هذا هو سلاح “أنصار الله” نصرة لغزة!

ممرات التجارة العالمية.. سلاح “أنصار الله” نصرة لغزة!

 

استطاعت حركة “أنصار الله” في اليمن تهديد المصالح الإسرائيلية في العالم وممارسة ضغط كبير على حركة التجارة العالمية بعد فرض حظر على الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر دعمًا ونصرة للمقاومة في غزّة.

فالبحر الأحمر، الذي يمتد من قناة السويس في مصر إلى مضيق باب المندب الذي يفصل شبه الجزيرة العربية عن أفريقيا، يعتبر طريقًا تجاريًا رئيسيًا للشحن العالمي وإمدادات الطاقة. يمر عبره حوالي 6 ملايين برميل من النفط يوميًا إضافة إلى 10 % من حركة التجارة العالمية.

عمليًا، بات على التجار التأكد من مالكي السفن قبل التعامل معهم. فالتجار سيسعون إلى الابتعاد عن احتمالية الخسارة نتيجة الصراعات في المنطقة. كما أن شركات التأمين أعلنت أن هذا الهجوم يؤثر في عمليات تأمين الشحن.

وفي الأسابيع الأخيرة، ظهرت زيادات واضحة في أسعار تأمين النقل البحري للمركبات المتجهة إلى الكيان. وقد تخطت السفن ميناء “أشدود” واختارت أن ترسو في ميناء حيفا بسبب مخاوف من هجمات صاروخية محتملة. إن السيناريو المتمثل في اختطاف أو إغراق سفينة تحمل بضاعة إلى الكيان العبري يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار التأمين، مما يؤثر في النهاية على نفقات المستهلك “الإسرائيلي”.

على سبيل المثال، تنقل سيارات مصنعة في اليابان أو كوريا الجنوبية أو الصين لتبحر عبر البحر الأحمر في طريقها إلى إيلات. وبدلاً من ذلك، قد تمر عبر قناة السويس، متجهة إلى “أشدود” وحيفا قبل الوصول إلى وجهاتها الأوروبية. إن احتمال تعرض السفن التي تحمل سيارات إلى الكيان أو تلك المملوكة لإسرائيليين للاختطاف أو الإضرار يمكن أن يساهم في مزيد من الزيادة في أسعار التأمين ومن ثم التأثير في أسعار البضائع حتى في أوروبا.

وإذا أجبرت المخاوف الأمنية شركات الشحن على تجنب مضيق باب المندب، فستكون النتيجة ارتفاع التكاليف إلى حد بعيد بسبب عدم وجود طرق بديلة.

من هنا، تتضح أهمية الضربة التي وجهتها أنصار الله إلى “إسرائيل”. فرسالة اليمنيين واضحة: بات على التجار الدوليين تجنب العمل مع السفن الإسرائيلية أو المملوكة لأفراد إسرائيليين.

ولعل ما بين طيات الهجوم، تهديد استراتيجي للولايات المتحدة الأميركية التي تعتبر نفسها آمنة مائيا. إن أساس سيطرة الولايات المتحدة الأميركية على العالم هو تفوقها البحري عسكريا وقدرتها على السيطرة على الممرات المائية. رغم محدودية القدرات اليمنية، استطاع رجال أنصار الله عبر ضربات متفرقة توجيه رسائل استراتيجية للولايات المتحدة الأميركية.

الأولوية للولايات المتحدة الأميركية بالحفاظ على سيطرتها المائية تنبع من محورية هذه القوة لفرض نفسها الأولى عالميا. وفي ظل احتدام النزال لا بد لها من فرض سيطرتها على الممرات المائية لمنع انكسار هذه السيطرة.

استطاع أنصار الله عبر عملياتهم الاستراتيجية في البحر الأحمر هزّ هيمنة الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة.

# مريم يوسف

المصدر : موقع العهد الاخباري 

قد يعجبك ايضا