سبعة أعوام ونيف.

النوايا الحقيقية
وفي هذا السياق يؤكد الكثير من المراقبين والمتابعين أن هناك وقائع على الأرض تكشف النوايا الحقيقية لمملكة العدوان السعودية من وراء الهدنة الوهمية المفترضة .
وحسب أولئك المراقبين، فقد كان الهدف الحقيقي لمملكة العدوان السعودية من الهدنة هو إعادة ترتيب صفوفها   عسكرياً، بعد الخسائر الميدانية التي تكبدتها قواتها أمام قوات الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات، ولعل خير دليل على ذلك تلك التغييرات التي نتجت عن تشكيل ما سمي بمجلس القيادة الرئاسي، حيث خرجت من المعادلة قوى عسكرية كانت تتبع حزب الإصلاح، طالما استخدمتها الرياض في عدوانها واستغنت فجأة عن خدماتها، وأدخلت قوى أخرى بديلة محسوبة على دويلة الإمارات نطاق المراهنة على إحداث تغيير في ميدان المواجهات العسكرية، إضافة إلى استغلال المملكة السعودية الهدنة المفترضة للترتيب لمرحلة ما بعد تشكيل ما سمي بالمجلس الرئاسي.

تفعيل ورقة التنظيم
تنظيم القاعدة المتطرف، هي الورقة التي تحاول الرياض وأبوظبي تفعيلها واستخدامها مجددا تحت غطاء الهدنة ، وفي سياق الوقائع التي تؤكد حرف مسار الهدنة وأهدافها من جانب النظام السعودي، ما كشفته مصادر إعلامية في محافظة حضرموت، عن عملية تهريب جديدة لقيادات تتبع تنظيم القاعدة المتشدد، من سجن سيئون المركزي، حيث أكد الصحافي صبري بن مخاشن، رئيس تحرير صحيفة “المحرر” في تغريدة على تويتر أن قيادات إرهابية تم تهريبها من سجن سيئون المركزي، الأحد الماضي، من بينها الإرهابي القاتل ماجد حسن مبروك الشامي، حيث حدثت عملية التهريب الأولى في منتصف إبريل المنصرم من السجن نفسه، حيث تم تهريب عشرة من عناصر التنظيم الإرهابي، بينهم قيادات كبيرة، ووصلوا إلى مقر المنطقة العسكرية الثالثة في محافظة مارب، تحت حراسة مشددة ووسط استقبال رسمي.
ويبدو أن دول العدوان، وخصوصاً المملكة السعودية، لم تستوعب حتى الآن خسارتها لعناصر تنظيم القاعدة في محافظة البيضاء، بعد أن تمكنت قوات الجيش والأمن واللجان الشعبية من دحرهم في النصف الثاني من عام 2021م، وهي المحافظة التي يحرص تحالف العدوان ومن يقف معه من الصهاينة والأمريكان على استمرار سيطرته عليها، كونها تتوسط ثماني محافظات يمنية موزعة على شمال الوطن وجنوبه، منها شبوة ومارب النفطيتان.. وتجدر الإشارة هنا إلى أن مملكة العدوان السعودية كانت قد مكنت تنظيم القاعدة من السيطرة على محافظة البيضاء واتخاذها وكراً لعناصره منذ عام 2004م.
وبالتالي فبعد أن تمكنت قوات الجيش والأمن واللجان من تطهير محافظة البيضاء من كافة عناصر التنظيم بات واضحاً أن مملكة العدوان تسعى مجدداً تحت غطاء الهدنة المزعومة إلى تفعيل ورقة تنظيم القاعدة وإعادة ترتيب صفوفه في المحافظات التي كانت أوكاراً ومعاقل رئيسية للتنظيم سابقاً، حيث كشف التنظيم نفسه عبر تسجيل مرئي نشره على مواقعه الرسمية، خلال الأيام الماضية عقب تهريب قياداته من سجن سيئون المركزي، أن دول تحالف العدوان زودته بطائرات مسيّرة، في إطار إعادته إلى محافظة البيضاء، مشيراً إلى تواجده في المناطق المحاذية لمديريات البيضاء في محافظتي شبوة وأبين، مؤكداً علاقته الوطيدة مع تحالف العدوان .
 يشار إلى أن حزب الإصلاح كان قد حصل على عدد من الطائرات المسيَّرة التركية عام 2021م، خلال سيطرته على محافظة شبوة، عبر شحنة أسلحة وصلت على متن سفينة إلى ميناء قنا بمحافظة شبوة، ويرجح خبراء عسكريون أن تنظيم القاعدة المتشدد حصل على الطائرات المسيَّرة من معسكرات شبوة بتوجيه من القيادة الإماراتية، عقب طرد قوات الإصلاح منها، نهاية العام الماضي 2021م.

خروقات عسكرية
على الصعيد العسكري استمرت دول العدوان ومن معها من قوى العمالة والارتزاق في ارتكاب الخروقات العسكرية للهدنة المزعومة وكان آخر هذه الخروقات  إرسال طائرة تجسسية مسلحة صينية الصنع (CH4) تابعة لسلاح الجو السعودي في الـ4 من مايو الجاري للقيام بأعمال عدائية في أجواء مديرية حرض بمحافظة حجة ، تمكنت الدفاعات الجوية اليمنية من إسقاطها بصاروخ أرض – جو محلي الصنع بحسب المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع ، الذي تحدث في أحدث تصريح له خلال زيارته ومعه عدد من القيادات العسكرية للمرابطين في جبهات الجوبة والبلق والخطوط الأمامية في مارب يوم أمس الأول قائلاً: ” شعبنا أمام لحظات فارقة في التاريخ فإما أن يظهر العدو جديته في الهدنة أو أن ينكث كما هي عادته ” مشيراً إلى أن العدوان قد بدأ يتنصل عن تنفيذ الهدنة بشكلها المطلوب وأظهر وجهه الحقيقي المتسم بالمراوغة والمكر والخداع والإجرام
ومحذراً العدو من مغبة استمرار خروقاته المتواصلة وعدم التعاطي مع الهدنة بمسؤولية.

قوات متعددة الجنسيات
على ذات السياق تحدث وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي عن خروقات العدوان العسكرية للهدنة في تصريح له مؤخراً حيث قال : من خلال متابعتنا لمجريات ووقائع السيناريو السياسي الجديد لدول العدوان ومرتزقتها، تتكوّن لدينا صورة واضحة بأنه لا نية لديهم للسلام ، مخاطباً دول العدوان بالقول: أيا كانت نواياهم فإننا حاضرون لها وسيُفاجأ العدو بالرد في حال أغواه شيطانه لارتكاب أي حماقة، مؤكداً  أن القوات المسلحة اليمنية تقف اليوم أكثر من أي وقت مضى على أهبة الاستعداد والجهوزية والاقتدار القتالي العالي براً وبحراً وجواً وأن إرادة شعبنا قوية لا تنكسر وهي جزء لا يتجزأ من إرادة الأمة وفي طليعتها محور المقاومة.
 مشيراً إلى ما ترتكبه دول العدوان من خروقات عسكرية للهدنة المزعومة بالقول ” تابعنا تحركات العدوان خلال فترة الهدنة ورصدنا المستجدات ومنها تشكيل ما تسمى بقوة المهام البحرية متعددة الجنسيات بقيادة أمريكا في انتهاك صارخ للمياه الإقليمية اليمنية يهدف لمحاصرة اليمن ونهب ثرواته.

عراقيل وحصار مستمر
وفي تأكيد واضح لاستمرار دول العدوان في فرض الحصار الاقتصادي ومنع دخول سفن المشتقات النفطية قال المتحدث باسم شركة النفط بصنعاء أن تحالف العدوان بقيادة أمريكا ارتكب خرقاً جديداً للهدنة المزعومة باحتجازه لسفينة الديزل “برنسس خديجة” المحملة بـ 29226 طناً من الديزل ومنعها من الدخول إلى ميناء الحديدة بالرغم من تفتيشها وحصولها على تصاريح دخول من الأمم المتحدة.. مؤكداً أن الأمم المتحدة لا تزال عاجزةً عن إدخال سفن تحمل طابعاً إنسانياً سواء قبل الهدنة المعلن عنها أو خلالها.
وفي هذا السياق دعا رئيس الوفد الوطني المفاوض الأستاذ محمد عبدالسلام الأمم المتحدة ومبعوثها إلى عدم اللهاث وراء الدعاية السعودية السوداء وتبييضها وتجميلها لا سيما في قضايا باتت واضحة ومدعاة للسخرية والقيام بدورهما بمسؤولية وحيادية مشيراً إلى أن المواقف الرمادية ومجاراة المعتدي ستؤدي بالمبعوث الأممي إلى ما أدت بأسلافه.
إلى ذلك أكد المرتضى رئيس لجنة شؤون الأسرى أن المواقف الأممية خاضعة بشكل كامل للنظام السعودي والمبعوث الأممي موظف لدى النظام السعودي لإصدار بيانات تخدمه وقال : الأمم المتحدة تبرر صمتها أمام تعنت العدوان بأنها عبارة عن وسيط لكننا نطالب الأمم المتحدة بأن تصرح للرأي العام عمن يصنع العراقيل.

 

«26سبتمبر

قد يعجبك ايضا