هوية اليمن الأثرية والتاريخية تباع في المزادات الأوروبية والأمريكية.. والعدوان ينهب أكثر من مليون قطعة

يوما تلو آخر تتزايد جرائم تهريب الآثار الحضارية والمخطوطات التاريخية والتحف اليمنية النادرة وبيعها في الأسواق الأُورُوبية والأمريكية، بتواطؤ وشراكة مباشرة من تحالف العدوان الصهو أمريكي السعودي الإماراتي وحكومة المرتزِقة.

ومنذ بداية العدوان الإجرامي على اليمن في الـ 26 من مارس 2015م تعرضت أغلب المواقعُ الأثريةُ والتاريخية اليمنية للقصف والتدمير الممنهج والنهب والسرقة والتهريب خارج البلاد، حيث قامت دول العدوان بتحريك أدواتها وعملاءها ومرتزقتها داخل اليمن لتهريب القطع الأثرية بمختلف أنواعها وبيعها عبر مافيا منظمة أوجدتها دول العدوان لهذا الغرض، فضلاً عن أن مهربي الآثار في اليمن وبسبب استمرار فترة العدوان لم يجدوا صعوبة تذكر في عملية التهريب، فقد سهلت سيطرة دول العدوان على الموانئ الجوية والبرية والبحرية اليمنية، كثيراً عمليات التهريب وإخراج تحف وسيوف وخناجر ومخطوطات أثرية دون أن يتم اعتراضها.

ويستغل مافيا ومهربي الآثار حالات الانفلات والفوضى التي تعيشها المحافظات المحتلة، وحسب تحقيق صحفي نشره موقع ” لايف ساينس” وترجمه “المهرة بوست” فإن نحو 100 قطعة أثرية يمنية تم تهريبها من اليمن منذ العام 2021م تم بيعها في كل من الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية.

إحصائيّات وأرقام

وكانت تقارير سابقة ذكرت عن تهريب آلاف القطع الأثرية اليمنية، حيث كشف مركز الهدهد للدراسات الأثرية في تقرير له أن أكثر من 4265 قطعة أثرية مهربة بيعت في 16 مزاد في 6 دول هي أمريكا 5 مزادات، بريطانيا 4 مزادات، فرنسا 3 مزادات، ومزادان في الكيان الصهيوني ومزاد لكل من ألمانيا وهولندا.

وأشار التقرير إلى أن عدد القطع المباعة والمعروضة خلال فترة العدوان 2610 قطعة، احتلت أمريكا المركز الأول بـ 2167 قطعة أثرية، ثم هولندا وفي المركز الثالث الكيان الصهيوني بما يقارب الـ 450 قطعة أثرية، لافتاً إلى أن عدد القطع الأثرية المباعة خلال فترة العدوان 2523 قطعة بلغت قيمتها التقديرية 12 مليون و 200 ألف دولار أي مايعادل حوالى 6 مليار و800 مليون ريال يمني، وأن القطع التي لازالت معروضة للبيع ولم يجرِ التأكد من بيعها بلغت 1742 قطعة منها 632 قطعة معروضة للبيع بحدود 3 مليون ونصف مليون دولار وعدد 1110 قطعة بدون أي مبالغ.

ومن ضمن القطع التي رصدها التقرير مخطوطة تعود إلى القرن الخامس عشر الميلادي باعها مزاد سوثبيز بمبلغ 845 ألف دولار وتم بيع تمثال برونزي يعود لفترة مابين القرن الأول قبل الميلاد والقرن الأول ميلادي وبيع في مزاد كريستيز بمبلغ 576 ألف دولار، إضافة إلى تمثال حجري من المرمر يعود إلى فترة القرن الثالث قبل الميلاد والقرن الأول ميلادي بيع ب 499 ألف جنيه إسترليني عبر مزاد سوثبيز.

وكشفت الاحصائيات الأولية – وفق المركز- النماذج القطع الأثرية شملت 7 متاحف عالمية تضم 1384 قطعة أثرية.

نهب إماراتي لمعبد أوام في مأرب

وخلال مايو من العام الماضي قامت دويلة الإمارات بنهب تحف تاريخية من أحد أهم معابد مدينة مأرب الأثرية، وتتمثل المنهوبات الأثرية في تهريب ألواح مسندية تم نهبها من معبد أوام، حسب تصريح لمستشار سابق في “حكومة المرتزقة”.

تزوير للتاريخ

وكانت صحيفة ”ليكسبريس الفرنسية“، أكدت في 29 سبتمبر 2021، إن اليمن إحدى البلدان التي تنتشر فيها عملية نهب الآثار بل تعاني من هذه المشكلة التي أصبحت تحدث بشكل يومي دون الإلتفات لهذا الإرث الكبير للحضارة اليمنية الضاربة القدم، مشيرة إلى أن قطع أثرية يمنية نجدها في حوزة المجمعين الغربيين بسبب تشجيع تجار أوروبيين وأمريكيين لعمليات نهب الآثار اليمنية، حيث يشترون القطع الأثرية المسروقة بعشرات الملايين من اليورو، وقد تم العثور عليها في متحف ”اللوفر أبوظبي“ و”المنبر“ في نيويورك.

وكشفت الصحيفة الفرنسية، أن العدوان على اليمن تسبب في نهب الآثار في وعلى رأسها “تجف الدم” التي نهبها من متحف محافظة عدن والعثور عليها في متحف اللوفر أبوظبي على أنها آثار إماراتية، مطالبة بضرورة المشاركة في تحقيقات لإعادة القطع المسروقة الموجودة في كل من متاحف الخليج والتي بنت متاحفها على الآثار اليمنية وقدمتها على إنها خاصة بها، موضحة أنها مشكلة كبيرة لأنها ليست سرقة فقط بل عملية تزوير تاريخ وحقائق، وكذلك يفرض المطالبة باستعادة الآثار اليمنية المسروقة في كل المتاحف العالمية ومنها الأوروبي

تهريب 10 آلاف قطعة آثرية

وفي ذات السياق كشف الباحث اليمني المختص في شؤون الآثار اليمنية، عبدالله محسن، أن 10 آلاف قطعة آثرية يمنية تم تهريبها خلال سنوات العدوان الماضية في اليمن، مشيرا إلى أنه لا يمكن تقديم رقم محدد للقطع الأثرية التي هربت إلى الخارج “لعدم وجود إحصاءات رسمية، ولأن ما يظهر في الغالب هو القطع المعروضة في المزادات أو المتاحف، أو في صفحات الترويج للقطع المهربة على منصات التواصل الاجتماعي”.

وقدر الباحث اليمني، من خلال متابعته لما يعرض في المزادات والمنصات المتعددة أثناء فترة العدوان، وجود ما يزيد عن 10 آلاف قطعة أثرية تم تهريبها؛ لأن العدوان ساهم في ذلك؛ حيث سهل العدوان عمليات نهب وتهريب منظمة وواسعة لكميات من القطع الأثرية.

الحقد على تراث اليمن الثقافي

وكانت منظمة اليونسكو للتراث العالمي، قد اتهمت الإمارات في فبراير 2021 بنهب أكثر من مليون قطعة أثرية من اليمن بناء على تحقيق مطول نفذته اليونسكو بإشراف عالم الاثار وخبير آثار الشرق الاوسط “ألكسندر ناجل”.

وذكرت صحيفة “الواشنطن بوست” أنه خلال العام 2019 فقط هربت الإمارات إلى أمريكا قطع أثرية يمنية بأكثر من 8 ملايين دولار.

ختاماً

فإن جريمة تهريب التاريخ والحضارة اليمنية تعتبر جريمة لا تقل شأنا عن جرائم القتل والتدمير الذي خلفه تحالف العدوان الإجرامي على يمن الإيمان والحكمة، ويجب على الجهات المختصة والحقوقيين والناشطين المطالبة بمحاكمة كل من تورط وسهل وشارك من اليمنيين في الخارج والداخل في هذه الجريمة، والعمل على استعادة الآثار اليمنية المسروقة والمهربة بشتى الوسائل الممكنة، ضمن الأولويات الوطنية في الوقت الراهن وفي المستقبل.

 

المصدر:يمانيون
قد يعجبك ايضا