هكذا ذبح التحالف ’العبري’ الطفولة في اليمن على مائدة المجتمع الدولي…وفي اليمن ذُبحت طفولةُ الإنسانية ..

التحالف ’العبري’ يذبح الطفولة في اليمن على مائدة المجتمع الدولي…

إسماعيل المحاقري

مرةً أخرى لا يجدُ تحالفُ العدوانِ السعودي الأمريكي من فريسةٍ سهلة ومتاحة للانقضاضِ عليها والتعبيرِ عن حالةِ اليأسِ والإحباطِ التي يعيشُها نتيجةَ فشلهِ العسكريِّ في تركيعِ الشعبِ اليمنيِّ وإخضاعِه على مدى ثلاثة أعوام ونصف إلّا الأطفال.. مجزرةُ ضحيان صعدة بحقِّ العشراتِ من البراعم شاهدٌ جديدٌ على أنَّ الطفولةَ في اليمن تُذبحُ من الوريد  إلى الوريد على مائدةِ المجتمعِ الدوليِّ الصامتِ والمتواطئ.

صباح يوم الخميس التاسع من شهر آب/ أغسطس … كان العشرات من طلاب المراكز الصيفية لتعليم القرآن الكريم وعلومه على موعد مع رحلة ترفيهية.. رحلة اللاعودة.

وهم يستقلون الحافلة والفرحة تغمرهم بعد ليل طويل سلب نومهم، أتى دواعش الجو ليخطفوا فرحة هؤلاء الأطفال وأرواحهم معاً لتنتهي الرحلة قبل أن تبدأ.

الفاجعة وقعت، والأشلاء تناثرت وامتزجت معها دماء الطلاب مع المعلمين بفعل قنابل أمريكية بريطانية انقشع غبارها على مشهد مأساوي اختلطت فيه مشاعر الحزن والأسى بالرجاء والتمني.

والناس يهرعون إلى مسرح الجريمة أنفاسهم محبوسة وأرواحهم مقبوضة وقلوبهم تخفق ألما وقهرا سبق الأجل الآمل فاتجه الأب لاحتضان طفله الشهيد بين ذراعيه والأم هناك أغمي عليها من هول الصدمة وثمة من كان يقلب بين الضحايا بحثا عن قريب أو جريح يتلوى من شدة الألم والمصاب ليسعفه.

المشهد كان قاسيا والصور مؤلمة تختزل مأساة شعب لا ينظر العالم المنافق لمظلوميته ولا يبدي أي تحرك للمجازر اليومية بحقه رغم اكتمال أركانها ومعرفة فاعليها وداعميها.

وقد بلغت الصفاقة والوحشية منتهاها لم يجد ناطق العدوان السعودي الأمريكي من دعوى لتبرير واحدة من أبشع جرائم حربهم المرتكبة بحق الشعب اليمني إلا ادعاءه الفج بأن الهدف عسكريا ومشروعا ما ينم عن حقد دفين لدى مسوخ العصر واستهتار واضح بأرواح الأطفال والمدنيين.

وهكذا ومع سبق الإصرار والترصد أقر المجرم بجريمته البشعة بحق عشرات الأطفال وبكل تبجح واستكبار تباهى بمنظومة استخباراته وتجسسه الأمريكية التي رصدت حافلة الطلاب قبل استهدافها بشكل مباشر دون مراعاة لتواجدها وسط سوق شعبي مكتظ بالناس وهو ما ضاعف من حصيلة الضحايا في صفوف المدنيين وأثبت بحق قبح المجتمع الدولي وعار الأمم المتحدة رهينة المال السعودي والهيمنة الأمريكية.

وطالما والسعودية والإمارات تخدمان المصالح الأمريكية فجميع الأعيان المدنية والمدارس والمستشفيات والأسواق الشعبية وحتى المساجد ودور العبادة أهدافا عسكرية مشروعة، كذلك فإن قتل وتشويه الأطفال في اليمن يتناسب كليا مع القانون الدولي والإنساني بحسب تعليق ناطق العدوان وهو يلوك في حق الضحايا مزاعم تعكس حجم الهزيمة الأخلاقية لمعسكر العدوان.

المسؤولون عن إطلاق الصواريخ والمشغلين لها والمخططين الذين استهدفتهم الطائرات المعادية في صعدة بحسب ادعاءات العدو كانوا أطفالا في عمر الزهور لا يملكون شيئا بأيديهم سوى ما حمله بعضهم من غذاء وشراب زهيد في حقائب مختومة بشعار اليونيسف منظمة الطفولة المذبوحة لجهلهم بدورها المشبوه وتآمرها بصمتها الدائم ومواقفها الخجولة في قتلهم وقتل 3000 آلاف طفل آخرين قبلهم.

أطفال لاذنب لهم ولا حول لهم ولا قوة يخافون من إبرة الطبيب ويبكيهم مرارة الدواء والحديث عن المستشفيات أمامهم يرعبهم ويقلقهم حتى وهم جرحى بين الموت والحياة يحسبون لهذا لكن وبقدرة الإعلام السعودي تحولوا  فجأة  إلى خبراء صواريخ.

ومع كل ذلك التضليل والتآمر، الحقيقة تبقى ثابتة وراسخة فثقافة القتل من أجل القتل ان كانت سائدة لدى “داعش” فكيف إذن بـ”أم الدواعش”.. ( وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ).

 

 

في اليمن ذُبحت طفولةُ الإنسانية ..

ماجد الوشلي – كاتب يمني

على مدى سنوات عديدة وطفولة اليمن لا تزالُ تحت نيرانِ عدوٍ لا يعرف عن الدين والأخلاق والإنسانيةِ شيئا ، وعلى مرأى ومسمع عالمٍ لا يقلُّ عنه دموية وإجراماً ووحشية، فالأول يقتلُ بطائراته وصواريخه وذاك الآخر يقتلُ بصمته وسكوته، ويقبل على نفسه وصمة العار لتاريخه ومستقبله، ويصمت جوارحه حتى لا يصبح في قائمة النضال، ويخشى أن تصيبه أوهام المعتدين  .. !

نعم هذه هي الحقيقة وهذا هو المشهد المؤلم على طفولة الإنسانية ونحن نلاحظ بين الحين والآخر أنهم  لم يستثنوا  بصواريخهم المعتدية أحدا .. !

وها هو الحال أننا نراها  تنزلُ دون استئذانٍ لتداهم الأبرياء دون رحمةٍ وتحولهم إلى أشلاءٍ متناثرة .. ! تأتي طائراتهم لتقذف صواريخها وترحلُ تاركةً خلفها رائحة الموت لا تفريق بين مدني ولا محارب، لا بين الصغير والكبير. لقد صبوا جام حقدهم على كل آثار الحياة والإنسان، وجعلوا من اليمن مسرحاً عبثياً لتجارب أسلحتهم المتلطخة بدماء الأبرياء من أبناء الشعب اليمني  .. !

وفي النتيجة نرى جميعهم مدنيين أبرياء ، نساء وأطفال ، رجالٌ ومسنّون ، ذكورٌ وإناث ، وكأنها تريدُ أن تكون عادلةً في إجرامها فتقتل الجميع بلا استثناء.  طفولة اليمن أصبحت عنوانا لكل مظلومية العالم لأن اختزلت بين كفتها حروف الأوجاع وأبجدية الآلام  .. !

وهنا لا بد من تذكير بالإحصائية التي فاقت التصور حول الجرائم المستمرة من قبل التحالف السعودي الأمريكي بحق طفولة اليمن. فقد بلغ عدد القتلى من الأطفال ما يقارب 3359 والجرحى 3310  واجمالي الضحايا 6669 بحسب احصائية المركز القانوني للحقوق والتنمية.

وهنا نُذكر بالجريمة الكبرى بحق أطفال اليمن  الخميس بتاريخ 9\8\2018 ، طلاب ضحيان في مدينة صعدة  الذين استهدفهم طائرات التحالف السعودي الأمريكي  بغارةٍ معتدية لا تقلُّ بشاعةً عن سابقاتها ، راح ضحيتها  حوالي 51 شهيداً و 79 جريحاً  جُلُّهم من الأطفال  والمدنيين الذين كانوا في طريقهم إلى مركزهم التعليمي..

وهذه الجريمة التي استنكرتها منظمات دولية وإقليمية وأكدت على عدم مشروعية الغارات والمجازر على المدنيين والأبرياء من أبناء الشعب اليمني لم  تغير من موازين المعادلة شيئا.. !

هذهِ المشاهد وغيرها التي تخالف كل قوانين الإنسانية وتضرب بها عرض الحائط، ولا تبالي بأي من الأعراف الدولية والتي تحرم كل أنواع القتل ضد الطفولة، وتجعل من قضايا الإنسانية عنواناً عريضاً وخطاً أحمراً  في المحكمة الدولية ومجلس الأمن الدولي، وتُقيم العقوبات والحروب على من خالفها ؛ إلا أننا نجدها في اليمن غائبةً عن ذلك بكل قوانينها وبرامجها، وهذا ما يجعلُ دول العالم مسرحاً للعبة الأمم وعشوائية القرار لمن يملكُ القوة…!

ونلاحظُ ردود الفعل الدولية ولعل أبرزها منظمة اليونسيف التي سألت في تصريحها بعد جريمة طلاب ضحيان :  هل يحتاج العالم إلى المزيد من الأطفال القتلى لوقف الحرب على اليمن؟ ولا أعذار بعد  مقتل العديد من الأطفال في الهجوم على صعدة.

ونجد من يساوي بين الضحية والجلاد في مواقفه، وها هي  منسقة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة تقول : أطراف النزاع في اليمن يجب أن تلتزم بالقانون الدولي… ثم يقولون انها الأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم!

إذا كانت قضية اليمن بهذا الحجم فلماذا كل هذا التغاضي عما يحدث رغم المجازر المهولة بحق المدنيين والأبرياء ؟ لابد من اعادة النظر في كل ما يحدث حتى تجدي نفعا في ايقاف الحرب العدوانية على كل مقومات الحياة اليمنية ..

والمفارقةُ العجيبة حين تسمع تبريرات العدوان بأنهم قصفوا أخطر شبكة كانت تعدُ للمنظومة الصاروخية والقتالية، ويتباهون بكل هذه الجرائم وأنها ضمن رصد دقيق وعمل مخابراتي تتبع كل خطواتهم ؟! هل يعقل أننا في القرن الواحد والعشرين بكل تطوره في برامج التكنولوجيا الحديثة أنها لم تستطيع أن تفرق بين الأطفال والمقاتلين ؟!  ..

إنّ  هذه الجرائم العدوانية  بحقِ أطفال اليمن كفيلةٌ بأن تكون السبب الرئيسي لملاحقة النظام السعودي والاماراتي في كل المحافل والمحاكم الدولية، وتعريته أمام الرأي العام حتى لا تبقى أي مبررات حول مشروعية اعتدائه على اليمن، لأننا نلاحظ بالجرم المشهود أنها جرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي ولا تقبلها المواثيق والمعاهدات الدولية، فضحايا القنابل العنقودية شاهدة على دموية الإجرام بحق أطفال اليمن وعلى مدى سنوات عديدة ..

هل أصبحَ ضميرُ الإنسانية ميتاً إلى درجة أنك لم تعُد تفرق بينه وبين حروف الصمت وابجدية السكوت ؟ أين هي الشرعية الدولية و” الأمم المتحدة ” ، ومجلس الأمن الدولي ، وجامعة الدول العربية  ومنظمة التعاون الإسلامي بل أين هي شعارات الإنسانية والحرية ومدعي الثقافة الإنسانية ؟!  هل أصبح معنى الحيادية عدم التدخل في الدفاع عن الطفولة ؟! أين القوانين والشرائع واللوائح الدولية التي تنادي بحفظ وصيانة الدماء واحترام إنسانية الإنسان؟ ألم تعد كافية تلك الجرائم حتى تصبح المعادلة واضحة لكل من لازال ينظر بنظرات واهمة حول ما يحدث في اليمن .. ؟

 

قد يعجبك ايضا